المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصلفي بعض ما ورد في فضائل الشام - مجموع رسائل الحافظ ابن عبد الهادي

[ابن عبد الهادي]

فهرس الكتاب

- ‌التعريف بالحافظ ابن عبد الهادي

- ‌مصنفات الحافظ ابن عبد الهادي

- ‌المصنفات التي نُسبت إلى ابن عبد الهادي خطأً

- ‌وفاة الحافظ ابن عبد الهادي

- ‌منهج التحقيق

- ‌الكلام على حديث "أفرضكم زيد

- ‌ حديث أبي سعيد

- ‌ حديث أبي محجن الثقفي

- ‌ حديث شداد بن أوس

- ‌جزء مختصر في الأحاديث الضعيفة التي يتداولها الفقهاء وغيرهم

- ‌المراسيل

- ‌فصلفي المرسل

- ‌فصل

- ‌الكلام على أحاديث لبس الخفين للمحرم

- ‌اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فضائل الشام

- ‌فصلفي بعض ما ورد في فضائل الشام

- ‌فصلفي ذكر أحاديث فيها أن الفتنة من نحو المشرق

- ‌شرح قصيدة غرامي صحيح

- ‌المعضل

- ‌المرسل:

- ‌المسلسَل

- ‌ الضعيف:

- ‌ المتروك:

- ‌ الحسن

- ‌المشافهة:

- ‌الموقوف:

- ‌المرفوع

- ‌المنكر:

- ‌التدليس

- ‌الحديث المتصل:

- ‌المنقطع:

- ‌المدرج

- ‌المدبج:

- ‌المؤتلف والمختلف:

- ‌المتفق والمفترق:

- ‌ المسند

- ‌ المعنعن:

- ‌الحديث الموضوع:

- ‌المبهم:

- ‌ الاعتبار

- ‌الغامض من الحديث:

- ‌الغريب من الحديث:

- ‌المقطوع:

- ‌العلو

- ‌الطرفة في النحو

- ‌بابُ أقسامِ الكلامِ

- ‌بابُ المعرب والمبنيِّ

- ‌بابُ إعرابِ الأسماءِ

- ‌بابُ الفاعلِ

- ‌بابُ مَا لمْ يسمَّ فاعلُهُ

- ‌بابُ المبتدأِ والخبرِ

- ‌بابُ كانَ وأخواتِها

- ‌بابُ مَا النافيةِ

- ‌بابُ إنَّ وأخواتِهَا

- ‌بابُ "لا

- ‌بابُ نِعْمَ وبِئْسَ

- ‌بابُ عسى وأخواتِها

- ‌بابُ التعجبِ

- ‌بابُ المفعولِ بهِ

- ‌بابُ الظروفِ

- ‌بابُ المفعولِ لهُ

- ‌باب المفعولِ معهُ

- ‌بابُ الحالِ

- ‌بابُ التمييزِ

- ‌بابُ الاستثناءِ

- ‌بابُ مَا يعملُ عملَ الفعلِ

- ‌بابُ ما يعملُ من الفعلِ المضمرِ

- ‌بابُ الإغراءِ

- ‌بابُ حروف الجرِ

- ‌بابُ الإضافةِ

- ‌بابُ النكرةِ والمعرفةِ

- ‌بابُ الصفةِ

- ‌بابُ التوكيدِ

- ‌بابُ البدلِ

- ‌بابُ العطفِ

- ‌بابُ النداءِ

- ‌بابُ الترخيمِ

- ‌بابُ ما لا ينصرفُ

- ‌بابُ العَدَدِ

- ‌بابُ جَمْعِ التَّكْسيرِ

- ‌بابُ إعرابِ الفعلِ

- ‌بابُ توكيدِ الفعلِ

- ‌بابُ النسبِ

- ‌بابُ التصغيرِ

- ‌بابُ الاستفهامِ

- ‌مصادر التحقيق

الفصل: ‌فصلفي بعض ما ورد في فضائل الشام

‌فصل

في بعض ما ورد في فضائل الشام

قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} (1).

وقال تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} (2).

وقال موسى لقومه: {يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} (3).

وقال تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} (4).

وروى نَافِعٌ عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في يَمَنِنَا. قالها مِرَاراً، فلما كان في الثالِثَة -أو الرابعةِ- قالوا: يا رسول الله، وفي عِرَاقِنِا! ! قال: بها الزَّلازَلُ وَالفِتَن وَبِهَا يَطْلُعُ قَرنُ الشَّيطَانِ".

هَذَا حديثٌ صحيحٌ، رواه البخاري (5) والترمذِي (6) والطبراني (7) واللفظ له.

(1) سورة الإسراء، الآية:1.

(2)

سورة الأنبياء، الآية:81.

(3)

سورة المائدة، الآية:21.

