الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا إلهي!
كم يعاني هذا الصديق، فهو لم يزل قادرا على أن ينفجر بالقلق المضيء، فيتعرض بنظرات عينيه وكأنه بهما يفجر زلزالا، ويرضى بهذه النظرات وكأنه ينشئ فردوسه الموعود على الأرض.
وليس كل قلق إنساني، بخطيئة.. إن له ميزة عظيمة، هي أنه يجعل الشيء الحي، في حياة هذا الصديق لا يموت قبل الأوان.
-
أنموذج رقم "19
"
- الصحيفة: الأنباء.
- المادة: يوميات.
- المحرر: محمد الجاسم.
- لاحظ: تقليدية الطريقة التي كتب بها المقال وهي الطريقة الأصل في كتابتها والتي منها أخذت هذه النوعية اسمها، تنوع الموضوعات، الارتباط بين اليوم والموضوع، الصلة الوثيقة بالقارئ.
- اكتب ملاحظاتك الأخرى على هذا المقال لا سيما من حيث: "العنوانات، الأسلوب واللغة، الموضوعات".
الأسبوع 6 أيام.. السبت.. العيد:
غدا يصادف أول أيام عيد الأضحى المبارك أعاده الله على الأمة الإسلامية والعربية كافة بالخير والسعادة، في العيد تنحر الأضاحي تقربا إلى الله عز وجل، وفيها رمز لقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وما رآه في الحلم، ونحن في عالمنا العربي نعيش كوابيس
اليقظة المستمرة لذبح شعوبنا العربية، وما يخطط لها اليوم ولا نجد من يفتديها ليس بكبش واحد ولكن بقطيع من الأغنام، وحتى يظهر من يفتدي هذه الأمة بهذا القطيع سيستمر كابوس اليقظة بتقديم قطيع لا ينقطع من بشر هذه الأمة، التي أصبح رمزها الوحيد هو الاقتتال فيما بينها وتقديم القرابين البشرية إلى المارد الشيطان الذي يسيطر
عليها، وإلى أن يشرق عيد عربي تقدم فيه القرابين الرمزية خالية من بحور الدم المتلاطمة فإننا نضرع لله عز وجل وبينما يحل هذا اليوم، أن يلطف بعباده وأن تخف
كوابيس اليقظة حتى نصل إلى اليوم الذي نرى فيه عبدا حقيقيا تقدم فيه القرابين من الخراف لا من البشر تقدم للشيطان، وعلى كل حال عيدكم مبارك وعساكم من عواده.
الأحد: عيد جنيف
كان يا ما كان في بلد يضرب بها المثل بالهدوء والسكينة اسمها جنيف، وكان لهذه البلدة عيد تحتفل به في شهر أغسطس من كل عام بهدوء أيضا، بعيدا عن أعين الحساد، وكانت تتمتع إلى جانب المزايا السابقة بنظافة تحسدها عليها مستشفيات أغلب الدول العربية ومطاعمها، هذه المدينة الصغيرة تحتفل بعيدها بطريقتها الخاصة يعني بهدوء ونظافة ونظام لا حد لها، وكان سكان هذه المدينة مرتاحين في عيدهم وينتظرونه كل سنة بفارغ الصبر، ولكن دوام الحال من المحال فبقدوم غزوات العرب الصيفية في جنيف وعيدها، وهي غزوات شبيهة بغزوات التتار الرهيبة، ولكن بدون هولاكو وتيمور لنك، تحولت جنيف بين ليلة وضاحها إلى مدينة صاخبة تنام في النهار وتصحو في الليل وانقلب حالها، الأوساخ تزخر بها المدينة، والفوضى أصبت سيدة الموقف، وأهل جنيف ينظرون بحيرة بلهاء إلى ما أصاب مدينتهم بفضل غزوات الصيف، واحتفالات العيد التي يفكرون بإلغائها حتى ينعموا بمميزات مدينتهم الشهيرة التي أصبحوا يعرفونها فقط عن طريق المتاحف والروايات القديمة عن النظافة والهدوء والنظام، وكل عيد جنيف وأنتم بخير.
الاثنين
…
بين البروفسور هيس والشيف سيف:
"بادغشتاين" مدينة صغيرة تقع في أحضان سلسلة من جبال الألب بجنوب النمسا لها من جمال الطبيعة الذي حباها الله به ما يجعل أجمل الجميلات تتدارى خجلا من جمالها البسيط مقارنا بجمال باغشتاين الأخاذ، الهواء مشحون بالراديوم ويجعلك تستغني عن وجبات كاملة إذا أخذت أنفاسا عميقة عند جسر الشلال، رياضة المشي، حمامات المياه الدافئة المعدنية، العلاجات الطبيعية، مياه الشرب المعدنية، كلها تجعل هذه المدينة الصغيرة منتجعا مثاليا لطالبي الراحة، وتخفيف الوزن وعلاج الروماتيزم والكلى وغيرها، إلى هنا والكلام جميل خصوصا إذا أشرف على علاجك الدكتور هيس، ولكن في هذه السنة ظهر لنا الشيف المصري "سيف" من تحت الأرض في الفندق الذي نسكنه، فحول كل هذا الجمال إلى كلام فارغ بجانب أطباقه التي
يقدمها لنا؛ لأنه بمجرد شمها فقط تزيد كيلو غرام على الأقل فكيف هو الحال إذا أقدمت على أكلها، المهم حاولنا مرارا وتكرارا أن نتجنب الشيف "سيف" ولكنه يظهر لنا من حيث لا نعلم، ويلتف حولنا كما دودة القز فيبادرنا قائلا إيه يا بهوات ما قلتوليش حتكلوا إيه النهاردة على الغدا، ما قلتوليش حتكلوا إيه النهاردة على العشا، الفطار يا بيه أنا عامل لكم فول وحمص أنما إيه. جبتلكم حمام بالفريك من سالزبورغ إنما إيه، عملت لكم كفتة وكباب إنما إيه، أعتقد أن الباميا بالرز مع الشعرية حتكلوها النهاردة على العشا، مش كده ولا إيه، ويلاحقنا من مكان إلى مكان ونحاول أن نصده فلا نقوى على سماع كلمة حمام أو فول أو باميا نستسلم له من أول ابتسامة. حاولنا مرارا أن ندخل من الباب الداخلي للفندق ولكنه كان لنا بالمرصاد، اقترح أحدنا أن ننزل بالبراشوت من السطوح فلم تنجح الفكرة؛ لأننا لا نعرف الهبوط بها، فكرنا باغتياله لعل وعسى نرتاح من الأكل الدسم الذي زاد في وزن كل واحد منا خمس كيلوا غرامات على الأقل.
