المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثالثا: التحليل الصحفي وحركة الأحداث - فن المقال الصحفي في أدب طه حسين

[عبد العزيز شرف]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة:

- ‌الفصل الأول: الدكتور طه حسين ومدرسة الجريدة

- ‌مدخل

- ‌بيئة المقال الصحفي في مصر

- ‌مدخل

- ‌ البيئة المصرية:

- ‌ الاتصال بالحضارة الأوربية:

- ‌ الحياة السياسية:

- ‌ الحياة الفكرية:

- ‌ الحياة الاجتماعية:

- ‌مدرسة الجريدة

- ‌مدخل

- ‌ مدرسة الجريدة وجيل طه حسين:

- ‌ طه حسين ولطفي السيد:

- ‌الفصل الثاني: طه حسين وبيئة المقال الصحفي في مصر

- ‌مدخل

- ‌ طه حسين والبيئة الأولى:

- ‌بيئة التكوين الصحفي:

- ‌ طه حسين والبيئة الثانية:

- ‌الفصل الثالث: طه حسين وبلاغة الاتصال بالجماهير

- ‌مدخل

- ‌عناصر الأصالة والتجديد:

- ‌بين التقليد والتجديد:

- ‌بلاغة المقال الصحفي:

- ‌بلاغة الاتصال بالجماهير في مقال طه حسين

- ‌مدخل

- ‌التبسيط والنمذجة الصحفية:

- ‌الأسلوب الواقعي:

- ‌الأسلوب الاستقصائي:

- ‌الأسلوب الاستقرائي:

- ‌الأسلوب الصحفي:

- ‌الفصل الرابع: أًساليب التحرير في مقال طه حسين

- ‌مدخل

- ‌الرؤيا الفنية في مقال طه حسين

- ‌أساليب التحرير في مقال طه حسين

- ‌مدخل

- ‌ المقال القصصي:

- ‌ المقال الوصفي والتقرير الصحفي:

- ‌ المقال الرمزي:

- ‌ الرسائل المقالية:

- ‌الفصل الخامس: طه حسين وفن العمود الصحفي

- ‌مدخل

- ‌فن العمود المتخصص:

- ‌فن العمود الصحفي

- ‌مدخل

- ‌خصائص العمود الصحفي:

- ‌مضمون العمود الصحفي:

- ‌تحرير العمود الصحفي:

- ‌فن العمود الرمزي:

- ‌الفصل السادس: فن اليوميات الصحفية في أدب طه حسين

- ‌مدخل

- ‌بين الذاتية والموضوعية:

- ‌فن المقال الاعترافي:

- ‌فن اليوميات الصحفية:

- ‌الفصل السابع: فن المقال الرئيسي الافتتاحي

- ‌مدخل

- ‌المقال الرئيسي الافتتاحي

- ‌مدخل

- ‌ خصائص المقال الرئيسي عند طه حسين:

- ‌ الوحدة العضوية في بنية المقال الرئيسي:

- ‌ طه حسين كاتب المقال الرئيسي:

- ‌الفصل الثامن: فن المقال النزالي

- ‌الفصل التاسع: فن المقال الكاريكاتيرى

- ‌الكاريكاتير الوظيفي في مقال طه حسين

- ‌طه حسين كاتب المقال الكاريكاتيري:

- ‌العناصر الفنية في المقال الكاريكاتيري

- ‌أولا: عنصر التجسيم للعيوب

- ‌ثانيًا: عنصر التوليد

- ‌ثالثًا: عنصر التشبيه أو التمثيل

- ‌رابعًا: عنصر التضاد

- ‌خامسًا: عنصر التندر:

- ‌الفصل العاشر: المقال التحليلي والتقويم الصحفي

- ‌مدخل

- ‌التحليل الصحفي

- ‌مدخل

- ‌أولًا: "توقيت" المقال التحليلي

- ‌ثانيًا: التعليق على الخبر بعد وقوعه

- ‌ثالثًا: التحليل الصحفي وحركة الأحداث

- ‌التقويم الصحفي

- ‌مدخل

- ‌أولًا: اعتماد التقويم الصحفي على الذوق أو العقل الذي يستخدمه استخدامًا جيدًا

- ‌ثانيًا: إن طه حسين كان شديد الحفل بالأسلوب والوضوح في التحليل والتقويم

- ‌ثالثًا: إتجاه طه حسين في مقاله التحليلي إلى ربط "حدث" التحليل الصحفي بدائرة اهتمامات القراء

- ‌مراجع البحث:

- ‌أولًا: المراجع العربية والمترجمة:

- ‌ثانيًا: الصحف والمجلات

- ‌ثالثًا: أهم المراجع الأجنبية

- ‌ملاحق البحث:

- ‌ملحق رقم "1":نقابة الصحفيين تنعي فقيد الأدب العربي:

- ‌من وثائق الجامعة ملحق رقم "2" كتاب طه حسين إلى رئيس الجامعة الأمير أحمد فؤاد بشأم التقدم للبعثة إلى أوروبا

- ‌ملحق رقم "3": كتاب طه حسين إلى رئيس الجامعة، بشأن ترشيحه للبعثة ألى أوربا

- ‌ملحق رقم "4": صورة كتاب الاستقالة الذي رفعه لطفي السيد إلى وزير المعارف العمومية، بعد إخراج طه حسين من الجامعة في عهد صدقي:

- ‌ملحق رقم "5": نموذج لفنِّ اليوميات الصحفية في مقال طه حسين

- ‌ملحق رقم "7": المقال الأول للدكتور طه حسين في صحيفة "كوكب الشرق" الوفدية

- ‌الفهرس:

- ‌المخطوطات

الفصل: ‌ثالثا: التحليل الصحفي وحركة الأحداث

‌ثالثًا: التحليل الصحفي وحركة الأحداث

ونخلص مما تقدَّم إلى أن المقال التحليلي الصحفي يقوم على تفسير النبأ أو الخبر في ضوء حركة الأحداث عمومًا، والنبأ الجديد المجهول الدلالة، تتكشَّف عناصره المجهولة بربطه ببعض الدلالات عن طريق تحديد موقعه داخل إطار مجموعة من الأنباء والأحداث المعلومة. ولكن إذا كان الخبر أو النبأ تشكيلًا لحدث من الأحداث، فإن المقال التحليلي لا يقوم على الخيال، والفرق بينهما أن الخبر أو النبأ يستمد عناصره من الواقع مباشرة، أما المقال التحليلي فينتظم تجاربه وعناصره المستمدة من الخبر، أي: من الواقع، بعد أن ينقله النبأ في شكله الخبري.

وعلى ذلك فإن المقال التحليلي ليس غاية في نفسه، وليس فنًّا منفصلًا مستقلًّا، وإنما يرتبط بحركة الأحداث ارتباطًا لا انفصام له. أي: إنه كتحليل صحفي يفسر الأخبار ويغذيها ويقومها، بهدف مساعدة القارئ على تفهُّم حركة الأحداث من حوله، بتقويم المعايير المطلوبة من خلال التحليل والتفسير، ولذلك، فإن المقال التحليلي ينظر للأخبار باعتبارها سلوكًا اجتماعيًّا، الأمر الذي يحدد الدور الوظيفي للتحليل الصحفي في إطار حركة الأحداث في المجتمع المحلي أو الدولي.

على أن عنصر التقويم الذي يضفيه طه حسين على تحليله الصحفي، يضيف إلى المقال التحليلي الحديث سمة أخرى تستحق أن ينوه بها، وهي أن كل كاتب تحليلي ينزع إلى أن تكون لديه صورة مجازية فائقة، أو عدد من الصور يرى من خلالها حركة الأحداث، وهذه الصورة بالتالي تشكل تحليله الصحفي وتنبئ عنه، وتجعله أحيانًا محدودًا، فالمقال التحليلي -على هذا الفهم- يمكن أن يتخذ صورة جرَّاح سحري يجري العملية دون أن يقطع الأنسجة الحية، وقد يكون في صورة "مولد" يظهر للواقع نسمة جديدة، تتيح لحركة الأحداث واقعًا مستقبليًّا أفضل.

إن ما لاحظناه فيما تقدَّم من أسباب التحليل الصحفي ليترشح من خلال هذه الصور المجازية، كما يترشَّح من خلال شيء غير ملموس، نعني به جهاز الذكاء الشخصي لكاتب التحليل، ومعرفته ومهارته وحساسيته وقدرته على الكتابة الحالية، فالذكاء عند طه حسين يكفيه في مقاله بما يلائم التحليل الصحفي الذي يعالجه، والمعرفة من صحفية وغير صحفية؛ ليكون على وعي بما يتطلبه المقال التحليلي، والمهارة تتيح لهذا المقال أسلوبًا استقرائيًّا يضمن سلامة التحليل، والحساسية عند طه حسين هي التي أتاحت لمقاله دائمًا التنويه بالقيم الخاصة

ص: 359

في النبأ الذي يتناوله بالتحليل، من حيث إنه يمثل عنصرًا في حركة الأحداث، والمقدرة على الكتابة والتحرير، على ما نعلمه عن طه حسين، أنه من أقدر الكُتَّاب الصحفيين على التعبير عمَّا أراد أن يقوله، وعلى التفنن في ابتداع أشكال فنية جديدة للتعبير في المقال، كما تبيَّن مما تقدَّم، وكما يبين من هذا الجزء الذي نتناول فيه فنًّا مقاليًّا جديدًا في صحافة طه حسين.

