الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو ابن أبان القلانسي البغدادي مولى بني هاشم وكان كذابًا، قال الحافظ أبو أحمد بن عدي (1): يضع الحديث، ويوصله، ويسرق، ويقلب الأسانيد والمتون، سمعت الحسين بن أبي معشر يقول: محمد بن وليد بن أبان كذاب.
وقال أبو حاتم الرازي (2): ليس بصدوق.
وقال الدارقطني (3): ضعيف.
فإن قيل: فقد روي أيضًا من
حديث أبي سعيد
، قال قاسم بن أصبغ (4): ثنا أحمد بن زهير، ثنا أحمد بن عبداللَّه بن يونس {قال: نا} (5) سلام، عن زيد العمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرحم أمتي بها أبو بكر، وأقواهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأقضاهم علي بن أبي طالب، وأفرضهم زيد، وأقرؤهم لكتاب الله أي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، وأبو هريرة وعاءٌ للعلم -أو قال: وعاءُ العلم- وعند سلمان علم لا يُدرك، وما أظلت الخضراء ولا أقلَّت الغبراء (6) من ذي لهجة أصدق من أبي ذر"(7).
(1)"الكامل"(7/ 542).
(2)
"الجرح والتعديل"(8/ 113).
(3)
"سنن الدارقطني"(2/ 72).
(4)
رواه ابن عبد البر في "الاستيعاب"(1/ 8 - 9) عن عبد الوارث بن سفيان عن قاسم به.
(5)
سقطت من "الأصل" وأثبتها من "الاستيعاب".
(6)
قال ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث"(2/ 42): الخضراء السماء، والغبراء الأرض.
(7)
رواه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 228) من طريق أحمد بن يونس به مختصراً. وروه الأجري في "الشريعة" (2/ 422 - 423 رقم 1225، 1226، 3/ 239 - 240=
وقال العقيلي (1): حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أحمد بن يونس، ثنا سلام، ثنا زيد العمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرحم هذه الأمة بها أبو بكر، وأقواهم في دين الله عمر، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقضاهم علي بن أبي طالب، وأصدقهم حياءً عثمان، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، وأقرؤهم لكتاب الله أي بن كعب، وأبو هريرة وعاء من العلم، وسلمان عالم لا يُدرك، ومعاذ بن جبل أعلم الناس بحلال الله وحرامه، وما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر".
ذكره في ترجمة سلام، وذكر له غير هذا الحديث، ثم قال:(هذه الأسانيد غير محفوظة، والمتون معروفة بخلاف هذا الإسناد)(2).
قال أبو بكر محمد بن العباس بن يحيى -فيما رواه عنه أبو علي شاذان -: حدثنا. إبراهيم بن الهيثم بن المهلب، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا سلام الطويل، ثنا زيد العمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأقواهم في دين الله عمر بن الخطاب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقضاهم علي بن أبي طالب، وأقرؤهم لكتاب الله عز وجل أُبي بن كعب، وأعلمهم بحلال الله وحرامه معاذ بن جبل، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، وسلمان الفارسي علم لا
= رقم 1615). وابن الأعرابي في "معجمه"(3/ 1022 - 1023 رقم 2192) من طرق عن سلام به.
(1)
"الضعفاء الكبير"(2/ 159).
(2)
في كتاب "الضعفاء الكبير": لا يتابع على هذه الأحاديث، والغالب على حديثه الوهم، والكلام كله معروف بغير هذه الأسانيد ثابتة جياد.
يدرك، ولا أظلت الخضراء ولا أقلت البطحاء على ذي لهجة أصدق من (
…
) (1).
فالجواب: أن هذا إسناد ضعيف مشتمل على رجلين ضعيفين، أحدهما أضعف من الأخر.
فأما الأول: فزيد العمي، وهو ابن الحواري البصري، قال يحيى بن معين (2): لا شيء. وقال مرة (3): ضعيف.
