الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأغراض، وانزوا على الخيل نزواً)) .
3 - التدريب على قراءة القرآن العظيم:
كان جبريل ينزل بالقرآن العظيم على النبي صلى الله عليه وسلم فيتعلم منه كيفية نطقه وتجويده، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم علَّم الصحابة كيفية نطق القرآن العظيم وتجويده، وجهد الصحابة رضي الله تعالى عنهم في تعليم التابعين وتدريبهم على كيفية نطق القرآن العظيم وتجويده، وكان عدد منهم رضي الله تعالى عنهم قد تفرَّغوا لهذه المهمة الجليلة، منهم: الفاروق عم وعثمان وعلي وابن مسعود وغيرهم
(1)
رضي الله تعالى عنهم، وأخذ عنهم التابعون وأقرأوا تابعيهم .. وهلمَّ جرّا.
وهذا أبو الدرداء (1) رضي الله تعالى عنه، كانت له طريقة فريدة يعلِّم بها الناس القرآن، وذلك بجامع دمشق، فكان إذا صلَّى الفجر اجتمع الناس للقراءة عليه، فكان يجعلهم عشرة عشرة، وعلى كل عشرة عريف، ويقف هو في المحراب يرمقهم ببصره، فإذا غلط أحدهم رجع على عريفه، فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء فسأله عن ذلك.
وكان عدة من يقرأ في المسجد ألفاً وستمائة ونيفاً، فإذا أحكم واحد منهم القراءة ترك عريفَه وقرأ على أبي الدرداء (2).
فهذه الطريقة الفريدة في التدريب على قراءة القرآن العظيم مما يحسن ذكره هاهنا في التأصيل لأهمية التدريب وبيان أخذ أسلافنا به على وجه حسن.
(1) عويمر بن زيد الأنصاري الخزرجي، حكيم هذه الأمة، وأحد الذين جمعوا القرآن حفظاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بلا خلاف. ولي قضاء دمشق، وكان من العلماء الحكماء. توفي سنة32 رضي الله عنه. انظر ((غاية النهاية)): 1/ 606 - 607.
(2)
المصدر السابق.