ومهما يكن من أمر الموضوعية في الفن الصحفي، فإن الكاتب في طريقة التحليل الصحفي سيظل داخلًا -نسبيًّا- في المجال الذاتي، لاعتماده على "التقويم" و"تدوي" الأخبار، سيظل الأمر كذلك، سواء كان المقال التحليلي بناء مؤسسًا على التحليل الموضوعي الركين، يقيمه كاتب عارف عاقل، أو كان نزوة لا محل لها.

أما المضمون الرئيسي الآخر في التحليل الصحفي، فهو تطوره في اتجاه ديمقراطيٍّ يركِّز على توضيح الحدث الجديد، كالتحليل الإخباري أو "التعليق"، وهي نوعيات تتجاوز عنصر "التقويم"، وإن كانت لا تستطيع تجاوز عنصر "التذوق الخبري"، ولكنها على أيّ حال تسعى إلى ألا تتضمَّن رأيًا يطرحه كاتب التحليل. ذلك أن تحليل "حالة خبرية عامة" في ضوء أحداث محددة، يحمل في العادة أكثر من وجهة، يمكن أن يتجه إليها الاجتهاد1.

ومهما يكن من شيء، فإن "التحليل الصحفي" -خلافًا "للنبأ"، لا بُدَّ أن يحتوي على "رأي" و"حكم"، أي: لا بُدَّ من توفُّر عناصر "التقويم" و"التقدير" و"التذوق" التي تجعل التحليل لا يقتصر على موضوعية النبأ وحدها، ولكن على موضوعية الكاتب التحليلي في نهاية الأمر. ولا يغض هذا العنصر "الذاتي" الناجم عن وجود رأي للمحلل من الحدث، "بل يجوز القول أن قيمة التحليل تزداد كلما كانت لهذا، "العنصر الذاتي" أصالة وخروجًا على المألوف2.

وعند طه حسين، سبق أن تبين لنا تحمُّسه لطريقة "التقويم" في المقال النقدي، وهي الطريقة التي تميز تحليله الصحفي اعتمادًا على ثقافته العريضة والمتعمقة في بعض المجالات، مما يسعف التحليل في فهم حركة الأحداث وسيرها، كما تعتمد هذه الطريقة على تحليل ملابسات الحدث أو الخبر، بحيث يذهب التحليل إلى الفهم ووزن ما يحلله، إلى أن التحليل الصحفي عند طه حسين يقوم على نقدٍ عقلي لحركة الأحداث القابلة لأن تُصَاغ صحفيًّا، كما يقوم على نقدٍ عقلي للدوافع التي تكمن وراء الخبر أو الحدث ليتمكن في نهاية مقاله التحليل من "تقويم" الحدث، وتقديم حكمه النهائي، وهو حكم فريد قد يكشف عن طبيعته العامة. على أننا نجد أن غاية هذه الخطوات الأربع الأولى هي تحديد

1، 2 الحمامصي المرجع السابق ص260.

ص: 360

المجال الذي سيتحقق فيه "التقويم" أو الحكم القاطع الفريد، وتضييقه قدر المستطاع. ويتحدد مجال "التقويم" بالدوائر الثلاث التي يتداخل بعضها في بعض في "المقال الرئيسي" بصفة عامة، ونعني بهذه الدوائر الثلاث: سياسة الجريدة، وصياغة المقال، واهتمام القراء. ذلك أن "التقويم" في المقال التحليلي يتصور هذه الدوائر الثلاث في تحريره دائمًا، حتى يبلغ الدرجة التي تسعى إليها الصحيفة، ويتطلع إليها القراء.

ومن الوجهة المنطقية، فإن المقال التحليلي يبدأ بالنبأ الجدي المطلوب إجراء تحليل عنه أو حوله، ويتسع التحليل من هذه النقطة ليواجه هذا النبأ بأنباء أخرى داخل سياق حركة الأحداث عمومًا في أكثر من اتجاه. ويمكن للباحث تحديد هذه الاتجاهات في المقال التحليل عند طه حسين من خلال أهداف ثلاثة.

1-

مقابلة النبأ الجديد بمعلومات وأنباء تنتمي إلى نفس القضية:

أي: مقابلة وقوع النبأ الجديد بأنباء تخص نفس القضية في الماضي وتنتمي إليها، ونجد نموذج هذا الاتجاه في بناء مقال بعنوان يوحي بنتيجة منطقية هو:"إذن فقد استقالوا1" يقول في مقدمته:

"إذن فقد كانت الوزارة جادة لا لاعبة حين رفعت استقالتها إلى جلالة الملك، كانت جادة لا لاعبة؛ لأنها أصرَّت على هذه الاستقالة، ولأن هذه الاستقالة قبلت؛ ولأن المناصب خلت من أصحابها. كانت الوزارة جادة إذن، كانت مستقيلة حقًّا. بينما كنا نحن نستنكر هذه الاستقالة، وننصح للوزارة أن تسردها؛ لأننا لا نفهمها ولا نستطيع تعليلها، وكنا نرجِّح في أنفسنا أن هذه الاستقالة لم تكن جدًّا، وإنما كانت ضربًا من مداعبة وزارة الشعب، ومن تمنع الشعب على الشعب بعد أن فرَّطت وزارة الشعب في حقوق الشعب2.

