الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث: المقال القائد الموقع
عند تناولنا للمقال الافتتاحي، قلنا إن فلسفته وإن طابعه وإن ظروف تحريره ونشره قد أدت إلى وجود عدد من الاتجاهات التحريرية من بينها الاتجاه الثاني بتعدد أشكاله وأساليبه، وكذا الاتجاه الثالث الذي يقوم عليه "الافتتاحيات البديلة"، وقد رفضنا هذا الاتجاه نحو اعتباره افتتاحية كاملة لمخالفته لهذه الفلسفة، التي نحرص على اتباعها وثبات التقاليد المرتبطة بها.
والآن نقول إن هذه النوعية من المقالات التي يكتبها رؤساء التحرير في معظم الأحوال وأعمها، بل في "أغلبيتها الساحقة"، هي التي يطلق عليها عن حق وصدق تعبير:"المقالات القائدة الموقعة".
- فهي قائدة؛ لأنها تقود أفكار وتدفع بهم إلى الفهم الكامل لما تتناوله، أو تقودهم نحو اتجاه فكري أو سياسي معين؛ ولأن كاتبها من قادة الفكر الصحفي في حدود الجريدة أو المجلة التي تنشر هذا المقال.
- وهي موقعة لأن اسم كاتبها -وهو هنا اسم رئيس التحرير- يتذيلها، وحيث لا توقع كما هو الحال بالنسبة للمقالات الافتتاحية رمزا أو نقطا أو باسم الصحيفة أو لا توقع على الإطلاق وإنما يشهد التوقيع بالاسم واللقب على طبيعتها الخاصة.
وإذن وعلى الرغم من أهمية هذه المقالات، والتي تكاد تلي أهمية المقالات الافتتاحية تماما، بل على الرغم من كوننا نرى أن بعضها يكون مقروءا أكثر من المقالات الافتتاحية نفسها بما يتوافر لها من عنوان حالي وساخن وجذاب، واسم رئيس التحرير وتصدر الصفحة الأولى وتفنن المخرج في إبرازها، كل ذلك إلى جانب حالية موضوعاتها وسخونتها وحيث تكون في أحيان كثيرة بداية إشارة لقضية هامة
أو هجوما على وضع خطير، أو تبشيرا باتجاه يفيد الجماهير، أو تناولا لمؤتمر أو مباحثات أو معاهدة أو اجتماعات لها وزنها وتأثيراتها، على الرغم من ذلك كله فإننا هنا نضعها في مكانها الصحيح، وحيث إنها مقالات قائدة نعم، موقعه باسم رئيس التحرير نعم، ولكنها ليست "افتتاحيات" بحال من الأحوال.
ومعنى ذلك أن هناك أكثر من هدف، وأكثر من وظيفة تقوم أمثال هذه المقالات بأدائها تماما كما أن هناك أكثر من دافع لوجودها ونشرها، ومن بينها على سبيل المثال:
1-
أن دورها الأول ووظيفتها الأساسية هي القيام بمهمة "الافتتاحية" بالنسبة للصحف والمجلات التي لا تنشر الافتتاحيات، والتي درجت على ذلك، لسبب من الأسباب.
2-
فأما بالنسبة للصحف والمجلات التي درجت على نشر الافتتاحيات يوميا وبانتظام، فإنه يمثل في أيام نشره دور "الافتتاحية الثانية للصحيفة".
3-
وهو يعطي فرصة أخرى لعرض وجهة نظر ثانية أو رأي آخر أو موقف جديد، مما يضاعف من بروز جانب الرأي في الصحيفة، ويعمل على استقطاب أنظار وفكر قراء جدد لهم أهميتهم ومستوياتهم الفكرية المرتفعة.
4-
وهو يقدم لرئيس التحرير فرصة للتعريف بمرئياته ونظرته الخاصة إلى الأحداث دون تأثر كامل بسياسة الصحيفة أو خطتها العامة، وحيث يكون هذا المقال في أحيان كثيرة ممثلا للرباط القائم بين رئيس التحرير ككاتب، وبين قرائه، ومن هنا -ووسط مشاغل هؤلاء التي قد لا تتيح لهم كتابة أنواع المقالات الأخرى- نجد حرص رؤساء التحرير البالغ على كتابته كلما أتيحت لهم الفرصة إلى ذلك.
5-
وهو أيضا يقدم لرئيس التحرير فرصة الدفاع عن آرائه، ورد الهجوم الذي يكون قد تعرض إليه من كاتب آخر، أو صحيفة أخرى، أو حزب معارض، مع ملاحظة أن هذا الهجوم والرد لا يتناولان الأمور الشخصية، حيث لا يجوز ذلك، وإنما المسائل السياسية واهتمامات الجماهير وحركتها بشكل عام.
