المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تعليق على آراء العلماء المشاركين في ندوة(السحرة والمشعوذين) - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة - ابن باز - جـ ٨

[ابن باز]

فهرس الكتاب

- ‌القوادح في العقيدة ووسائل السلامة منها

- ‌أخطاء في العقيدة

- ‌حوار مع سماحة الشيخ في أمور تتعلق بالحياة الشخصيةوالأمة الإسلامية أجرته معه مجلة المجلة

- ‌العقيدة التي أدين الله بها

- ‌توجيهات للأئمة والدعاة ورجال الحسبة

- ‌كلمة بمناسبة مسابقة حفظ القرآن الكريموالسنة النبوية بالقصيم

- ‌إيضاح وتكذيبحول مسألة تلبس الجني بالإنسي

- ‌السحر وأنواعه

- ‌السحر والكهانة والتنجيم

- ‌أسئلة وأجوبة تتعلق بالسحر والكهانة والتنجيم وغيرها

- ‌من هم الرمالون

- ‌ما المقصود بالرقم في حديث إلا "رقما في ثوب

- ‌هل الساحر يقوم بسحر أعين الجالسين معه أم يتعدى سحره

- ‌هل يعالج المسلم نفسه بنفسه بالقراءة والنفث في الماء

- ‌هل الإنسان مسير أم مخير

- ‌مصير من لم يتبلغ بالإسلام يوم القيامة

- ‌حكم لعب الورق والشطرنج والكيرم

- ‌حكم شرب الدخان والشيشة

- ‌حكم لبس ساعة الذهب أو تشبه الذهب

- ‌أفضل العلوم لزكاة النفوس في الدنيا والآخرة

- ‌تعليق على آراء العلماء المشاركين في ندوة(السحرة والمشعوذين)

- ‌أسئلة ألقيت على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز بعد تعليقه على ندوة (السحر وأنواعه)

- ‌ذكر السحر بعد الشرك وقبل القتل هل هو دليل على عظم خطره

- ‌الطريقة الشرعية للوقاية من السحر

- ‌هل هاروت وماروت ملكان أو بشران

- ‌فك السحر عن الزوج ليلة الزواج

- ‌هل للساحر توبة

- ‌أشكال الأذى التي يتعرض لها المبتلى بالسحر وهل يؤثر على عضو الرجل

- ‌هل سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم تعلم حل وفك السحر عن المسحور

- ‌حكم الذهاب لمن يدعي أنه يعالج السحر

- ‌فوائد مهمة تتعلق بالعقيدة

- ‌أسئلة وأجوبة على ما سبق

- ‌العلاج لمن به صرف أو عطف أو سحر، وكيف ينجو المؤمن من ذلك

- ‌حكم حرق الساحر بالنار

- ‌هل يجوز تغسيل المريض بدم الذبيحة

- ‌حكم الذهاب إلى الكهان لقتل الجن الذي بهم أو يخرجونهم

- ‌من مات وهو يذبح للجن ويصر على ذلك هل يصلى عليه ويدعى له

- ‌كيف سحر الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌معنى قول الله تعالى عن الكهنة:{وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}

- ‌حكم الذهاب إلى الكهان والعرافين

- ‌حكم الذهاب إلى السحرة والكهنة بقصد العلاج

- ‌علاج السحر بعد وقوعه

- ‌المصاب بالعين يعالج بالرقية الشرعية

- ‌يجوز التداوي بالأدوية المباحة شرعا

- ‌القيام بالمسيرات في مواسم الحج في مكة المكرمةباسم البراءة من المشركين بدعة لا أصل لها

- ‌لقاء مجلة الإصلاح مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز

- ‌المخرج للأمة الإسلامية مما تتعرض له من هجوم أعدائها

- ‌واجب الدعاة أمام اتهام وسائل الإعلام العالمية لهم بالتطرفوالإرهاب والأصولية

- ‌حكم شراء أو بيع أو الترويج للمطبوعات التي تسخر من الإسلاموتقع في الدعاة وتنشر الفساد

- ‌التوجيه بشأن عدم الاهتمام بالدعوة والتعليمبحجة الانشغال بتحصيل العلم

- ‌حكم التعاون والتآزر في أمر الدعوة إلى الله

- ‌هل الفرق التي ورد الأمر باعتزالها في حديث حذيفةرضي الله عنه هي الجماعات الإسلامية

