الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ست وأربعين [وثمانمائة]
قدم الشيخ بدر الدين محمود بن عبيد الله الأردبيلي الحنفي «1» وعلى يده مرسوم شريف بالكشف عن النسيمية «2» ، وعقد لهم مجلس بالجامع الكبير، وحضر كافل حلب، وقتل الحيداد قاسم النسيمي وكان شكلا مجزعا ينشد أشعار النسيمي ويحث على اتباع مذهبه. وله أتباع ببلاد منبج وعين تاب. ثم ورد في سنة ثمان وأربعين بسببهم وقتل سوندك التركماني بعد إقامة غ 2 إلى مصر واجتمع بالظاهر برقوق فولاه خطابة الجامع الأموي فقدم دمشق سنة اثنين وتسعين وباشرها ثم لما قدم الظاهر إلى دمشق سنة ثلاث وتسعين ولاه القضاء في الحجة فباشر بعفة. وولى مشيخة الشيوخ في ربيع الأول سنة أربع وتسعين انتزعها من كاتب السر، ابن أبي الطيب ثم تغير خاطر الظاهر عليه، وطلب منه أن يقرضه شيئا من أموال الأيتام فلم يفعل فعزله.
ثم ولي خطابة القدس في شعبان سنة اثنين وثمانمائة مدة وجاءت الفتنة- يعني فتنة تيمور «3» - وهو هناك ثم وقع بينه وبين أهل القدس لأنه لم يكن عنده حسن مداراة وحكم عليه القاضي الحنبلي بالقدس بحكم باطل فقدم إلى دمشق سنة سبع وثمانمائة واشتكى إلى شيخ نائبها فطلب الحنبلي، وعقد لهما مجلسين وأهين الحنبلي إهانة عظيمة كبيرة وسجن ثم ولي خطابة دمشق وشيخ الشيوخ غير مرة وولاه الناصر القضاء في صفر سنة اثني فلم يمكنه إجراء الأمور على ما كانت عليه ثم صرفه شيخ عند استيلائه على دمشق في جمادى الآخرة من السنة وفي فتنة الناصر ولي قضاء مصر مدة الحصار ثم انتقض ذلك.
وله شعر كثير، ومنه:
ولينصرن الله ناصر دينه
…
وليتركن عدوه مخذولا.
وقال شيخنا شيخ الإسلام أبو الفضل في ذي الحجة سنة ست وثمانمائة: تقلّد القاضي عز الدين عبد العزيز البغدادي الحنبلي قاضي القدس سيفا، ووقف بالأقصى وأشهد على نفسه أنه حكم بزندقة شهاب الدين الباعوني- خطيب القدس- ومنع من الصلاة خلفه فسئل عن المستند فذكر أنه سمعه يقول:" وكتب «1» النبي صلى الله عليه وسلم فقبل فاه «2» ".
فاستفتى الباعوني العلماء بالقدس فأفتوه أنه لا يقتضي «3» كفرا. فوصل الباعوني إلى دمشق في المحرم من السنة المقبلة، وشكا حاله لكافل الشام. فأرسل خلفه للحكم بينهما ففر إلى العراق.
قال لي والدي الحافظ برهان الدين المحدث- رحمه الله كنت جالسا على باب الناصرية بالقاهرة ومعنا الشيخ شهاب الدين المشار إليه ومعنا شخص يقال له الصفدي وهو من أهل الخير والصلاح والشيخ شهاب الدين يذكر ما لهم من كرامات فمر يونس الدوادار فسلم. فترك غ 3 البينة عليه. وكان نسيميا أيضا لا عقيدة له ولا دين له، وله أتباع لا كثر الله منهم.
وفي خامس عشر ربيع الأول ولي قاضي المسلمين علاء الدين بن العلامة عز الدين الحاضري قضاء حلب عن قاضي المسلمين محب الدين بن الشحنة وليها بمصر وحضر إلى حلب وهو ضعيف. وقرئ توقيعه بجامع حلب، وباشر بحرمة وعفة تبعا لأبيه وجده وصرف عن قرب بالقاضي محب الدين.