(4)

سورة الأنبياء، الآية:71.

(5)

"صحيح البخاري"(2/ 605 رقم 1037).

(6)

"جامع الترمذي"(5/ 689 رقم 3953).

(7)

"المعجم الكبير"(12/ 384 رقم 13422).

ص: 244

وروى الأَعْمَشُ، عَنْ عَبدِ اللهِ بن ضِرارِ الأسَدِي، عن أبيه، عن عبدِ اللهِ قال:"قَسَمَ اللهُ الخَيْرَ، فَجَعَلَ تِسْعةَ أعشارِهِ في الشَّام، وبقيَّتَهُ في سائر الأرض وَقَسَمَ الشّرَّ فَجعَلَ جُزْءًا مِنْهُ في الشَّامِ وبقيَّتَهُ في سائر الأرض"(1).

رواه الإمام أحمدُ (2) بِنحوهِ.

وعن زَيْدِ بنِ ثابتٍ قال: "فبينما نحن حول رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نُؤلِّف القرآن من الرقاعِ، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طُوَبى للشَّامِ قيل: يا رسول الله، وَلِمَ ذاك؟ قال: إنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَها عَلَيْها".

رواه الإمام أحمد (3) والترمذي (4) والطبراني (5)، وإسناده على شرط الصحيح (6).

وعن سالم بن عبد اللهِ، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَتَخْرجُ نَارٌ مِنْ حَضرَمَوْتَ -أوْ مِنْ نحوِ حَضْرَمَوتَ- قَبْلَ يَوْمٍ القِيامَةِ تَحشُرُ النَّاسَ. قلنا: يا رسولَ اللهِ، فَمَا تَأمُرُنَا؟ (قال): عَلَيْكُمْ بِالشَّأمِ".

(1) رواه الفسري في "المعرفة والتاريخ"(2/ 295) والطبراني في "المعجم الكبير"(9/ 198 رقم 1888) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 155) وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 60): رواه الطبراني موقوفاً، وعبد الله بن ضرار ضعيف.

(2)

لم أقف عليه في "المسند" وعزاه ابن القيم في تهذيب السنن" (5/ 9) لمسند الإمام أحمد من حديث محمد بن عبيد عن الأعمش مختصراً.

(3)

"المسند"(5/ 184، 485).

(4)

"جامع الترمذي"(5/ 690 رقم 3954) وقال الترمذي: حديث حسن غريب.

(5)

"المعجم الكبير"(5/ 158 رقم 4933).

(6)

وصححه ابن حبان كما في "الإحسان"(16/ 293 رقم 7304) - والحاكم في "المستدرك"(2/ 249) وقال ابن القيم في "تهذيب السنن"(5/ 9): قال أبو عبد الله المقدسي: وهذا الإسناد عندي على شرط مسلم.

ص: 245

رواهُ أحمدُ (1)، والترمذي (2) وقال: حديث حسنٌ صحيحٌ غَرِيبٌ (3).

وعن أبي إدريسَ الخولاني، عن عبد الله بن حَوَالة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّكُم سَتَجدُونَ أجناداً، جندٌ بالشَّأم، وجُندٌ بالعراقِ، وجُندٌ باليمنِ. فقال الحوالي (4): خِرْ لي يا رسول الله؟ قال: عَلَيكم بِالشَّأمِ، فَمَنْ أَبَى، فَليَلْحَقْ بِيَمَنِهِ، وَيسْقِ من غُدُرِهِ، فَإنَّ اللهَ قَد تَكفَّلَ لِي بالشَّأم وَأهلِهِ. فكان أبو إدريس الخولاني إذا حَدَّثَ بهذا الحديثِ الْتَفَتَ إلى أبي عامرِ، فقال: من تكفل اللهُ به فلا ضَيْعَةَ عليه" (5).

قال الحافظُ أبو عبدِ اللهِ المقدسي: هذا حديث مشهورٌ، وإسنادُهُ إسنادٌ صَحِيحٌ، وقد رواه غيرُ واحد (6) عن عبدِ الله بن حَوَالةَ.

(1)"المسند"(2/ 69).

(2)

"جامع الترمذي"(4/ 431 رقم 2217).

(3)

صححه ابن حبان - "الإحسان"(16/ 294 رقم 7305).

(4)

في "الأصل": (الخولاني) والمثبت من "فضائل الشام" للسمعاني، "تاريخ دمشق" و"الأحاديث المختارة" والحوالي هو عبد الله بن حوالة رضي الله عنه نسبة الى أبيه، كما قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة"(1/ 398).

