الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أو على عطاء بن السائب، ولا يصح عنه، أو هو مما روي عنه بعد الاختلاط.
• وقد روي النهي عن التلقين أيضًا عن ابن مسعود:
فقد روى إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، قال: إذا تعايا الإِمام فلا تردد عليه فإنه كلام.
أخرجه عبد الرزاق (2/ 142/ 2823)، ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (4/ 224/ 2068)، والطبراني في الكبير (9/ 264/ 9314).
وهذا موقوف على ابن مسعود بإسناد صحيح.
• ورواه ميمون أبو حمزة الأعور [صاحب إبراهيم، وهو: ضعيف؛ خاصة في إبراهيم]، عن إبراهيم، عن ابن مسعود، في تلقين الإِمام: إنما هو كلام يلقيه إليه.
أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 417 /4788)(3/ 529/ 4823 - ط. عوامة).
• ورواه حماد بن سلمة، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم؛ أن ابن مسعود كان يكره تلقين الإِمام، وقال: إنه كلام.
أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 264/ 9315).
وفي رواية حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان تخليط، قاله أحمد [سؤالات أبي داود (338)، سؤالات الميموني (465)، الجرح والتعديل (3/ 147)، شرح علل الترمذي (2/ 761)]، وقد تُكُلِّم أيضًا في رواية حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم [انظر: التهذيب (1/ 483)]، والله أعلم.
والمحفوظ: رواية منصور بن المعتمر، وهو ثقة ثبت، وكان من أثبت الناس في إبراهيم بن يزيد النخعي.
لكن قول ابن مسعود هنا معارض بما صح مرفوعًا من مشروعية التلقين، وما صح عن عدد من الصحابة، مثل: عثمان وابن عمر وأنس، والعمل عليه، والله أعلم.
***
165 - باب الالتفات في الصلاة
909 -
. . . يونس، عن ابن شهاب، قال: سمعت أبا الأحوص، يحدثنا في مجلس سعيد بن المسيب، قال: قال أبو ذر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الله عز وجل مقبلًا على العبد، وهو في صلاته، ما لم يلتفِتْ، فإذا التفَتَ انصرف عنه".
• حديث صحيح.
أخرجه النسائي في المجتبى (3/ 8/ 1195)، وفي الكبرى (1/ 286/ 532) و (2/ 36 / 1119)، والدارمي (1/ 390/ 1423)، وابن خزيمة (1/ 243 و 244/ 481 و 482)، وابن حبان في وصف الصلاة بالسُّنَّة (14/ 213/ 17650 - إتحاف المهرة)، والحاكم (1/ 236)،
وأحمد (5/ 172)، وابن المبارك في الزهد (1186)، وفي المسند (55)، والذهلي في المنتخب من حديث الزهري (25)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (3/ 154/ 551)، والطحاوي في المشكل (4/ 61/ 1428)، وابن حزم في المحلى (3/ 77)، والبيهقي (2/ 281 و 282)، والخطيب في الموضح (2/ 237)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 253/ 734).
رواه عن يونس بن يزيد الأيلي: عبد الله بن وهب، وعبد الله بن المبارك، والليث بن سعد، وشبيب بن سعيد الحبطي، وغيرهم، وهذا لفظ ابن وهب.
وفي رواية ابن المبارك [في الزهد وعند النسائي وأحمد]: سمعت أبا الأحوص [مولى بني ليث] يحدثنا في مجلس ابن المسيب، وابن المسيب جالسٌ، أنه سمع أبا ذر يقول:
…
فذكره، وفي آخره: "
…
فإذا صرف وجهه انصرف عنه".
وفي رواية الليث [عند الدارمي وابن خزيمة]: سمعت أبا الأحوص يحدِّث ابن المسيب، أن أبا ذر قال:
…
فذكره، وفي آخره: "
…
فإذا صرف وجهه انصرف عنه".
• ورواه عبد الغفار بن عبيد الله الكريزي [لا بأس به. له ترجمة تحت الحديث رقم (380)]، ومحمد بن إبراهيم بن أبي عدي [ثقة]:
عن صالح بن أبي الأخضر [ضعيف]، عن الزهري، عن أبي الأحوص، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الله عز وجل مقبلًا على عبده في صلاته، ما لم يلتفت، فإذا التفت صرف وجهه عنه [وفي رواية: أعرض عنه] ".
أخرجه البغوي في شرح السُّنَّة (3/ 252/ 733)، وفي التفسير (3/ 302)، وأبو طاهر السلفي في حديثه عن حاكم الكوفة (11).
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأبو الأحوص هذا، مولى بني الليث: تابعي من أهل المدينة، وثقه الزهري، وروى عنه، وجرت بينه وبين سعد بن إبراهيم مناظرة في معناه".
وقال النووي في الخلاصة (1588): "رواه أبو داود والنسائي بإسناد فيه رجل فيه جهالة، ولم يضعفه أبو داود فهو حسن عنده".
• قال ابن القطان في بيان الوهم (4/ 1643/175) عن أبي الأحوص: "وهو لا تعرف له حال، ولا قضى له بالثقة ما رواه يونس عن ابن شهاب من قوله: سمعت أبا الأحوص يحدث في مجلس سعيد بن المسيب، وقد روى الدوري عن ابن معين أنه قال: أبو الأحوص الذي روى عنه الزهري: ليس بشيء [انظر: تاريخ ابن معين للدوري (4/ 444/ 5217)].
وأمره بيِّنٌ، ولو لم يقُل ذلك ابن معين".
قلت: عبارة: ليس بشيء، ولا شيء: من ألفاظ الجرح عند ابن معين وغيره من النقاد؛ وقد تقترن بغيرها من العبارات التي تبين المراد منها، وقد حمل جماعة من النقاد
[مثل: يعقوب بن شيبة، وأبي داود، وعثمان بن سعيد الدارمي، وابن أبي حاتم، وغيرهم] إطلاق ابن معين لها على جرح الراوي جرحًا شديدًا، إلا أن ابن معين قد يستعملها أحيانًا لبيان قلة حديث الراوي، كما ذهب إلى ذلك الحاكم وابن القطان الفاسي [انظر: تاريخ ابن معين للدوري (2/ 140)، تاريخ ابن معين للدارمي (386)، ملخص مسند عمر ليعقوب بن شيبة (32 - تلخيص أحمد بن أبي بكر الطبراني الكاملي)، الجرح والتعديل (3/ 321)، سؤالات الآجري (355)، الكامل لابن عدي (2/ 423)، بيان الوهم (5/ 377/ 2545)، التهذيب (3/ 461)، هدي الساري (421)، الرفع والتكميل (212)، التنكيل (1/ 49 و 422)، يحيى بن معين وكتابه التاريخ (1/ 115)، مباحث في علم الجرح والتعديل (59)].