- ‌الذي يقول بأن الجماعات الإسلامية من الفرق التي أمرالنبي صلى الله عليه وسلم باعتزالها هل فهمه غير صحيح

- ‌الرأي فيمن يقول: العدل والإنصاف مع المخالفينليس من الواجبات الشرعية

- ‌تعليق على قصيدة فيها دعوة إلى الشرك

- ‌تعقيب على بعض (نظم رياض الجنة في عقيدة أهل السنة)

- ‌تعقيب على مقالة الشيخ جاد الحق شيخ الأزهربعنوان: علاقة الإسلام بالأديان الأخرى

- ‌بيان كفر وضلال من زعم أنه يجوز لأحد الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌نصيحة الأمةفي جواب عشرة أسئلة مهمة

- ‌الحوار الذي أجراه رئيس تحرير جريدة " المسلمون " مع سماحتهحول الصلح مع اليهود

- ‌السمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف

- ‌زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه سنة إذا تيسر ذلك

- ‌نصيحة مهمة

- ‌أجوبة على أسئلة تتعلق بالحوار السابقحول الصلح مع اليهود

- ‌الصلح مع اليهود أو غيرهم من الكفرة لا يلزم منه مودتهم ولا موالاتهم

- ‌الصلح مع اليهود لا يقتضي التمليك أبديا

- ‌ما تقتضيه المصلحة يعمل به من الصلح وعدمه

- ‌إيضاح وتعقيب على مقال فضيلة الشيخ يوسف القرضاويحول الصلح مع اليهود

- ‌سماحة الشيخ في حديث خاص لمجلة الحرس الوطني حول الأصولية ليست ذما

- ‌نصيحتي إلى هؤلاء

- ‌ضرب الدعوة الإسلامية (التطرف والأصولية)

- ‌واجب النصيحة

- ‌كيف نعالج التطرف

- ‌الانتماء للجماعات الإسلامية

- ‌العنف يضر بالدعوة

- ‌الدعوة إلى الله فرض كفاية

- ‌الاعتداء على زوار البلاد الإسلامية

- ‌ملاحظات على بعض كتب الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق

- ‌حول شرعية المظاهرة

- ‌نصيحة موجهة إلى المسئولين وغيرهم من الشعب الأفغاني

- ‌نصيحة عامة لإخواننا الأفغان جمعهم الله على الهدى

- ‌نصيحة إلى زعماء وعقلاء اليمن والمتقاتلين من الشطرين

- ‌ترحيب باجتماع علماء اليمن

- ‌دعوة إلى المبادرة بإسعاف المسلمين في البوسنة والهرسك

- ‌وجوب نصر المسلمين المظلومين في البوسنة وغيرهاعلى جميع المسلمين وغيرهم حسب الاستطاعة

- ‌نداء إلى الأمة الإسلامية لمساعدة شعب البوسنة والهرسك

- ‌ساعدوا مسلمي البوسنة والهرسك بالمال والسلاح

- ‌الإجابة على سؤال حول أطفال النساء المغتصبات

- ‌مناشدة المسلمين لمساعدة الشيشان

- ‌حول قوانين القبائل والدعوة إلى إحيائها

- ‌الإجابة على أسئلة قدمها بعض الأبناء الطلبة إلى سماحته

- ‌حكم إسبال الثياب بدون خيلاء ولبس الحرير للرجل

- ‌الأسباب المعينة على القيام لصلاة الفجر

- ‌من يقلل من شأن القسم الشرعي في التعليم

- ‌التوجيه لمن يحرص على النوافل ويقصر في الواجبات

- ‌الإقامة في بلد لا يستطيع إظهار دينه فيه

- ‌تعليم المدرس للطلاب خارج المدرسة (الدروس الخصوصية)