(5)

الحديث في "جزء أبي مسهر"(رقم 2) ورواه ابن حبان - "الإحسان"(16/ 295 رقم 7306) - والحكم في "المستدرك"(4/ 510) والطبراني في "مسند الشاميين"(1/ 172 رقم 292) وأبو سعد السمعاني في "فضائل الشام"(رقم 1) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 57 - 62) والضياء المقدسي في "المختارة"(9/ 272 - 273 رقم 233، 234).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

(6)

منهم: مرثد بن وداعة أبو قتيلة الشامي؛ رواه الإمام أحمد (4/ 110) وأبو داود (3/ 4 رقم 2483) والضياء في المختارة (9/ 271 - 272 رقم 231، 232).

ومنهم: مكحول الشامي؛ رواه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 33) وفي "فضائل =

ص: 246

وعن بهْزِ بن حكيم، عن أبيه، عن جدِّهِ قال:"قلتُ: يا رسُولَ اللهِ، أينَ تَأمُرُنِي؟ قال: هَا هُنَا. وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ".

رواه الإمام أحمدُ (1) والنسائي (2)، والترمذي (3) وقال: حديث حسن صحيح.

وعن بكَّارِ بن تميم، عن مكحولِ، عن واثِلةَ قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ لحُذَيفَةَ بن اليمانِ ومُعاذِ بن جَبَلِ -وهما يستشيرانه في المَنزِلِ- فأومأ إلى الشام، ثم سألاه فأومأ إلى الشام، ثم سألاهُ فأومأ إلى الشام، قال: عَلَيْكُمْ بالشَّام فَإنَّهَا صفوةُ بلادِ الله عز وجل يُسكنُها خِيْرتَه مِن عبَادِهِ، فَمَن أَبَى فليَلحَقْ بِيَمَنِهِ، وَيَسْقِ من غُدُرِهِ، فِإن اللهَ عز وجل تَكَفَّلَ لِي بالشَّام وَأهلِهِ".

رواه الحافِظُ يحيى بن صاعِدِ (4) بإسنادِه.

= الصحابة" (2/ 897 رقم 1707).

ومنهم: جبير بن نفير؛ رواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(2/ 288) والطبراني في "مسند الشاميين"(3/ 152 رقم 1975).

ومنهم: سلمان بن سمير؛ رواه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 288) والضياء في "المختارة"(9/ 273 - 274 رقم 235 - 236).

ومنهم: بسر بن عبيد الله؛ رواه السمعاني في "فضائل الشام"(رقم 2) والضياء في "المختارة"(9/ 274 - 275 رقم 237).

(1)

"المسند"(5/ 3).

(2)

في التفسير من "السنن الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(8/ 433 رقم 11398).

(3)

"جامع الترمذي"(4/ 421 رقم 2192).

(4)

رواه الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 68) من طريق أبي طاهر المخلص، نا يحيى ابن صاعد، نا محمد بن إسماعيل السلمي، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن، نبأنا بشر ابن عون القرشي أبو عون، نا بكار بن تميم، فذكره.

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 58 رقم 137) وفي "مسند الشاميين"(4/ 308 رقم 3387) من طريق سليمان بن عبد الرحمن به.

ص: 247

وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا أَنَا نائِمٌ إذْ رَأيْتُ عَمُودَ الكتَاب احْتُمِلَ مِن تَحْتِ رَأسِي، فَظَنَنْتُ أنَّهُ مَذهُوبٌ، فَأتْبَعُهُ بَصَرِي، فَعُمِدَ بِهِ إلَى الشَّامِ، ألا وإنَّ الإيمَانَ حِينَ تَقَعُ الفِتَنةُ في الشَّامِ".

رواه الإمام أحمد (1) وغيره (2)، وقال الحافظ أبو عبد الله: هذا الحديث حديث مشهور، وإسناده عندي على رسم البخاري (3)، والله أعلم.

وروى الطبرانِي (4) عن عبد الله بن عمر (5) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رَأَيتُ فِي المَنامِ أخَذُوا عَمُودَ الكِتَابِ، فَعَمَدُوا بِهِ إلَى الشَّامِ، فَإذَا وَقَعَتْ الفِتَنُ فالأمنُ بالشَّامِ"(6).

= ورواه الطبراني في "المعجم الكبير"(22/ 58 رقم 138) وفي "مسند الشاميين" 4/ 308 رقم 2388) من طريق العلاء بن كثير عن مكحول به.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 59): رواه الطبراني بأسانيد كلها ضعيفة.

(1)

"المسند"(5/ 198 - 199).

(2)

متهم الطبراني في "مسند الشاميين"(7/ 202 رقم 1198) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 98).

(3)

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 57 - 58): رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح.

(4)

في "المعجم الكبير" -كما في "روائد المعجم الكبير" للهيثمي (ق 299/ 2) - وفي "المعجم الأوسط"(3/ 127 رقم 2689) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن محمد بن ثور، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن عبد الله بن عمرو به. وقال في "المعجم الأوسط": لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا معمر، ولا عن معمر إلا محمد بن ثور، تفرد به مؤمل.

