الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا اللون، وهي قلة بالطبع ولكنها قلة مؤثرة وفعالة، وهم دائما من مرتبة رؤساء التحرير، على أن أهم ما يراعيه محرر هذا المقال المحوري الشامل:
- توزيع نقاط الأهمية والارتكاز والثقل على جوانب المقال كلها أو فقراته جميعها وليس في المقدمة أو التمهيد أو الصلب فقط.
- تقديم المعلومات الجديدة والأرقام التي تثري العمل وتدعمه دون حشوها حشوا يزحم فكر القارئ أو يجهده.
- تنوع أساليب تحريره من فقرة لأخرى.
- الاستعانة بعنوانات الفقرات كلما وجد إلى ذلك سبيلا، أو بما يمكن أن يقوم مقامها من رسوم زخرفية أو وحدات طباعية.
- بساطة التعبير وسهولته وانسياب عباراته وفقراته.
- مخاطبة عقل القارئ أولا، ثم إحساساته بعد ذلك انطلاقا من معرفة كاملة بنوعية قرائه ومستوياتهم الفكرية الرفيعة والمؤثرة.
- عدم إطلاق الأحكام أو تقرير النتائج الكاملة.
جولة عربية:
لا نترك هذا المجال -الحديث عن المقال الافتتاحي- دون أن نقوم برحلة سريعة على صفحات الجرائد العربية، نتوقف فيها عند عدد من أهم معالم هذا النوع من أنواع المقالات، كما تبدو فوق الصفحات والأنهر نفسها، ويكون دليلنا إليها تلك الكلمات السابقة التي تناولت -نظريا- أبرز هذه المعالم والخصائص، ماذا تقول هذه الرحلة ونتائجها والتي أجريناها على صفحات 14 جريدة عربية خلال النصف الأخير من يوليو، والنصف الأول من أغسطس 1983؟ وذلك وفق الترتيب الأبجدي لهذه الصحف:
1-
"أخبار اليوم - مصرية":
عرفت صحيفة "أخبار اليوم" الأسبوعية القاهرية الكبرى منذ صدورها -في 11 نوفمبر- عدة أساليب لكتابة هذه المقالة كان من أبرزها الأسلوب الذي يجمع
بين مقالين أحدهما "الموقف السياسي" وكان أشهر من كتبه صاحبها أستاذنا "مصطفى أمين"، وقد اتبع الاتجاه غير التقليدي في كتابته وهو الذي يوقع فيه صاحب الجريدة ورئيس تحريرها الافتتاحية باسمه، كما اشتهر إلى جانب هذا المقال مقال آخر هو الأقرب إلى الطابع العام لهذه المقالات وكان يكتب باسمه:"أنوار كشافة"، ويوقع باسم "أخبار اليوم" أو "رئيس التحرير" كمنصب متبعا الاتجاه الأساسي والكلاسيكي أيضا، خلال هذه الجولة الأخيرة يمثل "الموقف السياسي" افتتاحية الصحيفة، وبينما اختفى "أنوار كشافة"، نجد أن الافتتاحية البديلة توقع باسم رئيس التحرير "الزميل إبراهيم سعده" وتنشر على مساحة عمودين على سطر واحد باتساع العمود الأول والثاني من الصفحة الثامنة داخل إطار أسود زخرفي ثقيل، وقد جاءت أهم موضوعاتها مما يتصل بالسياسة الداخلية وإلى حد اقترابها من الطابع "شبه الرسمي" بوصفها إحدى الصحف "القومية"1 و"الموقف السياسي" عنوانه أو اسمه الثابت المكون من الكلمتين، ثم عنوانه المتغير الدال على موضوع المقال وطابعه، ويسود كتابته الطريقة التحليلية في أحيان كثيرة، إلى جانب التناول التاريخي والمقارن، كما يمزج الكاتب أحيانا بين الطرق الثلاث، وهي عموما مقالة "طويلة" تعتبر أكثر طولا من غيرها من المقالات الافتتاحية العادية التي تنشرها الصحف العربية في الأحوال العادية، ومن هنا فقد تتناول أحيانا أكثر من موضوع، كا يجري إخراجها بطريقة تتيح عمل "وقفات" ومعالم تبرز سطورها عامة أشبه بعنوانات الفقرات، كما يستخدم سكرتير التحرير "بنطا" متغيرا بين فقرة وأخرى لتسهيل قراءتها وأحيانا تجمع ببنط واحد ثقيل أكبر من بنط المتن العادي.
