الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل السادس: طرق وأساليب التقويم والنشاطات التربوية
مفهوم وطبيعة التقويم:
ليس التقويم بالأمر الهين، بل هو عملية معقدة تتضمن صياغة الأهداف، وتحديد وسائل الحصول على أدلة لتحقيق هذه الأهداف، وعمليات التفسير الضرورية للوقوف على معنى الأدلة، ونقاط القوة والضعف عند التلاميذ، مما يفضي إلى اتخاذ قرارات بشأن التغييرات والتحسينات في المنهج1.
ويعرف التقويم أيضا بأنه "عملية تجميع وتصنيف وتحليل وتفسير بيانات أو معلومات عن ظاهرة أو عمل، أو موقف، أو سلوك، بقصد استخدامها في إصدار حكم أو قرار"2. وتأسيسا على ذلك فإن التقويم يتم طبقا للخطوات التالية:
1-
تحديد الأهداف العامة والخاصة من عملية التقويم.
2-
تحديد المواقف التي نجمع منها المعلومات المتصلة بالأهداف.
3-
تحديد كمية ونوعية المعلومات التي نحتاج إليها.
4-
اختيار، ثم تصميم أساليب وأدوات التقويم المناسبة.
5-
جمع البيانات باستخدام الأدوات والأساليب المختارة ومن المواقف السابق تحديدها.
6-
تصنيف البيانات والمعلومات عن طريق تحليلها وتسجيلها في صورة يمكن منها الوصول إلى الاستدلال والاستنتاج.
1 يحيى هندام وآخر: المناهج: أصولها، وتخطيطها، وتقويمها، دار النهضة العربية، القاهرة، 1975، ص248، 249.
2 محمد عزت عبد الموجود وآخرون: أساسيات المنهج وتنظيماته، القاهرة، دار الثقافة للطباعة والنشر، 1978، ص159.
7-
تفسير البيانات في صورة تتضح بها المتغيرات والبدائل المتاحة التي يستفاد منها في إصدار حكم أو قرار.
8-
إصدار الحكم أو القرار.
9-
متابعة تنفيذ الحكم أو القرار حتى يمكن معرفة مدى المعلومات التقويمية في تحسين العمل أو الموقف أو السلوك الذي نقومه.
وتعرف هذه الخطوة باسم المتابعة1.
يتضح مما سبق أن التقويم وسيلة للحكم على فاعلية العملية التربوية فضلا عن كونه إستراتيجية أساسية لعملية التغيير والتطوير في الميدان التربوي، فقرارات التطوير التي تتخذها القيادة التربوية "تحتاج إلى معلومات تقف عن طريقها على مستويات الأداء، والظروف والإمكانات المتاحة، ومدى توفر الطاقات البشرية المدربة واللازمة لعملية التطوير، وغير ذلك من المعلومات التي يحتاج إليها صناع القرارات حتى تتضح أمامهم البدائل والمتغيرات، فيتمكنون من اتخاذ القرارات السليمة والدقيقة، فيبدأ التطوير في الاتجاه الصحيح"2.
إن إجراء عملية التقويم يتيح لنا الحكم على مدى نجاحنا في تحقيق الأهداف التربوية، والحكم أيضا على قيمة هذه الأهداف وواقعيتها ومدى انسجامها مع المحتوى التربوي، والتقويم يدفع الأفراد والجماعات إلى مزيد من العمل والإنتاج ويقتضي ذلك عرض نتائج التقويم على كل من يقع عليه التقويم حتى يقف على مدى نجاحه في تحقيق الأهداف المحددة، وينطبق ذلك على الطالب والمدرس والمدير ومصمم المنهج.
ومن مزايا عملية التقويم الشمول ويظهر ذلك في عدة صور لعل أهمها ما يلي:
1-
أن التقويم يحوي عدة وسائل، إحداها القياس الذي من وسائله
1 نفس المرجع، ص159، 160.
2 علي أحمد مدكور: المرجع السابق، ص420.
الامتحانات والاختيار.
2-
أن التقويم يشتمل الحكم على قيمة العمل وبيان جوانب القوة والضعف وأسبابها وعلاجها، أي أنه تشخيص وعلاج.
3-
أن التقويم يتضمن السلوك المعرفي والسلوك الوجداني والسلوك الحركي، فضلا عن جميع مستويات السلوك أو التعلم، فهو يركز على المستويات الدنيا للسلوك المعرفي كالتذكر والحفظ والفهم بالإضافة إلى المستويات العليا للتفكير كالتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم.
4-
أن التقويم عملية مستمرة تصاحب تخطيط العملية التعليمية وتنفيذها ومتابعتها.
5-
أن التقويم يشمل جميع مكونات المنهج "فهو يشمل تقويم الأهداف، وتقويم المحتوى والخبرات التعليمية، وتقويم طرائق وأساليب التدريس، وتقويم نتائج التعلم، وتقويم طرائق وأساليب التقويم المتبعة نفسها"1.
ومما لا شك فيه أن تنويع الأدوات المستخدمة في التقويم يضفي على عملية التقويم قيمة كبيرة، فكلما تنوعت أدوات التقويم كلما زادت معلوماتنا في العمل أو السلوك أو الطالب الذي نقومه، وهذا يؤدي إلى دقة الأحكام التي تؤدي إلى العلاج الناجح، لذلك ينبغي أن تتعدد الاختبارات التحصيلية مثل اختبار المقال والصواب والخطأ والتكملة والاختيار من متعدد وغير ذلك. كما يجب أن تقترن الاختبارات التحصيلية بالاختبارات التي نتعرف من خلالها على ملامح شخصية الطالب ودرجة ذكائه وابتكاره. وهذا يتطلب استخدام أساليب الملاحظة المباشرة للسلوك واستخدام الاختبارات المقننة وغيرها من الأساليب التي تجعل المقوم قادرا على الفحص الدقيق لشخصية الطالب، وهذا يكسب المقوم مزيدا من القدرة على مساعدة الطالب أو تطوير العمل.
1 علي أحمد مدكور: نفس المرجع، ص422.