(5)

كذا في "الأصل" وفي "روائد المعجم الكبير" و "المعجم الأوسط" و "مجمع الزوائد": (بن عمرو).

(6)

قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 58): رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بأسانيد، وفي أحدها ابن لهيعة، وهو حسن الحديث، وقد توبع على هنا، وبقية رجاله رجال الصحيح.

ص: 248

وروى (1) أيضاً عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رَأيْتُ عَمُودَ الكِتَابِ انْتُزِعَ مِن تَحْتِ وِسَادتِي، فَأتبَعتُهُ بَصَرِي، فَإذَا هُو نَارٌ (2) سَاطِعٌ، حَتَّى ظَنَنْتُ أنَّهُ قَدْ يَهوى بِهِ فَعُمِدَ بِهِ إلَى الشَّامِ، وَإنِّي أوَّلتُ أنَّ الفِتَنَ إذا وَقَعَتْ أنَّ الإيمَانَ بالشَّامِ"(3).

وروى (4) أيضاً عن عبد الله بن حوالة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْري بي عَمُوداً أَبْيضَ كَأنَّهُ لُؤْلُؤَةٌ تَحْمِلُهُ المَلاِئكَةُ، قُلتُ: مَا تَحْمِلُونَ؟ قالُوا: عَمُودَ الإسْلَام أُمِرْنَا أنْ نَضَعَهُ بالشَّامِ. وبيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأيْتُ عَمُودَ الكتاب اخْتُلِس مِن تَحتِ وِسَادَتِي، وظَنَنْتُ أنَّ اللهَ قد تَخَلَّى مِنْ أهْلِ الأرْضِ، فَأتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإذَا هُو نُورٌ سَاطِعٌ بَيْنَ يَديَّ، حَتَّى وُضِعَ بالشَّام. فقالَ ابنُ حوالةَ: يَا رَسُولَ الله: خِر لِي؟ قالَ: عَلَيكَ بالشَّامِ"(5).

وروى (6) أيضاً من رواية عفير بن معدان، عن سُلَيم بن عامر، عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الشَّامُ صَفْوَةُ الله مِن بِلَادِهِ، إلَيْهَا يَجتَبِي صَفْوَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، فَمَنْ خَرَجَ مِنَ الشَّام إلَى غَيْرِهَا فَبِسَخَطِهِ، وَمَن دَخَلَهَا مِنْ غَيْرِهَا

(1)"المعجم الكبير"(8/ 170 رقم 7714) و"زوائده"(ق 299/ 2).

(2)

كذا في "الأصل" وكتب على الحاشية (قوله: "نار" كذا في النسخة، ولعله "نور" بدليل الحديث التالي).

قلت: وهو في "المعجم الكبير" و"زوائده": "نور".

(3)

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 58): رواه الطبراني، وفيه عفير بن معدان، وهو مجمع على ضعفه.

(4)

"زواند المعجم الكبير" للهيثمي (ق 299/ 2 - 300/ 1).

(5)

قال الهيثمي في "المجمع"(10/ 58): رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير صالح بن رستم، وهو ثقة.

(6)

"المعجم الكبير"(8/ 171 رقم 7718).

ص: 249

فَبِرَحْمَتِهِ" (1).

وقال الإمام أحمد بن حنبل (2): ثنا عبد الصمد، ثنا حماد، عن الجُرَيري، عن أبي المشاء (3) -وهو لقيط بن المشاء- عن أبي أمامة قال:"لَا تَقومُ السَّاعةُ حَتَّى يتحوَّلَ خيارُ أهْلِ العراقِ إلَى الشَّام، وَيَتحوَّلُ شرارُ أهْلِ الشَّام إلَى العراقِ. وَقَالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَلَيكُمُ بِالشَّامِ".

وعن خريم بن فَاتِك الأسَدِيِ - صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أهلُ الشَّام سَوْطُ الله فِي أَرْضِهِ يَنتَقِمُ بِهِمْ مِمَّن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ، وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِم أَنْ يَظهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ، وَلَا يَمُوتُوا إلا غَمًّا وَهَمًّا".

كذا رواه الطبراني (4) مَرْفُوعًا، ورواه الإمام أحمد بن حَنْبَلٍ (5) وأبو يعلى

(1) رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 509) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 119). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه. فتعقبه الذهبي بقوله: كلا، وعفير هالك.

وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 59): رواه الطبراني، وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف.

(2)

"المسند"(5/ 249) ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 97) من طريق "المسند".

