الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع: حول المقال الصحفي إضافات ومعالم
أولا: إضافات تحريرية
…
الفصل الرابع: حول المقال الصحفي إضافات ومعالم
وقبل أن تكتمل فصول هذا الكتاب -بحمد الله- وقبل أن ننتقل إلى كتاب آخر يتناول الأنواع الأخرى من هذه المادة المقالية -بعونه تعالى- وحتى يتم هذا الجانب "التعريفي" الذي وقفنا فيه على هامش أهم وأبرز "المقالات الصحفية" سياسية وغير سياسية، من تلك التي نشرتها وما تزال الصحف والمجلات عربية أجنبية، قبل ذلك كله؛ ولأن هناك من المعالم والأفكار والخصائص ما يمكن أن يضيع، أو يقل أثره أو يتضاءل عندما ينتشر أو يتناثر وسط "زحام" الأنواع السابقة، بكل ما اتصل بها من ملامح وأسس فنية وتحريرية.
من أجل ذلك كله، ولأسباب أخرى عديدة، نتوقف هنا أكثر من وقفة، نحاول فيها قدر الجهد والاستطاعة أن نقدم بعض الإضافات الجديدة، وأن نركز على عدد من الملاحظات الهامة وأن نسجل -لهذا الفن الهام- بعض الخصائص الأخرى التي تتميز بها جزئياته، وأن نشير كذلك إلى عدد من الأفكار الجديدة التي تتصل بالمقالات الصحفية نفسها عن قرب.
على أنه -وحتى لا يطول حبل الكلام- ومن أجل مراعاة طبيعة وخصائص "المستفيدين" من هذا الكتاب قبل غيرهم، فإننا سوف نتناول ذلك كله بطريقة مختصرة كل الاختصار، وبأسلوب مركز كل التركيز دون أن نتجاهل ما يمكن أن يثيره هذا الأسلوب نفسه من دعوة إلى التفكير وإعمال العقل بين هؤلاء، وهو مطلب أساسي تدريبي يقدم "عائدا مقاليا" لا بأس به، ومن هنا فنحن نقول:
أولا: إضافات تحريرية
ومن خلالها نتوقف عند عدد من الموضوعات الهامة، وعند أكثر من زاوية جديدة، تتصل بالفكر التحريري المقالي، وبتحرير المقال من حيث هو كفن قائم وإيجابي وهام.
خطوات تحرير المقال الصحفي:
لقد دلت التجارب، وتجمعت الأدلة، وقال الكثيرون كلمتهم، تلك التي اتضح من خلالها أن "تحرير المقال" يمر بعدة خطوات نجملها في الآتي وذلك بالإضافة إلى
إشارتنا السابقة، خلال الصفحات والسطور الماضية وبصرف النظر عن "المقالات الموجهة" على أي شكل من أشكالها، وبصرف النظر أيضا عن المقالات القصيرة -بأنواعها- والتي قد لا تحتاج إلى مثل هذا الجهد، وإن احتاجت إلى مقدرة كتابية كبيرة.
1-
الخطوة الأولى: "الإعداد للكتابة" 1 وأهم معالمها:
- النظرة "المقالية" أو تلك التي تتبع "عينه إلى المقال"2 إلى كل ما يراه أو يسمعه، والتي عبرنا عنها بقولنا إنها "المعايشة الصحفية الكاملة - ككاتب مقال" لكل ما يمر به خلال يومه، تماما كما أنها هنا "الحضور الذهني الصحفي المقالي".
- اقتناص الفكرة الجديدة لموضوع مقال أو الحصول عليها على سبيل الاختيار من بين عشرات الأفكار الأخرى، وبعد مناقشتها بينه وبين نفسه هنا "وهو ما يختلف فيه كاتب المقال عن غيره من المحررين في أغلب الأحوال" وكذا بعد التأكد من صحة ودقة ما تقوم عليه من مادة إخبارية أو مادة رأي.
- تقسيم هذه الفكرة إلى عناصر تناولها التي تحدد ما سوف يكتبه المحرر.