قال العلامة المعلمي اليماني في طليعة التنكيل (1/ 49): "أن ابن معين قد يقول: ليس بشيء، على معنى قلة الحديث، فلا تكون جرحًا، وقد يقولها على وجه الجرح كما يقولها غيره فتكون جرحًا، فإذا وجدنا الراوي الذي قال فيه ابن معين: ليس بشيء، قليل الحديث، وقد وُثِّق، وجب حمل كلمة ابن معين على معنى قلة الحديث لا الجرح، وإلا فالظاهر أنها جرح".
ويمكن حمل كلام ابن معين في هذا الموطن على معنى قلة الحديث: فإن أبا الأحوص مقلٌّ، وقد روى بهذا الإسناد حديثين معروفين قد رُويا من وجوه آخر، فكان الأولى بابن القطان أن يقول فيه مثل ما قال في بكار بن عبد العزيز:"وما روى ابن أبي خيثمة عن ابن معين من قوله فيه: ليس بشيء، إنما يعني بذلك: قلة حديثه، وقد عُهِد يقول ذلك في المقلين"[بيان الوهم (3/ 029/ 1281)].
وبمثل ما قال في أبي عامر صالح بن رستم: "وقول ابن معين فيه: لا شيء؛ معناه فيه: أنه ليس كغيره، فإنه قد عُهِد يقول ذلك فيمن يقل حديثه، فاعلم ذلك"[بيان الوهم (5/ 565/ 2789)].
قلت: فأين أبو الأحوص من بكار بن عبد العزيز وأبي عامر الخزاز في كثرة ما يرويانه؟ وقلة مرويات أبي الأحوص؟ فهو الأحق بهذا التوجيه على مذهب ابن القطان، لا سيما ولم يوجد في حديثه نكارة تقتضي تضعيفه.
فإن قيل: قد وُصِف أبو الأحوص بالجهالة، فإن سفيان بن عيينة لما روى له عن الزهري حديث النهي عن مسح الحصى، قال سفيان:"فقال له سعد بن إبراهيم [يعني: للزهري]: من أبو الأحوص؟! كالمغضب عليه، حين حدَّث عن رجل مجهول لا يعرفه، فقال له الزهري: أما تعرف الشيخ مولى بني غفار الذي كان يصلي في الروضة، وجعل يصفه له، وسعد لا يعرفه"[مسند الحميدي (128)، الطبقات الكبرى (175 - القسم المتمم)، العلل ومعرفة الرجال (1/ 186/ 158) و (3/ 151/ 4668)، المعرفة والتاريخ (1/ 216 و 383)، صحيح ابن خزيمة (913)، الجعديات (1528)].
وقال البخاري في الكنى (7): "أبو الأحوص: مولى بني غفار، إمام مسجد بني ليث، سمع أبا ذر حديثين، روى عنه الزهري"، وقال نحوه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 335)، وابن حبان في الثقات (5/ 564)، وذكره يعقوب بن سفيان فيمن روى عنهم الزهري من الموالي من أهل المدينة.
وقال النسائي: "لم نقف على اسمه، ولا نعرفه، ولا نعلم أن أحدًا روى عنه غير ابن شهاب"، بل قال أبو أحمد الحاكم:"ليس بالمتين عندهم"، مقلدًا في ذلك ابن معين. [انظر: كنى مسلم (207)، المعرفة والتاريخ (1/ 216)، التهذيب (4/ 478)].
فيقال: الزهري كان أعلم بالحديث والرجال من سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وكان أوسع منه رواية، وأكثر شيوخًا، فلا يستغرب على الزهري أن يُغرِب على سعد بن إبراهيم بالرواية عن شيوخ من أهل المدينة لا يعرفهم سعد، ولم يلقهم، بل وفي كلام الزهري نوع ثناء على أبي الأحوص.
وابن عبد البر لم يرتض قول ابن معين في أبي الأحوص، حتى رماه بالتناقض، فقال:"قد تناقض ابن معين في هذا، فإنه سئل عن ابن أكيمة وقيل له: إنه لم يرو عنه غير ابن شهاب؟ فقال: يكفيه قول ابن شهاب: حدثني ابن أكيمة، فيلزمه مثل هذا في أبي الأحوص". [التهذيب (4/ 478)].
وهذا الذي ذهب إليه ابن عبد البر هو الصواب؛ من إلزام ابن معين بقوله في ابن أكيمة، وقد فصلت القول فيه عند الحديث رقم (827)، ومما قلته هناك:
إن قول ابن معين: "كفى قول الزهري: سمعت ابن أكيمة يحدث سعيد بن المسيب"، يدل على جلالة ابن أكيمة حيث يستمع إليه ابن المسيب وتلميذه ابن شهاب الزهري، وهما أئمة أهل المدينة في زمانهما، وفي هذا توثيق ضمني له من ابن المسيب ومن الزهري حيث لم ينكرا عليه ما رواه عن أبي هريرة.
قال ابن عبد البر في الاستذكار (1/ 464): "قال ابن شهاب: كان ابن أكيمة يحدث في مجلس سعيد بن المسيب، فيصغي إلى حديثه، وحسبك بهذا فخرًا وثناءً".
وقال في التمهيد (11/ 22): "الدليل على جلالته: أنه كان يحدث في مجلس سعيد بن المسيب، وسعيد يصغي إلى حديثه عن أبي هريرة، وسعيدٌ أجل أصحاب أبي هريرة، وذلك موجود في حديثه هذا من رواية ابن عيينة وغيره، وإلى حديثه ذهب سعيد بن المسيب في القراءة خلف الإِمام فيما يجهر فيه، وبه قال ابن شهاب، وذلك كله دليل واضح على جلالته عندهم وثقته، وبالله التوفيق".
