الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من قحطان يلتزم الأحكام في التحليل والتحريم ويتحاشى من الاعتداء عليه، ولا يعجبني أكل ما أخذ منهم على هذا الوجه. وأما نهائب الأعراب التي لا يعرف حال أهلها، فلبعض أهل العلم كلام في جواز شرائها وتملكها، وأما استحباب اجتناب ذلك، فهو طريقة جمهور أهل العلم، وصلى الله على محمد.
الرسالة الثالثة والأربعون: [بيان مضار الفتنة ومفاسد العسكر]
وله أيضا رحمه الله منظومة أنشأها لما اشتدت الكربة، واستحكمت الغربة، وقل المعاون والمساعد، وكثر المخالف والمعاند، ودهمت فوادح معضلات الحوادث، وهجمت بكلاكلها الخطوب الأثائث، التي تشيب من أهوالها النواصي، وتعجز عن حمل أعبائها الجبال الرواسي. فأول ذلك الفتنة التي وقعت بين المسلمين، وانثل بها عرش الملة والدين، وانهدم بها سور الإسلام، وصار الأمر بأيدي البوادي الطغام، فانفجرت ذات البين، وانكشفت العورة لأهل الكفر والمين، فعند ذلك فدحت المعضلات العظام، وانهدمت أصول الدين والإسلام، وانطمست المعالم والأحكام، فقدمت العساكر إلى البلاد الإسلامية، فانكسفت شمس الرسالة المحمدية، وافتتن كثير من جهلة الناس، بفتوى من ينتسب إلى العلم من أهل الجهل والإفلاس، بأن تلك العساكر التي هجمت على بلاد أهل الإسلام، إنما جاؤوا لنصرة ذلك الإمام، فأنشأ هذه المنظومة من حرارة الجوى، وخوفا على الناس من سلوك مفاوز التوى، وأساء على من هلك بشبه المشبهين، وتمويهات الأئمة المضلين، ويذكر مآثر أهل الإسلام، الذين استجابوا لله ورسوله بدعوة شيخ الإسلام، وعلم الهداة الأعلام، الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وما كانوا عليه من المعتقد وحسن السيرة، وخلوص الطوية والسريرة، ويحذر من طريقة أقوام إنما نشؤوا في ظل عافية الإسلام، ولم يعرفوا ما عليه أهل الجاهلية من عبادة الأوثان والأصنام، والذرائع المفضية إلى الدخول في ولاية من حادّ الله ورسوله وموالاتهم، والرضى بأحكامهم وقوانينهم، وقد
حملت إليهم الأثقال، ورحلت الرواحل، واستفاء بظلهم من آثر العاجل وغمض الطرف عن الآجل، فكم هلك بسببهم من هلك، وانتظم في سلكهم من شك في دينه وارتبك، فنعوذ بالله من مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
وإذا أردت ترى مصارع من توى
…
ممن تربص وارتضى بهوان 1
وتروم مصداق الذي قد قاله
…
شيخ الوجود العالم الرباني
فاستقرئ الأخبار ممن جاءهم
…
ماذا رأوا من أمة الكفران
نبذوا الكتاب وراءهم واستبدلوا
…
عن ذاك بالقانون ذي الطغيان 2
وعن الأذان استبدلوا من زيغهم
…
بالبوق تشريعا من الشيطان 3
وكذا مسبة ربنا سبحانه
…
والجعل للأنداد للرحمان
وكذاك شرب المسكرات مع الزنى
…
وكذا اللواط وسائر النكران
وكذلك الأرفاض قام شعارهم
…
بل أظهروا كفرانهم بأمان
هل يرتضي بالمكث بين ظهورهم
…
عبد يشم روائح الإيمان؟
والله ما يرضى بهذا مؤمن
…
أنى يكون وليس في الإمكان
حاش الذي ما اسطاع يوما هجرة
…
أو مظهر للدين ذا تبيان
لكنما المقصود من لم يرفعوا
…
رأسا بما قد جاء في القرآن
أو صح في الأخبار عن خير الورى
…
والصحب والأتباع بالإحسان
ورضوا ولاية دولة قد عارضت
…
أحكامه بزبالة الأذهان
وضعوا قوانينا تخالف وحيه
…
واستبدلوا الإيمان بالكفران 4
1 هذا الشعر لجامع الرسائل.