وقال أبو زرعة (4): ليس بقوي، واهي الحديث، ضعيف.
وقال أبو حاتم (5): ضعيف الحديث، يُكتب حديثه، ولا يُحتج به.
وقال أبو عبيد الآجري (6): قيل لأبي داود: زيد العمي؟ قال: حدث عنه شعبة، وليس بذاك.
وقال النسائي (7): ضعيف.
وقال أبو حاتم بن حبان (8): يروي عن أنس أشياء موضوعة. لا أصل لها، حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها، وكان يحيى يمرض القول فيه،
(1) بياض في "الأصل"، والظاهر أن موضعه (أبي ذر) كما في الروايتين السابقتين، والله أعلم.
(2)
في رواية إسحاق بن منصور، كما في "الجرح والتعديل"(3/ 560) وفي رواية ابن طهمان (47).
(3)
في رواية أبي الوليد بن أبي الجارود، كما في "الضعفاء الكبير" للعقيلي (2/ 74)، وفي رواية أبي يعلى وعبد الله بن شبيب كما في "الكامل"(4/ 147).
(4)
"الجرح والتعديل"(3/ 560).
(5)
"الجرح والتعديل"(3/ 561).
(6)
"سؤالات أبي عبيد"(1/ 393 رقم 760).
(7)
رواه ابن عدي عنه في "الكامل"(4/ 147).
(8)
كتاب "المجروحين"(1/ 305).
وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره، ولا كتب حديثه إلا للاعتبار، سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: لا يجوز حديث زيد العمي، وكان أمثل من يزيد الرقاشي.
وقال أبو أحمد بن عدي (1): عامة ما يرويه ومن بروى عنهم ضعفاء هم وهو، على {أن} (2) شعبة قد روى عنه، ولعل شعبة لم يرو عن أضعف منه.
وقد روى الإمام أحمد بن حنبل (3) ويحيى بن معين (4) والدارقطني (5) أنهم حسنوا أمره، وقالوا: هو صالح، وكذلك الجوزجاني (6) قال: هو متماسك.
والمتحصل من أمره أن الأكثر على تضعيفه، وعدم الاحتجاج به، ولو لم يكن في الإسناد ضعيف غيره، فكيف إذا كان فيه من هو أضعف منه، وهو سلام الطويل، وهو الضعيف الثاني الذي في الحديث فهو أضعف من زيد بكثيرٍ:
قال أبو أحمد بن عدي (7)؛ البلاء منه لا من زيد.
وقال الإمام أحمد بن حنبل (8): سلام روى أحاديث منكرة.
(1)"الكامل"(4/ 153).
(2)
في "الأصل": (بن) والمثبت من "الكامل".
(3)
"العلل ومعرفة الرجال"(3/ 55 رقم 4143).
(4)
نقله الذهبي في "الميزان"(2/ 102).
(5)
"الضعفاء والمتروكين"(342) في ترجمته ابنه عبد الرحيم بن زيد.
(6)
"أحوال الرجال"(رقم 361).
(7)
"الكامل"(4/ 152) بمعناه.
(8)
في رواية محمد بن موسى بن مشيش، كما في "تهذيب الكمال"(12/ 278) وقال =
وضعفه علي بن المديني (1).
وقال يحيى بن معين (2): ليس بشيء. وقال مرة (3): ضعيف، لا يُكتب حديثه. وقال مرة (4): له أحاديث منكرة.
وقال ابن عمار الموصلي (5): ليس بحجة.
وقال السعدي (6): غير ثقة.
وقال أبو زرعة (7): ضعيف.
وقال أبو حاتم (8): ضعيف الحديث، تركوه.
وقاله البخاري (9): تركوه.
وقال النسائي (10): متروك. وقال مرة (11): ليس بثقة، ولا يكتب حديثه.
= الامام أحمد في رواية أحمد بن أبي يحيى: سلام الطويل منكر الحديث "الكامل"(4/ 306).
(1)
نقله المزي في "التهذيب الكمال"(12/ 279).