وعلى الرغم من أن الغرض الأساسي في هذا التحليل هو النزال الصحفي، إلّا أننا نجد هذا المقال يقوم على خبر استقالة الوزارة النسيمية، ثم يتوسّل بالتحليل الصحفي في مقابلة هذا النبأ بأنباء تنتمي إلى نفس القضية، أي: الوزارة النسيمية، وهذه الأنباء تمثل حالة خبرية ماضية، أو موقفًا سابقًا على الخبر الجديد. يقول:

"كنا نظن ذلك ونرجحه، وكان كل شيء يحملنا على أن نظن ذلك

1 السياسة في 11 فبراير 1923.

2 المرجع نفسه.

ص: 361

ونرجحه. فنحن لم نعرف لوزارة الشعب موقفًا صريحًا بإزاء الشعب، ولم نسمع من وزارة الشعب كلمة صريحة تُلقى إلى الشعب، وإنما كنا أمام قوم صامتين لا يتكلمون إلا رموزًا وإيحاء، وإذا اصطنعوا كلمةً فهم لا يُدلون بها على معناها المعروف، وإنما يدلون بها على الألف معنى ومعنى؛ على معاني كثيرة منها ما يفهمها الناس ومنها ما لا يفهمون. كنا بإزاء قوم واقفين لا يكادون يتحركون.. فإذا تحركوا فمن وراء ستار، وفي احتياط لا يعدله احتياط، وحذر لا يشبهه حذر. فكان من حقنا بل من الحق علينا أن نظن الظنون، وأن نسمع الألفاظ فنذهب بها كل مذهب، ونسلك في فهمها كل طريق.

"قالوا: سنذهب إلى لوزان، فدلت التجربة على أنهم لن يذهبوا، ثم قالوا: نحن مستقيلون، ففهمنا أن الأمر في هذه الجملة كما كان في غيرها من الجمل التي اشتبه الأمر فيها على الناس جميعًا حتى الراسخين في العلم. ظننا إذن أن القوم غير مستقيلين، وأنهم يتمنعون ويريدون أن يقسم الناس عليهم غلاظ الإيمان ومحرجاتها، وألححنا عليهم الإلحاح كله، وطلبنا إليهم أن يثبتوا وألا يستقيلوا. ثم ظهر أن كثيرًا من الناس يشاركوننا في هذه الأيمان، وفي هذا الإلحاح، فيطلبون إلى رئيس الوزراء أن يبقى، وإلى جلالة الملك أن يستبقيه، وإلى الصحف أن تعين على هذا البقاء والاستبقاء. ولكن وزارة الشعب أبت أن تبقى للشعب، فورطت هذا الشعب ثم انصرفت عنه، وتركته حائرًا لا يدري ماذا يفهم، ولا كيف يتأول، ولا كيف يقول1"؟.

2-

مقابلة الأنباء المتعلقة بقضية معينة بأنباء ومعلومات تخفي قضايا أخرى ملازمة أو غير ملازمة لها زمنيًّا:

أي: مقابلة النمط الخبري الذي ينطوي عليه النبأ الجديد، بأنماط خبرية مشابهة له، أو متعارضة معه، أو تثير مقابلتها له مفارقات معينة تساعد في استخلاص دلالات معينة.

ويقوم هذا الاتجاه التحليلي أساسًا عند طه حسين على ثقافته العريضة، ومصادرها التي تتيح للتحليل أن يقابل الجديد في المجرى العام للأحداث، بحالات خبرية عامة تثير مقابلتها المفارقات التي تيسر استخلاص الدلالات، ومن ذلك المقال الذي كتبه "بمناسبة" عيد الثورة في مصر 2، والذي يمكن أن نتصوّر بناءه التحليلي على النحو التالي:

1 المرجع نفسه.

2 جريدة الجمهورية في 22 يوليو 1960.

ص: 362

يوضح هذا النموذج بنية المقال التحليلي التي تقوم على مقابلة الأنباء المتعلقة بقضية معينة بأنباء ومعلومات أو حالات عامة سابقة أو ملازمة لها زمنيا.