- ‌نصيحة لأولياء أمور الطلبة

- ‌الدواء الشافي لمشكلة الخوف

- ‌توضيح معاني بعض الآيات الكريمة

- ‌تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ}

- ‌تفسير قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}

- ‌تفسير قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}

- ‌تفسير قوله تعالى: {إِلَّا اللَّمَمَ}

- ‌تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ}

- ‌تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}

- ‌مدى صحة قصة الغرانيق

- ‌شرح حديث: «من علق تميمة فقد أشرك

- ‌صحة حديث: ليلة أسري بي رأيت نساء.. الحديث

- ‌وجوب بر الوالدين

- ‌أسئلة وأجوبة عن بر الوالدين، وما ينفع الميت بعد موته

- ‌تركت الدراسة ووالدتها غير راضية

- ‌كراهة فتاة لأمها بسبب عيشها مع والدها بعد طلاق أمها

- ‌حكم حسينيات الرافضة والذبائح التي تذبح بهذه المناسبة

- ‌حكم تتبع آثار الأنبياء ليصلى فيها أو ليبنى عليها مساجد

- ‌حكم ذبح الذبائح عند الآبار التي يقصدها الناس للاستشفاء بها

- ‌دفن الموتى في المساجد إحدى وسائل الشرك

- ‌تنبيه حول الاحتفال بالمناسبات الإسلامية

- ‌جماعة التبليغ، والصلاة في المساجد التي فيها قبور

- ‌نصيحة لمن اعتقد بوفاة المسيح وعدم نزوله في آخر الزمان

- ‌تعقيب على وصية شيخ الأزهرعبد الحليم محمود عند وفاته بدفنه في المسجد

- ‌حكم سفر المرأة للعمرة في حافلة النقل الجماعي بلا محرم

- ‌سفر المرأة مع المرأة بدون محرم

- ‌ حكم السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الحياة في القبر

- ‌هل يجوز ايصال الثواب إلى من قيل عنه إنهكان يذبح لغير الله في حياته

- ‌إهداء بعض أعمال الخير للميت

- ‌ما يجوز إهداؤه للميت وما لا يجوز

- ‌الطواف وختم القرآن للأموات

- ‌ماذا يقول الإنسان إذا أراد أن يرقي نفسه

- ‌تنبيه على نشرة مكذوبة يروجها بعض الجهلة

- ‌الحرص على الاستقامة

- ‌الطريق الأمثل للاستقامة على المنهج القويم

- ‌من صفات أهل العلم

- ‌حكم الصلاة للوالدين المتوفيين

- ‌وجوب الحذر من استقدام غير المسلمين

- ‌حكم دخول الكفار المساجد

- ‌الحلف بغير الله لا يجوز

- ‌عدم جواز التساهل في الوقاية بهدف الموت في بلاد الحرمين

- ‌من رأى في المنام ما يكره

- ‌إهداء تلاوة القرآن الكريم للآخرين

- ‌قراءة القرآن في أوقات العمل

- ‌حكم قراءة القرآن في منزل فيه كلب

- ‌حكم قراءة القرآن على الميت ووضع المصحف على بطنه، وهل للعزاء مدة محدودة

- ‌من ينظر في المصحف دون تحريك الشفتينهل يثاب على ذلك

- ‌علاج الأمراض العضوية بالقرآن

- ‌الاستماع إلى برنامج نور على الدرب في المسجد

- ‌الهم بالسيئة

- ‌وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها أو قصها

- ‌تربية اللحى وما يوافق الشرع الإسلامي منها

- ‌أخذ الأجرة على حلق اللحى حرام

- ‌حكم حلق اللحى كاملا أو ناقصا والصباغ بالأسود

- ‌هل يجوز حلق اللحية لمن يخشى الفتنة

- ‌حكم حلق اللحية مضطرا لمن يعمل في الجيش

- ‌حكم طاعة الوالد في حلق اللحية والخروج للدعوة مع بعض الجماعات

- ‌استنكار مقابلة صحيفة البلاد مع صاحب أكبر شارب في العالم

- ‌حكم الغيبة إذا كان في الإنسان ما يقول

- ‌مجالس الغيبة والنميمة

- ‌تلبس الجني بالإنسي واقع ومعلوم

- ‌علاج الوساوس التي تنتاب بعض الأشخاص

- ‌الأدعية التي تقال للتخلص من وسوسة الشيطان

- ‌الأدعية المستجابة والأوقات التي يتحرى فيها المسلم الدعاء

- ‌شهادة الجوارح على الإنسان يوم القيامة

- ‌حكم الوفاء بنذر الطاعة

- ‌حكم النذر في حالة الغضب

- ‌حلف الرجل وهو في حالة قد لا يملك شعوره

- ‌الشرك الأصغر لا يخرج من الملة

- ‌حكم الزوج الذي لا يعاشر بالمعروف

- ‌حكم صلة الصديق الذي لا يؤدي الصلاة ولا يصوم رمضان

- ‌حكم لعن الأبناء والزوجة وهل يعد لعنها طلاقا

- ‌حول طريقة ذكر الله عند الصوفية

- ‌هذا العصر ليس هو العصر الذي يوقف به الإنسان الدعوة