وعلى هذا فإن الذين حكموا عليه بالجهالة؛ إنما ذهبوا إلى ذلك لقلة روايته حيث لا يصح له غير هذا الحديث الواحد، كما أنه لم يرو عنه غير الزهري، ومن المعلوم أن الراوي إذا لم يروِ منكرًا، وكان المتفرد عنه من كبار الأئمة الحفاظ: فإن هذا مما يرفع من حاله، فالزهري أحد سادات التابعين في زمانه في العلم والعمل، فرواية مثله عن تابعي غير
مشهور، وقد صرح باسمه، وأسند له، مما يرفع حاله، لا سيما ولم يرو منكرًا.
قلت: فيقال مثل هذا في أبي الأحوص، فقد قال الزهري: سمعت أبا الأحوص مولى بني ليث يحدثنا في مجلس ابن المسيب، وابن المسيب جالسٌ، أنه سمع أبا ذر يقول:
فيكون ذلك توثيق ضمني لأبي الأحوص من ابن المسيب ومن الزهري حيث لم ينكرا عليه ما رواه عن أبي ذر.
قال المنذري في الترغيب (787): "وأبو الأحوص هذا لا يعرف اسمه، لم يرو عنه غير الزهري، وقد صحح له الترمذي وابن حبان وغيرهما".
قلت: قد حسن له الترمذي حديثه الآخر (379)، وصحح له ابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود والحاكم، واحتج بحديثه أبو داود والنسائي وابن المنذر والبيهقي.
وهذا الحديث الذي رواه أبو الأحوص عن أبي ذر له ما يشهد بصحته من حديث الحارث الأشعري، ويأتي تخريجه في الشواهد.
• وعلى هذا: فإن حديث أبي ذر هذا حديث صحيح؛ فإن أبا الأحوص، وإن كان فيه جهالة؛ حيث لم يروِ عنه سوى ابن شهاب الزهري، ولم يروِ سوى حديثين، إلا أنه لم يروِ منكرًا، وقد رضيه الزهري وابن المسيب، ولم ينكرا حديثه، وصحح له جماعة من الأئمة، وتشهد الآثار لصحة حديثه، كما سيأتي بيانه، والله أعلم.
***
910 -
. . . أبو الأحوص، عن الأشعث -يعني: ابن سليم-، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في الصلاة؟ فقال: " [إنما] هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد".
• حديث صحيح.
أخرجه البخاري (751 و 3291)، والترمذي (590)(1/ 130 - قديمي كتب خانة)، وقال:"حسن غريب". والنسائي في المجتبى (3/ 8/ 1197)، وفي الكبرى (2/ 37/ 1121)، وابن خزيمة (1/ 244/ 484) و (2/ 65/ 931)، وابن أبي شيبة (1/ 394/ 4531)، وأبو يعلى (8/ 96/ 4634) و (8/ 313/ 4913)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 95/ 1294)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 23)، والبيهقي (2/ 281)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 251/ 732)، وفي التفسير (3/ 302).
رواه عن أبي الأحوص جماعة من الثقات، منهم: مسدد بن مسرهد، وعبد الرحمن بن مهدي، والحسن بن الربيع، ويوسف بن عدي، وصالح بن عبد الله الباهلي الترمذي، والعباس بن الوليد النرسي، وعبد الأعلى بن حماد النرسي.
• تابع أبا الأحوص عليه:
زائدة بن قدامة، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي، ومسعر بن كدام، وأبو حمزة السكري محمَّد بن ميمون، وعمار بن رزيق، وإسرائيل بن أبي إسحاق [وعنه: عبيد الله بن موسى] [وهم ثقات]:
فرووه عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة، قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: " [هو] اختلاس يختلسه الشيطان من الصلاة" وفي رواية: "من صلاة العبد".
أخرجه النسائي في المجتبى (3/ 8/ 1196)، وفي الكبرى (1/ 285/ 530) و (2/ 37/ 1120)، وابن خزيمة (1/ 244/ 484) و (2/ 65/ 931)، وابن حبان (6/ 64/ 2287 - ترتيب ابن بلبان)(3/ 525/ 4375 - التقاسيم والأنواع)، وأحمد (6/ 70 و 106)(11/ 5903/ 25050 - ط. المكنز) و (11/ 5979/ 25385 - ط. المكنز)(9/ 237 - أطراف المسند)، وإسحاق بن راهويه (3/ 826/ 1473)، وأبو العباس السراج في مسنده (281)[وفي سنده زيادة باطلة]، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (690)، والطحاوي في أحكام القرآن (1/ 238/ 463)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 23)، وابن حزم في المحلى (3/ 77)، والبيهقي في الشعب (3/ 137/ 3125)، وذكره الدارقطني في العلل (14/ 279/ 3621).
• وانظر فيمن وهم في حديث مسعر، فجعله عن أشعث عن أبي وائل عن مسروق [عند: البيهقي (2/ 281)]، بدلًا من: أشعث عن أبيه عن مسروق [عند: ابن حبان][وانظر: الفتح لابن حجر (2/ 234)].
• خالفهم:
1 -
عمر بن عبيد الطنافسي [صدوق]، فرواه عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن عائشة، قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: "هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد وصلاة المرأة".
أخرجه إسحاق بن راهويه (3/ 824/ 1470).
وهذه رواية شاذة سندًا ومتنًا، بإسقاط مسروق من الإسناد، وزيادة: صلاة المرأة في آخره.
واختلف فيه أيضًا على عمر بن عبيد، فروي عنه كالجماعة بإثبات مسروق في الإسناد [عند: إسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2/ 420/ 1907)].
2 -
إسرائيل بن أبي إسحاق، فرواه عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبي عطية الكوفي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة؟ قال: "هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد".
أخرجه النسائي في المجتبى (3/ 8/ 1198)، وفي الكبرى (1/ 286/ 531) و (2/ 37 / 1122)، وذكره الدارقطني في العلل (14/ 279/ 3621).
• واختلف فيه على إسرائيل:
أ- فرواه عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعبد الله بن صالح العجلي، ومخلد بن يزيد الحراني [وهم ثقات]، عنه به هكذا.