(2)
في رواية عباس الدوري، "تاريخ الدوري"(4/ 376 رقم 4857)، وفي رواية عبد الله بن الدورقي كما في "الكامل"(4/ 306) ونحوه في رواية ابن أبي خيثمة كما في "الجرح والتعديل"(4/ 260).
(3)
في رواية أحمد بن سعيد بن أبي مريم، كما في "الكامل"(4/ 306).
(4)
في رواية محمد بن عثمان بن أبي شيبة، كما في "تهذيب الكمال"(12/ 279).
(5)
نقله المزي في "تهذيب الكمال"(12/ 279).
(6)
"أحوال الرجال"(358).
(7)
"الجرح والتعديل"(4/ 260).
(8)
"الجرح والتعديل"(4/ 260).
(9)
"التاريخ الكبير"(4/ 123) و"الضعفاء والصغير"(152).
(10)
كتاب "الضعفاء والمتروكين"(249).
(11)
نقله المزي في "تهذيب الكمال"(12/ 280).
وقال أبو القاسم البغوي (1): ضعيف الحديث جدًّا.
وقال ابن خراش (2): متروك. وقال مرة (3): كذاب.
وقال ابن الجنيد (4) والدارقطني (5) والأزدي (6): متروك الحديث.
وقال ابن حبان (7): يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها.
وقال الحاكم (8): روى أحاديث موضوعة.
وروى له ابن عدي (9) أحاديث، وقال (10): وعامة ما يرويه عمَّن يرويه عن الضعفاء والثقات لا يتابعه أحد عليه.
فظهر بأقوال الأئمة رضي الله عنهم أن هذا الحديث بهذا الإسناد ساقط لا يجوز الاعتماد عليه، والله الموفق للصواب.
فإن قيل: فقد روي هذا الحديث من رواية ابن عمر أيضا، قال الحافظ أبو أحمد ابن عدي (11): ثنا صدقة بن منصور أبو الأزهر -بحران- ثنا أبو معمر، ثنا هشيم، عن كوثر بن حكيم، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال
(1) نقله المزي في "تهذيب الكمال"(12/ 280).
(2)
نقله المزي في "تهذيب الكمال"(12/ 280).
(3)
نقله المزي في "تهذيب الكمال"(12/ 280).
(4)
نقله ابن الجوزي في "الضعفاء"(2/ 6).
(5)
"سنن الدارقطني"(2/ 150).
(6)
نقله ابن الجوزي في "الضعفاء"(2/ 6).
(7)
كتاب "المجروحين"(1/ 335).
(8)
"المدخل إلى الصحيح"(رقم 73).
(9)
"الكامل"(4/ 306 - 312).
(10)
"الكامل"(4/ 312).
(11)
"الكامل في الضعفاء"(7/ 219 - 220).
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأقضاهم (1) علي، وأفرضهم زيد، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".
حدثنا الحسين بن أبي معشر وابن صاعد، قال: ثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان، ثنا أبي، ثنا كوثر بن حكيم -وقال ابن صاعد: أبو مخلد الحلبي- ثنا نافع، عن ابن عمر، عن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أرأف أمتي أبو بكر، وإن أصلبها في أمر الله لعمر، وإن أشدها حياءً لعثمان، كان أقرأها لأُبي، كان أفرضها لزيد، وإن أقضاها لعلي، وإن أعلمها بالحلال والحرام لمعاذ، وإن أصدقها لهجة لأبو ذر، وإن أمين هذه الأمة لأبو عبيدة بن الجراح. وإن حبر (2) هذه الأمة لعبد الله بن العباس".
حدثنا أحمد بن محمد بن ميمون بن إبراهيم بن كوثر بن حكيم، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن الأخْيَل، ثنا مبشر بن إسماعيل، عن الكوثر (بن)(3) حكيم، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
فالجواب: إن هذا الحديث باطل من هذا الوجه، والحمل فيه على كوثر ابن حكيم، وقد ضعفوه وتركوه.
قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل (4) عن أبيه: كوثر ليس بشيءٍ، أحاديثه بواطيل.
وقال أبو طالب (5): سألت أحمد بن حنبل عن كوثر، فقال: ليس هو
(1) تحرفت في "الكامل" إلى: "أفضلهم".
(2)
تصحفت في "الكامل" إلى: "خير" بالخاء المعجمة والياء المثناة من تحت! ! .
(3)
تحرفت في "الكامل" إلى: (عن)! ! .
(4)
"العلل ومعرفة الرجال"(1/ 436 رقم 972، 2/ 156 رقم 1857).
(5)
رواه ابن عدي في "الكامل"(7/ 217).
من عيالنا. قال: كان أبو نعيم إذا لم يرو عن إنسان قال: ليس هو من عيالنا، متروك الحديث.
وروى غير واحدٍ (1) عن يحيى بن معين أنه قال: كوثر بن حكيم ليس بشيءٍ.
وقال البخاري (2): كان أحمد لا يرى الكتابة عنه.
وقمال أبو زرعة (3) وأبو حاتم (4): ضعيف الحديث.
{وقال} (5) الجوزجاني (6): لا يحل كتابة حديثه عندي لأنه مطرح.
وقال البخاري (7) والدارقطني (8): منكر الحديث.
وقال النسائي (9): متروك الحديث.
وقال ابن حبان (10): يروي المناكير عن المشاهير، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات.
(1) منهم الدارمي في "تاريخه"(رقم 714)، ومعاوية بن صالح وعثمان بن أبي شيبة في "الكامل" لابن عدي (7/ 217).
(2)
"التاريخ الصغير"(2/ 143).
(3)
كتاب "الضعفاء"(رقم 279) و"الجرح والتعديل"(7/ 176).
(4)
"الجرح والتعديل"(7/ 176).
(5)
سقطت من "الأصل".
(6)
"أحوال الرجال"(رقم 369).
(7)
"الضعفاء الصغير"(رقم 310).
(8)
ذكره الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين"(رقم 447) ولم أقف على قوله: (منكر الحديث).
(9)
كتاب "الضعفاء والمتروكين"(رقم 528).
(10)
كتاب "المجروحين"(2/ 228).
وقال أبو أحمد بن عدي (1): عامة ما يرويه غير محفوظ.
فإن قيل: فقد روي من وجه آخر عن ابن عمر، قال أبو يعلى الموصلي في "مسنده" (2): حدثنا محمد بن يحيى الزماني، ثنا محمد بن الحارث الحارثي، ثنا محمد بن عبد الرحمن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرأف أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في الإسلام عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأقضاهم علي ابن أبي طالب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤهم أبي بن كعب، ولكل أمة أمين، {وأمين} (3) هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".
فالجواب: إن هذا الطريق مثل الذي قبله في الضعف أو أضعف من الذي قبله؛ فإن فيه رجلين اتفق الأئمة على ضعفهما، وهما الحارثي وابن البيلماني:
فأما الحارثي، فقال فيه يحيى بن معين (4): ليس بشيء.
وقال الفلاس (5): متروك الحديث.
وقال ابن عدي (6): عامة ما يرويه غير محفوظ.
وقال ابن حبان (7): منكر الحديث جدًّا.
(1)"الكامل"(7/ 221).
(2)
"مسند أبي يعلى"(10/ 141 رقم 5763).
ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(19/ 311)(39/ 95) من طريق أبي يعلى.
(3)
من "مسند أبي يعلى".
(4)
"تاريخ الدوري"(4/ 229 رقم 4092).
(5)
"الكامل" لابن عدي (7/ 378) وفيه: روى عن ابن البيلماني أحاديث منكرة، متروك الحديث.
(6)
"الكامل"(7/ 382).
(7)
كتاب "المجروحين"(2/ 293) وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 57) أيضًا.