- ‌واقع الدعوة والمحاور التي يجب التركيز عليها من الدعاة

- ‌هل تقبل المجتمعات للدعوة الإسلامية الآن أفضل من السابق

- ‌مجالات الدعوة

- ‌الدعوة إلى الله فرض كفاية

- ‌حكم سب ولاة الأمور والعلماء

- ‌التحذير من نشرات المسعري لما تنطوي عليه من أهداف للإفساد وتضليل الناس

- ‌حكم القيام بمهام السؤال عمن يعمل أو يرغب العمل في الإدارة

- ‌حكم إبلاغ المسئولين بالإدارة لمن وجد فيه مخالفة أو تقصير

- ‌حكم قول: (إن أحسنت فمن الله، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان)

- ‌حكم قول: (ما تستاهل) أو: (والله ما تستاهل)

- ‌حكم قول: (ما صدقت إني ألقاك)

- ‌حكم دعاء العقيم بدعاء زكريا عليه السلام: رب لا تذرني فردا

- ‌في قول: (أشهد أن لا إله إلا الله) هل الصحيح (أن) بالتشديد أو (أن) بالسكون

- ‌حكم وصف الممرضات بملائكة الرحمة

- ‌حكم النقر على الخشب خوفا من عين الحاسد بقوله: (دق الخشب)

- ‌الدعاء بطول العمر

- ‌حكم تصوير غسل الميت للتذكير

- ‌حكم تحنيط الحيوانات والطيور

- ‌الفتوى الجماعية

- ‌هل الإجماع حجة قطعية أم ظنية

- ‌حكم الحيوان المذبوح بالصعق الكهربائي

- ‌حكم الإسلام في تبني الأيتام المسلمين وفي قيام المشاريع الإسلامية من قبل الجماعات التبشيرية وطلب المساعدة منهم

- ‌إبداء الرأي في إنشاء هيئة سلفية علمية تحت اسم جمعية الكتاب والسنة الخيرية في الخرطوم بالسودان

الفصل: ‌تعليق على آراء العلماء المشاركين في ندوة(السحرة والمشعوذين)

وطاعته، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأصلها: توحيد الله، والإخلاص له، وتحقيق معنى لا إله إلا الله بإخلاص العبادة لله وحده، وترك عبادة ما سواه، والإخلاص له في كل الأعمال، ثم بقية الأوامر من الصلاة والزكاة وغير هذا، وترك ما حرم الله، مع مخالقة الناس بالخلق الحسن والحلم والصبر والجود والكرم وكف الأذى، هكذا يكون المؤمن، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«البر حسن الخلق (1) » ، ويقول صلى الله عليه وسلم:«أنا زعيم ببيت في ربض الجنة - يعني في ضواحي الجنة - لمن ترك المراء وإن كان محقا، وأنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وأنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه (2) » .

فالحلم، والجود، والكرم، وحسن الخلق، والمبادرة إلى الخيرات، والبعد عن السيئات، والحرص على نفع الناس، كل هذا من الأخلاق العظيمة التي تزكي النفوس، كما قال عز وجل:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} (3) أي: بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم واتباع شريعته، ونفع الناس ورحمتهم، {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} (4) أي: بالمعاصي والمخالفات.

والله ولي التوفيق.

(1) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2553) ، سنن الترمذي الزهد (2389) ، مسند أحمد بن حنبل (4/182) ، سنن الدارمي الرقاق (2789) .

(2)

سنن أبو داود الأدب (4800) .

(3)

سورة الشمس الآية 9

(4)

سورة الشمس الآية 10

ص: 100

‌تعليق على آراء العلماء المشاركين في ندوة

(السحرة والمشعوذين)

(1) .

(1) نشرت في جريدة المدينة المنورة في العدد (11702) ليوم الخميس 20 / 11 / 1415 هـ.

ص: 100

علق سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء على آراء العلماء المشاركين في الندوة التي عقدت بجامع الإمام: تركي بن عبد الله بالرياض حول السحرة والمشعوذين بقوله:

سمعنا جميعا هذه الندوة المباركة العظيمة المفيدة في شأن السحر والسحرة من أصحاب الفضيلة: الشيخ يوسف بن محمد المطلق، والشيخ إبراهيم بن عبد الله الغيث، والشيخ عمر بن سعود العيد، ولقد أجادوا وأفادوا، وأوضحوا الكثير من شأن السحر والسحرة، وأعمالهم الخبيثة، وطرقهم المنحرفة، وعظيم ضررهم، وأوضحوا - أيضا - شيئا من العلاج والتوقي من شرهم، فجزاهم الله خيرا وضاعف مثوبتهم، وزادنا وإياكم وإياهم علما وهدى وتوفيقا، ونفعنا جميعا بما سمعنا وعلمنا.