(3)

في "المسند" في الموضعين: "المثني" وفي "تاريخ دمشق": (المشا) مقصوراً، والمشَّاء بفتح الميم مع التثقيل والمد كذا قيده الدارقطني في "المؤتلف والمختلف"(4/ 2108) وابن ماكولا في "الإكمال"(7/ 308) والذهبي في "المشتبه"(2/ 625) وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه"(8/ 162) وابن حجر في "تبصير المتنبه"(4/ 1290)، وأبو المشاء لقيط بن المشاء ترجمته في "تعجيل المنفعة"(2/ 541).

(4)

"المعجم الكبير"(4/ 209 رقم 4163).

(5)

"المسند"(3/ 499).

ص: 250

الموصلي (1) موقوفاً.

وعن معاويةَ بن قرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذَا فَسَدَ أَهلُ الشَّام فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ، لَا تَزَالُ طَائِفةٌ مِن أمَّتِي مَنْصُورَةَ لَا يَضُرُّهُم مَن خَذَلَهُم حَتَّى تَقَومَ السَّاعَةُ".

رواه الإمام أحمد بن حنبل (2) وأبو يعلى الموصلي (3) وابن ماجةَ (4) والترمذي (5)، وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

وعن عُمَيْرِ بن هانئ، عن معاوية بن أبي سفيَانَ أنه خَطَبَهم، قال: سَمعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تَزَالُ طَائِفَة مِنْ أمَّتِي قَائِمَة بِأَمْرِ الله، لَا يَضُرُّهمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُم، حَتَّى يَأتيَ أمرُ اللهِ، وَهُمْ عَلَى ذَلك" قال عُميْرٌ: قال مالكُ ابن يُخَامِرَ: يا أمير المؤمنين، سمعت مُعَاذَ بن جبل يقول: وهم بالشام. رواه البخاري (6) وغيره (7).

وروى محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن قتادةَ، عن أنَسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الحَقِّ، ظاهِرِينَ إلى يَوْمِ

(1) إتحاف الخيرة" (7/ 358 رقم 7058/ 1) ورواه ابن حبان في "الثقات" (4/ 28) عن أبي يعلى، ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/ 285) من طريق أبي يعلى.

(2)

"المسند"(5/ 34).

(3)

رواه من طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 306).

(4)

"سنن ابن ماجة"(1/ 4 رقم 6) مختصرًا.

(5)

"جامع الترمذي"(4/ 420 رقم 2192).

(6)

"صحيح البخاري"(6/ 731 رقم 3641).

(7)

منهم: مسلم (3/ 1524 رقم 1037) دون قول معاذ رضي الله عنه.

ص: 251

القِيَامَةِ. وأوْمَأ بِيدهِ إِلى الشَّامِ" (1).

رواه الحافظ أبو عبد الله (2) بإسناده، والمعروف رواية قتادة عن مطرف، عن عمران (3)، والله أعلم.

وعن أبي صالح الخولاني عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لَا تَزَالُ طَائِفةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أبوَابِ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهُ، وَعَلَى أبْوَابِ بَيْتِ المَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهُ، لَا يَضُرهُم خُذلَانُ مَن خَذَلَهُمْ، ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ إلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ"(4).

(1) رواه الترمذي في "العلل الكبير"(ص 324 رقم 598) والسمعاني في "فضائل الشام"(رقم 6) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 260 - 261).

وقال الترمذي: سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث منكر خطأ، إنما هو قتادة عن مطرف، عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال محمد: وكان أحمد بن حنبل يحمل على محمد بن كثير، ويقول: كتب إلى اليمن حتى حُمل إليه كتاب معمر فرواه. قال محمد: وهو قريب مما قال، يروي مناكير.

وقال ابن عساكر: رواه محمد بن كثير المصيصي عن الأوزاعي فوهم فيه، وقال: عن قتادة، عن أنس.

(2)

"الأحاديث المختارة"(7/ 97 رقم 2511) ونقل استنكار البخاري له.

(3)

رواه الإمام أحمد (4/ 429) وأبو داود (3/ 4 رقم 2484) وصححه الحاكم في "المستدرك"(4/ 450) على شرط مسلم.

(4)

رواه أبو يعلى في "مسنده"(11/ 302 رقم 6417) وتمام في "الفوائد"(2/ 289 - 290 رقم 1773) وابن عدي في "الكامل"(8/ 368) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 254 - 256، 55/ 25) من طريق إسماعيل بن عياش، عن الوليد بن عباد، عن عامر الأحول، عن أبي صالح الخولاني به.

وقال ابن عدي: الوليد بن عباد يحدث عنه إسماعيل بن عياش، ليس بمستقيم. ثم قال: وهذا الحديث بهذا اللفظ ليس يرويه غير ابن عياش عن الوليد بن عباد.

ص: 252

رواه أبو القاسم سليمان بن أحمد اللَّخمِيُّ (1).