2-
"الاتحاد - الإمارات العربية المتحدة":
لصحيفة "الاتحاد" افتتاحيتها التي لعبت دورا مرموقا على المسرح السياسي بهذه الدولة منذ تأسست الصحيفة -1969- فهي تنشر الآن -خلال هذه الجولة- على الركن العلوي لنصف الصفحة الأول أسفل العنوانات الرئيسية، وذلك تحت عنوان
1 ساد هذا التعبير في الوسط الصحفي المصري للدلالة على الصحف المعبرة عن "الحزب الوطني الديمقراطي" على الرغم مما في هذا التعبير من خطأ؛ لأن المفروض "قومية" جميع الصحف المصرية الحزبية الأخرى.
واحد ثابت هو: "كلمة الاتحاد"، الكلمة الأولى أبيض على أسود والثانية تمثل رسما مصغرا للافتة الصحيفة ورسمها "التحتي" بزيادة في درجة احمرار حبره، والافتتاحية متوسطة الطول تجمع على عمودين داخل إطار أسود رقيق في جانبين من جوانبه، سميك في الجانبين المواجهين وتأخذ في الغالب شكلا مستطيلا أو مربعا في بعض الأحوال، تدور موضوعاتها حول سياسة الدولة داخلية وخارجية، وتتصدى لتأييد ودعم الاتحاد، كما أن من أهم موضوعاتها الموضوعات الخليجية بصفة عامة والتغيير الملحوظ الذي يأخذ مكانه في الدولة بصفة خاصة، وهي أشد تعبيرا من الصحيفة الأولى عن الاتجاه الرسمي، بل لعلها أكثر افتتاحيات صحف الدولة تعبيرا عن هذا الاتجاه، كما أنها لا توقع بأي توقيع.
وبالإضافة إلى "كلمة الاتحاد" فقد لوحظ كذلك وجود عمود على النصف الأول من النهر الأخير للصفحة السابعة داخل إطار مستطيلي مماثل في سمك أعمدته للإطار الأول، ويحمل اسم "مع الأحداث"، ويوقع باسم المحرر، ويمكن اعتباره افتتاحية ثانية للصحيفة، وهو يركز على بعض الموضوعات الداخلية خاصة "العمالةالأجنبية، التعليم، الصحة، الزراعة
…
إلخ" كما يحاول أن يربط بين هذه الموضوعات في إطار دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب موضوعات أخرى عديدة.
وقد كانت السمة الغالبة على افتتاحيات هذه الصحيفة هي "الشرح والتفسير" كما وجدت قلة منها تدعو إلى موقف أو عمل، وذلك خلال فترة هذه الدولة، كما أن أسلوب تناولها طيب وتعبيرها عن سياسة الصحيفة والدولة قوي النبرة واضح المعالم، وهي خاصة تعود إلى طبيعة انتمائها وأيام صدورها الأولى والتي حافظت عليها حتى اليوم.