6-
وهو يخدم المسار الديمقراطي ويدعمه بما يقدمه من أفكار وما يعرضه من
آراء، وما يتناوله من أمور، خاصة بالنسبة للصحف الحكومية أو الرسمية، أو صحف البلاد النامية، وحيث تكون المقالة الافتتاحية في أغلب الأحوال موجهة، بشرط أن يستخدم رئيس التحرير حقه الكامل في الإعلان عن أفكاره وآرائه، وحيث تصطدم الآراء وتتعارض، وتأتلف وتتفرع بما يخدم التجربة الديموقراطية ويدعم حق المواطن في أن يعرف ما يدور في مجتمعه.
7-
وبعضها قد يؤدي وظيفة "منطاد الاختبار" أو بالوناته التي تطلق في الجو، وهي هنا لقياس مدى استجابة القراء، وانعكاساتهم بشأن قرار ينوي المسئولون اتخاذه، أو قانون يزمع هؤلاء إصداره، أو إجراء هام يفكر ولاة الأمر فيه، ويريدون معرفة نظرة الناس إليه وواضح أن ذلك يتم بالنسبة لصحف البلاد النامية، التي قد تحقق مثل هذه الاتجاهات بعض النتائج المستهدفة في أوساطها المتواضعة المستوى "سياسيا".
8-
المشاركة الإيجابية والفعالة والسريعة في قضايا الوطن بالفكر المستنير والرأي المخلص والقيام بدور رقابي متميز، من الصحيفة، على الأجهزة التنفيذية المختلفة وقراراتها وإجراءاتها المتصلة بمصالح الجماهير.
9-
التمهيد لحملة صحفية ما تقوم بها الصحيفة أو المجلة تأييدا وتعضيدا لقانون أو موقف أو قضية أو اتجاه، أو هجوما عليها أو على وضع من الأوضاع غير السوية، أو على جانب من الجوانب التي تهدد راحة الناس، أو وحدة المجتمع، على أن الأمر لا يقتصر على التمهيد لأمثال هذه الحملات فقط، وإنما المشاركة في مسيرتها، وربما كتابة "مقال الختام" بالنسبة لهذه الحملة.
10-
على ألا ننسى في هذا المجال أن هذا المقال، كغيره من المقالات الصحفية، يقوم بالوظائف الهامة التي تقوم بها المقالات في مجموعها من أمثال:"الإعلام، الشرح والتفسير، التوجيه والإرشاد، التثقيف، التعليم، التنمية،" إلى آخر هذه الوظائف التي أشرنا إليها أكثر من مرة.
على أن لهذا المقال بعض الخصائص والملامح المميزة، والتي تتصل به أولا، وتدل عليه قبل أن تدل على غيره، حتى وإن شاركته فيها بعض أنواع المقالات الأخرى، ومن بينها:
- الجدة التامة والملاءمة للأحداث والقضايا الساخنة داخلية وخارجية.
- أنه مقال سياسي بالدرجة الأولى، وإن تناول من المسائل الداخلية ما يتناوله، إلا أن هذه أيضا يكون اتصالها وثيقا بالسياسة الداخلية، وربما يكون لها انعكاساتها وأبعادها الخارجية.
- من المفروض أن تكون حرية كاتبه كاملة، في التعبير عن ذاته ومرئياته ورؤيته الخاصة، ومن الطبيعي أن يستخدم هو هذا الحق، وأن يتمسك به تماما "بالنسبة للقضايا والمسائل العامة".
- ولكن الحرية هنا تقابلها "مسئوليته" الاجتماعية، ككاتب مرموق، أو كرئيس تحرير، أو كقائد فكر ومن هنا فإنه مثل محرر المقال الافتتاحي، يجب عليه أن يفكر مرتين:
أ- مرة في مسئوليته تجاه القراء والمجتمع بما يمكن أن يحدثه من تأثيرات وردود أفعال.
ب- ومرة في اسمه الذي رفعه القراء إلى هذه الدرجة، ومن السهولة بمكان، أن يهبط به هو نفسه -في حالات فقدانه لثقة الجماهير- إلى القاع، أو إلى أن يكون محررا عاديا مثل عشرات ومئات المحررين الآخرين.