وفي خامس عشر ربيع الآخر استقر القاضي زين الدين عبد القادر بن الرسام في وظيفة نظر الجيش بحلب على عادة كمال الدين إبراهيم «1» بن أبي أصبع. وعلى عادة زين الدين عمر بن السفاح.
وفي تاسع عشر جمادى الأولى استقر ابن الرسام في نظر القلعة عوضا عن ابن السفاح مضافا لنظر الجيش. وفي ليلة الجمعة تاسع عشر رجب توفي الشيخ أبو بكر الحيشي؛ وتقدمت ترجمته في المزارات.
وفي ذي القعدة. ولي قضاء الحنابلة بحلب قاضي المسلمين علاء الدين علي بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج الراميني «2» - نسبة إلى قرية من جبل نابلس- الدمشقي الحنبلي. وهم ينسبون إلى بني النجار وعوضا عن سالم إذ شكا القاضي جمال الدين الباعوني ووصل إلى حلب في عاشر ربيع الأول سنة سبع وأربعين، وأقام بها إلى أثناء شعبان من السنة. ثم أشيع بحلب ولاية سالم فتوجه إلى القاهرة فلما كان نصف شعبان بعد وصوله إلى الشام/ (17 و) م بثلاثة أيام ورد إليه كتاب القاضي محب الدين بن الشحنة أن سالما ردّ من الصالحية وورد توقيع باستمراره وفي الكتاب إن شئت أن تعود إلى حلب. وإن كان لك ضرورة استنب من شئت فاستناب أمين الدين ظاهر الحنبلي الذي وليها قبله. وأقام بدمشق إلى جمادى سنة ثمان فتوجه إلى القاهرة بسبب الحكم الذي حكمه سالم ونقضه علاء الدين المشار إليه بوقوع الطلاق على عمر بن يحيى فعقد مجلس في بيت القاضي كمال الدين بن البارزي بإشارة السلطان وحضره العلماء فأفتوا بأن الحق بيد ابن مفلح فاجتمع بالسلطان.
فسأله لأي معنى لم تقم بحلب فعرفه أنه ليس له ما يكفيه، فرتب له علي الجوالي «1» كل يوم عشرة دراهم، وعلى ديوان السلطان كل شهر مكوكا من القمح ومكوكا من الشعير، وأعطاه خمسين أشرفيا نفقة.
ثم عاد إلى حلب في السنة المذكورة وأقام بها إلى فتنة شاهين فعزل سنة تسع وأربعين وتوجه إلى الشام واستمر بها إلى حضور تغري ورمش الفقيه وابن عبيد الله إلى حلب فعاد إلى حلب فأرسلا وأحضر له توقيعه سنة تسع وأربعين. ثم طلب إلى القاهرة بسبب قضية شاهين.
وكان قد وصل «2» يعقوب المالكي إلى مصر وأنكر خطبه ثم عاد متوليا في أوائل سنة خمسين، وأقام بها إلى سنة ست وخمسين فولى سالم فتوجه إلى الشام ثم إلى القاهرة في سنة سبع وخمسين فولى قضاء دمشق في ربيع الأول، واستمر إلى أثناء سنة ثمان وخمسين.
فعاد إلى حلب قاضيا وورد عليه مرسوم شريف بتحرير قضية ابن قاضي عين تاب وأقام بقية سنة ثمان وسنة تسع إلى الحجة فورد كتاب ناظر الخاص بتوجهه إلى القاهرة وكان يستنيب «3» من يشاء. فاستناب إبراهيم النابلسي، وتوجه إلى دمشق في الحجة سنة تسع فلما كان في صفر توجه إلى القاهرة. وولي قضاء الشام، ثم عزل ثم قضاء الشام.