- تغطية ما يمكن أن تحتاج إليه بعض هذه العناصر من مادة معلوماتية أو مادة رأي من مصادر المعلومات المختلفة، الأليكترونية، أو البشرية أو التقليدية، أو من مادة مترجمة، أو تأتي عن طريق مصدر خارجي "وكالات الأنباء، وكالات المعلومات، وكالات الصور".
- تحديد الاتجاه العام الذي ستأخذه مادته، والموقف الذي ستكون عليه كتابته، وذلك في ضوء المواءمة بين رؤيته الخاصة وسياسة الصحيفة، والصالح العالم، والقراء الذين ينتظر أن يقبلوا على قراءتها.
2-
الخطوة الثانية: "تنظيم المادة" 3 وأهم معالمها:
- ترتيب الفكرة الأساسية والأفكار الفرعية وما يتصل بها من عناصر.
- استبعاد بعض العناصر الضعيفة أو القلقة.
- استبعاد بعض المعلومات أو المادة الإخبارية غير الدقيقة.
1 "Preparation".
2 "His eye for Article".
3 "Organization".
-تأجيل بعض جوانب التناول لبعض الأفكار أو العناصر حتى تتاح فرصة تغطيتها والحكم عليها.
- تحديد أهم معالم الكتابة والشكل الذي سيأخذه المقال "نهر واحد، فقرات، فقرة واحدة كبيرة وأخرى صغيرة
…
إلخ".
- تحديد عنصر البداية.
- أو تحديد فقرة البداية وتنظيم الفقرات نفسها "الأولى، الثانية، الثالثة
…
إلخ".
- تحديد واضح للموقف من "النهاية".
3-
الخطوة الثالثة: "كتابة المقال" وأهم معالمها:
- كتابة عنوان اللافتة "كإرشاد لسكرتير التحرير".
- كتابة العنوان الرئيسي الثابت "إن كان هناك".
- كتابة اسم المحرر "لمعلومية سكرتير التحرير وحتى يمكن جمعه أو كتابته خطأ أو غير ذلك".
- كتابة العنوانات المتغيرة على النحو الذي تعوده الكاتب ووفق النظام الذي جرى الاتفاق عليه.
- كتابة المقدمة على النحو السابق أيضًا، ويفضل كتابة مقدمة "احتياطية".
- كتابة العنصر الأول، أو الفقرة الأولى.
- كتابة العنصر الثاني، أو الفقرة الثانية.
- توالي تحرير الفقرات حتى فقرة النهاية.
-أو كتابة المقال -كنهر واحد- بما يتضمنه من شواهد وأمثلة ومناقشات وآراء وشروح داخل إطار أحد القوالب الفنية التي سبقت الإشارة إليها، أو باستخدام الطرق الإبداعية الأخرى.
- ضمان تغطية كافة العناصر، مع المحافظة على وحدة الفقرة أو المقال كله "الوحدة الموضوعية".
- وبمراعاة القالب الفني المناسب وعبارات الربط والمفاتيح التمهيدية المختلفة.
4-
الخطوة الرابعة: "المراجعة" وأهم معالمها
- استبدال عنوان بآخر.
- تغيير نوع المقدمة إلى نوع أكثر صلاحية، أو تعديل بعض جوانبها، أو اختصارها، أو الإضافة إليها "في حالة وجودها".
- تقديم أو تأخير فقرة من الفقرات.
- تغيير عنوان إحدى الفقرات.
- حذف أو تعديل فقرة غير مناسبة أو يكتشف الكاتب بعض جوانب ضعفها.
- حذف أو إضافة بعض العبارات أو الجمل "القلقة".
- التأكيد من صحة بعض الآراء أو المواقف الواردة أو بعض جوانب الخاتمة.
- الاطمئنان إلى تغطية كافة العناصر وعدم نسيان عنصر هام من بينها.
- الاطمئنان إلى الوصول للنتيجة المرجوة والتي يحس القارئ معها بجدوى قراءته للمقال.
