الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمسكوا من الأمراء بالقاهرة يشبك الدوادار الذي كان انسحب إلى جهة قرا يوسف قديما وجانبك الصوفي فلما بلغ [تغري بردي «1» ] نائب حلب ذلك جد في حصار القلعة وعلى أهل البلد في الجنايات فابتهل الناس إلى الله تعالى فيه فلما كان نهار الاثنين سابع عشرين الحجة أشار أهل القلعة لعوام المدينة بالهجوم على النائب وطرده فكبسوه بدار العدل فانسحب في نفر يسير وفرج الله تعالى عن الأمراء المعتقل عليهم وخرج النائب من البلد وتوجه إلى حارم واجتمع بالأمير كزل «2» فإنه كان نازلا على بلد حارم يستخرج منهم الأموال وعادوا نهار الأربعاء تاسع عشرية إلى حلب فخرج إليه أمير عمر سبط بن شهري وباقي الأمراء والعوام ولم يمكنوهم من الوصول إلى الجدران فلما كان آخر النهار توجه إلى جهة الباب في نفر يسير وعاد غالب جماعته وأكابرهم مثل كزل ودواداره وأمير آخوره ورأس نوبته وغالب مماليكه ومن كان بخدمته وكان قد جهز إلى التركمان منهم متولي بن كبك الأوشرى وابن كردي الكيدري وغيرهم فانسحبوا صحبته بعد أن أمسك العوام جماعة من التركمان وسلبوهم.
(تولية قاني باك عام 825 ه
ـ) .
ولما كان نهار السبت ثاني شهر المحرم سنة خمس وعشرين ورد الخبر (بنقل)«3» قاني باك البجاسي الذي كان نائب طرابلس وولي عوضا عن المذكور. وورد عليه المرسوم الشريف بولايته يوم عزله سنة أربع وعشرين حلب وصحبة العساكر وهم
اينال نائب صفد المستقر الآن في نيابة طرابلس والنائب بغزة. وعسكر الشام صحبة دوادار كافل الشام ومقبل الدوادار أتابك العساكر بالشام وحاجب الحجاب وغالب عسكرها وعسكر حماة- وورد مرسوم إلى عمر سبط بن شهري لحلب والأمور أقبلاط أتابك العساكر بحلب أن يتوجهوا بمن عندهم من العسكر أثر المخذول فتوجهوا نهار السبت المذكور. ولما كان يوم الأحد ثالث شهر محرم حصرت العساكر ولم يدخلوا البلد ونزلوا شمالي حلب. وتوجهوا يوم الاثنين رابع شهر تاريخه إلى جهة الباب في أثر الأعداء فلحقوا التركمان على جانب الفرات فقصدوا نهبهم فدخلوا على كافل حلب وقالوا نحن رعية السلطان وقطعوا عليهم أغناما وانسحب تغري بردي النائب وكزل ولم يتحقق إلى أي جهة توجهوا وعاد كافل إلى محل كفالته نهار الاثنين حادي عشر المحرم.
وفي نهار الأربعاء سابع عشرين من المحرم سنة خمس وعشرين ورد الخبر أن تغري بردي دخل إلى بهسنى في أربع نفر باتفاق مع نائبها شراباش ولما ورد الخبر بذلك كاتب الأمير قاني باك البجاسي كافل حلب الأبواب الشريفة بهذا الخبر على يد أمير آخور وعاد «1» في سادس عشر ربيع الأول منها.
وفي صفر ورد الخبر من بردبك نائب كختان أن تغري بردي كاتبه على أنه يتفق معهم فأجاب السمع والطاعة وطلب منه اليمين على الوفاء وأن تجهز إليه أكبر جماعة ممن يثق إليه ليحصل اليمين والاتفاق فجهز إليه شرباش نائب بهسني ولما وصل إلى القرب من كختا نزل في زورق أكراد للراحة فجهز نائب كختا وأعلم الأكراد أن قصده إمساك المذكور ونزل إليه من القلعة ومسكه وجماعته وصعد به إلى القلعة بكختا وبعض جماعته هرب.
وفي ثالث ربيع الآخرة خرج العسكر المنصور صحبة كافل حلب إلى جهة العمق ولما كان ثاني جمادى الأولى ورد الخبر من الأبواب الشريفة باستقرار الأشرف برسباي عوض الصالح، ودقت البشائر، وزينت المدن سبعة أيام، واستقر سودون (بن)«1» عبد الرحمن «2» دوادار وقصروه أمير آخور. واستمر الحصار لعسكر حلب على قلعة بهسنا ونازلوها إلى سلخ شعبان فحضر نائب حماة جار قطلوبغا بعساكر حماة ونزل على القلعة وفي عشرين رمضان حضر نائب حلب وأقام بها يومين وثالث يوم بلغه الخبر أنه عند عودته إلى حلب جهز ربيب قصروه المذكور وطلب الأمان من جارقطلو نائب حماة فآمنه ونزل إليه فلما بلغه ذلك خرج من حلب، وتوجه إلى بهسنا وأحضروا المذكور إلى حلب وأودع سجن القلعة وهو يقيم بها إلى سلخ جمادى الأولى سنة سبع وعشرين ثم برزت المراسيم الشريفة في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين بقتله فقتل. واستقر المشار إليه في كفالة حلب. واستقر في نيابة بهسنا جربغا.
وكان في ربيع الآخر سنة ست وعشرين حضر الناصري محمد بن منجك وعلى يده مرسوم شريف بطلبه إلى الأبواب الشريفة. فتوجه صحبته في جماعة يسيرة فرضي عليه السلطان ورسم له بالعود إلى كفالة حلب، فعاد إليها في آخر جمادى الآخرة واستمر إلى عاشر رمضان بها فتوفى قاني باك كافل الشام فولى البجاسي كفالته بالشام وتوجه إليها وأرسلوا معه من حلب القاضي شهاب الدين بن زين الدين الموقع ليوصله إلى معاملته على عادتهم في ذلك فوصل إلى الشام وأحسن إليه وأعطاه مائة فلورى «3» وخلعه وأمر جماعته أن يخلعوا عليه.