ثم كتابة السر وكالة بيت المال في سنة ثلاث وستين في ربيع الأول وأقام بدمشق
إلى آخر سنة خمس وستين فعزل.
ثم في أثناء سنة ثمان وستين توجه إلى القاهرة للإقامة بها فلم يتيسر فولي قضاء حلب في جمادى الأول سنة تسع مع نظر الجيش فاستناب ولده صدر الدين عبد المنعم.
وقدم هو في سادس رمضان وأقام بها إلى ثامن عشر شوال فعزل عن نظر الجيش بمحمد بن الطنبغا سمسم، واستمر قاضيا إلى أوائل سنة إحدى وسبعين فولي جمال الدين يوسف التادفي جمادى الأولى.
واستمر معزولا إلى رجب من السنة المذكورة فولي حلب واستمر ج 1 جمادى الأولى «1» ثم رجع إلى حلب ثم إلى مصر ثم حج في سنة ست وثلاثين والأشرف غائب عن مصر.
واجتمعت به في مكة لما حججت سنة سبع وثلاثين وأفضل عليّ وكان صدرا محتشما، وهو أول من وليّ قضاء الحنابلة بمكة، وقد ترجمته في مشايخي. سمع من التشاوري المكي، ومولده في شعبان سنة تسع وسبعين وسبعمائة بمكة، وأجاز له البرهان الشامي وغيره البلقيني وابن الملقن «2» والعراقي والهيثمي. وجمع له مشيخة تقي الدين بن فهد. وعمي في آخر عمره. توفي يوم الاثنين سابع شوال سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة بمكة ودفن بالمعلى.
وكان قد نقل عنه للأشرف برسباي «3» أنه نقل عظام تيمور إلى مكة ودفنها بالمعلا؛ نقل عنه الأعداء ذلك. وأن شاه روخ أعطاه مالا جزيلا على ذلك فانقطع في حياة الأشرف عن التوجه إلى شاه روخ لأن الأشرف كانت بينه وبين شاه روخ عداوة. ولأجل ذلك توجه إلى صاحب الروم وفي بعض سفراته أخذ جميع ما معه
زهدا «1» خارج مكة ولم أر أحدا أكرم منه كأن الدراهم عنده..... «2» مع طيب نفس بإخراجها. وكان متواضعا وعليه وقار وسكينة. فيه خصال أهل البيت: الكرم والبشاشة والتواضع والحياء والوقار والسكينة.
وفي يوم الخميس ثالث عشري المحرم توفي الشيخ شهاب الدين إبراهيم الدمياطي- بالدال المعجمة- ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة، كان إنسانا حسنا مقدما عند الرؤساء، معظما عندهم، لجودة عقله ومعرفته بالأمور يقتدي الرؤساء بعقله ورأيه.
ولا يقول كلاما أبدا إلا إن كان خطيرا.
وعرف منه هذا وربما أبدل القبيح بالحسن، وكان يحفظ القرآن ويداوم على قراءته ودرسه وتدريسه للصغار.
وتقدم عند ابن السفاح وأثرى. وسألني بعد موت والدي- رحمه الله: ما السبب الذي أوجب الاختلاف في اسم أبي هريرة رضي الله عنه؟ فأجبته: أنه أصاب دما في الجاهلية. فكان ينتقل في القبائل فكان كلما جاء إلى قبيلة غير/ (29 و) م اسمه ج 2 إلى آخر السنة فاستقر التادفي.
ثم في سنة اثنين وسبعين في رمضان عزل التادفي واستقر ابن مفلح إلى آخر السنة.
ثم استقر التادفي إلى ربيع الأول سنة خمس وسبعين.
ثم ولاه السيد علاء الدين الكردي قضاء حلب.
وفي خامس الحجة أعيد ابن السفاح إلى نظر الجيش ونظر القلعة عوضا عن ابن الرسام.