الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شرح قصيدة غرامي صحيح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد، فإن الإمام الحافظ أحمد بن فرح الإشبيلي (ت 699 هـ)(1) نظم قصيدة غزلية من عشرين بيتًا ضمنها أنواع الحديث، وقد اشتهرت هذه القصيدة، وسمعها منه جماعة من الحفاظ، منهم: الدمياطي، واليونيني، والذهبي، وحفظها الطلاب، وشرحها جماعة، منهم: الصفدي، وابن جماعة.
وهذا شرح محقق، سهل العبارة لطيف الإشارة، غزير العلم، للحافظ ابن عبد الهادي، شرح فيه ما حوته من أنواع الحديث، لم يتعرض فيه الحافظ ابن عبد الهادي لألفاظ القصيدة، وإنما شرح ما تضمنته من أنواع الحديث.
وصف النسخ الخطية:
لهذه الرسالة كثير من النسخ الخطية (2)، وقد حققتها على نسختين خطيتين:
(1) ترجمته في: "المعجم المختص بالمحدثين"(ص 32) و"تذكرة الحفاظ"(4/ 1486) و"تاريخ الإسلام"(52/ 383) ثلاثتها للذهبي، و"الوافي بالوفيات" للصفدي (7/ 286) وغيرها.
(2)
في دار الكتب المصرية خمس نسخ لها، كما في "فهرست" مخطوطات دار الكتب المصرية (1/ 249)، وفي المكتبة الأزهرية نسختان -وعليهما حققت الرسالة- وذكر عمر الحفيان في مقدمة تحقيقه لها (ص 14 - 19) تسع نسخ أخرى اعتمد عليها في عمله منها نسخة ابن عروة الحنبلي، ونسخة أخرى كتبت سنة 819 هـ، وهما أقدم نسختين لها.
النسخة الأولى: نسخة محفوظة في المكتبة الأزهرية، تحت رقم 492 مجاميع، في ثلاث ورقات، من الورقة الأولى إلى الورقة الثالثة، كتبت بخط مغربي مشكول، لم يذكر اسم الناسخ، ولا تاريخ النسخ، وهي نسخة جيدة جدًّا، وقد اتخذتها أصلا في تحقيق هذه الرسالة.
النسخة الثانية: نسخة محفوظة في المكتبة الأزهرية، تحت رقم 835 مصطلح، في خمس ورقات، كتبت سنة إحدى وتسعين وتسعمائة، بخط محمد شمس الدين بن كمال الدين بالجامع الأزهر بمصر المحروسة، مسطرتها 21 سطرًا، وهي نسخة جيدة، ذكر ناسخها قصيدة ابن فرح بتمامها أولًا، ثم ذكر شرح ابن عبد الهادي لها، وقد اتخذتها نسخة مساعدة في التحقيق، ورمزت لها بحرف "أ"، وقد بدأت بذكر قصيدة ابن فرح تامة على طريقة ناسخ هذه النسخة.
هذا بالإضافة إلى النسخة المطبوعة بتحقيق عمر بن سليمان الحفيان، وهي نسخة جيدة، وقد قابلت الرسالة عليها، ورمزت لها بالرمز "م".
توثيق نسبة هذه الرسالة لابن عبد الهادي:
لا شك في صحة نسبة هذه الرسالة لابن عبد الهادي، ونسخها الخطية الكثيرة شاهدة على ذلك، من هذه النسخ نسخة ضمن "الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على ترتيب البخاري" لابن عروة الحنبلي، في المجلد الرابع والثلاثين، كتبت سنة سبع وعشرين وثمانمائة، وابن عروة معروف بعنايته بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه الأعلام، وفي هذا توثيق لنسبة الرسالة إلى ابن عبد الهادي.
والحمد لله رب العالمين.