وأخيرا حدث ما لم يكن بالحسبان، سمع البرفيسور هيس بالموضوع وزمجر وغضب مدعيا أننا نفسد علاجه وبالتالي نجلب السمعة البطالة لبادغشتاين، وخيرنا بين أن يستمر هو في علاجه معنا أو يتركنا تحت رحمة الشيف سيف، وأنتم تعرفون النتيجة.
الثلاثاء: الخلافات.. والوساطات.:
يقف المواطن العربي اليوم مشدوها أمام الخلافات في العالم، والتي تقوم بين الدول وتكون لها أسبابها المتعددة فتختلف من قضية إلى أخرى، أما عندنا وبكل بساطة فإنك تجد على الساحة العربية كل المشاكل السياسية الموجودة في العالم أجمع لكن على شكل أضخم وأعقد، ولكن الذي يحيرني شيء واحد فقط، وهو مسألة الخلافات والوساطات بين الدول العربية، فالملاحظ أنها تقع بين كل الدول العربية باستثناء دول الخليج التي تقوم دائما بدور الوسيط، ولا أعني دول الخليج كلها، ولكن الدول الغنية جدا نفطيا فقط مثل السعودية والكويت وقطر، والذي يحيرني أن الواسطة دائما تكون خيرة من هذه الدول الخليجية الغنية وتنجح وساطتها، ولكن بعد مرور زمن غير طويل تتجدد الخلافات العربية المشرقية والمغربية فتباشر دول الخليج الغنية نفطيا وساطتها الناجحة دائما في فترات تطول وتقصر على حسب "حجم" الوساطة؛ لهذا نقدم هذه الظاهرة مجانا لدارسي العلوم السياسية والاقتصادية لتقديم رسالتهم
في الدكتوراه حول "الخلافات العربية ووساطة الدول الخليجية الغنية نفطيا" لعلنا نستفيد من هذا البحث السياسي الهام، ونعرف أسباب الخلافات وأسباب نجاح الوساطات الخليجية لحل هذه الخلافات.
الأربعاء: طبقة إصدار السندات
لا أعرف كيف تم تحديد شريحة طبقة صغار المستثمرين بمبلغ مليوني دينار، لكنني أعرف أن هناك طبقة ظهرت في المجتمع اسمها "طبقة أصحاب السندات من صغار المستثمرين" الذين باعوا أسهمهم على أحد المفلسين بمبالغ سندية، وجاء القانون ليعطيهم صفة صغار المستثمرين؛ لأنهم فقط يا حبة عيني، ما باعوا على المفلسين إلا فقط بمبلغ لا يتجاوز المليوني دينار، تصوروا شلون هؤلاء فقارى! المهم ما لنا شغل بإجراءات الحكومة وشغلها، لكن هذه الطبقة حلت محل كبار المتعاملين في سوق المناخ سابقا وكبار مفلسي سوق المناخ حاليا هذه الطبقة التي ظهر نشاطها واضحا في ملاهي ومواخير لندن وموائد القمار في كازينوهاتها وغيرها، هيئة التحكيم سحبت سيارات مفلسي سوق المناخ فاختفت لفترة هذه السيارات الفارهة ولكن "لكل زمان دولة ورجال" لقد ظهرت سيارات "طبقة المستفيدين من السندات" الجديدة لتحل محلهم.
الخميس: القضاء والقدر
كان يسافر على مدى ثلاثين عاما بكافة وسائل النقل الحديثة ما عدا الطائرة فخوفه من هذه العجيبة.
كان يسافر من أقصى الأرض إلى أقصاها دون أن يرتفع مترا واحدا عن اليابسة أو الماء من سيارة إلى قطار إلى باخرة وبالعكس، لم يفكر مرة واحدة أن يسافر في طائرة، كان يكره هذا الاختراع ويكره مخترعه لخوفه الأسطوري منه، لذلك لم ير داخلها، كيف كان شكلها، في هذه السنة استقل سيارته كالعادة في طريقه إلى محطة "القطر" ومنها إلى القاهرة إلى الأسكندرية ثم ركب الباخرة إلى ميناء نابولي وأثناء نزوله من الباخرة زلت قدمه ووقع وقعة نقلته إلى العالم الآخر، لقد كانت وقعته هذه مميته رحم الله الدكتور محمود الذي كان يخاف من الطائرة، ولكن الباخرة عجلت في قضاء الله وقدره.