الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(تولية الأمير قجقار القردمي عام 820 ه
ـ) .
ثم وليها قجقار القردمي «1» .
واستمر نائبا إلى أن أمسكه السلطان المؤيد عند عودته إلى حلب من جهة الشمال كما تقدم.
(تولية الأمير يشبك اليوسفي عام 820 ه
ـ) .
ثم وليها عوضه يشبك اليوسفي «2» واستمر نائبا بها إلى سنة إحدى وعشرين ولما كان نائبا بها رجفت حلب يوم الأربعاء ثاني عشر شعبان من السنة المذكورة رجفة عظيمة أخرجت بعض الناس مشاة وكذا النساء والأولاد على وجوههم لأن فيهم من حضر فتنة تمر وتذكر ما اتفق له في أولاده وحريمه وفيهم من لم يحضره لكن بلغه خبر ذلك.
وفي السنة: (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين) إلى معاملات حلب.
وسبب ذلك أن ابن قرالوك عثمان بن الطور كذا رأيته بخط سيدي الواحد رحمه الله قارب حلب من قرا يوسف المتغلب على بعض بلاد العجم وكنت أنا إذ ذاك صغيرا لأن مولدي في سنة ثمان عشرة فأرسلني سيدي الوالد- رحمه الله مع بقية الأولاد إلى القلعة واستمرت الرجفة إلى يوم الخميس فرجفوا رجفة أعظم من الأولى وأخرجت الناس عن آخرهم من البلد إلى المعاملات. وأخبرني والدي- رحمه الله قال: جاءني قاضي القضاة علاء الدين ابن خطيب الناصرية- رحمه الله وأنا واقف على باب الشريفة المدرسة وأعطاني نفقة. وكانت ذهبا وهو راكب على فرس عربي فأردت أن لا آخذها فحلف عليّ وألزمني بأخذها وقال: ها هنا تظهر الصحبة. ثم تعرف الناس في البلاد ولم يزالوا على ذلك.
وأما عثمان المذكور فإنه هرب من المذكور وكان رسم له السلطان أن يقطع الفرات العظمى فما منعوه من ذلك، وتفرق عسكره فرقا وجاء بعض أصحاب قرا يوسف إلى حلب، وقيل دخل منهم أربعة أشخاص من باب القناة وتفرقوا يفتشون على عثمان المذكور وذهبوا إلى بلد سرمين وداروا عليه فلم يجدوه. وفي هذه الأيام تواقع يشبك نائب حلب مع جيش قرا يوسف فوق تل (بابلى) وظهر عنها يشبك عن شجاعة لأنه كان في جماعة يسيرة فقتل جماعة وكسرهم ثم جاء الخبر أن قرا يوسف أحرق بعض عين تاب وأخذ من أهل القلعة الذين خرجوا إليها دراهم اختلف في قدرها فمن يقل ومن يكثر وعاث بها جدا. ثم عدى إلى البيرة وأحرق بعض البلد ثم منها إلى الرها وأخرب، وكان جماعة من أصحاب أبي بكر بن الفوز بقلعتها فقيل إنه لم يشاكلهم وما ذاك إلا أنهم كانوا مستخفين وفي نيتهم قتاله ثم جاء الخبر أنه جاوزهم ورجع على عقبيه وتراجع الناس إلى حلب في العشر الأواسط من شعبان من السنة المذكورة واختلف في سبب رجوعه فقيل إنه مرض وابنه وطعن ومات برأس العين. وقيل إنه رأى نفسه في جماعة قليلة فخاف على نفسه
دخول الشام، ثم جاء الخبر إلى حلب أنه هلك من جماعته ثمانية ومن الخيل نحو خمسة آلاف فرس، ثم لما رجع الناس إلى أوطانهم وجدوا حوائجهم وما خلفوه من المتاع سالما لم يتعرض له أحد من أهل الفساد ولله الحمد. انتهى.
وسبب الوقوع بينه وبين قرا يوسف بن قرايلك «1» أن في سنة إحدى وعشرين توجه ابن تيمور إلى جهة تبريز لمحاربة قرا يوسف فاشتغل قرا يوسف بما دهمه من ذلك فمشى قرايلوك إلى ماردين وهي من بلاد قرا يوسف فكسر عسكرها وقتل منهم نحوا من سبعين نفسا وأخذ من بلادها ثمان قلاع ومدينتين وحول أهل اثنين وعشرين قرية بأموالهم وعيالهم وسكنهم ببلاده واستمر على حصار ماردين فلما بلغ ذلك قرا يوسف انزعج وسار ففر منه إلى آمد فتبعه ونازله بها فانهزم منه إلى قلعة نجم وأرسل إلى نائب حلب يستأذنه في الوصول إليها فاشتد الأمر على أهل حلب كما تقدم خوفا من قرا يوسف ثم أرسل كافل حلب كتابا إلى السلطان بما اتفق وفيه أن قرا يوسف ابن قرايلك بعد أن عدى الفرات ووصل إلى نهر المرزبان فهجموا عليه من شميساط فوقع «2» بينهم مقتلة عظيمة بمرج دابق ثاني عشر شعبان فانهزم قرايلك ونهبت أمواله ونجا في ألف فارس إلى حلب.
