الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فعبر الفرات من جسر منبج. وأحرقه ومر على قنسرين وقامت طيء وتنوخ واقتطعوا آخر عسكره، ونهبوه، وكان قد تعصب عليهم أيام دولته، وقتل منهم جماعة.
فتبعه علي المذكور فنزل على منبج فبعث إلى أهل حلب بالبيعة مع أبي أمية التغلبي.
وقدم عليه أخوه عبد الصمد فقلده حلب وقنسرين.
وسار خلفه إلى أبو صير فقتله كما تقدم. ثم عاد إلى دمشق.
ومات السفاح يوم الأحد ثالث عشر المحرم سنة ست وثلاثين [ومئة] سمه أخوه أبو جعفر. وقيل بالجدري»
، وقبره بالأنبار.
[حلب في أيام أبي جعفر المنصور]
ثم ملكها أبو جعفر المنصور عبد الله فضرب أبا حنيفة رضي الله عنه على القضاء فأبى. ومات في حبسه.
وبنى بغداد «2» .
وقتل أبا مسلم.
وعاتبه عند قتله. فقال له: ليس هذا جزائي بعد بلائي. وما كان مني؟
فقال له: يا ابن الخبيثة إنما فعلت ذلك بخطنا. ألست الذي تبدأ بنفسك في المكاتبة، ألست الذي تخطب عمتي آسية بنت علي. وتزعم أنك ابن سليمان بن عبد الله بن العباس؟.
فقبل أبو مسلم يده.
فقال له: قتلني الله إن لم أقتلك.
فقتله القوم بين يديه والمنصور يقول: اضربوه قطع الله أيديكم.
فقال أبو مسلم: عند أول ضربة استبقني لعدوك.
فقال: لا أبقاك الله؛ وأي عدو أعدى منك.
ثم أنشد:
زعمت أن الدّين لا ينقضي
…
فاستوف بالكيل أبا مجرم.
اشرب بكأس كنت تسقي بها
…
أمر في الحلق من العلقم.
وكان المنصور يشير دائما على أخيه السفاح بقتله فلم يقبل.
ولما سمع أصحابه بقتله اضطربوا فصرفت فيهم الأموال فسكتوا.
وخطبهم المنصور وقال «1» :" يا أيها الناس لا تخرجوا من «2» أنس الطاعة إلى وحشة المعصية. وإن أبا مسلم بايع لنا على أنه من نكث فقد أباح دمه ثم نكث فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره. ولم تمنعنا رعاية الحق في إقامة الحق عليه".
انتهى.
وترجمة أبي مسلم معروفة فيها: كان لا يأتي النساء في السنة إلا مرة واحدة، ويقول: الجماع جنون ويكفي الإنسان أن يجن في السنة مرة. وكان أشد الناس غيرة.
وقتله كان برومية المدائن- بليدة بالقرب من الأنبار- يوم الخميس لخمس بقين من شعبان، وقيل لليلتين، وقيل يوم الأربعاء لسبع خلون منه سنة سبع وثلاثين ومائة.