أول النسخة الأولى وآخرها
أول النسخة الثانية وآخرها
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي
غَرَامي صحيحٌ والرَّجَا فيكَ مُعْضَلُ
…
وَحُزْنِي ودمْعِي مُرْسَلٌ ومُسَلسَلُ
وصَبْرِيَ عنكُم يَشهَدُ العَقْلُ أَنَّه
…
ضعيفٌ ومتروكٌ وَذُلِّيَ أَجمَلُ
ولا حَسَنٌ إِلَّا استِماعُ حَدِيثِكُمْ
…
مشافهةً يُملَي عَلَيَّ فَأنقُلُ
وأَمرِيَ موقوفٌ عليك وليسَ لِي
…
على أحد إِلَّا عليْكَ مُعَوَّلُ
ولو كان مرفُوعًا إِليك لكنتَ لي
…
على رغْم عُذَّالِي تَرِقُّ وتَعْدِلُ
وعَذْلُ عَذُولِي منكَرٌ لَا أسِيغُهُ
…
وزُورٌ وتدليسٌ يُرَدُّ ويُهمَلُ
أقضي زَمَانِىِ فيكَ متصِلَ الأَسَى
…
ومنقَطِعًا عَمَّا به أَتَوَصَّلُ
وَهَا أَنَا في أَكفَانِ هجْرِكَ مُدْرَجٌ
…
تُكلِّفُنِي ما لا أطِيقُ فَأَحْمَلُ
وأَجريْتُ دَمْعِي بالدِماءِ مُدَبَّجًا
…
وما هي إِلا مُهْجَتِىِ تَتَحلَّلُ
فَمُتفِقٌ جِفنِي وَسُهدِي وَعَبْرَتِي
…
ومفْتَرِقٌ صبْرِي وقلْبي المُبَلْبَلُ
وَمُؤتَلِفٌ وَجْدِي وَشَجْوِي ولَوْعَتِي
…
وَمُخْتلِفٌ حظِي وَمَا مِنك آمُلُ
خُذِ الوَجْدَ عنِّي مسَندًا ومعَنعَنًا
…
فغيرِي بموضُوعِ الهَوَى يتَحَيلُ
وذي نبذ من مبهم الحب فَاعتَبِرْ
…
وغامضُه إِن رمتَ شرحًا أُطوِّلُ
عزيزٌ بكم صَبٌ ذَلِيلٌ لِعِزكمُ
…
ومشهور أوصافِ المُحِبِ التَذَلُّلُ
غَرِيبٌ يُقَاسِي البُعْدَ عنكَ وَمَالَهُ
…
وحَقِّكَ (1) عن دَارِ الهَوَى مُتَحَوَّلُ
(1) هذا قسم بغير الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت" =
فَرِفْقًا بمقطوعِ الوَسائِلِ مَالَه
…
إِليكَ سَبِيلٌ لَا ولَا عَنْكَ مَعْدَلُ
فلا زِلتَ في عزٍ مَنِيعٍ ورفعَةٍ
…
وما زِلتَ تعلُو بالتَجنِّي فَأَنزِلُ
أوَرِّي بسُعْدَى وَالرَّبَابِ وَزَيْنَبٍ .... وأنتَ الَّذِي نَعْنِي وأنتَ المُؤَمَّلُ
فَخُذْ أَوَّلًا مِنْ اسْمِهِ ثُمَّ أَوْلًا
…
من النصفِ فيه فهْوَ فِيهِ مُكَمَّلُ
أبَرُّ إِذا أقسَمْتُ إِني بِحُبِهِ
…
أهِيمُ وَقَلْبِي بالصَّبَابةِ يُشْغَلُ
تمت بحمد الله وعونه وحسن توفيقه على التمام والكمال.
= رواه البخاري (5/ 339 رقم 2679) ومسلم (3/ 1266 - 1267 رقم 1646) عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وقال صلى الله عليه وسلم:"من حلف بغير الله فقد أشرك" رواه الإمام أحمد (2/ 125) وأبو داود (3/ 223 رقم 3251) والترمذي (4/ 93 - 94 رقم 1535) عن عبد الله بن عمر أيضًا، وقال الترمذي: حديث حسن. وصححه ابن حبان (10/ 199 - 200 رقم 4358) والحاكم (1/ 18، 52).