ب- ورواه وكيع [ثقة حافظ]: نا إسرائيل، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن مسروق، أو: أبي عطية، عن عائشة، قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . فذكر مثله.
أخرجه إسحاق بن راهويه (3/ 825/ 1471)، وعنه: أبو العباس السراج في مسنده (282)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (1159).
ج- ورواه النضر بن شميل [ثقة ثبت]: نا إسرائيل، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن أبي عطية، عن عائشة، قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . فذكر مثله.
أخرجه إسحاق بن راهويه (3/ 826/ 1472).
د- ورواه عبيد الله بن موسى [ثقة، من أثبت الناس في إسرائيل]: عن إسرائيل، عن أشعث، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة، قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . فذكر مثله.
أخرجه ابن خزيمة (1/ 244/ 484).
• هكذا اضطرب إسرائيل في إسناد هذا الحديث، والمحفوظ رواية جماعة الثقات، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة، مرفوعًا.
• ورواه أبو خالد الدالاني، عن أبي الشعثاء المحاربي، عن مسروق، عن عائشة؛ أنها قالت: الالتفات اختلاس من الشيطان يختلسه من صلاة العبد. موقوف.
أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (283)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (1160).
قلت: أبو خالد الدالاني، يزيد بن عبد الرحمن: كوفي، لا بأس به، وقد وهم في وقف هذا الحديث؛ إنما هو مرفوع من حديث أي الشعثاء، عن مسروق، عن عائشة.
• وروى سفيان الثوري، وحفص بن غياث، وأبو معاوية الضرير، وأبو حمزة السكري، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، والقاسم بن معن [وهم ثقات]:
عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية الوادعي، قال: قالت عائشة: إن الالتفات في الصلاة اختلاس يختلسه الشيطان من الصلاة.
وفي رواية الثوري: عن أبي عطية، قال: سألت عائشة عن الالتفات في الصلاة؟ ....
أخرجه النسائي في المجتبى (3/ 8/ 1199)، وفي الكبرى (2/ 37/ 1123)، وعبد الرزاق (2/ 258/ 3275) و (3/ 31/ 4687)، وابن أبي شيبة (1/ 395/ 4537)، وذكره الدارقطني في العلل (14/ 280/ 3621).
قلت: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين [انظر: التحفة (11/ 811)]، لكنه موقوف على عائشة، وهو لا يعارض رواية مسروق المرفوعة عن عائشة، فكلٌّ حدَّث عنها بما سمع، حيث أجابت أبا عطية على سؤاله من قولها، وأسندته عن النبي صلى الله عليه وسلم في رواية مسروق، ومسروق من أصحاب عائشة المكثرين عنها، والله أعلم.
وانظر فيمن رواه عن الأعمش فأفحش في الوهم: ضعفاء العقيلي (3/ 90)[وانظر: اللسان (5/ 58)].
وانظر بقية الاختلاف فيه عند: الدارقطني في العلل (14/ 279/ 3621).
• قال الدارقطني: "والصحيح: عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة"[هكذا رجح رواية البخاري].
• وفي الباب:
1 -
عن الحارث الأشعري:
رواه أبان بن يزيد العطار [ثقة، من أصحاب يحيى بن أبي كثير]، وأبو خلف موسى بن خلف [ليس به بأس]، وعلي بن المبارك [ثقة، من أصحاب يحيى]، ومعمر بن راشد [ثقة] [وقال في روايته: عن أبي مالك الأشعري، فكناه بأبي مالك، وهو الحارث بن الحارث الأشعري، وعنه: عبد الله بن المبارك، وهو أثبت الناس في معمر، لكن الراوي عنه: يحيى بن عبد الحميد الحماني، وهو حافظ متكلَّم فيه، وقد توبع عليه، تابعه عبدان عبد الله بن عثمان، وهو: ثقة حافظ، وعلي بن إسحاق المروزي، وهو: ثقة، لكن قالا في روايتهما: عن رجل من الصحابة؛ أراه أبا مالك الأشعري]:
عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام؛ أن أبا سلام حدثه؛ أن الحارث الأشعري حدثه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد أن يبطئ بها، فقال عيسى: إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرهم، وإما أن أمرهم، فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يُخسَف بي أو أعذَّبَ، فجمع الناس في بيت المقدس، فامتلأ المسجد وقعدوا على الشُّرَف، فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن:
أولهنَّ: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وإن مثل من أشرك بالله: كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهبٍ أو وَرِقٍ، فقال: هذه داري وهذا عملي، فأعمل وأدِّ إليَّ، فكان يعمل ويؤدِّي إلى غير سيده، فأيُّكم يرضى أن يكون عبله كذلك؟ [وإن الله عز وجل خلقكم ورزقكم، فاعبدوه، ولا تشركوا به شيئًا].
وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا، فإن الله ينصب وجهه لوجه [وفي رواية: يُقبل بوجهه إلى وجه] عبده في صلاته ما لم يلتفت.
وآمركم بالصيام، فإن مثل ذلك: كمثل رجلٍ في عصابة معه صُرَّة فيها مِسكٌ، فكلهم يَعجَب أو يُعجِبه ريحها [وفي رواية: فكلهم يحب أن يجد ريحها]، وإن ريحَ الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك.
وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك: كمثل رجل أسره العدو، فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدَّموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفديه منكم بالقليل وَالكثير [وفي رواية: فجعل يقول لهم:
هل لكم أن أفدي نفسي منكم، فجعل يعطي القليل والكثير]، ففدى نفسه منهم.
وآمركم أن تذكروا الله، فإن مثل ذلك: كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعًا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله [وفي رواية: وإن العبدَ أحصنُ ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل] ".
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وأنا آمركم بخمسٍ اللهُ أمرني بهن: السمع، والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإِسلام من عنقه؛ إلا أن يرجع، ومن ادَّعى دعوى الجاهلية فإنه من جُثا جهنم"، فقال رجل: يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال: "وإن صلى وصام، فادعوا [وفي رواية: تداعوا] بدعوى الله الذي سماكم [بها] المسلمين المؤمنين، عباد الله".
