الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التعريف بالحافظ ابن عبد الهادي
(1)
هو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد ابن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي ثم الصالحي الحنبلي.
ولد في رجب سنة 704 هـ - وقيل: سنة 705 هـ - في أسرة عريقة، عُرفت بالعلم والصلاح.
قرأ القرآن العظيم بالروايات، وسمع ما لا يحصى من المرويات، من القاضي سليمان بن حمزة المقدسي، وأبي بكر بن عبد الدائم، وعيسى المطعم، وأحمد بن أبي طالب الحجار، ومحمد الزراد، وسعد الدين بن سعد، وزينب
(1) مصادر ترجمته كثيرة جدًّا، وهذه الترجمة الموجزة اختصرتها من المصادر التالية:
1 -
"المعجم المختصر بالمحدثين" للذهبي (ص 215 - 216).
2 -
"تذكرة الحفاظ" للذهبي (4/ 1508).
3 -
"ذيل العبر" للحسيني (ص 303).
4 -
"ذيل تذكره الحفاظ" للحسيني (ص 49 - 50).
5 -
"البداية والنهاية" لابن كثير (14/ 210).
6 -
"أعيان العصر وألوية النصر" للصفدي.
7 -
"الوافي بالوفيات" للصفدي (2/ 161 - 162).
8 -
"ذيل طبقات الحنابلة" لابن رجب (2/ 436 - 439).
9 -
"الرد الوافر" لابن ناصر الدين (ص 29).
10 -
"التبيان لبديعة البيان" لابن ناصر الدين، نسخة المؤلف غير مرقمة.
11 -
"الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" لابن حجر (3/ 331 - 332).
12 -
"ذيل تذكرة الحفاظ" للسيوطي (ص 351 - 352).
13 -
مقدمة الدكتور عامر حسن صبري لكتاب "تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي، وفيها ترجمة جيدة لابن عبد الهادي، بُذل فيها جهدٌ كبيرٌ.
14 -
"معجم مصنفات الحنابلة" للدكتور عبد الله بن محمد بن أحمد الطريقي.
بنت الكمال، وخلق كثير.
وتفقه بالقاضي شمس الدين ابن مسلم ومجد الدين الحراني، ولازم شيخ الإسلام ابن تيمية مدة، ولازم الحافظ أبا الحجاج المزي حتى برع عليه في الرجال، وقال (1) عنه: هو شيخي الذي انتفعت به كثيرًا في هذا العلم. وأخذ عن الحافظ الذهبي وغيره، وأخذ العربية عن أبي العباس الأندرشي.
وعُني بالحديث وفنونه ومعرفة الرجال والعلل، وبرع في ذلك، وتفقه في المذهب وأفتى، وقرأ الأصلين والعربية، وبرع فيها.
وكتب بخطه الحسن المتقن الكثير.
ودرَّس بالمدرسة الصدرية، والمدرسة الضيائية، والمدرسة العمرية، وغيرها، ثم ترك ذلك ولزم الاشتغال والعمل.
وسمع منه الحافظ الذهبي والسروجي وغيرهما.
وقد طاب الثناء عليه، ومن كلمات أهل العلم العطرة في الثناء عليه:
قال الحافظ الذهبي في "تذكرة الحفاظ"(4/ 1508): الإمام الأوحد الحافظ ذو الفنون
…
اعتنى بالرجال والعلل، وبرع وجمع، وتصدى للإفادة والاشتغال في القراءات والحديث والفقه والأصول والنحو، وله توسع في العلوم وذهن سيال.
وقال الذهبي في "المعجم المختص"(ص 215 - 216): الفقيه البارع المقرئ المجود المحدث الحافظ النحوي الحاذق صاحب الفنون .. وعُني بفنون الحديث ومعرفة رجاله وذهنه مليح، وله عدة محفوظات وتواليف وتعاليق مفيدة، كتب عني واستفدت منه.
(1)"مختصر طبقات علماء الحديث" لابن عبد الهادي (4/ 276).
