الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من دّي الخَلَصة؟)) - صنم في خثعم، فقال: بلى، فانطلق في خمسين ومائة فارس
…
(1).
فاستجابته فورية رضي الله عنه، وجوابه حازم.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسولَه؟)) فاستجاب له محمد بن مسلمة (2) رضي الله عنه استجابة رائعة وقتل ذلك اليهودي (3).
وهكذا نجد أن خير الأجوبة أحزمها وأشرعها استجابة لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وشر الأجوبة ما يُكسى برداء التردد أو الضعف أو التراخي، والله أعلم.
2 - أنا خَلقت هكذا، أو: ليس عندي أحسن من هذا، أو: هذه إمكاناتي وقدراتي:
وهذا ونحوه من المصطلحات له أثر سيئ، وهو مورث للتخذيل والضعف؛ وذلك لأن المرء يكون حاله بحسب ما يرى نفسه، وهو الذي يضع من نفسه أو يرفعها
(1) أخرجه الإمام البخاري في صحيحة: كتاب المغازي: غزوة ذي الخلصة ..
(2)
محمد بن مسلمة بن سلمة الأنصاريّ. صحابي مشهور. توفي بعد سنة أربعين. أخرج له أصحاب الكتب الستة. انظر ((التقريب)): 507.
(3)
المصدر السابق: كتاب المغازي: باب قتل كعب بن الأشرف.
لا الناس، وإن أراد المجد والعلو فلن يجد معوقات أمامه - إن شاء الله تعالى -، فقد قال جلَّ من قائل:(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلبا)(1).
ولا أحفظ جواباً لأحد من الصحابة يماثل ما ذكرته، بل كانت حياتهم كلها جد وتشمير ومحاولة للوصول إلى الأعلى والأفضل، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يحفزهم بمحفزات كثيرة، فيرى منهم الاستجابة والالتزام، فقد قال لهم صلى الله عليه وسلم:((أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟)) (2)((أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟)) (3) ونحو هذا من الأسئلة التي لم يواجَه النبي صلى الله عليه وسلم بإعلان الضعف والعجز، ولكن تساءلوا رضي الله عنهم عن الكيفية، وهذا هو الحال اللائق بهم رضي الله عنهم.
وهذا الصحابي الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن شرائعَ الإسلام قد كثرت عليَّ، فأخبرني بأمر لا أزال أتشبت به، فقال له صلى الله عليه وسلم:((قل: آمنتُ بالله، ثم استقم)) (4)، فهذا
(1) سورة العنكبوت: آية69.
(2)
أخرجه الإمام مسلم في صحيحة: كتاب صلاة المسافرين وقصرها: باب فضل سورة الإخلاص.
(3)
المصدر السابق: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء.
(4)
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان: باب جامع أوصاف الإسلام.