لا شك أن السحرة شرهم عظيم وخطرهم كبير، وهم موجودون من قديم الزمان، فقد كانوا في عهد فرعون، وقد استعان بهم في محاربة ما جاء به موسى عليه الصلاة والسلام، وجمعهم لذلك، فأبطل الله كيدهم، وأظهر موسى عليهم، وهدى الله السحرة فأسلموا؛ لما رأوا من الآيات العظيمة التي جاء بها موسى عليه الصلاة والسلام.

قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} (1){فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (2)

(1) سورة الأعراف الآية 117

(2)

سورة الأعراف الآية 118

ص: 101

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ} (1){فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ} (2){فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} (3) فالمقصود: أن السحرة استعان بهم الخبيث فرعون على موسى، وقال تعالى في سورة طه:{قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى} (4){قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} (5)

فالآيات الكريمات وما جاء في معناها تبين أن السحر له وجود وله حقيقة، وأن السحرة يستعملون سحرهم فيما يضر الناس.

فالواجب الحذر منهم، وعدم إتيانهم، وعدم تصديقهم، والله جل وعلا هو القادر على إبطال سحرهم ولا يضرون أحدا إلا بإذنه سبحانه، كمل قال جل وعلا:{وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} (6) فكل شيء بإذنه جل وعلا، لا يكون في هذا العالم شيء بغير علمه، فهو مدبر الأمور سبحانه وتعالى، ولا يكون في ملكه ما لا يريد، فله الحكمة البالغة فيما يقع في هذا العالم من خير وشر.

.. {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (7)

والنبي الكريم عليه الصلاة والسلام حذر منهم، كما حذر منهم

(1) سورة يونس الآية 79

(2)

سورة يونس الآية 80

(3)

سورة الشعراء الآية 44

(4)

سورة طه الآية 65

(5)

سورة طه الآية 66

(6)

سورة البقرة الآية 102

(7)

سورة الأنبياء الآية 35

ص: 102

الله جل وعلا في كتابه العظيم، وأبان شرهم، وقد قال الله سبحانه وتعالى:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} (1){مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} (2){وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} (3){وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} (4) وهن: الساحرات ينفثن في العقد، ويقلن ما لديهن من الكلمات الباطلة، فيتم ما أردن بإذن الله، وقد لا يتم ذلك إذا لم يرد الله ذلك، فقد روى النسائي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك (5) » .

وقد أبان الله جل وعلا السحرة في قوله جل وعلا: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} (6) فجعل تعليم السحر من أعمال الكفر، قال سبحانه:{وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} (7) فدل ذلك على: أن تعلمه كفر، {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} (8) فمن أراد الله أن ينضر بذلك أصابه الضرر، {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ} (9) فالضرر عظيم نعوذ بالله، {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} (10) أي: من حظ ولا نصيب. نسأل الله العافية، {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (11)

ثم قال سبحانه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (12) فدل على أنه ضد الإيمان وضد التقوى، وما ذلك إلا أنهم يتوصلون لسحرهم بعبادة الشياطين، والتقرب إليهم بما يريدون من ذبح ونذر وسجود

(1) سورة الفلق الآية 1

(2)

سورة الفلق الآية 2

(3)

سورة الفلق الآية 3

(4)

سورة الفلق الآية 4

(5)

سنن النسائي تحريم الدم (4079) .

(6)

سورة البقرة الآية 102

(7)

سورة البقرة الآية 102

(8)

سورة البقرة الآية 102

(9)

سورة البقرة الآية 102

(10)

سورة البقرة الآية 102

(11)

سورة البقرة الآية 102

(12)

سورة البقرة الآية 103

ص: 103

وغير ذلك، فالسحرة يتقربون للشياطين بعبادتهم من دون الله، فيساعدونهم على ما يريدون من الضرر بالناس بكسب الدنيا.