3-
"الأخبار - مصرية":
و"كلمة اليوم" هي افتتاحية صحيفة "الأخبار" الشعبية القاهرية، وقد تغير موقعها أكثر من مرة منذ صدور الصحيفة عام 1952، حتى استقرت أخيرا على العمودين الأول والثاني من نصف الصفحة الخامسة العلوي، وهي نفسها صفحة "الرأي للشعب" وهي ذات موضوعات سياسية عالمية وعربية متعددة، إلى جانب اهتمامها الكبير بموضوعات السياسة الداخلية وتلك التي تستقطب أنظار رجل الشارع العادي، والكلمتان تكتبان فوق كرتين تمثلان الكرة الأرضية مقسومة إلى قسمين وهما شعار
الدار - دار أخبار اليوم- كما أن للافتتاحية عنوان آخر غير ثابت، يتغير بتغير الموضوعات، كما أنها لا توقع بأي توقيع.
4-
"الأنوار - لبنانية":
تتخذ هذه الصحيفة أحد أشكال "الاتجاه الثاني" في كتابة الافتتاحيات، حيث تكتفي بنشر المقالة التي يكتبها الآن وفي أغلب الأوقات "رفيق خوري" باعتبارها افتتاحية للصحيفة، وهو ما سوف نشاهده بالنسبة لصحف نادرة، وتشغل هذه المقالة في أغلب الأوقات أكثر مساحة العمود الأخير من الصفحة الأولى، وهي بدون عنوان لافتة ثابت وإنما تستبدله بشعارها الذي يوجد تحت لافتتها الرئيسية، كما أن لك مقالة عنوانها المتغير الذي ينشر على سطر أو أكثر متناولة موضوعات السياسة اللبنانية أولا ثم الشرق أوسطية ثانيا، والعالمية، وتوجد داخل إطار بطول الصفحة وباتساع العمود الذي يشغلها، كما أنها موقعة باسم كاتبها.
5-
"الأهرام - مصرية":
وهي واحدة من الصحف الأولى التي بلغت عنايتها بالافتتاحيات مبلغا كبيرا منذ تحولت إلى صحيفة يومية في 3 يناير 1881، وقد تناولت افتتاحيات الأهرام منذ ذلك التاريخ جميع المسائل الداخلية والخارجية التي تهم القارئ المصري والقارئ العربي في مصر، وقد استمرت على هذه الحال بعد الاحتلال وفي أوائل القرن الحالي، يشهد على ذلك كله مؤرخها الذي يقول في هذا المجال: "فهي تهاجم في مقالاتها الافتتاحية أعوان الاحتلال من المصريين ثم تحمل على حضور المستشار ووكيل الاشغال الإنجليز بين مجلس النظار وتعلن مبتهجة إقالة الخديو عباس لحكومة مصطفى فهمي وتعقب على تعيين رياض بمدح الخديو وتذكر مأثرته الوطنية باختيار حكومة شعبية يرضى عنها الناس وتترصد في كل أخطاء الإنجليز وتصرفاتهم
…
إلخ"1.
وتنشر الأهرام اليوم افتتاحياتها في الأعم الأغلب على العموديين الأول والثاني من ربع الصفحة السابعة العلوي مجموعة على سطر واحد -وهي نفس صفحة المقالات أو الافتتاحيات- وذلك تحت عنوان ثابت هو: "رأي الأهرام" يشبه كثيرا "شكل"
1 إبراهيم عبده: "جريدة الأهرام، تاريخ وفن" ص265.
عنوان افتتاحية صحيفة "الاتحاد" باستثناء استخدام الأخيرة للون الأحمر، كما أن للافتتاحية بالإضافة إلى عنوانها الثابت عنوان يومي متغير يختلف بما يناسب مادتها، وهي كذلك متوسطة الطول متنوعة في أساليب تحريرها قوية في مادتها، وهي غير موقعة بأي توقيع، وتوجد داخل إطار يقع بين المربع والمستطيل وهو زخرفي يتكون من وحدات صغيرة مستطيلة سوداء تكون إطارا ثقيلا "متقطعا".