ص: 363

ومن هذا النموذج التحليلي يبين أن طه حسين قد انطلق في تحليله الصحفي من نبأ جديد، وهو نبأ الاحتفال بعيد الثورة المصرية في سنة 1960، ويستهلّ مقاله بمقدمة تمهيدية تمهّد لاستخلاص دلالات جديدة له بمقابلته، واستخلاص النتائج المترتبة على مواجهته بأية حالة من الحالات الخبرية العامة السابقة عليه أو الملازمة له زمنيًّا، وهذه الحالات كما يبين من النموذج المتقدِّم: مقابلة الثورة المصرية بالثورة الفرنسية1، ثم مقابلة الثورة المصرية "هذه الأنباء التي تذاع في أقطار الأرض معلنة تحرر الشعوب من الاستعمار والاستبداد والظلم"2، واستخلاص دلالة من هذه المقابلة تذهب إلى أن "تحرر هذه الشعوب واستقلالها واستمتاعها بالحرية والكرامة والعزة، كل ذلك إنما هو أثر من آثار ثورتنا هذه3. ويقول معقبًا على ذلك: "فقد كنت موقنًا حين كتبت ما كتبت في الأهرام أن لنا جيرانًا في آسيا وفي القارة الأفريقية، وأن أنباء ثورتنا ستصل هؤلاء الجيران، وأنهم سيعلمون كثيرًا من نتائجها، وسيفرحون لنا وسيغبطوننا، وسيتمنون لأنفسهم مثل ما أتيح لنا من الثورة، أو شيئًا قريبًا مما أتيح لنا".

"كنت أذكر تونس والمغرب الأقصى، وكنت أذكر العراق، وكنت أذكر المستعمرات الفرنسية في القارة الإفريقية. وكنت أقدر أن إخراج الملك المستبد من مصر، وأن الإصلاح الاجتماعي الذي بدئ به في مصر، وأن جلاء الجنود البريطانيين عن أرض مصر الذي ستجد فيه الثورة حتى تبلغه.. كنت أذكر أن هذا كله سيقع من قلوب جيراننا القريبين منا والبعيدين عنا مواقع الماء من ذي الغلة الصادي.. كما كان القدماء يقولون.. ثم لم ألبث أن رأيت الثورة تشب في غير موطن من هذه المواطن القريبة والبعيدة.. ولم ألبث أن رأيت بعضها يبلغ ما كان يريد بعد جهاد يعنُف حينًا ولا يبلغ العنف حينًا آخر"4.

ثم ينتقل بعد ذلك مباشرة إلى تحليل حالات خبرية ملازمة لنبأ الثورة المصرية، ومقابلتها بثورات الشعوب في آسيا وإفريقيا، مبتدئًا بالشعوب العربية في شمال إفريقيا مركزًا على قضية الجزائر. يقول:

"فهذه الأوطان في شمال إفريقيا تجاهد أعنف الجهاد وأقصاه، وتصلى نار العدوان والطغيان والأثم

وتنتهي إلى أن تبلغ الغاية التي أرادت أن تبلغها، فتستقلّ تونس ويستقلّ المغرب الأقصى بعد خطوب.. أي خطوب.. وتوشك الجزائر أن تبلغ ما تريد من الاستقلال.. على رغم ما تمعن فيه فرنسا من المداورة. وعلى رغم ما تمعن فيه فرنسا أيضًا من ألوان الظلم والبغي ومن

1، 2، 3، 4 المرجع نفسه.

ص: 364

ضروب تعذيب الأبرياء. "وها نحن أولًا نرى في هذه الأيام تتابع الأنباء التي تحدثنا باستقلال المستعمرات الفرنسية بعد أن ورطت فرنسا نفسها في تلك الشركة التي زعمت أنها ستنشئها بينها وبين مستعمراتها، فتفنى بذلك الثورة في تلك المستعمرات.. تعطيها القليل وتستأثر من دونها بالكثير.. تخيل إليها أنها حرة في حياتها الداخلية، وأن حياتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية شركة بينها وبين فرنسا.. ولقد غلا رئيس الجمهورية الفرنسية في يوم من الأيام، فأعلن إلى هذه المستعمرات أنها حرة في أن تقبل هذه الشركة فتشرف بالتعاون مع فرنسا الكبرى، أو ترفض هذه الشركة فتشقى باستقلالها؛ لأنها لا تملك الوسائل التي تتيح لها حماية هذا الاستقلال. أعلن ذلك رئيس الجمهورية الفرنسية مطمئنًا إلى أن المستعمرات ستحرص أشد الحرص على أن تقبل الشركة، وتعيش مستقلة استقلالًا داخليًّا، وتشرف بالمشاركة فيما عدا ذلك من الشئون. ولكن بعض هذه المستعمرات آثرت الاستقلال فورًا، فاضطرت فرنسا إلى أن تعترف لها بهذا الاستقلال.. وقبلت كثرة المستعمرات هذه الشركة أولًا، ثم لم تلبث إلّا عامًا وبعض عام حتى طلبت استقلالها كاملًا موفورًا"1.

