الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موقف المقوقس حاكم مصر
أما المقوقس حاكم مصر من قبل الرومان. فقد جاءه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي يدعوه فيه إلى الإِسلام. وهو في الإِسكندرية. وكان حامل كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم إليه حاطب بن أبي بلتعة، فاستقبل المقوقس مبعوث النبي صلى الله عليه وسلم استقبالا حسنا للغاية. فأكرمه. وقبل كتاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى البيهقي، أن الملك المقوقس عقد اجتماعًا دعا إليه البطارقة على أثر تلقيه دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وحضر هذا الاجتماع مبعوث النبي صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة. وفي هذا الاجتماع سأل المقوقس حاطبا: (أخبرني عن صاحبك أليس هو نبي؟ قال حاطب: بل هو رسول الله. قال: فما له حيث كان هكذا لم يَدْعُ على قومه حيث أخرجوه من بلده إلى غيرها.
قال حاطب: فقلت: عيسى بن مريم أليس تشهد أنه رسول الله؟ قال: بلى. قلت: فما له حين أخذه قومه فأرادوا أن يصلبوه ألا يكون دعا عليهم بأن يهلكهم الله حيث رفعه الله إلى السماء الدنيا؟ فقال لي: أنت حكيم قد جاء من عند حكيم. هذه هدايا أبعث بها معك إلى محمد وأرسل معك ببذرقة يبذرقونك إلى مأمنك (1)).
= ويقول: إني قد قرأت في الإِنجيل فأجد صفة هذا النبي صلى الله عليه وسلم بعينه، فأنا أؤمن به وأصدقه، وأخاف من الحارث أن يقتلنى.
قال شجاع: وكان يكرمنى ويحسن ضيافتى، وخرح الحارث يومًا فجلس ووضع التاج على رأسه، فأذن لي عليه، فدفعت إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه ثم رمى به وقال: من ينتزع منى ملكى؟ أنا سائر إليه ولو كان باليمن جئته، على بالناس، فلم يزل يفرض حتى قام، وأمر بالخيول تنعل، ثم قال لشجاع: أخبر صاحبك ما ترى، كتب (الحارث) إلى قيصر يخبره خبرى وما عزم عليه (أي من القيام بغزو الرسول صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه قيصر .. ألا تسير إليه واله عنه. ووافق بإيلياء.
قال شجاع: فلما تلقى الحارث جواب قيصر دعانى فقال: متى تريد أن تخرج إلى صاحبك؟ فقلت: غدًا، فأمر لي بمائة مثقال ذهب .. ووصلنى مرى - يعني الجاجب الروماني - وأمر لي بنفقة وكسوة، وقال: أقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم منى السلام، فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرته فقال: باد ملكه، وأقرأته من مرى السلام وأخبرته بما قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق. قال ابن سعد: ومات (الملك الحارث) عام الفتح سنة ثمان من الهجرة. اهـ.
(1)
البداية والنهاية ج 4 ص 272.