وأغلب موضوعات الافتتاحية تتناول الموضوعات السياسية العربية والمصرية، كما أن للسياسة الداخلية نصيب كبير من اهتمامها، ولا يعني ذلك أنها لا تتناول الأحداث الخارجية، وإنما يعني أن اهتمامها بها قد قل عن ذي قبل، كما أن بعض الافتتاحيات تكاد تعكس "اتجاها رسميا" بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
كذلك فإن من الملاحظ أن للعدد الأسبوعي للصحيفة -والصادر كل يوم جمعة- افتتاحيته التي تنشر على الصفحة الثالثة أو الخامسة في إطار شبه مربع ويغلب عليه الطابع التحليلي وأحيانا يكون في بنط أصغر وحروف خفيفة، كما يلاحظ لجوء الصحيفة أخيرا إلى كتابة المقالات الثلاثية التي تصل بينها عنوانات مختلفة.
6-
"الثورة - عراقية":
تحرص على نشر افتتاحية طويلة على العمودين الأولين، وقد يكون لها امتدادها بقية على صفحة داخلية هي في الغالب ص11، وهي بدون عنوان ثابت على الإطلاق وموقعة باسم الصحيفة "كليشيه" الثورة، وأغلب مواد الافتتاحيات خلال هذه الجولة تتصل بالحرب العراقية الإيرانية والأوضاع الداخلية في إيران تحت نظام "الخميني" وعن الجبهة العراقية، والعلاقات الإيرانية العربية، وهي افتتاحيات ذات لهجة حماسية خطابية عالية تتماشى مع طابع الظروف السائدة، كما أن نغمتها الرسمية والتزامها الوطني مرتفعان أيضا، والافتتاحيات بعد ذلك تنشر داخل إطار مادي يتغير حجمه بتغير حجم الافتتاحية نفسها.
7-
الجزيرة - سعودية":
من أكثر الصحف الخليجية عامة، والسعودية خاصة ثباتا على نشر الافتتاحيات خلال السنوات الأخيرة كما أنها من أكثرها ثباتا على "الطابع الكلاسيكي" المتمسك بتقاليد الافتتاحية في التحرير والنشر، كفن مقالي صحفي، وقد رأيناها في فترة الجولة تواصل نشرها باتساع العمودين الأخيرين من الصفحة الثالثة وبطول يتفوق على نصف
العمود -صفحة، كما أن لافتتاحية الجزيرة عنوان ثابت هو:"كلمة الجزيرة" ويليه عنوان يتناسب مع مضمون المقال الذي يقع داخل إطار طولي ثنائي الأضلاع أحدهما -الداخلي- رقيق شعري أسود، والثاني رمادي سميك، والمقال يهتم- في أكثره بموضوعات السياسة الداخلية، خاصة خطط التنمية المختلفة، وأحوال التعليم والصحة والزراعة، وبالميزانيات، كما أن لبعض المقالات اتجاهاتها العربية عامة والخليجية خاصة، والسياسة الخارجية هي موضوع وارد أيضا، وتركز أغلب المقالات على أسلوب "الشرح والتفسير"، كما أن بعضها يعتمد الأسلوب المقارن وأسلوب الدعوة إلى موقف أو عمل ما، وهو يوقع باسم "الجزيرة".
8-
الجمهورية - مصرية":
انتقلت الافتتاحية من مكان لآخر مع كل "تطوير" تدخله إحدى الإدارات الجديدة على "ماكيت" العدد العادي حتى استقرت أخيرا على النصف العلوي من العمود الأول للصفحة الثانية وهي صفحة "أخبار العالم العربي" بالنسبة للعدد العادي، وحيث نجد أن الافتتاحية تحمل عنوانا ثابتا هو:"الجمهورية تقول". والكلمتان موزعتان على سطرين تحملهما "شبكة" صغيرة وهو باتساع سطر واحد يفصل بينه وبين المادة المجاورة فاصل طولي، وعموما فالمقال الافتتاحي في صحيفة الجمهورية القاهرية موضوعاته عربية كثيرة، وداخلية أيضا، وبعدهما تأتي الموضوعات العالمية وهو يعتمد كل الاتجاهات التحريرية السابقة الإشارة إليها خاصة أسلوب الشرح والتفسير وكذا الأسلوب النزالي، والدعوة إلى موقف وحيث أخذ هنا كثيرا شكل "التحذير" مما يمكن أن يحدث مستقبلا، وهو متوسط الطول في أغلب الأحوال وكثيرا ما يقل عن الحجم العادي ويصبح في حدود ثلاثين سطرا وأحيانا أقل، وهذا المقال لا يوقع بأي توقيع.
