الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضائل الشام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد:
فإن الله قد فضل بعض البقاع على بعض؛ كما فضل بعض البشر على بعض، وفضل بعض الأيام على بعض؛ قال سبحانه وتعالى:{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (1) فكان مما اختاره الله وفضله من البقاع: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والشام، أما مكة والمدينة فالنصوص في تفضيلهما مشهورة معلومة، وأما الشام فهذا جزء لطيف للحافظ محمد بن عبد الهادي حوى عيون النصوص التي جاءت في فضله من القرآن والسنة.
وقد ألف في فضائل الشام جماعة من المحدثين، منهم: الربعي، وأبو سعد السمعاني، والضياء المقدسي، وابن رجب الحنبلي (2)، وجمع الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر في أول "تاريخ دمشق" النصوص الواردة في فضل الشام.
انتقى الحافظ ابن عبد الهادي هذه الرسالة، وقسمها إلى فصلين:
الفصل الأول: في بعض ما ورد في فضائل الشام.
(1) سورة القصص، الآية:68.
(2)
وكل هذه الكتب مطبوعة إلا كتاب الحافظ الضياء، فلم يطبع منه إلا الجزء الثاني الذي فيه فضل بيت المقدس خاصة، وقد انتفع ابن عبد الهادي بكتاب الضياء ونقل منه في مواضع، بل لعل رسالته هذه هي اختصار لكتاب الضياء المقدسي - رحمهما الله.
الفصل الثاني: في ذكر أحاديث فيها أن الفتنة من نحو المشرق.
وتكلم على بعض الأحاديث تصحيحاً وتضعيفاً، ونقل كلام بعض الأئمة الحفاظ على بعضها.
وهذا الجزء على صغر حجمه كافٍ في بابه، محتوٍ على معظم المتون التي ذكرها أهل العلم في فضائل الشام.
توثيق نسبة الكتاب إلى ابن عبد الهادي:
نسبه له الناسخ على لوحة العنوان وفي أول الكتاب.
ونسبه له أيضاً ابن رجب في ذيل "طبقات الحنابلة"(2/ 438) وابن طولون في "القلائد الجوهرية"(2/ 434) والعليمي في "المنهج الأحمد"(5/ 79) وفي "الدر المنضد"(2/ 509) وابن ضويان في "رفع النقاب"(316) والزركلي في "الأعلام"(5/ 326)(1).
وصف النسخة الخطية:
نسخة محفوظة في دار الكتب المصرية، تحت رقم (749) تاريخ، في سبع ورقات، مكتوبة بخط حسن مشكول في الغالب، كتبها محمد بدوي بن جبر، ولم يذكر تاريخ النسخ، إلا صفحة واحدة كُتبت بخط رقعة غير مشكول، وعلى حاشيتها خط ناسخ بقية النسخ، استدرك بعض ما فات الناسخ الآخر من كلمات وصحح عليها، والنسخة مقابلة على الأصل المنقول منه، يظهر ذلك من وجود الدوائر المنقوطة بعد كل حديث أو فقرة.
وقد اضطرب ترتيب أوراق المخطوط؛ فرددته إلى الصواب - بفضل الله تعالى.
(1) انظر: "معجم مصنفات الحنابلة"(4/ 53).
أول النسخة الخطية
آخر النسخة الخطية
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر وأعن
قال الإمام العالم بحر العلوم شمسُ الدين أبو عبدِ اللهِ محمد بنِ أحمدَ ابن عبد (1) الهادي المقدسي الحنبلي عفا الله -تعالى- عنه:
الحمدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ من شُرُورِ أنفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنا، من يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ له.
وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى الله وسلم تسليمًا كثيرًا.
(1) سقط لفظ (عبد) من الناسخ سهواً.