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 260)، والترمذي (2863 و 2864)، وابن خزيمة في صحيحه (3/ 195/ 1895)، وفي التوحيد (1/ 37)، وابن حبان (14/ 124/ 6233)، والحاكم (1/ 117 و 118) و (1/ 421)، وأحمد (4/ 130 و 202)، والطيالسي (2/ 479/ 1257) و (2/ 1258/281)، وابن سعد في الطبقات (4/ 359)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (1/ 341/ 1126 و 1262)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (124 و 126 و 127)، وأبو يعلى في مسنده (3/ 141/ 1571)، وفي المفاريد (83)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (2/ 71/ 459)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 95/ 1292 و 1293)، وابن أبي حاتم في التفسير (6/ 1804/ 10064)، وابن قانع في المعجم (1/ 167 - 168)، والآجري في الشريعة (7)، والطبراني في الكبير (3/ 286 و 287/ 3427 - 3429) و (3/ 289/ 3431)، وأبو الشيخ في الأمثال (336)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (531)، وابن بطة في الإبانة (1/ 291/ 124)، وابن منده في الإيمان (1/ 375 و 377/ 212 و 212 م)، وابن أبي زمنين في أصول السُّنَّة (204)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (1/ 107/ 157)، وابن بشران في الأمالي (1082)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 802 و 803/ 2113 - 2116)، وأبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (140)، والبيهقي في الدعوات (12)، وفي الشعب (1/ 402/ 539) و (6/ 59/ 7494)، وابن عبد البر في التمهيد (21/ 279)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 416)، والبغوي في شرح السُّنَّة (10/ 49/ 2460)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (64/ 184)، وفي الأربعين في الحث على الجهاد (6)، وغيرهم.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب، قال محمَّد بن إسماعيل: الحارث الأشعري: له صحبة، وله غير هذا الحديث".
وقال ابن حبان: "والحارث الأشعري هذا: هو أبو مالك الأشعري، اسمه الحارث بن مالك، من ساكني الشام".
وتعقبه العلائي فقال في جامع التحصيل (138): "في هذا نظر؛ فقد خالف ابن حبان
جماعة منهم ابن عبد البر وغيره، فقالوا: الحارث هذا في حديث يحيى بن زكريا عليه السلام هو الحارث بن الحارث الأشعري، وهو غير أبي مالك، متأخر عنه" [وانظر أيضًا: جامع التحصيل (797)، تحفة التحصيل (316)].
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
وقال أيضًا: "هذا حديث صحيح، على ما أصلناه في الصحابة إذا لم نجد لهم إلا راويًا واحدًا؛ فإن الحارث الأشعري صحابي معروف، سمعت أبا العباس محمَّد بن يعقوب، يقول: سمعت الدوري، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: الحارث الأشعري له صحبة".
وقال البغوي: "هذا حديث حسن غريب".
قال أبو عبيد في غريب الحديث (3/ 53): "واحدة الجُثا: جُثوَة، وهو بضم الجيم، وهو الشيء المجموع،
…
، فكان معنى الحديث: أنه من جماعات جهنم؛ أي: من الزمر التي تدخلها. هذا فيمن قال: "مِن جُثَا" فخفف الياء.
ومن قال: "جُثِيَّ جهنم" فشدَّد الياء، فإنه يريد الذي يجثون على الرُّكب، واحدها جاثٍ، وجمعه جُثيٌّ بتشديد الياء، قال الله عز وجل:{ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} [مريم: 68]، وهذا أحبُّ إليَّ من الأول".
• وانظر فيمن وهم فيه على يحيى بن أبي كثير: الجامع لمعمر بن راشد (/ 11/ 339 25709 - المصنف)، الإبانة لابن بطة (1/ 292/ 125).
والمحفوظ في ذلك عن معمر: رواية ابن المبارك عنه، فإنه أثبت الناس فيه [تقدم ذكر طريقه، والكلام عنه، وهو عند: الطبراني (3429)، وابن منده، وغيرهما].
• قال معاوية بن سلام ويحيى بن معين: "لم يسمع يحيى بن أبي كثير من زيد بن سلام". [التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (1/ 341/ 1263)، تاريخ ابن معين للدوري (4/ 460/ 5291)، المراسيل (896)، تاريخ دمشق (19/ 428)، تحفة التحصيل (346)، [وانظر أيضًا ما جاء في هذا المعنى من دلائل عدم سماع يحيى من زيد: المراسيل (892)].
قلت: هذا النقل عن ابن معين تبينه رواية الدوري عنه، فقد قال في تاريخه (3/ 8 / 28):"سمعت يحيى بن معين يقول: قدم معاوية بن سلام على يحيى بن أبي كثير فأعطاه كتابًا فيه أحاديث زيد بن سلام، ولم يقرأه، ولم يسمعه منه"[وحكاه العجلي عن معاوية أيضًا. معرفة الثقات (1994)، تاريخ دمشق (59/ 44)].
وروى يحيى بن حسان عن معاوية بن سلام، قال:"أخذ مني يحيى بن أبي كثير كتب أخي زيد بن سلام"[المعرفة والتاريخ (3/ 129)، تاريخ دمشق (19/ 428)].
فهذا يدل على أن ابن معين إنما نفى السماع بناءً على ذلك، وأن أحاديث يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام إنما هي كتاب، ولعل من نسب هذا القول إلى معاوية بن سلام
قد اعتمد أيضًا على هذا النقل، لكن على فرض عدم سماع يحيى من زيد، فإن احتمال الإجازة هنا قائم، كان يكون زيد أجاز يحيى برواية حديثه، ثم أرسل إليه الكتاب بواسطة أخيه معاوية، ومعاوية: ثقة، قد سمع من أخيه زيد، وروى عنه، قال ابن القطان في بيان الوهم (2/ 379/ 378): "والغالب على الظن أن زيدًا أجازه أحاديثه، وبلَّغه إجازته أخوه معاوية، فحدث يحيى بها عنه قائلًا: حدثنا، وكان الأكمل أن يقول: إجازةً، والرجل من مذهبه جواز التدليس، بل كان عاملًا به، فجاءت روايته عنه مظنونًا بها السماع، وليست بمسموعة،
…
" إلى أن قال: "ويزداد إلى ذلك في حديث يحيى بن أبي كثير أنه أيضًا ولو قال: حدثنا، أو: أخبرنا، فينبغي أن لا يجزم بأنه مسموع له، لاحتمال أن يكون مما هو عنده بالإجازة، أما إذا صرح بالسماع فلا كلام فيه، فإنه ثقة حافظ، صدوق، فيقبل منه ذلك بلا خلاف". [وانظر أيضًا: بيان الوهم (3/ 1388/589)].