9-
"الجمهورية - عراقية" 1:
تكاد معظم افتتاحياتها تتشابه في كثير من ملامحها مع ملامح شقيقتها "الثورة" حيث تنشر افتتاحيتها باتساع حوالي عمود ونصف عمود على يمين النصف السفلى للصفحة الأولى، وهي طويلة جدا، ولها بقية على الصفحات الداخلية خاصة
1 قمنا بتقديم صحيفة الجمهورية المصرية؛ لأنها الأقدم صدورا.
ص5، وليس لها عنوان ثابت؛ ولأنهما يصدران من خندق واحد -خلال فترة هذه الجولة- فقد كانت موضوعاتهما متشابهة إلى حد كبير إلا أن أسلوب أكثر مقالاتها أقل حماسية وخطابية وإن وصل إلى نفس النتائج النزالية والمقارنة كذلك يحيط بها إطار طولى "ملتف" ويوقع المقال باسم الصحيفة أيضا وعلى طريقته "الكليشيه".
10-
"السياسة - كويتية":
تتبع أيضا -في صراحة- الاتجاه الثاني. فمقال رئيس التحرير "أحمد الجار الله" بمثابة افتتاحية لها، ولا تخفي الصحيفة ذلك، وإنما تنشر هذا المقال على يسار النصف العلوي من الصفحة الأولى تحت العنوان الرئيسي الثابت -اللافتة- باسم "الافتتاحية" كما تحتفظ ببعض المعالم الأساسية الأخرى الخاصة به كالمكان الثابت والمساحة شبه الثابتة في أكثر الأحوال، ولمقال رئيس التحرير هذا أو "الافتتاحية" عنوان آخر يتناسب مع مادته وموضوعاته عربية عامة وكويتية خليجية خاصة، وتأتي موضوعات السياسة الخارجية ثالثة ومحررها يحاول بذل جهد طيب من أجل تطوير أساليب تحريرها ولكننا نأخذ عليها التوقيع باسم رئيس التحرير.
11-
"الشرق الأوسط - سعودية":
تتبع منذ فترة ليست بالقصيرة الاتجاه الجديد "ثنائي الموضوع" في أغلب الأحوال حيث تقوم بنشر افتتاحيتين لا افتتاحية واحدة، داخل إطار واحد، على الصفحة "9" أو "11" وهي أيضا صفحة الرأي "والترويسة" والكاركاتير، وتفصل بين المقالين بخط عرضي يختلف من عدد لآخر والافتتاحيتان -في أغلب الأحوال- أحدهما عربية، والأخرى خارجية أو عالمية، والافتتاحيتان تنشران تحت عنوان ثابت واحد هو:"رأي الشرق الأوسط" وبعد ذلك يكون لكل منهما عنوانه الخاص الذي علوه، وفي أغلب الأحوال يختلف أسلوب تحرير كل مقالة عن الأخرى ولكن يبرز من بين الأساليب الأسلوب النزالي، وأسلوب الدعوة إلى موقف أو عمل ولكنها دعو تتم بطريقة هادئة حتى وإن جمعت إليها "التحذير"، و"التنبيه" إلى خطر ما، والافتتاحيتان لا توقعان أي توقيع، وتبدو خلال سطورهما "حرفية" المحرر وتجربته الطيبة.