فالواجب على كل مسلم الحذر منهم، ومن سؤالهم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: أن السحر من السبع الموبقات - يعني: المهلكات- كما في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: «اجتنبوا السبع الموبقات. قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات (1) » . فأعظمها الشرك بالله، ثم السحر، والسحر من الشرك؛ لأنه لا يتوصل إليه إلا بعبادة الشياطين والتقرب إليهم بمن يرضون به وبما يريدون من ذبح ونذر وسجود وغير ذلك.

وقد يكون سحرهم بالتخييل - ولم يتعرض المشايخ للتخييل - والله بين: أنهم أيضا يخيلون للناس، كما قال جل وعلا في سورة طه:{يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} (2) فهم قد يخيلون للناس بإلقاء حبال يظنون أنها حيات تسعى، وعصي كذلك يخيل للناظر أنها حيات، وإنما هي تخييل للأعين، فلما ألقى موسى عصاه التقفتها وذهبت بهذه الحبال والعصي، فلما رآها السحرة آمنوا وخروا سجدا مؤمنين بما جاء به موسى عليه الصلاة والسلام، ولما توعدهم فرعون لم يبالوا به {قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (3){إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (4)

(1) صحيح البخاري الوصايا (2767) ، صحيح مسلم الإيمان (89) ، سنن النسائي الوصايا (3671) ، سنن أبو داود الوصايا (2874) .

(2)

سورة طه الآية 66

(3)

سورة طه الآية 72

(4)

سورة طه الآية 73

ص: 104

فالمقصود: أن السحرة قد يستعملون أشياء يغيرون بها الحقائق بإذن الله عز وجل، من أعمال كثيرة: من طعام وشراب وغير ذلك، وقد يخيلون تخييلا فيراه الرائي على غير ما هو عليه، يخيلون له أشياء فيرى الحبل أو العصا حية تمشي، وقد يخيل أنه خرج من فمه طيور أو حيات أو عقارب يخرجها من جوفه، وليس له حقيقة، كله تخييل، يلبس عليه بما يصنعون من التخييل، ومن ذلك أنهم يخيلون إليه قبح صورة امرأته حتى يكرهها ويبغضها، أو يخيل إليها قبح صورته إذا أقبل عليها حتى تكرهه وتبغضه

إلى غير هذا مما يفعلون، وكله كفر، كل سحرهم كفر، سواء بأعمالهم الشيطانية التي يضرون بها الناس، أو بالتخييل الذي يخيل إلى الشخص أنه خلاف ما هو عليه، يخيل إليه أنه حيوان قبيح، ويخيل أن زوجها أسود بعدما كان أبيض، ويخيل إليها أن زوجها مريض إلى غير ذلك، وهو يخيل إليه أنها كذا وأنها كذا بسبب عمل السحرة، فعند ذلك تقع البغضاء والعداوة والفرقة.

فالواجب على كل مسلم: أن يحذر هؤلاء، وأن يبتعد عن سؤالهم، وقد سمعت فيما ذكره الشيخ عمر شيئا من علاماتهم كسؤالهم عن الأم: أمك من هي؟ وسؤالهم: أصابك كذا وأصابك كذا فيما مضى، مما خبرهم به الجن، هذه من علامات أنهم سحرة وكهنة، والكاهن عند العرب: هو الشخص الذي له صاحب من الجن يخبره عن بعض الأشياء التي تقع، والغيب لا يعلمه إلا الله، يقول سبحانه:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} (1) لكن هؤلاء يخبرون: أن قد وقع له كذا

(1) سورة النمل الآية 65

ص: 105

ووقع لأمه كذا، من الأشياء الواقعة التي حفظها الشياطين وأدلوا بها إليه، فالشياطين تخبر بها على الساحر، والساحر يخبر بها على المريض، فيظن المريض لجهله أن عنده علما، وأنه ينبغي أن يستطب، وأن يؤخذ بقوله.

فالواجب الحذر من ذلك، وعدم سؤال السحرة والكهنة والمنجمين، فلا يسألون ولا يصدقون، يقول صلى الله عليه وسلم:«من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة (1) » ، فكيف إذا صدقه؟ ويقول:«من أتى عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد (2) » صلى الله عليه وسلم. من صدقه في دعوى علم الغيب كفر، وإنما هم يخبرون عن أشياء واقعة، وأما علم الغيب فإلى الله، ما سيقع إلى الله وهم يخبرون عن أشياء، وقع لك كذا، أو لأمك أو لأبيك أو لأخيك أو لفلان، حتى يروجوا على الناس بأباطيلهم.