وقال الإمام أحمدُ بن حنبلٍ في "مسنده"(2): ثنا هاشم، قال: ثنا عبدُ الحميد، قال: ثنا شَهرُ قال: حَدثتنِي أسماء (3) "أَنَّ أبَا ذَرٍ الغِفَارِي كَانَ يَخْدِمُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فإذَا فَرَغَ مِن خِدْمَتِهِ آوى إِلى المسْجِدِ- وَكانَ هُوَ بَيْتُهُ يَضطَجعُ فِيهِ - فَدَخَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم المسْجِدَ لَيْلَةً فَوَجَدَ أبَا ذَرٍّ نَائِمًا مُنْجدِلًا فِي المسْجِدِ فَنَكَتَهُ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم برِجلِهِ، حَتَّى استوى جَالِسًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ألا أرَاكَ نَائِمًا؟ فَقَالَ أبُو ذَرٍ: يَا رَسُولَ الله، فأينَ أنَامُ، هَلْ مِنْ بَيْتِ غَيْرِهِ؟ ! ! فَجَلَسَ إِليْهِ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: كَيفَ أنتَ إذَا أخرجُوكَ مِنهُ؟ قَالَ: إذًا ألحقُ بالشَّام، فإن الشَّام هِيَ أرضُ الهِجْرَةِ، وأرضُ المحشَرِ، وَأرْضُ الأنبِيَاء، فَأكُونُ رَجُلًا مِن أهلِهَا. قَالَ لَهُ: كَيْفَ أنتَ إذَا أخرجُوكَ مِن الشَّام؟ قال: إذًا أرجعُ إليهِ، فيكونُ هو بيتي ومنزلي. قالَ لَهُ: فكيفَ أنتَ إذَا أخرجُوكَ منه الثانيةَ؟ قال: إذًا آخذُ بِسَيْفِي فأقاتلُ (عَن نَفسِي)(4)، حتى أموتَ. {فكشر} (5) إليهِ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فأثبتهُ بيدِهِ، قالَ: ألا أدلُّكَ عَلَى خَيْرٍ من ذَلِكَ؟ قال: بَلَى، بِأبي وأمي يا رسُولَ اللهِ. قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: تَنقَادُ لَهُمْ حَيْثُ قَادُوكَ، وَتنساقَ لهم حيث

(1)"المعجم الأوسط"(1/ 19 رقم 47) وقال الطبراني: لم يروه عن عامر الأحول إلا الوليد ابن عباد، تفرد به إسماعيل بن عياش.

وقال الهيثمي في "المجمع"(7/ 288): رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه الوليد بن عباد، وهو مجهول.

(2)

"المسند"(6/ 457).

(3)

في "المسند": (أسماء بنت يزيد).

(4)

في "المسند": (عني).

(5)

في "الأصل": (فشكر) والمثبت من "المسند".

ص: 253

ساقُوكَ، حَتَّى تَلقَاني، وَأنتَ عَلَى ذلكَ" (1).

كذا رواه الإمام أحمدُ، وإسنادُه حسن، والله أعلم.

وقال محمد بن يحيى الذُّهلي (2): ثنا محمد بن كثير الصنعاني، عن مَعْمر، عن الزهري، عن صَفْوَانَ بن عبد الله بن صفوانَ قال:"قام رجلٌ يومَ صفين، فقال: اللَّهم العنْ أهل الشام. فقال عليٌّ: مَهْ لا تَسُبَّ أهل الشام جمًّا غفيرًا، فإن فيهم الأبدال"(3).

كذا رواه الزهري عن صَفْوَانَ موقوفًا، وقد رواه الإمام أحمد بن حنبل في "مُسْنَدِهِ"(4) من وجْهٍ آخَرَ مرفوعًا، فقال: ثنا أبو المُغِيرَة، ثنا صفوانُ - هو ابن عمرو - قال: حدثني شريح -يعني: ابن عُبَيْدٍ- قال: ذُكِر أهل الشام عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه -وهو بالعراق، فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين. قال: لا، إني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الأبدالُ تكونُ بالشام، وَهُمْ أَربعونَ رَجُلًا، كُلَّما مَاتَ رَجُلٌ أبدَلَ الله مكانَهُ رَجُلًا، يُسقَى بهم الغَيْثُ ويُنْتَصَرُ بهِمْ عَلَى الأعداءِ، ويُصْرَفُ عَن أهلِ الشَّام بِهمُ العذابُ".

رُواةُ هذا الحديث ثقات، لكنه منقطعٌ، فإن شُرَيْحَ بن عُبَيدٍ لم يُدركْ

(1) قال الهيثمي في "المجمع"(5/ 223): رواه أحمد، وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف، وقد وثق.