2.
يظهر أنه ضمن استبدل معنى استعاض؛ إذ لا يصح أن تكون بمعناها الأصلي المقتضي لدخول الباء على المبدل منه، ونصب البدل كقوله تعالى:{أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}
3 يظهر أنه ضمن استبدل معنى استعاض؛ إذ لا يصح أن تكون بمعناها الأصلي المقتضي لدخول الباء على المبدل منه، ونصب البدل كقوله تعالى:: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ
4 يظهر أنه ضمن استبدل معنى استعاض؛ إذ لا يصح أن تكون بمعناها الأصلي المقتضي لدخول الباء على المبدل منه ونصب البدل كقوله تعالى::} {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}
فسل المقيم بظلهم وحماهمو
…
هل أنكروا ما فيه من طغيان؟
أو زايلوا أصحابه أو قاطعوا
…
أخدانهم من كل ذي خسران
لكنهم قد آثروا الدنيا على الأ
…
خرى فياسحقا لذي العصيان
بل ليتهم كفوا عن استجلابهم
…
من غاب من صحب ومن إخوان
بل صح عن بعض الملا تسفيههم
…
أحلام أهل الحق والإيمان
تبا لهاتيك العقول وما رأت
…
واستحسنت من طاعة الشيطان
وقد قال الشيخ رحمه الله فيما تقدم من الرسائل: إن الإقامة ببلد يعلو فيها الشرك والكفر، يظهر الرفض ودين الإفرنج ونحوهم من المعطلة للربوبية والإلهية، ويرفع فيها شعارهم، ويهدم الإسلام والتوحيد، ويعطل التكبير والتسبيح والتحميد، وتقلع قواعد الملة والإيمان، ويحكم بينهم بحكم الإفرنج واليونان، ويشتم السابقون من أهل بدر وبيعة الرضوان، فالإقامة بين ظهرانيهم -والحالة هذه- لا تصدر عن قلب باشرته حقيقة الإسلام والإيمان والدين، وعرف ما يحب من حق الله في الإسلام على المسلمين، بل لا يصدر عن قلب رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا. ثم إنه رحمه الله بذل الوسع بكتب الرسائل والنصائح، والتحذير عن أسباب الندم والفضائح، والمنظومة المشار إليها من كلامه -رحمه الله تعالى- مسودة ولم أجدها تامة، وهذا نص الموجود منها. قال رحمه الله وعفا عنه-
دع عنك ذكر منازل ومغان
…
بدور أنس قد بدت وغوان
وجؤزرا في روضة يشدو بها
…
صوت النديم وشادن فتان
لا تصغ للعشاق سمعك إنما
…
منادمهم بين البرية عان
والعشق داء قاتل ودواؤه
…
في السنة المثلى عن الأعيان
قطع الوسائل والذرائع والتي
…
بين الورى أحبولة الشيطان
واقرأ كتاب الله إن رمت الهدى
…
أو رمت ترقى ذروة الإحسان
واعكف بقلبك في آرائك روضة
…
مملوءة بالعلم والإيمان
وانظر إلى تركيبه واعمل به
…
إن كنت ذا بصر بهذا الشان
هذا ولا ينجيك طب في التي
…
ترجو بغير مشيئة الرحمن
فاسأله في غسق الليالي والدجى
…
يا دائم المعروف والسلطان
وانظر إلى ما قاله علم الهدى
…
عند ازدحام عساكر الشيطان
أشكو إليك حوادثا أنزلتها
…
فتركتني متواصل الأحزان
من لي سواك يكون عند شدائدي
…
إن أنت لم تكلأ فمن يكلاني
لولا رجاؤك والذي عودتني
…
من حسن صنعك لاستطير جناني
واذكر مآثر أقوام قد انتدبوا 1
…
يوما لنصر الدين بالإحسان
من صالحي الإخوان أعلام الهدى
…
من أطدوا التوحيد ذا الأركان
قامت بهم أركان شرعة أحمد
…
وعلت سيوف الحق والإيمان
وغدا الزمان بذكرهم متبسما
…
يبدي سنا للطالب الولهان
سارت بهم أبناء مجد في الورى
…
يغشي سناها عابد الأوثان
قد جددوا للدين أوضح منهج
…
يبدي ضيا للسالك الحيران
حتى علا في عهدهم شأن الهدى
…
وانقض ركن الشرك في الأديان
أما العقائد إن ترد تحقيقها
…
عنهم بلا شك ولا كتمان
إن الإله مقدس سبحانه
…
رب عظيم جل عن حدثان
حقا على عرش السماء قد استوى
…
ويرى ويسمع فوق ست ثمان
1 هذا الشطر من بحر البسيط والقصيدة من بحر الكامل، فهو إما سهو من الناظم، وإما تحريف من الناسخ.