فينبغي للمؤمن، بل الواجب عليه أن يحذر هؤلاء، ويحذر سؤالهم، ويتحرز بالأوراد الشرعية والأذكار الشرعية، ويبتعد عن خرافات السحرة والمشعوذين، ومن اعتصم بالله كفاه الله جل وعلا، لكن أكثر الناس ليس عندهم عناية بالأوراد الشرعية، ولا عناية بالقرآن، ولا عناية بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا تتمكن منهم الشياطين، وتلبس عليهم، وتزين لهم الباطل؛ لجهلهم وإعراضهم، والله سبحانه يقول:{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} (3) ويقول جل وعلا: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (4)

(1) صحيح مسلم السلام (2230) ، مسند أحمد بن حنبل (4/68) .

(2)

سنن الترمذي الطهارة (135) ، سنن أبو داود الطب (3904) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639) ، مسند أحمد بن حنبل (2/429) ، سنن الدارمي الطهارة (1136) .

(3)

سورة الزخرف الآية 36

(4)

سورة الأعراف الآية 200

ص: 106

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: أن الآيتين من آخر سورة البقرة إذا قرأهما الإنسان في ليلة كفتاه، وهما:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (1){لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (2)

وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه (3) » أي: كفتاه من كل شر، مع الإيمان الصادق ينفعك الله بهذه الأوراد الشرعية، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن من قرأ: قل هو الله أحد، والمعوذتين صباحا ومساء (ثلاث مرات) كفتاه من كل سوء، وهكذا عند النوم، فكان يقرؤها صلى الله عليه وسلم عند النوم، ينفث في يديه: في كفيه، ويقرأ هذه السور الثلاث عند النوم (ثلاث مرات) ، ويمسح بهما على ما استطاع من جسده ورأسه ووجهه وصدره، وأخبر أنها تكفي من كل سوء، ولما أصابه السحر وكان يخيل إليه، كما قالت عائشة: يخيل إنه فعل الشيء ولم يفعله، أنزل الله هاتين السورتين:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} (4) و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (5) فاستعملهما صلى الله عليه وسلم مع {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (6) فذهب عنه ما يجيئه، وعافاه الله من ذلك، وقال صلى الله عليه وسلم:«ما تعوذ متعوذ بمثل هاتين السورتين (7) » .

فالنصيحة لكل مسلم وكل مسلمة أن يقرأ هذه السور الثلاث

(1) سورة البقرة الآية 285

(2)

سورة البقرة الآية 286

(3)

صحيح البخاري فضائل القرآن (5010) ، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (807) ، سنن الترمذي فضائل القرآن (2881) ، سنن أبو داود الصلاة (1397) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1369) ، مسند أحمد بن حنبل (4/121) ، سنن الدارمي الصلاة (1487) .

(4)

سورة الفلق الآية 1

(5)

سورة الناس الآية 1

(6)

سورة الإخلاص الآية 1

(7)

سنن أبو داود الصلاة (1463) .

ص: 107

قل هو الله أحد، والمعوذتين، صباحا ومساء وعند النوم، وفيها الكفاية والخير العظيم، تكفيه من شر السحر وغيره، وأن يكون مؤمنا صادقا مصدقا بما قاله الله ورسوله، وهكذا التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق من أعظم الأسباب في الوقاية، يقول صلى الله عليه وسلم:«من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك (1) » ، وإذا قالها ثلاثا كان أكمل، وجاءه رجل فقال:«يا رسول الله، ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة؟ يعني: من الأذى، فقال صلى الله عليه وسلم: أما إنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك (2) » .

وهكذا ثبت عنه أنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قال: باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم يضره شيء (3) » .

فنوصي الجميع بهذه الأذكار، وهذه التعوذات الشرعية، وبذلك يحصل الخير العظيم والفائدة الكبيرة والوقاية من كل شر، ومما يعين العبد على ذلك: أن يكثر من تلاوة القرآن الكريم ففيه الهدى والنور، فالإكثار من تلاوة القرآن فيه التبصير، وفيه الدعوة إلى كل خير، وفيه التوجيه إلى كل خير، اقرأ القرآن وتدبر معانيه، ففيه الخير العظيم، والدلالة على كل خير، والتحذير من كل شر، كما قال الله سبحانه:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (4) ، {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} (5) أكثر من تلاوته ليلا ونهارا ففيه الشفاء

(1) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2708) ، سنن الترمذي الدعوات (3437) ، سنن ابن ماجه الطب (3547) ، مسند أحمد بن حنبل (6/378) ، سنن الدارمي الاستئذان (2680) .