ثم يستعرض أنباء هذه المستعمرات التي طلبت الاستقلال، ليستخلص هذه الدلالة: "وكذلك تفقد فرنسا كل مستعمراتها في هذه القارة الإفريقية.. ويضطر كاتب فرنسي إلى أن يسجِّل في إحدى الصحف الفرنسية الكبرى أن رئيس الجمهورية القائم قد نهض بالرياسة ليبقى على الإمبراطورية.. ويرد فرنسا دولة من الطبقة الثانية.

"ولا يقف الأمر عند فرنسا وحدها.. فبريطانيا نفسها تتخلى عن بعض مستعمراتها في هذه القارة الإفريقية طوعًا أو كرهًا.. وبلجيكا تعلن استقلال الكونجو البلجيكي بعد خطوب شداد. وللكونجو البلجيكي قصة لم تنته بعد.. يظهر القراء على أنبائها في الصحف كل يوم.."2.

ومن دلالات هذه الأنباء يذهب طه حسين إلى أن "الصورة الجغرافية لهذه القارة -تتغير، ويتعلم طلاب المدارس الثانوية شيئًا جديدًا في جغرافيا القارة الإفريقية. يتعلم هؤلاء الطلاب شيئًا ليتعلمه إخوانهم الذين سبقوهم في هذا العام.. وهو أن القارة الإفريقية قد تحرر أكثرها، ونشأت فيها دول لم تكن موجودة أثناء هذه السنة الدراسية، وستكون موجودة عاملة في الحياة الإنسانية أثناء العام الدراسي المقبل.

"وحين نحتفل بعيد الثورة في هذا العام سنضطر إلى أن نذكر أن ثورتنا

1، 2 المرجع نفسه.

ص: 365

كانت مقدمة لهذه الحرية التي أوشكت أن تُظِلَّ القارة الإفريقية كلها"1.

ومن ذلك يبين أن مقابلة أنباء استقلال المستعمرات الإفريقية بالنبأ الأساسي الذي يحلله المقال، تنتهي إلى هذه الدلالة التي طرحها في معطيات المقال. وهو هنا يتوسّل بأسلوبه الاستقرائي كذلك في التحليل، وهو الأسلوب الذي يجعل المقال يذهب إلى أن الأمر "ليس مقصورًا على هذا الذي كان في القارة الإفريقية، ولكن هناك أوطانًا أخرى في آسيا قد تأثَّرت بهذه الثورة، سواء اعترفت بهذا التأثر أم لم تعترف.. فثورة العراق أثر من آثار الثورة المصرية منذ أعوام، وثورة الجيش التركي في هذه الأيام.. وما أشك في أن الترك يكرهون أشد الكره الاعتراف بأن لثورتنا أثرًا، ولكن الشيء المحقق هو أن هذا التشابه قائم، سواء كرهه الترك أو أحبوه"2.

ومن ذلك يبين أن المقال التحليلي عند طه حسين أثر من آثار الأسلوب الاستقرائي الذي يذهب دائمًا من "المعاني" إلى "الأحداث"، أي: إنه لا ينسب إلى الأحداث إلّا ما يدركه إدراكًا بديهيًّا في معاني تلك الأحداث، ولذلك يمضي طه حسين في هذا الاستقراء التحليلي قائلًا:

"ومن يدري.. أتقف آثار ثورتنا في العالم الخارجي عند هذا الحدِّ أم تمضي في تأثيرها حتى لا يصبح في الأرض أثر من آثار الاستعمار كما عرفه الناس منذ أعوام. ولست أزعم أن الاستعمار قد انقضى بجميع صوره وأشكاله.. فالناس جميعًا يعلمون أن التحالف مع الدول الكبرى لون من ألوان الاستعمار، وشكل من أشكاله، ولكن أول الغيث قطر ثم ينهمر.. فمن حق كل مواطن في الجمهورية العربية المتحدة أن يشعر بشيء من الرضا العميق الذي يستأثر بالقلب والضمير، حين يذكر أن ثورة وطنه لم تكن مقصورة عليه، وإنما كانت مقدمة لزوال شكل بغيض من أشكال الاستعمار عن أوطان قريبة وبعيدة. ولم تكن مصر في يوم من الأيام أثرة ولا منطوية على نفسها.. ولم تكن سورية في يوم من الأيام أثرة ولا منطوية على نفسها، وإنما كان هذان القطران دائمًا يؤثران الخير؛ يحبانه لأهلهما، ويشيعانه في الوطان الأخرى ما وجدا إلى إشاعته سبيلًا. وهما الآن يؤديان واجبهما التاريخي حين يؤثران الخير ويشيعانه في الأوطان الأخرى.

"وإذا كان خير الناس أنفعهم للناس، فخير الأوطان أنفعها للأوطان الأخرى"3. ولعل في النموذج المتقدم للتحليل الصحفي ما يوضِّح أثر الأسلوب الاستقرائي في المقال التحليلي من حيث ترتيب جميع الأنباء المقابلة

1، 2 المرجع السابق.

3 المرجع نفسه.