يعطي ويمنع من يشاء بحكمة
…
في كل يوم ربنا ذو شان
خضعت لعزة وجهه وجلاله
…
حقا وجوه الخلق والأكوان
بل كل معبود سواه فباطل
…
من دون عرش للثرى التحتاني
فاحذر توالي في حياتك غيره
…
من كل معبود ومن شيطان
واحذر طريقة أقوام قد افتتنوا 1
…
في حب أدنى أو خسيس فان
واقطع علائق حبها وطِلابها
…
إذ قطعوا فيها عرى الإيمان
لهفي عليهم لهفة من واله
…
متوجعا من قلة الأعوان
قد صاده المقدور بين معاشر
…
في غفلة عن نصرة الرحمن
واستبدلوا بعد الهدى طرق الهوى
…
لما عموا عن واضح البرهان
واقطع علائق حبهم في ذاته
…
لا في هواك ونخوة الشيطان
واهجر مجالس غيهم إذ قطعوا
…
فيها عرى التوحيد والإيمان
لا سيما لما ارتضاهم جاهل
…
ذو قدرة في الناس مع سلطان
لما بدا جيش الضلالة هادما
…
ربع الهدى وشرائع الإحسان
قوم سكارى لا يفيق نديمهم
…
أبد الزمان يعود بالخسران
قوم تراهم مهطعين لمجلس
…
فيه الشقاء وكل كفر دان
بل فيه قانون النصارى حاكما
…
من دون نص جاء في القرآن
بل كل أحكام له قد عطلت
…
حتى النِّدا بين الورى بأذان
ويرون أحكام النبي وصحبه
…
في شرعه من جملة الهذيان
ويرون قتل القائمين بدينه
…
في زعمهم من أفضل القربان
والفسق عندهمو فأمر سائغ
…
يلهو به الأشياخ كالشبان
1 يقال في هذا ما قيل في سابقه.
المنع في قانونهم وطريقهم
…
غصب اللواط كذاك والنسوان
فانظر إلى أنهار كفر فجرت
…
قد صادمت لشريعة الرحمن
بل لا يزال لجريها بين الورى
…
من هالك متجاهل خوان
والله لولا الله ناصر دينه
…
لتفصمت فينا عرى الإيمان
فالله يجزي من سعى في سدها
…
من أمة التوحيد والقران
والله يعطي من يشاء بفضلة
…
فوق الجنان عطية الرضوان
وكذا يجازي من سعي في رفعها
…
ماقد أعد لصاحب الكفران
يارب وأحكم بيننا في عصبة
…
شدوا ركائبهم الى الشيطان
سلوا سيوف البغى من أغمادها
…
وسعوا بها في ذلة وهوان
وأستبدلوا بعد الراسة والهدى
…
بالقدح في صحب وفي اخوان
صرفوا نصوص الوحي عن أوضعها
…
وسعوا بها في زمرة العميان
فتحوا الذرايع والوسائل للتي
…
يهوى هواها عابدوالصلبان
وسعوا بها في كل مجلس جاهل
…
أو مشرك او أقلف نصراني
وقضوا بأن السير نحو يارهم
…
في كل وقت جائز بأمان
لم يفقهوا معنى النصوص ولم يعوا
…
ما قال أهل العلم والعرفان
ماوافق الحكم المحل ولا هو است
…
وفى الشروط فصار رذا بطلان
فادرأ بها في نحرهم تلقي الهدى
…
وارجمهموا بثواقب الشهبان
وأقعد لهم في كل مقعد فرصة
…
وأكشف نوابغ جهلهم بيان
حتى يعود الحق أبلج واضحاًَ
…
يبدو سنا للسالك الحيران
وقضوا بأن العهد باق للذي
…
ولى الولاية شيعة الشيطان
تبالهم من معشر قد اشربوا
…
حب الخلاف ورشوة السلطان