(2)

صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2709) ، مسند أحمد بن حنبل (2/375) ، موطأ مالك الجامع (1774) .

(3)

سنن الترمذي الدعوات (3388) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3869) .

(4)

سورة الإسراء الآية 9

(5)

سورة فصلت الآية 44

ص: 108

والفائدة الكبيرة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:«اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه (1) » ، وفيه إرشادك إلى أسباب النجاة، وتعرف الأعمال الطيبة حتى تعمل بها، وتعرف الأعمال الرديئة حتى تحذرها، تعرف صفات المؤمنين والأخيار حتى تأخذ بها، وتعرف صفات الأشرار حتى تحذرها، هذه من أعظم فوائد القرآن، تعرف أخبار الماضين وما جرى عليهم من أسباب أعمالهم الخبيثة وتحذرها، وتعرف أخبار الماضين وما حصل لهم من الخير، أخبار المؤمنين وأخبار الرسل بأسباب أعمالهم الطيبة، فتحرص على أعمالهم الطيبة، واقرأ كتب الأذكار التي ألفها العلماء، وفيها الفائدة العظيمة، وقد جمعت رسالة صغيرة فيها بعض الأذكار والأدعية مفيدة أيضا توجد بين الإخوان، توزع من دار الإفتاء سميتها:(تحفة الأخيار فيما يتعلق بالأدعية والأذكار) ، مختصرة فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيما دل عليه القرآن العظيم.

فالمؤمن يعتني بالأذكار الشرعية، والدعوات الشرعية، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم:«من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة لم يضره سحر ولا سم (2) » ، وفي رواية:«مما بين لابتيها (3) » ، يعني: من جميع تمر المدينة، العجوة وغير العجوة، كما رواه مسلم في الصحيح، ويرجى أن ينفع الله بذلك التمر كله، لكن نص على المدينة؛ لفضل تمرها والخصوصية فيه، ويرجى: أن الله ينفع ببقية التمر إذا تصبح بسبع تمرات، وقد يكون صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك؛ لفضل خاص، ومعلم خاص لتمر المدينة لا يمنع من وجود تلك الفائدة من أنواع التمر الأخرى التي أشار إليها عليه الصلاة والسلام، وأظنه جاء في بعض الروايات:"من تمر" من غير قيد.

(1) صحيح مسلم بشرح النووي (6\78)

(2)

صحيح البخاري الطب (5768) ، صحيح مسلم الأشربة (2047) ، سنن أبو داود الطب (3875) ، مسند أحمد بن حنبل (1/181) .

(3)

صحيح مسلم الأشربة (2047) .

ص: 109

فالمقصود: أن الإنسان يأخذ بالأسباب، وأهمها: الأذكار الشرعية، والتعوذات الشرعية، هذا أهم الأسباب.

أهمها: طاعة الله ورسوله، والاستقامة على دين الله، والحذر من المعاصي، هذا أهم الأسباب: الاستقامة على دين الله، والحذر مما حرم الله من المعاصي مع استعمال الأذكار الشرعية والدعوات الشرعية، هذه الأسباب التي أرشد الله إليها، وأرشد إليها رسوله عليه الصلاة والسلام، وفيها الكفاية.

وأحذر من سؤال الكهنة والمنجمين والسحرة والعرافين ومن يتهم بذلك، أحذر غاية الحذر.

أما الرقية الشرعية من المعروفين بالخير فلا بأس بها.

ونسأل الله أن يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يمنحنا وإياهم الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ومن شر كل ذي شر من الناس ومن الجن والإنس، كما نسأله سبحانه: أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم، وأن يعيذنا وإياهم وسائر المسلمين من مضلات الفتن ونزغات الشيطان، كما أسأله سبحانه: أن يوفق ولاة أمرنا لكل خير، وأن يعينهم على كل خير، وأن يصلح لهم البطانة، وأن يكثر أعوانهم في الخير، وأن يمنحهم الهدى والتوفيق، وأن يجعلهم من أنصار دينه والدعاة إلى سبيله على بصيرة، وأن يعيذهم من شر كل ذي شر، إنه جل وعلا جواد كريم، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وأصحابه وسلم.

ص: 110