(2)

رواه من طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 338 - 339) والضياء في "المختارة"(2/ 111 رقم 485).

(3)

رواه عبد الرزاق في "المصنف"(رقم 20455) عن معمر، عن الزهري، عن عبد الله بن صفوان به. ورواه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة"(2/ 905 رقم 1726) وابن أبي الدنيا في "الأولياء"(رقم 70) عن عبد الرزاق به.

(4)

"المسند"(1/ 112).

ص: 254

عليَّ بن أبي طالب (1).

قال الحافظ أبو عبد الله (2): لم أرَ في ذكر الأبدال حديثًا مُتْصِلًا أحْسَنَ منْ إسنَادِ هذا الحديث. كذا قال، والله أعلم (3).

وعن عمرانَ (4) أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "دَخَلَ إبليسُ العراقَ فَقَضَى فِيهَا

(1) قال الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 289): هذا منقطع بين شريح وعلي؛ فإنه لم يلقه.

وقال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية"(6/ 221): فيه انقطاع؛ فقد نص أبو حاتم الرازي على أن شريح بن عبيد هذا لم يسمع من أبي أمامة ولا من أبي مالك الأشعري وأنه روايته عنهما مرسلة؛ فما ظنك براويته عن علي بن أبي طالب، وهو أقدم وفاة منهما.

وقال الحافظ ابن رجب في (فضائل الشام) له - "مجموع رسائل ابن رجب"(3/ 214) -: شريح بن عبيد شامي معروف، قيل: إنه لم يسمع من علي، لكنه أدركه؛ فإنه يروي عن عقبة بن عامر وفضالة بن عبيد ومعاوية وغيرهم.

ثم قال ابن رجب: وقد روي ذكر الأبدال عن علي موقوفًا، وهو أشبه.

ثم قال ابن رجب أيضًا: وروي عن علي من وجوه أخر، فهذا الأثر صحيح عن علي رضي الله عنه من قوله.

(2)

وقال في "المختارة"(1/ 111): شريح بن عبيد شامي، سمع معاوية بن أبي سفيان وغيره من أهل الشام، ولا أتحقق هل سمع من علي عليه السلام أم لا؟ وصفوان بن عبد الله بن صفوان سمع عليًّا وغيره، فكان الموقوف أولى، والله أعلم.

(3)

قال الحافظ ابن رجب في "فضائل الشام"(3/ 219): وقد رويت أحاديث كثيرة في الأبدال لا تخلو من ضعف في أسانيدها، وبعضها موضوع، ولكن ليس فيها ذكر الشام. ثم قال: وروى إبراهيم بن هانئ عن الإمام أحمد قال: إن لم يكن أصحاب الحديث هم الأبدال، فلا أدري من هم. ومراده بأصحاب الحديث من حفظ الحديث وعلمه وعمل به؛ فإنه نص أيضًا على أن أهل الحديث من عمل بالحديث لا من اقتصر على طلبه، ولا ريب أن من علم سنن النبي صلى الله عليه وسلم وعمل بها وعلمها الناس فهو من خلفاء الرسل، وورثة الأنبياء، ولا أحد أحق بأن يكون من الأبدال منه، والله أعلم.

(4)

كذا في "الأصل" والصواب (عن ابن عمر) كما في معجمي الطبراني، وغيرهما، والله أعلم.

ص: 255

حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الشَّامَ فطردوهُ، ثم دَخَلَ مصرَ فباضَ فيها وَفَرَّخ وَبَسَطَ عَبقَرِيه" (1).

رواهُ الطبراني (2).

وعن أبي الدرداءِ أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "فُسطَاطُ المُسْلِمِينَ يَوم الملْحَمَةِ بالغُوطَةِ إلى جانبِ مدينةٍ يُقالُ لها دِمَشْقُ، من خير مدائن الشام"(3).

رواهُ أحمد (4)، وأبو دَاودَ (5) والطبراني (6).

وعن عوف بن مالك قال: "أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ في بناء لَهُ، فسَلَّمْتُ عَلَيهِ، فقالَ: عَوْفَ بنَ مَالك؟ فَقْلَتُ: نَعمْ. فَقَالَ: ادْخُل. فقُلْتُ: أكُلِّي أوْ بَعْضِي؟ فقال: {بل كُلُّك} (7). فَقَالَ: يَا عوفُ، اعْدُدْ أشياءَ (8) بَيْنَ يَدَي السَّاعةِ: أوَّلهن مَوْتِي. فاستبكيتُ حَتَّى جعل يسكتني، ثم قال: قُلْ إحْدَى.

(1) رواه السمعاني في "فضائل الشام"(رقم 10) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 317 - 318).

وقال الهيثمي في "المجمع"(10/ 60): رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، من رواية يعقوب بن عبد الله بن عتبة بن الأخنس عن ابن عمر، ولم يسمع منه، ورجاله ثقات.