قلت: قوله: "لم يقرأه، ولم يسمعه منه"؛ لا يمنع من وقوع ذلك بعد هذه الواقعة، وأن يحيى قد التقى بزيد وسمع منه الكتاب، بل قد ثبت أن زيدًا كان يأتي يحيى بن أبي كثير فيحدثه، ويسمع منه يحيى، فيردُّ ذلك ما ذهب إليه ابن القطان، من أن يحيى بن أبي كثير كان يطلق لفظ التحديث على الإجازة، ويتجوَّز في ذلك، وليس الأمر كذلك، وإنما هي على أصلها في إثبات السماع، وسيأتي ذكره قريبًا، والله أعلم.
• وقال ابن معين في موضع آخر (2/ 704/ 3983): "لم يلق يحيى بن أبي كثير زيد بن سلام، وقدِم معاوية بن سلام عليهم فلم يسمع يحيى بن أبي كثير [منه شيئًا]، أخذ كتابه عن أخيه، ولم يسمعه، فدلسه عنه"[تاريخ دمشق (19/ 428)].
وفي هذه الرواية إثبات كون يحيى بن أبي كثير لم يسمع من زيد ولم يلقه، وإنما يروي حديث زيد من كتاب أخيه معاوية بن سلام، وأنه أخذ كتاب معاوية عن زيد، فرواه عن زيد، وأسقط ذكر معاوية، فدلسه بذلك، وعلى ذلك فإن مثل ذلك لا يقدح فيما يرويه يحيى بن أبي كثير عن زيد، طالما قد عرفنا الواسطة بينهما، وأنه ثقة، فلا يضر إسقاطه حينئذ، ولذلك فقد احتملوا تدليس ابن عيينة لكونه كان لا يدلس إلا عن ثقة، وكذلك احتملوا رواية حميد الطويل عن أنس، ولم يسمع من أنس إلا القليل؛ لأن ثبته فيه ثابت البناني، وغير ذلك، مما لا يقدح في الاتصال وثبوت الرواية، والله أعلم.
• ومع وجود هذا النفي للسماع؛ ومع كون أبي حاتم الرازي هو أحد من روى هذا القول عن ابن معين نفسه؛ فإنه قد خالفه فيه فأثبت له السماع، ومن المعلوم أن من علم حجة على من لم يعلم، وأن المثبِت مقدَّم على النافي؛ إذ معه زيادة علم، قال أبو حاتم متعقبًا ابن معين في نفيه سماع يحيى من زيد، قال:"وقد سمع منه، حدثنا أبو توبة، عن معاوية -يعني: ابن سلام-، قال: قال يحيى بن أبي كثير: قد كان أبوك [كذا، ولعلها تحرفت عن: أخوك] يجيئنا فنسمع منه". [المراسيل (896 و 897)، تحفة التحصيل (346)].
إلا أن أبا حاتم قد أعل حديثًا اختلف فيه يحيى بن أبي كثير ومعاوية بن سلام على زيد بن سلام، فرجح رواية معاوية على يحيى، وأعل رواية يحيى باحتمال عدم سماعه له من زيد [علل ابن أبي حاتم (596)]، مما يدل على أن بعض حديث يحيى عن زيد سماع، وبعضه كتاب، وقد يدخل عليه الوهم بسبب الكتاب، والله أعلم.
ويبدو أن الإمام أحمد قد حمل كل رواية يحيى عن زيد على السماع، فقد سأله أبو بكر الأثرم، قال:"قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: يحيى بن أبي كثير سمع من زيد بن سلام؟ فقال: ما أشبهه، قلت له: إنهم يقولون: سمعها من معاوية بن سلام؟ فقال: لو سمعها من معاوية لذكر معاوية، هو يُبيِّن في أبي سلام، يقول: حدَّث أبو سلام، ويقول: عن زيد، أما أبو سلام فلم يسمع منه، ثم أثنى أبو عبد الله على يحيى بن أبي كثير"[تاريخ دمشق (19/ 428)، تهذيب الكمال (10/ 78)، جامع التحصيل (880)].
لذا قال ابن رجب في جامع العلوم (251) عن هذا الإسناد: "وهذا إسناد جيد على شرط مسلم، فإنه خرج حديث يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام، وأثبت أحمد سماعه منه، وإن أنكره ابن معين".
وقال في موضع آخر (212): "وقد اختلف في سماع يحيى بن أبي كثير من زيد بن سلام، فأنكره يحيى بن معين، وأثبته الإمام أحمد، وفي هذه الرواية التصريح بسماعه منه".
ومع ذلك فقد قال الذهبي في الميزان (4/ 403): "وروايته عن زيد بن سلام منقطعة؛ لأنها من كتاب وقع له"، فكأنه لم يقف على قول أحمد وأبي حاتم، والله أعلم.
• وقد صح سماع يحيى من زيد في هذا الحديث بعينه، من طريق أبان بن يزيد العطار، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير؛ أن زيدًا حدثه به [التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (1262)، تعظيم قدر الصلاة (127)، مسند أبي يعلى (1571)، الأوسط لابن المنذر (1293)، صحيح ابن حبان (6233)، الشريعة للآجري (7)، الأمثال لأبي الشيخ (336)، مستدرك الحاكم (1/ 118)، وغيرها].
وصح سماعه منه أيضًا في غير هذا الحديث [انظر مثلًا: الحديث المتقدم برقم (831)، الشاهد الثاني. صحيح مسلم (223 و 934)، مسند أحمد (5/ 344)، تعظيم قدر الصلاة (435 و 817)، مسند أبي يعلى (1577 و 4589)، مشكل الآثار للطحاوي (1/ 92/ 97)، معجم الطبراني الكبير (3423)، وغيرها كثير].
• وممن صحح ليحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده أبي سلام ممطور الحبشي: البخاري، ومسلم، والترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، وغيرهم [وانظر: تخريج أحاديث الذكر والدعاء (3/ 1139/ 587)، الحديث المتقدم برقم (831)، الشاهد الثاني. صحيح مسلم (223 و 934)، جامع الترمذي (3235)].