ص: 366

واستخلاص الدلالات في نسق خاص، بحيث تكون كل دلالة منها مسبوقة بمعظم الدلالات التي تستند إليها، وسابقة لجميع الدلالات التي تستند إليها، ويسلمنا هذا الفهم إلى الاتجاه الثالث:

3-

انتقاء زوايا محددة من "الجديد" الناشئ عن مقابلة "النبأ الجديد"، بالحالة الخبرية العامة السابقة عليه:

ويقوم هذا النمط التحليلي في مقال طه حسين على قواعد "هداية الذهن" عند ديكارت، وفي مقدمة هذه القواعد ما يسميه:"قاعدة التحليل"؛ ففي كل مسألة معقَّدَة يجب البحث عن الأفكار السيطة التي تكون "مطلق الموضوع"، والتي تؤدي إلى تحليل هذا المطلق. ولكي تصل إلى هذه النتيجة يجب علينا تحليل المسألة المعقدة إلى مسائل أبسط، ولذلك يقوم المقال التحليلي عند طه حسين على انتقاء زوايا محددة من "الجديد" الناشئ عن مقابلة "النبأ الجديد" بالحالة الخبرية العامة السابقة عليه، وتحليل هذه الحالة الأخيرة إلى مسائل أبسط منها أيضًا، وبهذا يتمكَّن التحليل الصحفي عند طه حسين من استخلاص الدلالات التي تبدو بسيطة، ولا يمكن أن تحلل إلى أبسط منها، وهي التي تكون أساس كل تلك الدلالات، ويمكن أن نجد في نموذج التحليل الاستقرائي المتقدم، نمطًا مشابهًا لهذا التحليل الصحفي عند طه حسين، ولا يختلف النمط السابق عن النمط الجديد إلا في "انتقاء زوايا محددة من "الجديد"، وفي حين أن النمط السابق يقابل النبأ الجديد بالحالة الخبرية الملازمة له زمنيًّا، أو السابقة عيه، ومن ذلك النمط الاستقرائي في التحليل الصحفي نجد مقالًا لطه حسين بعنوان: "التبعة الكبرى! "1 يحلل فيه "زوايا محددة" ينتقيها من "نبأ" انفصال سوريا عن مصر، "ونقض" الوحدة دون استفتاء للشعب السوري ودون إيذان لمصر" عن طريق مقابلة هذه الزوايا المنتقاة من النبأ بالحالة الخبرية العامة السابقة عليه والمتصلة الوجود، كما يبين من هذا النموذج الاستقرائي في التحليل:

ثم يتوسَّل طه حسين بعد ذلك بقاعدة أخرى من قواعد المنهج الديكارتي، ونعني قاعدة التأليف التي تلي تحديد الأفكار والبديهيات والمقدِّمات الضرورية للاستدلال، وهي الأشياء التي يعتمد عليها المقال التحليلي، فيذهب في مقاله على نحو ما يفعل علماء الهندسة، حين يضع أولًا الأفكار أو الدلالات البسيطة التي يستخلصها التحليل الصحفي، ثم يذهب من البسيط إلى المعقد، من

1 جريدة الجمهورية في 28 أكتوبر 1961.

ص: 367

خلال نسق منطقي يبيِّنُ في كل خطوة كيف تعتمد الدلالة الأكثر تعقيدًا على الدلالة التي هي أبسط منها، والتي تعلوها مباشرة، وفي المقال المتقدِّم، نجد أن الدلالة التي يستخلصها طه حسين من مقابلة الزوايا الخبرية المنتقاة بالحالات الخبرية العامة المتصلة الوجود، هي أن "التبعة الكبرى" الناجمة عن الانفصال "يحتملها أولئك المتمردون في دمشق، والذين أيدوهم بالجاه، والذين أمدوهم بالمال، والذين ناصروهم جهرة من خارج سوريا وداخلها. يحتملها هؤلاء جميعًا لأنهم تعاونوا أولًا وأعانوا المستعمرين بعد ذلك على تفريق الكلمة، وإطماع العدو، وإغراء المتربصين بما كانوا يتمنونه ولا يستطيعون أن يحققوه. يحتملها هؤلاء جميعًا، وإن كانت ضمائرهم لا تحفل بالتبعات، ولا تهتم إلا لتحقيق المنافع العاجلة، والمآرب الخاصَّة غير معنية بوحدة العرب ولا بمنافعهم، ولا بما يكفل لهم الحياة الكريمة والعزة في بلادهم"1.