- بل إن بالإمكان إضافة بعد آخر ينبغي أن يفكر فيه، وهو مصلحة الصحيفة واسمها وتاريخها والعاملين بها، قبل أن يقدم على عمل غير مسئول، حتى وإن اتصف بالشجاعة والإقدام.
- أن نشره قد يتم يوميا في الأوقات الساخنة، أو أوقات وقوع الأحداث الكبرى الهامة والخطيرة بحيث يتناول كل يوم حدثا من هذه الأحداث أو جانبا من حدث منها، كما أن النشر قد يكون من يوم لآخر، أو في حدود كل ثلاثة أو أربعة أيام، وربما ينقضي وقت طويل دون نشر مثل هذا المقال.
- أن من الممكن نشره على حلقات، خاصة إذا اتصل بمثل هذه الموضوعات أو بحملة صحفية كبيرة.
- المكان شبه الثابت في أغلب الأحوال، وهو على الصفحة الأولى من الصحيفة ما لم تشغلها أنباء في غاية الأهمية، وحتى في هذه الحالة فإن بعض كتابه يصر على موقفه وينال مبتغاه وهو النشر على "ص1".
- الطول المتوسط في أغلب الأحوال، وإن أخذ أحيانا شكلا عرضيا بحيث يشغل نصف الصفحة العلوي مثلا، أو شكل العمود في أحيان أخرى.
وبدون ذكر الأسماء، فمن الممكن القول إن أغلب رؤساء تحرير الصحف العربية يمارسون كتابة هذا اللون، خاصة عندما لا يكتبون العمود، أو أي مقال آخر وحيث يكون هو الجسر الذي يعبره رئيس التحرير إلى عقول قرائه، وفكر مجتمعه ولذلك فمن الممكن أن نطلق عليه اسم:"مقال رئيس التحرير أو من هم في مثل مستواه" في مواجهة المقال الافتتاحي الذي هو "مقال الصحيفة" أو "مقال هيئة التحرير" أو "مقال أسرة التحرير" وهكذا.
وذلك كله -في واقع الأمر- هو ما يدفعنا هنا، لكي نشير إلى بعض خصائص محرره، بالإضافة إلى إشاراتنا السابقة عنه، وذلك على النحو الذي اتبعناه بالنسبة لأغلب أنواع المقالات السابقة، أن من المفروض أن يكون محرره "10 نقاط فقط".
1-
من أكثر المحررين ثقافة شمولية وموسوعية متكاملة، مع تركيز خاص على الجانب السياسي الخارجي والداخلي.
2-
أكثرهم علما بمجريات الأمور في بلده وما يتصل بأحوال سياستها الخارجية والداخلية، وما يمتد إليه ذلك من دراية بجوهر ومسببات ودلالات القرارات والإجراءات التي تتصل بهذه الأمور، وإلى حد معرفته بما لا يعرفه غيره منها، وبما يمكن اعتباره من الأسرار التي لا تعرفها إلا القلة القليلة جدا من أبناء البلد.
3-
من أكثر المحررين معرفة بأهم المصادر في بلده، خاصة تلك التي تعتبر في قمة السلطة السياسية أو التنفيذية أو التشريعية، وبكل من يتدخل بشكل أو بآخر في صنع القرار السياسي الخارجي والداخلي الهام.
4-
أن تكون صلته قوية للغاية بهؤلاء ومن هم دونهم مستوى، وأن يكون محل ثقتهم وتقديرهم.
5-
أن يكون رصيده من الثقة في نفوس قرائه وزملائه في العمل كبيرا.
6-
أن يكون على صلة ودية وإعلامية معا بأهم مصادر الأخبار الخارجية، وهؤلاء الذين يمكنهم تقديم المعلومات والمرئيات ووجهات النظر والتحليلات والتفسيرات وتطورات الأخبار المستمرة، لا سيما "قيادات وكالات الأنباء الخارجية العاملة في بلده أو التي تشترك فيها صحيفته، المراسلون الأجانب والعرب، بعض رؤساء التحرير وكبار الكتاب الخارجيين من العرب والأجانب، رؤساء تحرير الصحف الأجنبية الذين يتصادف وجودهم في بلده، المراسلون المتجولون العرب والأجانب، الصحفيون الذين يحضرون لتغطية الأحداث الهامة والساخنة التي تقع ببلده، بعض الزعماء والقادة والوزراء ممن لهم صلة قوية ببلده ورجاله وأحداثها، السفراء الأجانب والعرب، المستشارون الصحفيون والثقافيون بالسفارات الأجنبية والعربية ببلده، المحللون والمعلقون السياسيون بالإذاعة والتليفزيون الخاص ببلده أو الذين يراسلون الإذاعات العربية والأجنبية.... إلخ.