12-
"الصحافة - سودانية":
لجريدة "الصحافة" افتتاحية قوية تنشرها بصفة غير منتظمة وذلك على العمودين الأخيرين من نصف الصفحة السفلي الأيسر وباتساع سطر واحد على عمودين وهي تحمل عنوانا ثابتا هو "كلمة الصحافة" وآخر للمادة نفسها وموضوعاتها سودانية في البداية عربية ثانيا عالمية في المحل الثالث، ويغلب على افتتاحياتها طابع التحليل الهادئ والمتزن كما أن الدعوة إلى موقف سوداني أو عربي تمثل طابعا عاما تتصف به، وهي متوسطة الطول مجموعة بحروف ثقيلة يحيط بها إطار مزدوج على هيئة مستطيل، وتوقع الافتتاحية بكلمة "الصحافة".
13-
"العرب - قطرية":
استقرت صحيفة "العرب على نشر افتتاحية، ولكن أهم الملاحظات أنها تنشرها الآن على صفحتها الأخيرة، بل على العمود الأخير منها مما يبرر في رأيها تسميتها بـ"آخر عمود" نفس اسم عمود الزميل "إبراهيم سعدة" على الصفحة الثانية من أخبار اليوم وإن كان الاسم في العرب يعبر تعبيرا صحيحا عن موقع المقالة، ولكنه في نفس الوقت يخالف طابع "الافتتاحيات" التقليدي وعموما فإن آخر عمود تكتب باللون الأحمر خطا، وتمثل لافتة يتبعها عنوان متغير، واتجاهاتها قطرية وعربية وعالمية، وهي في حجم العمود في أغلب الأوقات، ويحيط بها إطار أسود مقسم أو في "شرط" سميكة، وتوقع باسم "العرب".
14-
"العمل - تونسية":
تتبع جريدة "العمل" التونسية النصفية والتي أسسها الرئيس التونسي "الحبيب بورقيبة" نفس أسلوب صحيفة "السياسة" الكويتية، وبعض الصحف الحزبية في الوطن العربي مثل "الأحرار" في مصر، أي: إنها لا تنشر مقالة افتتاحية بأسلوب النشر التقليدي المعبر عن رأي الصحيفة، الغفل من التوقيع باسم المحرر، وإنما تعتبر أن محرر مقالها الرئيسي يعبر برأيه واسمه عن الصحيفة والحزب معا، وذلك في مقالتها التي تنشرها على العمود الأول من الصفحة الأولى وبطوله، ويجري توقيعها باسم محررها، وهي تحمل اسم "رسالة العمل" وتكون في أغلب الأحوال معبرة عن مواقف الحزب الذي تنطق باسمه وهو هنا "الحزب
الاشتراكي الدستوري" كما أن اهتمامها بالمسائل الداخلية واضح وقوي، وهي لا تغفل كذلك الأحداث العربية أحيانا، والعالمية في أوقات قليلة وأما عن أسلوب تحريرها فيغلب عليه الطابع التفسيري الذي يلقى بالأضواء الكشافة حول الخبر مجال المقال، والذي يقع داخل إطار طولي رقيق بحجم العمود وعرضه.
تدريب عملي " 4 ":
- قم بدراسة تطبيقية للمقالات الافتتاحية التي تنشرها إحدى صحف بلدك خلال فترة شهر، واكتب تقريرا عنها مع تركيز خاص على أهم الخصائص والملامح المتصلة بها.
- قم بدراسة مقارنة للمقالات الافتتاحية التي تنشرها صحيفة عربية وطنية تصدر في بلدك وصحيفة عربية تصدر في بلد آخر، مع عناية خاصة بـ:
نوعيات المقالات الرئيسية -أهم اتجاهاتها- أهم خصائصها في التحرير والنشر.
- قم بمحاولة لكتابة ثلاثة مقالات افتتاحية مختلفة الطابع والنوعية، على أن تختار موضوعاتها من الموضوعات المحلية الهامة، وذلك استنادا إلى ما درسته مما يتصل بهذا الموضوع.