• ورواه أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي [ثقة حجة]، ومحمد بن شعيب بن شابور [ثقة]، ومروان بن محمَّد الطاطري [ثقة]، وغيرهم:
عن معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، أن أبا سلام حدثه، قال: حدثني الحارث الأشعري؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم، قال: "إن الله تبارك وتعالى أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهن، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن:
…
" فذكر الحديث بطوله نحوه.
وقال في موضع الشاهد: "وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفتوا، فإن الله عز وجل ينصب وجهه لوجه عبده إذا قام يصلي، فلا يصرف وجهه عنه حتى يكون العبد هو يصرف".
وزاد في الصدقة: "فقال: لا تقتلوني، فإني أفدي نفسي منكم بكذا وكذا من المال، فأرسلوه، فجعل يجمع لهم حتى فدى نفسه، فكذلك الصدقة يفتدي بها العبد نفسه من عذاب الله".
أخرجه النسائي في الكبرى (8/ 137/ 8815) و (10/ 193/ 11286)، وابن خزيمة (1/ 244/ 483) و (2/ 64/ 930)، والحاكم (1/ 118) و (1/ 236)، [وانظر: الإتحاف (4/ 105/ 4010)،، وابن أبي عاصم في السُّنَّة (1036)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (125)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (2/ 71/ 459)، والطبراني في الكبير (3/ 287/ 3430)، وفي مسند الشاميين (4/ 112/ 2870)، وابن بطة في الإبانة (1/ 291/ 124)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 800 - 802/ 2110 - 2112)، والبيهقي (2/ 282) و (8/ 157)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (64/ 186)، وغيرهم.
قال الحاكم: "وقد أخرج الشيخان برواة هذا الحديث عن آخرهم، ولم نجد للحارث الأشعري راويًا غير ممطور أبي سلام، فتركاه، وقد تكلمت على هذا النحو في غير موضع، فأغنى عن إعادته، والحديث على شرط الأئمة صحيح محفوظ".
قلت: وهو كما قال: حديث صحيح، إسناده متصل، ورواته ثقات رواة الصحيح، على شرط مسلم، والحارث بن الحارث الأشعري: صحابي، له حديثان، ولم يرو عنه سوى أبي سلام ممطور الحبشي، وهو غير أبي مالك الأشعري كعب بن عاصم الذي روى عنه عبد الرحمن بن غنم [تقدم له معنا حديث برقم (677)]، وقد فرق بينهما البخاري وأبو حاتم وابن معين ومسلم، وغيرهم [انظر: التاريخ الكبير (2/ 260) و (7/ 221)، الجرح والتعديل (3/ 94) و (7/ 160)، المنفردات والوحدان (56)، الاستيعاب (1/ 284) و (4/ 1745)، تاريخ دمشق (67/ 187)، التهذيب (1/ 328) و (3/ 469) و (4/ 580)، الإصابة (1/ 566) و (5/ 597) و (7/ 356)].
والحديث قد صححه الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم.
• وانظر له أسانيد أخرى بعضها عن علي بن أبي طالب، لكنها لا تخلو من مقال، أقلها الغرابة، عند: عبد الرزاق (3/ 156/ 5141)، والبزار (2/ 276/ 695)، والطبراني في الكبير (3/ 3468/302)، وأبي نعيم في معرفة الصحابة (2/ 803/ 2117)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (64/ 187)، وغيرهم.
2 -
عن أنس بن مالك:
روى علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أنس، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بني، إياك والالتفات في الصلاة، فإن الالتفات في الصلاة هلكة، فإن كان لا بد ففي التطوع لا في الفريضة".
أخرجه الترمذي (589)، وأبو يعلى (6/ 308/ 3624)، والطبراني في الأوسط (6/ 123 - 125/ 5991)، وفي الصغير (856)، وابن أخي ميمي الدقاق في فوائده (264)، وابن عبد البر في التمهيد (16/ 273)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 253/ 735)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (9/ 342).
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".
وهذا الحديث قد تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (845)، الشاهد الخامس، ومما قلته هناك: هذا حديث غريب جدًّا؛ إذ لا يُعرف لسعيد بن المسيب رواية عن أنس غير هذا الحديث، تفرد به علي بن زيد بن جدعان، وهو: ضعيف، وقد كان رفاعًا، وكان يقلب الأحاديث.
ولحديث أنس هذا طرق كثيرة جدًّا جمعت أكثرها في تخريج الذكر والدعاء (1/ 120 - 27/ 163)، أغلبها مناكير، لا يقوي بعضها بعضًا.
وفي أحد ألفاظه: عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بني! وإذا سجدت فأمكن كفيك وجبهتك من الأرض، ولا تنقر نقر الديك، ولا تقع إقعاء الكلب، ولا تلتفت التفاف الثعلب" في حديث طويل جدًّا.
وقد تقدم ذكر بعض ألفاظه بأسانيدها تحت الحديث رقم (845)، وهي أحاديث غرائب ومناكير، ومنها ما هو موضوع.
3 -
عن علي بن أبي طالب:
يرويه أبو إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "إني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تفتح على الإمام في الصلاة، ولا تعبث بالحصى في الصلاة، ولا تفقع أصابعك في الصلاة، ولا تلتفت عن يمينك ولا عن شمالك في الصلاة، ولا تفترش ذراعيك افتراش السبع في الصلاة".
أخرجه أبو داود (908)، واللفظ للبزار (854)، وتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (647)، وهو حديث ضعيف، واختلف في رفعه ووقفه، ووقفه أصح.
4 -
عن أبي هريرة:
ففي رواية عن أبي هريرة، قال: أوصاني خليلي وصيفي صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ، ونهاني عن ثلاثٍ: أمرني بركعتي الضحى، وأن لا أنام إلا على وتر، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ونهاني إذا سجدت أن أقعي إقعاء القرد، أو أنقر نقر الغراب، أو ألتفت التفاف الثعلب.
وفي أخرى: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث، ونهاني عن ثلاث: أمرني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن لا أنام إلا على وتر، وركعتي الضحى، ونهاني عن الالتفات في الصلاة التفاف الثعلب، وأقعي إقعاء القرد [وفي رواية: كإقعاء الكلب]، وأنقر نقر الديك.