7-
ولكننا نقول هنا إن الصلة القوية لا تكفي وحدها للتعامل مع المصادر الأجنبية، وإنما ينبغي أن تكون في إطار قوي من الدراية بأساليب هؤلاء والخبرة بطرق التعامل معهم والمعرفة الكافية باتجاهاتهم، واليقظة هنا، والحيطة والحذر أيضا هي أمور واجبة تحتمها طبيعة عمله عامة، وتحريره لهذا المقال خاصة، وذلك في ضوء واقع المادة الأجنبية التي يمكن أن يقدمها هؤلاء وتكون متاحة لها، بما يمكن أن يكون مدسوسا عليها أو ممتزجا بها، أو تكون هي ستارا له من مادة تضر بمصالح الوطن والمواطن.
8-
أن يكون لرأيه اعتباره، ولوجهة نظره تقديرها في بلده، وبين أوساط صناع القرار، بل لماذا لا نقول إنه هو نفسه يكون من صناع القرار؟ أو الأحداث في هذا البلد؟ والأمثلة والنماذج المشرقة عديدة، على مستوى صحافتنا المصرية أو صحافتنا العربية أو الصحافة العالمية.
9-
أن يكون على درجة عالية من الخبرة بأساليب التحرير والبيان الصحفي، له قلمه المعروف وأسلوبه المتميز، ودرجة سيطرته الكافية على لغته العربية، وعلى لغة أجنبية أو أكثر، بحيث يتيح له ذلك كله ألوان القراءة والاستماع والمتابعة والمناقشة، ثم التعبير الصحيح والواضح، بما يتصل به من "بلاغة صحفية".
10-
أن يكون على درجة عالية من الخبرة بالعمل الصحفي، وما يتصل به من أمور فنية ومهنية، وأن يجيد القيام بدور رئيس الفريق، أو الموجه له، لأن إعداد هذا المقال -في أحوال كثيرة- يتطلب تعاونا كبيرا بينه وبين الآخرين، وجانبا هاما من جوانب عمل الفريق، خاصة بالنسبة للصحف الأجنبية.
ولكن: ماذا عن أساليب تحرير هذا النوع الهام من أنواع المقالات الصحفية، الذي قلنا إنه يلي المقال الافتتاحي أهمية؟ بل وربما تعنى به بعض الصحف أكثر من عنايتها بالمقال الافتتاحي نفسه بوصفه "مقال رئيس التحرير ومن هم في مستواه"، في أغلب الأحوال وأعمها، أو باعتباره افتتاحية الصحف التي ليست لها افتتاحية؟
ذلك أنه على الرغم من أن حصيلة كتاب هذا النوع من أنواع المقالات من التجارب والخبرات والممارسات تضعهم على درجة عالية من المهارة والكفاءة، والتي تجعل من أساليب تحريرها أساليب إبداعية بالدرجة الأولى، تعكس هذه الإمكانيات كلها، وتجعل باستطاعتهم التغيير والتعديل والتبديل والوصول إلى أساليب جديدة أو متجددة، وإلى أفكار كتابية فريدة، على الرغم من ذلك فقد أمكنني حصر عدد من هذه الأساليب نفسها، مما يتبعه عدد من الكتاب العرب والأجانب:
- أما عن العنوان فإن أشهر اتجاهات تحريره من حيث الشكل والمضمون واللغة -معا- فهي:
- الاتجاه الأول الذي يتبعه بعض رؤساء التحرير أو من هم في مستواهم من كتابة عنوان ثابت لا يتغير، يكتبون تحته مقالاتهم القائدة الموقعة، يليه عنوان خاص بالمقالة نفسها يتغير من مقالة لأخرى، ولا يعني هذا أن مقالنا القائد يكتب يوميا مثله في ذلك مثل المقال الافتتاحي، ولكنه حين يكتب فإنه يكون تحت هذا العنوان الثابت والآخر المتغير بتغير المقالة.
- والاتجاه الثاني الذي يكتفى فيه بالعنوان الأول الثابت الشمولي الذي يرتفع فوق هذه المقالات حين نشرها.
- والاتجاه الثالث لا يكون للمقال فيه عنوانه الثابت، وإنما المتغير من مقال إلى مقال، الدال على مضمونه ومحتواه ومادته، ولعل هذا الاتجاه الأخير يكون من أكثرها استخداما.