وانزاح أهل حماة عنها حتى ترك الناس الأبواب مفتحة فانزعج السلطان وأمر بالنهي إلى الشام وكتب إلى العساكر الإسلامية بالمسير إلى حلب وكان وصول الخبر يوم الاثنين ثالث شعبان بعد المغرب على يد بردبك نائب عين تاب.
وذكر أن ولد قرا يوسف وصل إلى عين تاب فرمى فيها النار فهرب النائب منها وأن السبب في ذلك تحريض يشبك الدوادار الذي كان أميرا الحاج وهرب من المدينة فيقال أنه اتصل بقرا يوسف وأغراه ببعض الممالك الشامية ثم ظهر أن ذلك ليس بحق.
وجمع السلطان الخليفة والأمراء والقضاة ليتشاوروا في القضية فلما اجتمعوا سأل عن البلقيني وكان أمرهم أن يحضر فعرف أنه لم يبلغه ذلك فانزعج بدر الدين العيني لكونه كان رسوله إليه واستمر ينتظره إلى أن حضر فقص عليه قصة قرا يوسف وما حصل لأهل حلب وحماة ثم بلغ ثمن الحمار خمسمائة والاكدش خمسين دينارا ثم ذكر لهم سوء سيرة قرا يوسف وأن عنده أربع زوجات فإذا طلق واحدة دفعها إلى قصر له وتزوج غيرها حتى بلغ عدد من في القصر أربعين امرأة يسميهن السراري ويطؤهن كالسراري. بملك اليمين. فاتفق الحال على كتابة فتوى متضمنة سوء سيرته فصورت وكتبت وكتب عليها البلقيني «1» ومن حضر المجلس يتضمن جواز قتاله. وأعجب السلطان ما كتب الحنبلي وأمر أن ينسخ ويقول على الناس فانصرفوا ومعه الدوادار الباني والخليفة والقضاة فنادوا بأن قرا يوسف طرق البلاد وأنه يستحل الدماء والفروج والأموال وخرب البلاد فالجهاد الجهاد فذهل الناس عند سماع النداء واشتد القلق جدا وكتب إلى نائب الشام وأن ينادي بذلك في كل مدينة ويضيف إلى ذلك أن السلطان واصل بعساكره ثم نودي في الأجناد أن يتهيئوا في السفر ومن تأخر صنع به كذا فاشتد الأمر فخيروا بين المشي في خدمة الأمراء وبين الاستمرار في أجناد الحلقة.
ثم وردت كتب قرا يوسف إلى حلب وإلى السلطان يعتذر عن دخوله عين تاب ويعاتب على إيواء قرايلوك ويعلم السلطان أنه باق على المودة وأن قرايلوك أخذل ماردين وغيرها. وحلف في كتابه أنه لم يقصد دخول حلب وإنما إليها. وجهز السلطان خلعه لكافل حلب وشكر فعله وفتر عزم السلطان عن السفر. وأهل عين تاب صالحوا قرا يوسف على مائة ألف درهم وأربعين فرسا فرحل بعد إحراق الأسواق
وامتنع الناس بالقلعة، ثم رحل في تاسع عشر رمضان إلى بلاده، وكان السلطان ندم وقرايلوك وعوقب قرا يوسف بموت ولده. انتهى.
ثم إن السلطان المؤيد جرد من الأمراء المصرية إلى حلب ثمان أمراء للإقامة بحلب.
ووصلوا في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وهم الطنبغا القرمشي «1» والطنبغا الصغير «2» (بغير تصغير) والأمير طوغان «3» والأمير الطنبغا المرقبي «4» وشرباش قامسوا وأزدمر الناصري «5» ، وجلبان، وأقبلاط الدمرداشي «6» فوصلوا إلى حماة وكان نائبها اينال دوادار نوروز فمسكوه حسب المراسيم الشريفة بذلك لهم واستقر في نيابتها أقبلاط المذكور ثم وصلوا إلى حلب.
فيما هم مقيمون بلغهم وفاة المؤيد. وتوفي في شهر المحرم كما تقدم واستخلاف ولده وأن أتابك ولده تتر المذكور. فحصل لهم أمر عظيم فقصدوا التوجه للقاهرة