الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - التدرب على الشجاعة ومحاولة اكتساب ما يمكن اكتسابه من هذه الصفة المهمة
، والطريق إلى التطبع بهذه الصفة والتزود منها تدبر هذه الآية (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون)(1) وأمثالها من الآيات، وقراءة سير الشجعان والأبطال، فإن هذا يعود على المرء بفائدة كبيرة.
6 - الاطلاع على سير الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر من الأنبياء والصالحين
، فإن هذا يقوي المرء ويشجعه ويسكبه استهانة بعواقب الأمر والنهي التي يقف دونها أكثر الدعاة والصالحين وتؤثر فيهم أيما تأثير، فهذا الإمام العالم الحافظ العابد تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ثم الدمشقي الحنبليّ، كان عجباً في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذ كان ((لا يرى منكراً إلا غيَّره بيده أو بلسانه، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم))، ورآه أحد الصالحين وهو يريق خمراً، فجذب صاحب الخمر السيف فلم
(1) سورة التوبة: آية 51.
يخف الحافظ منه بل أخذه من يده، وكان قوياً في بدنه، وكثيراً ما كان بدمشق ينكر ويكسر آلات اللهو.
و ((كان بعض أولاد صلاح الدين قد عملت لهم طنابير (1) وكانوا في بستان يشربون، فلقي الحافظ الطنابير فكسرها)) وقال الحافظ عن هذه الحادثة:((فلما كنت أنا وعبد الهادي عند حمام كافور إذا قوم كثير معهم عصيّ فخففت المشي وجعلت أقول: حسبي الله ونعم الوكيل، فلما صرت على الجسر لحقوا صاحبي فقال: إنا ما كسرت لكم شيئاً هذا هو الذي كسر، فإذا فارس يركض فترجّل وقبَّل يدي وقال: الصبيان ما عرفوك))
وكان قد وضع الله له هيبة في النفوس إلى أشياء من هذا القبيل تراجع في سيرته (2).
فبمثل هذه الأخبار والقصص يتشجع المتردد الخائف ويقبل ويتوكل ويحتسب.
7 -
زجُّ النفس وإغماسها في الأمر بالمعروف والنهي
(1) جمع طُنبور وهو العود.
(2)
((نزهة الفضلاء)): 4/ 1646 - 1647. هذا وقد ولد الحافظ سنة 541 وتوفي سنة 600، وقد أصابته ابتلاءات في حياته، وامتحن مرات، وله مصنفات حسنة رحمه الله تعالى.