ولكنه في جميع الأحوال، العنوان القصير الواضح، والأكثر جاذبية ولفتا لأنظار القراء من غيره من عنوانات المقالات، والذي يظهر فيه شخصية كاتبه وأسلوبه في التعبير، كما دلت الدراسات على أن أكثر أنواع هذه العنوانات استخداما هي:"العنوانات المتغيرة هنا".
- العنوان الاستفهامي.
- العنوان المبرز لفكرة أو زاوية.
- العنوان الوصفي.
- العنوان الإنشائي أو المثير.
- عنوان الجملة المقتبسة.
- عنوان الآية القرآنية أو الحديث الشريف أو الحكمة أو القول المأثور.
- فإذا كان طول المقال يسمح، والمساحة المتاحة تتسع، فإنه يلي العنوان الثابت وحده أو الثابت والمتغير مقدمة قصيرة، تعتبر بمثابة مدخل أو تمهيد لمادة المقال أو موضوعه الأساسي وهذه المقدمة هي في أغلب الأحوال تشبه -من حيث النوعية- أنواع العنوانات السابقة، ولكن يتقدمها جميعها "المقدمة الخبرية" أو "الإخبارية" التي تربط القارئ بالخبر الأساسي الذي يدور حول المقال، وتقيم جسرا بينه وبين فكرته الأساسية كما قد تكون أيضا "مقدمة المختصر" التي تقدم أهم وقائع واتجاهات وأفكار الموضوع الأساسي الذي سوف يتناوله المقال، أو الفقرات والسطور التالية لها، وهناك -ثالثا- "المقدمة الساخنة"، وهي تصلح لبعض المقالات ذات الطابع الهجومي، مع ملاحظة هامة، تلك هي أن مقدمة بعض المقالات قد تكون مختصرة إلى أقصى حد، بحيث لا يلحظها القارئ، وهو أسلوب من الأساليب الفنية المتبعة، والتي تتلاءم مع بعض اتجاهات كتابات المادة نفسها خاصة "المقال الحواري".
وأما عن مادة المقال ووقائعه وشواهده فإن أبرز الأطر والقوالب الفنية التي يتبعها كتابهو والتي تشبه في أحيان كثيرة قوالب تحرير المقال الصحفي العام، فهي:
1-
قالب العرض.
2-
قالب الوصف.
3-
قالب الضوء الخلفي.
4-
قالب الضوء التركيزي على فكرة أو جانب.
5-
القالب التاريخي.
6-
قالب الفقرات القصيرة "المدخنة".
7-
قال الأنموذج الآخر "ما هنالك".
8-
القالب الهجومي.
9-
قالب الحملة "حملة الكاتب الواحد".
10-
القالب المقارن.
11-
القالب الحواري.
12-
قالب السؤال والجواب.
13-
القالب النقدي.
14-
القالب المختلط.
15-
القوالب الإبداعية والابتكارية "كثيرة ومتعددة ومتجددة أيضا".
"ماذا تعني هذه القوالب في مجموعها وما هي أبرز ملامح كل منها؟ ".
- وأما عن النتيجة أو الخاتمة من المقال، فما قيل عن المقدمة يقال عنها أيضا، أي: إن كتابتها من عدم كتابتها مسألة تتصل بحجم المقال، والمساحة المتاحة لنشره ورغبة الكاتب ورؤيته الخاصة، وفي حالة وجود مثل هذه النهاية فهي تكون في أحيان كثيرة إحدى هذه النهايات:
- النهاية المبرزة للفكرة الأساسية من المقال.
- النهاية التذكيرية بجانب هام من جوانبه.
- نهاية التصريح الهام المؤيد لأفكار المقال الأساسية.
- نهاية الدعوة إلى موقف أو عمل ما.
- النهاية الإنشائية "نهاية العبارة القوية أو المتفجرة".
- النهاية المستترة، أو الممتزجة مع سطور المقال الأخيرة.
تدريب عملي " 5 ":
- ادرس المقالات القائدة الموقعة في صحف ومجلات بلدك لمدة شهر، وحاول أن تحدد أهم ملامح تحرير عنواناتها ومادتها التحريرية.
- يعتبر مقال الكاتب إحسان عبد القدوس في مجلة أكتوبر المصرية من أفضل المقالات التي تتبع "القالب الحواري" ادرس هذا المقال لفترة ثلاثة شهور مستخلصا النتائج الهامة مع تركيز خاص على: الأفكار الأساسية، طبيعة الحوار ولغته، جانب الخاتمة.
- أجب بطريقة تطبيقية كلما أمكن ذلك: "وهكذا تقع أهم الفروق بين المقال الافتتاحي والمقال القائد الموقع".