وهذه الدلالة العامة تمثل خلاصة الدلالات الجديدة التي استخلصها الكاتب من النتائج المترتبة على مواجهة الخبر الذي يتناوله بأيّ من الحالات الخبرية المقابلة المتصلة الوجود:

"هذه الأنباء التي تتحدث بها الإذاعات، وتنشرها الصحف، ويخفق بها البرق من أقطار الأرض، بأن لعبة الاستعمار في فلسطين قد أخذت تحوّل مجرى نهر الأردن، أقدمت على ذلك مطمئنة آمنة راضية النفس. ممدودة الأمل إلى المستقبل البعيد، لأنها بعد أن تفرقت كلمة العرب، واطمأنت بعد أن انتشر القلق حتى شمل الشعوب العربية كلها، وأحست القوة واليأس بعد أن أذن لها، أو أغراها أولئك الذين كانوا يحولون بينها وبين أمنها العزيز عليها، بأن تنعم على حساب البائسين، وتسعد على حساب الأشقياء، وتهين الكرامة العربية غير حاسبة لأحد حسابًا، وغير راجية لأحد وقارًا.

"ما أكثر ما تحدث العرب بأن مجرى الأردن مقدَّس لا يمسه إلّا الذين يعرضون أنفسهم لأعظم الكوارث وأقساها، وما أكثر ما أنذر العرب بالحرب التي لا هوادة فيها إذا جرأت ألعوبة الاستعمار على أن تتعرض لمجرى هذا النهر، وعلى رغم هذا كله أخذت ألعوبة الاستعمار تعبث بهذا المجرى الذي كان مقدسًا أمس، وأصبح اليوم نهبًا مباحًا لإسرائيل، تعبث به كيف شاءت، وتغيره كما أرادت.

"والعناصر المتحكمة في الجيش السوري مشغولة بالسياسة، حريصة على أن تحمي تمردها بحرب الشعب السوري؛ ليبقى الحكم في يدها، ولتنعم بتأييد الذين يؤيدونها بالجاه، ويمدونها بالمال، ويتهيأون لحرب الوطن السوري نفسه

1 المرجع نفسه.

ص: 368

وإذلال الشعب السوري نفسه، إذا تعرَّض المتمردون لخطر خارجي أو داخلي"1.

والدلالة المستخلصة من الحالة الخبرية المتعلقة بتحويل مجرى الأردن في غيبةٍ من الوحدة العربية، وانشغال الجيش السوري بتمرده، تتيح لإسرائيل قوة إلى قوة، وأمنًا إلى أمن"2 ذلك أن الاستعمار يرحب بهذا التمرد ويشجع الانفصال؛ لأنه إنما "يهمه أن تشقى الشعوب العربية، وأن تظهر حاجتها إلى معونة الاستعمار، وأن يمكَّن هذا كله للمستعمرين العودة إلى الأوطان العربية"3، ويخلص طه حسين من ذلك إلى أن هذا كله "دليل على أن تمرُّد المتمردين في سوريا لم يضعه المتمردون وحدهم، ولم يضعه أعوانهم من العرب وحدهم، وإنما شاركهم فيه المستعمرون بما لهم، وتحريضهم وتأييدهم"4.

كما يخلص من دلالات الحالات الخبرية التي يستند إليها إلى أن "نقضهم للوحدة دون استفتاء للشعب السوري، ودون إيذان لمصر قد عرَّض سورية للخطر، وجرَّأ عليها إسرائيل، فاعتدت على أرضها. كيف يجادلون في هذا وهم يرون ويستمعون، أم تراهم يرضون عن هذا ويطمئنون إليه، ويؤثرون الألفة مع شعب عربي مثلهم، ويسخرون من اللاجئين المشرَّدين، ويستهزئون بالعرب الذين يضطهدون في وطنهم، وتصب عليهم المحن في بلادهم، ولا يكرهون أن يطمع فيهم غير إسرائيل، ولا يكرهون أن يتسلط عليهم الاستعمار فيسيرهم كما يشاء، ويصرِّفُ أمرهم كما يجب، لا لشيء إلّا لأنهم يستأثرون بمظاهر الحكم، ولن يكونوا من حقائق الحكم في شيء حين تمتد إليهم أيدي المستعمرين، ولكن المثل لا يكذب حين يقول: إذا لم تستح فاصنع ما شئت"5.

وهنا نجد حرص المقال التحليلي عند طه حسين على أن يتوسّل بقواعد هداية الذهن عند ديكارت6، وهي القواعد التي تميِّز التحليل الصحفي بوضوح الأفكار وتميزها، لضمان سلامة التحليل القائم على الشك المنهجي في فحص الحالات الخبرية السابقة والملائمة والمتصلة الوجود، الأمر الذي يتيح للمقال التحليلي أن يكتشف بعض الدلالات التي لا تحتمل الشك، وهي نفسها الدلالات التي يحتاج إلى التحليل الصحفي، كما أن المجهود المبذول في التشكك في هذه الدلالات يضمن للكاتب إقناع القراء بسلامة القضايا الخبرية التي يتخذها كأساس لمقاله.

1 المرجع نفسه.

2، 3، 4، 5 المرجع نفسه.

6 اسم الكتاب باللاتينية

regulae ad oirctionem ingeni.

ص: 369