وهو حديث منكر مضطرب، بذكر المنهيات الثلاث، ومما يؤكد نكارته أن جماعة من التابعين قد رووه عن أبي هريرة بحديث: أوصاني خليلي بثلاث، دون شقه الثاني في المنهيات، وقد تقدم تخريجه مطولًا تحت الحديث رقم (845).
• وروي النهي عن الالتفات في الصلاة من حديث أبي هريرة من وجوه آخر:
• منها: ما رواه محمَّد بن عمر الواقدي، قال: حدثنا نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير [ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة من الثقات، وكان قليل الحديث، قال الذهبي: "صالح الحديث، مقل". طبقات ابن سعد (353 - المتمم)، الجرح والتعديل (8/ 457)، الثقات (5/ 471)، تاريخ الإِسلام (9/ 648)، التعجيل (1091)]، عن يزيد بن رومان، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قام أحدكم إلى صلاته فلْيُقْبِل عليها حتى يفرُغ منها، وإياكم والالتفات في الصلاة، فإنما أحدكم يناجي ربه ما دام في الصلاة".
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (154 - بغية الباحث)، والطبراني في الأوسط (188/ 4/ 3935)، وابن سمعون في الأمالي (169).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن يزيد بن رومان إلا نافع بن ثابت، تفرد به: الواقدي".
قلت: هو حديث باطل؛ تفرد به الواقدي، وهو: متروك، واتُّهم، يروي أحاديث لا أصل لها [التهذيب (3/ 658)].
• ومنها: ما رواه بكر بن الأسود أبو عبيدة الناجي، عن الحسن، عن أبي هريرة؛ أن النبي عليه السلام قال:"إياكم والالتفات في الصلاة؛ فإنها هلكة".
وفي رواية: "لا يلتفت أحدكم في صلاته، فإن كان لا بد فاعلًا؛ ففي غير ما افترض الله عليه".
أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 395/ 4544)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 147)، وانظر: كنى البخاري (52).
قال العقيلي: "لا يتابع على هذا الحديث بهذا اللفظ، وللنهي عن الالتفات في الصلاة أحاديث صالحة الأسانيد بألفاظ مختلفة".
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن الحسن البصري: أبو عبيدة الناجي، وهو: ضعيف، لا يتابع على ما يرويه من المسند على قلته، تقدم ذكره تحت الحديث رقم (17).
5 -
عن حذيفة بن اليمان:
روى أبو بكر بن عياش، وأبو العوام عمران بن داود القطان، وحماد بن سلمة [واختلف عليه]:
عن عاصم بن بهدلة، عن شقيق بن سلمة، قال: رأى حذيفةُ شَبَث بن رِبْعي يبزق بين يديه، فقال: يا شبث، لا تبزق بين يديك، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن نبزق بين أيدينا، وقال:"إذا قام العبد في الصلاة لم يزل الله مقبلًا عليه حتى ينصرف [عنه]، أو يحدث حدث سوء".
أخرجه ابن ماجه (1023)، وابن خزيمة في الصحيح (2/ 62/ 924)، وفي التوحيد (1/ 35)، وابن أبي شيبة (2/ 142/ 7455)، والبزار (7/ 295/ 2889)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 267/ 1634).
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عاصم عن أبي وائل مرفوعًا إلا عمران القطان، ورواه غيره موقوفًا".
• قلت: خالف عاصمًا فأوقفه، وهو الصواب:
سليمان الأعمش، فرواه عن أبي وائل شقيق بن سلمة، قال: كنا عند حذيفة، فقام شبث بن ربعي يصلي، فبصق بين يديه، فقال له حذيفة: يا شبث! لا تبصق بين يديك، ولا عن يمينك؛ فإن عن يمينك كاتب الحسنات، ولكن عن يسارك أو من ورائك [وفي رواية: وابزق عن شمالك إن كان فارغًا، أو تحت قدميك]؛ فإن العبد إذا توضأ، فأحسن الوضوء، ثم قام إلى الصلاة، أقبل الله عليه بوجهه فيناجيه، فلا ينصرف عنه حتى ينرف، أو يحدث حدث سوء.
أخرجه عبد الرزاق (1/ 432/ 1689)، وابن أبي شيبة (2/ 142/ 7454)، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 36)، وأبو بكر الشافعي في فوائده "الغيلانيات"(869)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 198)، وأبو طاهر السلفي فيما انتخبه على شيخه أبي الحسين الطيوري "الطيوريات"(359 و 691)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (34/ 158).
وهذا موقوف على حذيفة بإسناد صحيح، وهو الصواب.
• وانظر أيضًا فيمن وهم في رفعه:
ما أخرجه ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (122)، والمحاملي في الأمالي (415 - رواية ابن مهدي الفارسي)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 458).
• ومما روي في الباب مرفوعًا، ولا يصح أيضًا:
• حديث أبي هريرة: ["ما التفت عبدٌ قطُّ في صلاته إلا قال له ربه: أين تلتفت يا ابن آدم، أنا خير لك مما تلتفت إليه"][روي بألفاظ متقاربة، وأسانيد فيها: إبراهيم بن يزيد الخوزي، وعمر بن قيس المكي المعروف بسندل، وطلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي، عن عطاء بن أبي رباح، وثلاثتهم: متروكون، منكرو الحديث][وإنما رواه ابن جريج عن عطاءٍ بلاغًا، وهو الصواب].
• وحديث أبي الدرداء أو عبد الله بن سلام: ["لا صلاة لملتفت"][وهو حديث ضعيف، وروي موقوفًا، ولا يصح أيضًا][وقال الدارقطني في العلل (6/ 211/ 1079) عن المرفوع: "والحديث مضطرب، لا يثبت". وانظر: التاريخ الكبير (4/ 303)، مصنف ابن أبي شيبة (1/ 395/ 4535)، المؤتلف للدارقطني (4/ 2182)، بيان الوهم (3/ 379/ 1122)، توضيح المشتبه (8/ 270)، مجمع الزوائد (2/ 80)، اللسان (4/ 329) ترجمة الصلت بن طريف. الشاهد الثاني تحت الحديث السابق برقم (906)]: