الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقرأ على الشيخ شمس الدين الكرماني وكتب له:
إن الهلال إذا رأيت نموه
…
أيقنت أن سيصير بدرا كاملا.
ولقبه شهاب الدين، وسمع من ابن رجب بدمشق وابن المحب، وبحلب من ابن المرحل، وقرأ صحيح مسلم قبل تيمور بحلب، ودخل القاهرة سنة ثمان وثمانين.
قال رفيقه شيخنا أبو الفضل: ومن الاتفاقات أني كنت أنظر في دمية القصر فمررت في ترجمة المظفر أبي علي هذه الأبيات:
بلاني الزمان ولا ذنب لي
…
بلى إن بلواه للأمثل
وأعظم ما قد أتى صرفه
…
وفاة أبي يوسف الحنبلي
سراج العلوم ولكن خبا
…
وثوب الجمال ولكن بلي
فوقع في نفسي أنه يموت بعد ثلاثة أيام بعدد الأبيات فكان كذلك.
[ابن سحلول]
وفي يوم الجمعة قبل المغرب سلخ جمادى الآخرة منها توفي الشيخ شمس الدين محمد بن الشيخ ناصر الدين محمد بن سحلول- شيخ الشيوخ بحلب- وصلى عليه بكرة النهار في الجامع الأموي، ودفن خارج الخانقاه السحلولية «1» . وكان شكلا حسنا ظريف الشمائل، يلبس الثياب الفاخرة ويليق به، ويركب حمارة كبيرة حسنة وكان كريم الأخلاق يعطي للفقراء ويطعمهم ويؤثرهم. وآثرني عند وفاته بتدريس الخانقاه. وأعطاني كتاب الوقف. وكان يحبني ويعظمني. ثم إني أعطيت الكتاب لابن أخيه شمس الدين. وولي شيخ الشيوخ بعده الشيخ علاء الدين أبو الحسن علي الهاشمي وفيها يوم الأربعاء ثاني رمضان توفي المقر الشرفي أبو بكر بن علم الدين سليمان سبط المجد بن العجمي بالقاهرة. رحل من حلب. ودخل القاهرة سنة سبع وثمانمائة وهو
في غاية من الفقر. وكان يحب أن يكتب في الإنشاء وكان كاتبا عند ابن/ (64 ط) م سلار نائب قلعة حلب وكان معظما «1» تيمور، وكان شكلا «2» حسنا كان عارفا بمباشرة الناس كتابة الإنشاء.
نشأ بحلب ثم انتقل إلى القاهرة فاتصل بخدمة جمال الدين الأستادار فحظي عنده واتصل به اتصالا شديدا، وصار لا يفصل أمرا إلا به وأثرى بسبب ذلك. فلما قتل جمال الدين أراد الناصر قتله، ثم شفع فيه بعض مماليك جمال الدين وكان الملوك قد قدمه جمال الدين للسلطان فأطلقه السلطان. ثم ندم السلطان على إطلاقه، فتطلبه فاختفى وسار إلى مكة، وأقام بها مدة. ثم قدم القاهرة فعاشر الناس بتواضع زايد وعقل وحشمة، وعدم نقل الكلام فأحبّه عبد الباسط وقدمه، وصار يشاوره ويسامره ويتيمن بمشاورته. ولما سافر عبد الباسط إلى الحج أراد السلطان عزله فأخذ من مال عبد الباسط جملة، واصعد هذا للسلطان، وقال له: إن عبد الباسط قال إذا احتاج السلطان إلى شيء فأعطوه كذا ففرح السلطان، وعظمه. ورجع عن همته فرعاها القاضي عبد الباسط له وزادت منزلته عنده ووليّ نيابة كتابة السر بالقاهرة وحضر إلى حلب صحبة الأشرف إلى حلب فأحسن إلى أصحابه بحلب وراعى المودة القديمة ثم رجع مع السلطان إلى القاهرة. ثم في سنة تسع وثلاثين ولاه كتابة السر بحلب، وخلع عليه في ثالث ربيع الأول، وقرر في وظائفه ولده معين الدين وطلب ابن السفاح إلى القاهرة لأنه كتب إلى السلطان يحذره من غائلة قرقماش يطلب الحضور فصادف توجه الهجان بطلبه فسبق قاصده فعرف السلطان بمراده فأذن له في المجيء وحنق على ابن السفاح، فعزله من كتابة السر وتوجه قرقماش على الهجن في أربعة عشر يوما في سادس ربيع الأول.
فلما قدم أكرمه وفي صبيحة دخوله خلع عليه أمير سلاح فكان جقمق، وخلع على اينال الجكمي «1» بحلب وعوتب قرقماس بأنه كاتب جاني باك الصوفي فتنصل من ذلك.
وسافر الجكمي وشرف الدين في رابع عشر ربيع الأول إلى حلب فأقام بحلب ونزل ببيت ابن شبابوا بالقرب من المدرسة الصاحبية «2» ، وباشر بدين وعفة وحشمة زائدة وعقل وراعى أصحابه وزاد في إكرامهم.
وكان شيخنا المؤرخ يتردد إليه لأنه صاحبه دائما ويسمر عنده وكان ينزل إلى الجامع فيصلي الصبح، ويسمع قراءة البخاري، وخلع عليّ خلعة سنية يوم الختم.
وراعى ما بيننا من القرابة والرحم.
وفي رمضان «3» توفي الإمام علاء الدين علي بن الصيرفي «4» الدمشقي الشافعي ورأيته بدمشق وترجمته في مشايخي.
وقال له شيخنا شمس الدين بن ناصر الدين: هذا هو ولد الشيخ برهان الدين وكان في الحج. فقال: ادع لنا أما علمت أن دعاء الغائب مستجاب، فقلت حتى يرجع إلى أهله. وقد رجعت إليكم وأنتم أهلي. فعجب لسرعة الإجابة فأثنى عليّ وكان دينا، خيرا، محدثا متواضعا حسن الأخلاق/ (15 و) م مطرح الكلفة.
وفيها توفي الشيخ شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن الرسام الحموي الحنبلي القادري ذكرته في مشايخي، وترجمته، وليّ قضاء حلب مرارا.