وقال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية"(14/ 210): لم يبلغ الأربعين، وحصَّل من العلوم ما لا يبلغه الشيوخ الكبار، وتفتن في الحديث والنحو والتصريف والفقه والتفسير والأصلين والتاريخ والقراءات، وله مجاميع وتعاليق مفيدة كثيرة، وكان حافظًا جيدًا لأسماء الرجال وطرق الحديث، عارفًا بالجرح والتعديل، بصيرًا بعلل الحديث، حسن الفهم له، جيد المذاكرة، صحيح الذهن، مستقيمًا على طريقة السلف واتباع الكتاب والسنة، مثابرًا على فعل الخيرات.
وقال العلاِّمة الصفدي في "أعيان العصر": الشيخ الإمام الفاضل المفن الذكي النحرير .. كان ذهنه صافيًا، وفكره بالمعضلات وافيًا، جيد المباحث، أطرب في نقله من المثاني والمثالث، صحيح الانتقاد، مليح الأخذ والإيراد، قد أتفن العربية، وغاص في لجتها على فوائدها ونكتها الأدبية، وتبحر في أسماء الرجال، وضيق على المزي فيها المجال، نزل أخيرًا عما بيده من المدارس، وعدها من الأطلال الدوارس؛ ليكون مفرغًا للإشغال، ويترك ما هو دون ويأخذ ما هو غال، ولو عمر لكان عجبًا في علومه
…
ولكن اجتث يانعًا ولم يجد من الحمام مانعًا .. كان من أفراد الزمان، رأيته يواقف شيخنا جمال الدين المزي ويرد عليه في أسماء الرجال، واجتمعت به غير مرة، وكنت أسأله أسئلة أدبية وأسئلة عربية، فأجده فيها سيلًا يتحدر، ولو عاش لكان عجبًا.
وقال الصفدي في "الوافي بالوفيات"(2/ 167): لو عُمِّر لكان يكون من أفراد الزمان، رأيته يواقف الشيخ جمال الدين المزي ويرد عليه في أسماء الرجال، واجتمعت به غير مرة، وكنت أسأله أسولة أدبيه وأسولة نحوية فأجده كأنه كان البارحة يراجعها؛ لاستحضاره ما يتعلق بذلك، وكان صافي الذهن، جيد البحث، صحيح النظر.
وقال الحافظ الحسيني في "ذيل العبر"(ص 303): الحافظ الإمام العلَّامة ذو الفنون
…
لازم الحافظ المزي فأكثر عنه وتخرج به، واعتنى بالرجال والعلل وبرع وجمع وصنف، وتفقه بشيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية، وكان من جلة أصحابه، ودرَّس بالمدرسة الصدرية، وولي مشيخة الضيائية والصبابية، وتصدر للاشتغال والإفادة، وكان رأسًا في القراءات والحديث والفقه والتفسير والأصلين واللغة العربية، تخرج به خلق، وروى الذهبي عن المزي عن السروجي عنه
…
وسمعت شيخنا الذهبي يقول يومئذ بعد دفنه: والله ما اجتمعت به قط إلا استفدت منه.
وقال العلامة الحسن بن عمر بن حبيب في "تذكرة النبيه"(3/ 49): كان إمامًا عالمًا عاملًا، حبرًا حافظًا، بارعًا في الفقه، عارفًا بالحديث وأسماء رجاله، وبالقراءات والأصول، بحرًا في العلوم - رحمه الله تعالى.
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "ذيل طبقات الحنابلة"(2/ 436): المقرئ الفقيه المحدث الحافظ النحوي المتفنن
…
عُني بالحديث وفنونه، ومعرفة الرجال والعلل، وبرع في ذلك، وتفقه في المذهب وأفتى، وقرأ الأصلين والعربية، وبرع فيها
…
كتب بخطه الحسن المتقن الكثير.
وقال الحافظ ابى ناصر الدين الدمشقي في "التبيان": عُني بمعرفة العلل والرجال، وكان حافظًا ذا فنون مع صيانة وحسن حال، تفقه بشيخ الإسلام ابن تيمية، وكان من جلَّة أصحابه المرضية، وولي دار السنة الضيائية، وله اليد الطولى في القراءات والتفسير والفقه والأصول واللغة العربية، مع التحرير.
وقال الحافظ ابن ناصر الدين أيضًا في "الرد الوافر"(ص 29): الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد ذو الفنون عمدة المحدثين متقن المحررين شمس