الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويشبك نائب حلب بحلب وتكرر لهم المكاتبات بسرعة الحضور فخرجوا من حلب وجاء الأمير الكبير القرمشي ليودعه فطلع يشبك إلى مأذنة جامع الناصري داخل دار العدل فأشار إليه بالسلام الأمير الكبير وخرجوا من حلب.
ويذكر أن يشبك طلب منجمه ابن الفلكي واستشاره بالخروج إليهم فقال له:
هذه ساعة لا أرى لك بالخروج فيها فلم يلتفت إليه ولم يصغ إلى قوله. فخرج في أثرهم، فقتل، وقطع رأسه. وكان أضمر سوءا كثيرا لأهل حلب فوقاهم الله شره وجعل كيده في نحره. وعلق رأسه بباب القلعة وهو الظالم على المصريين وذلك يوم الثلاثاء رابع عشر من محرم سنة أربع وعشرين وثمانمائة.
ثم دفن مع عظم رأسه بعد يوم في المكان الذي أنشأه بحلب عند باب السر. ثم أخذت جلدة الوجه والرأس بعد أيام فدفنت معه. فلما اتفق ذلك عادوا إلى حلب ونهبوا موجوده، وأقاموا أياما. انتهى.
[مقتل علي النسيمي]
وفي أيام يشبك المذكور قتل علي النسيمي الزنديق. ادعى بدار العدل بحضور شيخنا المذيل «1» وشمس الدين بن أمين الدولة وكان إذ ذاك نائب الشيخ عز الدين وقاضي القضاة فتح الدين المالكي وقاضي القضاة شهاب الدين وأخيه «2» الحنبلي المدعو ابن الحازوق بألفاظه المنسوبة إليه: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا، أو نفتن عن ديننا وكان قد أغوى بعض من لا عقل له وتبعوه على كفره وزندقته وإلحاده.
فقام للدعوى عليه ابن الشنقشي الحنفي وعلماء البلد.
فقال له النائب: إن أنت أثبت ما تقول فيه وإلا قتلتك.
فحجم عند سماعه هذا الكلام عن الدعوى. والنسيمي لا يزيد في كلامه على
اللفظ بالشهادتين، ونفى ما قيل عنه فحضر عند ذلك الشيخ شهاب الدين بن هلال وجلس فوق القاضي المالكي وأفتى في هذا المجلس بأنه زنديق وأنه يقتل
…
«1» لما جلس فوق المالكي انحرف منه.
ثم إن ابن هلال قال للمالكي لم لا تقتل هذا الزنديق. فقال له المالكي: أتكتب خطك بأنه يقتل.
فقال: نعم.
فكتبت له صورة فتوى، فكتبت عليها فعرض خطة على شيخنا المذيل وبقية القضاة والعلماء الحاضرين فلم يوافقه على ذلك. فقال له المالكي: إذا كان القضاة والعلماء لا يوافقونك كيف أقتله بقولك.
فقال يشبك: أنا لا أقتله فإن السلطان رسم لي أن أطالعه وأنظر ماذا يرسم السلطان فيه.
وانفصل المجلس على ذلك ودام عند النائب بدار العدل في الاعتقال وطولع المؤيد بخبره.
ثم بعد ذلك حصل للنائب خروج إلى العمق فأخرجوه إلى سجن القلعة فورد مرسوم المؤيد بأن يسلخ ويشهر بحلب سبعة أيام وينادى عليه، ثم تقطع أعضاؤه ويرسل منها شيىء لعلي باك بن دلغادر وأخيه ناصر الدين وعثمان قرايلوك فإنه كان قد أفسد عقائد هؤلاء ففعل ذلك به «2» . وهذا الرجل كان كافرا ملحدا نعوذ بالله من قوله وفعله وله شعر رقيق أ.