(2)

"المعجم الكبير"(12/ 340 رقم 13290) و"المعجم الأوسط"(6/ 286 رقم 6431).

(3)

رواه الحاكم في "المستدرك"(4/ 486) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

(4)

"المسند"(5/ 197).

(5)

"سنن أبي داود"(4/ 110 رقم 4298).

(6)

"مسند أبي الدرداء" ليس في "المعجم الكبير" المطبوع، والحديث رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 231) من طريق الطبراني.

(7)

في "الأصل": (ذلك) والمثبت من "المعجم الكبير".

(8)

كذا في "الأصل"، وفي "المعجم الكبير":(ستًّا).

ص: 256

فقلت: إحْدَى. فقال: والثانيةُ فتحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، قُلْ ثِنْتَانِ، فَقُلْتُ: ثنتانِ. فقالَ: والثالثةُ: مُوتانٌ تَكونُ في أُمَّتِي تأخُذُهم مثل قُعاصِ الغنم (1)، قُلْ ثلاثٌ. فقلتُ: ثلاثٌ. فقالَ: والرابعةُ: فتنةٌ تكونُ في أمتي وعَظَّمَهَا. ثمَّ قَالَ: {قُلْ} (2) أربَعٌ. فقلتُ: أربعٌ. فقالَ: والخامسةُ يَفِيضُ فِيكمْ المالُ، حَتَّى أنَّ الرجَّلَ ليُعْطَى المائةَ دِينَارٍ، فيسخطُهَا، قُلْ خَمْسٌ فقُلْتُ: خَمْسٌ. فقالَ: والسَّادَسَةُ هُدْنَةٌ بَيْنَكُمْ وبينَ بَنِي الأصْفَرِ، فَيَسِيرُونَ عَلَى ثَمَانِينَ غَايَةٍ، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثنَا عَشَرَ ألفًا، ففُسطاط المُسْلِمينَ يومئذ في أرضٍ يُقالُ لهَا: الغَوطةُ، في مدينةِ يُقالُ لها دِمَشْقُ" (3).

رواه الطبراني (4) بإسنادِ جيِّدٍ.

وعن مكحولٍ، عن مُعاذِ بن جَبَلٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فُسْطَاطُ المُؤمنينَ بالغوطَةِ، مَدينَةٌ يُقالُ لَها دِمَشْقٌ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشَّامِ"(5).

رواه الشيخ ابن حِبَّان (6).

وقال الإمام أحمد بن حَنْبَلٍ (7) حدثنا أبو اليمان، نا أبو بكر -يعني: ابن

(1) القُعاص بالضم: داء يأخذ الغنم لا يلبثها أن تموت. "النهاية في غريب الحديث"(4/ 88).

(2)

من "المعجم الكبير".

(3)

رواه البخاري في صحيحه، (6/ 320 رقم 3176) دون قوله:"فسطاط المسلمين .. " إلى آخره.

(4)

"المعجم الكبير"(18/ 42 رقم 72).

(5)

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 238).

وقال: إلا أنه منقطع؛ فإن مكحولًا لم يدرك معاذًا رضي الله عنه ..

(6)

كذا في "الأصل" ولعل الصواب "أبو الشيخ ابن حيان" والله أعلم.

(7)

"المسند"(4/ 16).

ص: 257

أبي مَرْيَمَ- عن عبد الرحمن بن جُبَيْرٍ بن نُفَيْرٍ، عن أبيه قال:{حدثنا رجل من} (1) أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم} (2) قال: "ستُفتَحُ عليْكُم الشّامُ، فَإذَا خُيرتُمْ المنازل فيها، فعليكُم بمدينةٍ يُقالُ لهَا دِمَشْقُ؛ فَإنَّهَا مَعْقِلُ المُسْلِمينَ مِنَ الملاحمِ، وفُسْطاطُهَا مِنهَا بِأرضٍ يُقَالُ لهَاَ الغُوطَةُ"(3).

وروى ابن مَرْدُوَيةَ عن سماكٍ، عن عِكرِمةَ، عن ابن عبَاسٍ قال:{رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} (4) قال: أنْبِئْتُ أَنَّهَا أنهارُ دِمشْقَ (5).

(1) في "الأصل": (سأل) والمثبت من "المسند".

(2)

سقطت من "الأصل" وأثبتها من "المسند".

(3)

قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 57): رواه أحمد، وفيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف. وقال ابن رجب في "فضائل الشام" (3/ 257): ورواه مكحول عن جبير بن نفير مرسلًا، ورواه بعضهم عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، من غير ذكر جبير.

(4)

سورة المؤمنين، الآية:50.

(5)

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(1/ 204).

ص: 258