الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا المبعوث رحمة للعاملين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
إن قضية التدريب - في ظني وتقديري- من القضايا المهمة في العمل الإسلامي، لهذا أفردت لها كتابا سعيت فيه لتأصيل هذه القضية بإيراد النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، وإيراد عمل السلف الصالح رضي الله عنهم، وأوردت كذلك عدداً من الحوادث التاريخية منذ زمان أولئك الأطهار إلى يوم الناس هذا، وأردت من هذا الحشد للآثار والحوادث إبراز الأهمية التي أولاها الصالحون لهذه القضية.
وقد أوردت في ثنايا البحث أحداثاً وأمثلة من زماننا تبيِّن مدى تقصيرنا في الأخذ بالتدريب الجاد، وأنه يجب علينا تدارك هذا الأمر في حياتنا؛ إذ كثر حديثنا عن
الإصلاح بأساليب هي أقرب إلى النظير والإدارة الفوقية، وقلّ - إلى حد يبعد - التدريب العمليّ على تخطِّي الصعاب وتجاوز العقبات.
وقد عرضت في ثنايا البحث صوراً على النجاح المقترن بالاهتمام بتلك القضية، أو الفشل المتسبب من إغفال الأخذ بها، وأوردت كلام بعض المهتمين بمثل هذه القضايا، وشفعت ذلك كله بذكر طرائق للتدريب مقترحة في بعض جوانب العمل الإسلامي.
ومن المعلوم أن التدريب هو أحد جزءي التأهيل، إذ التأهيل يعمُّ الجانب النظري والعمليّ معاً، لكن لما كان الجزء النظريّ قد أُوشبع بحثاً وقتل درساً؛ إذ أُلفت فيه مثنفات كثيرة، وأقيمت لأجل فهمه مؤتمرات واجتماعات، لما كان كذلك رأيت أن أتحدث عن الجزء العملي الذي أظن أن الحاجة ملحَّة لبيانه وتوضيحه، وحسبي أن أنبِّه على الداء وأذكر بعض أساليب العلاج، وأفتح الباب بهذا على لمصراعيه للمشاركة في هذه القضية التي أحسبها على غاية من الأهمية.
هذا وإني لأرجو أن أكون قد وفقت في الاستنباط والعرض، وأن يدخر اله لي ثواب ذلك العمل ليوم العرض، والله تعالى الموفَّق لكل ما يحبُّه ويرضاه.