- الاطمئنان إلى أن طول المقال وعدد صفحاته وسطوره "تقريبًا" مما يناسب المساحة المتاحة التي تعودها الكاتب.
- تصحيح بعض الأخطاء النحوية والبلاغية التي تكون قد تسللت إلى مادة المقال.
- تصحيح بعض الأسماء والمعلومات على النحو السابق.
على أننا نضيف هنا هذه النقاط المهمة المتصلة بالخطوات السابقة نفسها وهي:
- أن من الضروري اختيار الفكرة الجيدة "الخصبة" و"الطازجة" والتي تكون صالحة للتناول ولتقديم ما يصلح للكتابة المجدية، وما يمكن أن يقال في إطار مقال صحفي ناجح ومسئول
…
وفكرة المقال هنا، مثل "البذرة" التي يمكن أن تثمر "محصولا" أو "حصيلة" وافرة من المادة المقالية ومرورا بالمعلومات والأخبار والآراء، وحتى النتائج المؤثرة.
- أنه يمكننا أن نطلق على الخطوات الأربع السابقة تعبيرات تعليمية تجعلها أكثر سهولة وتتلاءم مع أهم ملامحها وهي:
- الخطوة الأولى - خطوة التفكير.
- الخطوة الثانية - خطوة التصميم.
- الخطوة الثالثة - خطوة التنفيذ أو "البناء".
- الخطوة الرابعة - خطوة الاختبار والتحقق من الاكتمال.
وهكذا
…
* كما لا يمكن لنا أن نتجاهل خطوة أخرى هامة تتبع الكتابة والمراجعة وتسليم المقال إلى المسئول عن ذلك في الوقت المحدد بدقة.. أو قبله، وليس بعده، تلك هي خطوة "المتابعة".
والمتابعة هنا تنقسم إلى قسمين:
- متابعة قبلية: أي متابعة قبل نشر المقال، وهي هنا أقل منها أهمية بالنسبة لمتابعة "المحرر لموضوعه أو لحديثه أو قصته أو تحقيقه الصحفي؛ لأن سكرتير التحرير يعرف تماما موعد نشر المقال حسب "خريطة المقالات" ولأن الكاتب قد تعود الحجم الصحيح والطول المناسب، كما أن من النادر استخدام بعض الصور أو الخرائط إلى غير ذلك كله من أمور تجعل من الأهمية وجود هذه المتابعة القبلية، التي تتطلب وجود كاتب المقال للقيام بمثل هذه العمليات "الحذف، الإضافة، كتابة كلام الصور
…
إلخ"ولكن في أحيان قليلة تزداد الحاجة إلى مثل هذه المتابعة، خاصة في مثل هذه الأحوال:
- تطور مفاجيء في موضوع هام يتناوله مقاله المكتوب، والذي سلم منذ وقت قصير، وربما الذي بدأ جمعه منذ دقائق.
- وقوع حدث هام تشغل مادته جزءا من صفحة المقالات، مما يحتم اختصار المقالات الطويلة اختصارا كبيرا يفضل أن يكون بيد المحرر نفسه.
- اعتراض "الرقابة" في بعض البلاد على نشر بعض أجزاء من المقال، أو على نشر المقال كله، مما يتطلب إعادة الاتصال بكاتبه لإجراء الحذف أو التعديل أو كتابة مقال جديد، حيث يكون لوجوده ضرورته.
- وقوع حدث هام وخطير يتطلب إرجاء أو تأجيل نشر هذا المقال كله، وتناول هذا الحدث الهام في إطار هذا المقال نفسه.
إلى غير هذه الأسباب كلها.
متابعة بعدية: أي متابعة تالية لنشر المقال، وحيث تمكن المحرر من الآتي:
- تناول ما سبق تأجيل تناوله في حلقة سابقة.
- طرح الجديد المتصل بأفكار هذا المقال وعناصره.
- اقتناص بعض الأفكار المقالية الأخرى التي توحي بها ردود القراء، ومكالماتهم الهاتفية وحطاباتهم.