الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهمية التدريب:
العالم المتقدم مادياً يسعى بقوة للوصول إلى المثال المطلوب في كل جوانب الحضارة المادية، ويبذل بسخاء في سبيل هذا الأمر، ومن أهم الوسائل التي تصل بالمجتمع إلى إتقان الحضارة واستيعابها لهو التدريب الذي ((يشكل مدخلاً رئيساً إلى تحسين إمكاناتنا الحالية، وتحسين أدائنا، وهو الوسيلة الفعالة في بلوغ الأهداف التي نرسمها.
إن من المجمع عليه الآن أن ما يتعلمه المرء وما يكتسبه من مهارات أهم بكثير مما ورثه عن آبائه من ذكاء وألمعية، فالتقدم العلمي الهائل وما أفرزه من وضعيات واعتبارات مختلفة جعل كل ما هو فطري ضئيلاً وقليل الجدوى في التعامل مع الأشياء والنظم المعقدة
…
إن الحاجة إلى التدريب تنبع مع اعتبارات عديدة، ونذكر منها:
1 -
اكتساب معلومات جديدة:
عن المعلومات التي كانت بحوزة المدرس أو الموظف أو العامل قبل الانخراط في العمل تتآكل مع مرور الأيام، فيضيق نطاق المعرفة لديه، ويحتفظ بالحد الأدنى الذي يساعده على أداء مهمته على نحو قاصر أو شبه مقبول، إن
طول الخدمة يؤدي إلى التكرار والرتابة مما يقتل روح التجديد والاستمتاع بالعمل.
هذا وإن بإمكان التدريب أن يشعر المتدرب باكتساب معلومات ومهارات وطرق جديدة لا عهد له بها، كما أن بإمكانه أن ينعش معلومات ومعارفَ ذبلت
…
2 -
التدريب طريق الارتقاء:
إن الذين لا يشعرون بالحاجة إلى التدريب هم أولئك الذين يعيشون على هامش الحياة، وكلما اقتربت الأمة من بؤرة الحياة المعاصرة شعرت أن حاجتها إلى التدريب والتطوير أشد، ولذا فمن غير المستغرب إن تكون أمريكا على رأس قائمة الدول المهتمة بالتدريب حيث تنفق عليه بسخاء بالغ، وتذكر بعض الإحصاءات أن أمريكا حكومة وشعباً تنفق على التدريب سنوياً 120 مليار دولار
…
ومن اللافت للانتباه أنه كان في أمريكا عام 1958 (32) محطة تلفازية تعُني بالتعليم والتدريب، ومعظم دولنا الإسلامية خالية من أية محطة تعليمية أو تدريبية إلى اليوم.
3 -
التدريب طريق استيعاب التقنية الحديثة:
التطور السريع الذي يعيش فيه العالم اليوم يوجد في كل ساعة آلات جديدة ومواد جديدة، يكشف ويبِّين قوانين
ونظماً جديدة، واستيعاب كل ذلك يحتاج إلى أن يسعى الناس إلى التدريب مهما كانت المشاق أو الأكلاف
…
)) (1)
4 -
الثقة في النفس وقدراتها وطاقاتها:
ومن جوانب أهمية التدريب القصوى أنه يكسب الشخص المتدرب ثقة في نفسه، وقوة في انطلاقته لم يكن يجدهما في نفسه من قبل؛ إذ المرء مجبول على الخوف مما يوكل إليه ويُناط به، ويحسب لذلك حسابات متعددة، فإن دُرِّب على ماهو مقدم عليه فإنه يزول بذلك ما يجده في نفسه من تخوف وتحسس وجهود وقصور، ويقبل راضياً سعيداً على ما كلف به من أعمال مهما عظمت أهميتها وصَعُب القيام بها.
وما قصة موسى عليه الصلاة والسلام التي سأذكرها بالتفصيل إن شاء الله تعالى في ثنايا البحث- إلا مثالاً واضحاً على أهمية التدريب للانطلاق والتطبيق؛ حيث دربه الله تعالى على مواجهة فرعون وكيفية استعمال العصا واليد، وطمأنه كل التطمين، فانطلق واثقاً قوياً صلى الله عليه وسلم.
(1)((حول التربية والتعليم)): 398 - 400 بتصرف يسير، وقد نقل المصنف من عدة مصادر ذكرها في كتابه.