المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من الذي بنى مدينة تدمر - من معارك الإسلام الفاصلة = موسوعة الغزوات الكبرى - جـ ٧

[محمد بن أحمد باشميل]

فهرس الكتاب

- ‌ 7 -غزوة مؤتة

- ‌كلمة المؤلف

- ‌أسباب غزوة مؤتة

- ‌الفصل الأوّل

- ‌الشام بلد عربي منذ آلاف السنين

- ‌المملكة العربية التي حاربت الآشوريين قبل الميلاد

- ‌بقايا العمالقة

- ‌العرب أول من ملك الشام من البشر

- ‌المدة التي ملكت عاد الشام فيها

- ‌العرب هم سكان الشام الأصليون منذ فجر التاريخ

- ‌فترات حكم العرب للشام قبل الميلاد وبعده. قبل الإِسلام

- ‌عهود الحكم العربي في الشام قبل الإِسلام

- ‌عهد ملوك عاد

- ‌عهود العمالقة

- ‌العمالقة السكان الأصليون للشام

- ‌ملوك الأنباط

- ‌محاربة الأنباط لليونان

- ‌هجوم الأنباط على اليهود واحتلالهم القدس

- ‌صلة الأنباط بالرومان

- ‌الرومان يزحفون إلى بطرا فيصالحهم ملكها العربي

- ‌الرومان يطيحون نهائيًا بمملكة الأنباط

- ‌مملكة تدمر العربية

- ‌متى بنيت ومن الذي بنى تدمر

- ‌تدمر وملك آل أذينة

- ‌شعب تدمر العربي

- ‌من الذي بنى مدينة تدمر

- ‌تدمر قبل ملوك آل أذينة

- ‌تدمر والرومان

- ‌بين البتراء وتدمر

- ‌ملوك تدمر البارزين

- ‌العصر الذهبي في تاريخ تدمر بعد الميلاد

- ‌الرومان يغتالون أول ملوك تدمر

- ‌أذينة الأصغر الملك الثاني لتدمر

- ‌أذينة الأصغر يسمى نفسه ملك الملوك ويقهر الفرس والرومان سويًا

- ‌حقد أذينة الأصغر على الرومان

- ‌أذينة الأصغر سيد المشرق وقاهر الفرس والرومان

- ‌وقوع القيصر أسيرًا

- ‌يسمى نفسه ملك الملوك

- ‌أذينة يحاصر عاصمة الفرس

- ‌الملكة الزباء سيدة المشرق

- ‌الملكة الوصية على عرش ابنها

- ‌تدمر تبلغ ذروة المجد في عهد الزباء

- ‌الملكة الزباء تحتل مصر وتعبر البوسفور

- ‌آسيا الصغرى تسقط في يد الملكة الزباء

- ‌فشل الرومان في استعادة ممتلكاتهم من الزباء

- ‌نهاية الملكة الزباء

- ‌قضاعة في الشام

- ‌مشيخة أم مملكة

- ‌مساحة مملكة أو مشيخة قضاعة في الشام

- ‌ملوك قضاعة

- ‌آثار ملوك قضاعة في الشام

- ‌قضاعة شعب محارب قوي

- ‌كيف انتهت قضاعة في الشام

- ‌الغساسنة في الشام

- ‌سبب تسميتهم بغسان

- ‌كيف ومتى جاء الغساسنة إلى الشام

- ‌مواطن الغساسنة بعد انهدام السد وقبل نزوحهم إلى الشام

- ‌الغساسنة في بلاد عدنان

- ‌كيف تواجد الغساسنة في الشام

- ‌خضوع غسان لملوك قضاعة من الحميريين

- ‌الغساسنة والرومان

- ‌الرومان يقرون الغساسنة على ما في أيديهم:

- ‌عدد وسني ملوك الغساسنة في الشام

- ‌عودة إلى المنطلق

- ‌تاريخ الغساسنة العسكري والسياسي

- ‌قلة المعلومات عن تاريخ الغساسنة

- ‌غسان والإِسلام

- ‌الفصل الثاني

- ‌الحملات العسكرية بعد الانتصار في خيبر

- ‌تحقيق الأهداف

- ‌تأثير سقوط خيبر على معنويات الأعراب

- ‌المسلمون والانضباط العسكري

- ‌حملة إلى فدك. شعبان سنة سبع من الهجرة

- ‌بنو مرة يبيدون الدورية

- ‌حملة أبي بكر الصديق إلى بني كلاب بنجد شعبان سنة سبع من الهجرة

- ‌أسامة بن زيد يقتل رجلًا مسلمًا

- ‌قائد الحملة يجرى التحقيق مع أسامة

- ‌النبي يحقق مع الجندي أسامة

- ‌تفريق حشد الوثنيين

- ‌سيد بني مرة ينصح عيينة بن حصن ليسلم

- ‌تحريض قريش على نقض الهدنة

- ‌الحل الوسط في الصلح

- ‌كيف حقن الصلح الدماء عن أن تراق

- ‌قانون عام غير مكتوب

- ‌مكاسب صلح الحديبية

- ‌المسلمون في مكة يعتمرون

- ‌عدد المعتمرين عمرة القضاء

- ‌أمير على المدينة بالنيابة

- ‌كمية الهدى في هذه العمرة

- ‌من أي أحرم الرسول صلى الله عليه وسلم بالعمرة

- ‌حمل السلاح احتياطًا

- ‌التحرك من المدينة

- ‌من ثمرات الثبات على العقيدة

- ‌قريش تحتج على حمل المسلمين السلاح

- ‌اجتماع وفد قريش بالرسول صلى الله عليه وسلم في يأجج

- ‌تخزين السلاح قرب حدود مكة

- ‌جلاء قريش عن مكة

- ‌منظر رائع

- ‌من أين دخل النبي مكة يوم العمرة

- ‌يوم حاسم في تاريخ الإِسلام

- ‌سلوك المسلمين الذي أدهش قريشًا

- ‌اندهاش القرشيين

- ‌عمرة القضاء أول انتصار معنوى للمسلمين

- ‌إشاعة الحمى الصفراء الكاذبة

- ‌النبي يعمل على إبطال الإِشاعة

- ‌نشوب خلاف بين المهاجرين والأنصار أثناء الطواف

- ‌النحر بين الصفا والمروة

- ‌قريش تمنع النبي من دخول الكعبة

- ‌أذان بلال من على ظهر الكعبة يغيظ المشركين

- ‌ماذا قال سادات قريش عند سماع بلال يؤذن

- ‌قريش تطلب من الرسول أن يغادر مكة بعد انقضاء المدة

- ‌محاولة سفهاء المشركين التحرش بالمسلمين

- ‌تأثر المشركين بواقع المسلمين المشرف

- ‌خالد بن الوليد وأبو سفيان بن حرب

- ‌أبو سفيان يهاجم خالد غاضبًا لإِسلامه

- ‌إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص شهر صفر سنة 8 للهجرة

- ‌قصة إسلام عمرو بن العاص

- ‌اتصال الرسول صلى الله عليه وسلم بملوك وأمراء الشرق الأوسط

- ‌استقرار الأوضاع في جزيرة العرب

- ‌تحرير خيبر نقطة تحول هامة

- ‌رسل النبي إلى الملوك والأمراء

- ‌تنازع السيادة على العالم

- ‌نص الكتاب النبوى إلى الملوك والأمراء

- ‌ردود الملوك والأمراء

- ‌كيف تلقى الملك هرقل كتاب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌قصة أبي سفيان مع الملك هرقل

- ‌هرقل يعترف بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌أثر كلام هرقل في نفس أبي سفيان

- ‌هرقل يتسلم الدعوة من الرسول إلى الدخول في الإِسلام

- ‌هرقل يكرم حامل كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إليه

- ‌هرقل يستطلع رأى روما في دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الإمبراطور هرقل يدعو شعبه لاعتناق الإسلام

- ‌الاجتماع التاريخي في حراسة مشددة

- ‌البطارقة وأركان الدولة يرفضون دعوة الإِمبراطور ويحاولون التمرد

- ‌تراجع هرقل خوفًا على ملكه

- ‌الأسقف الذي قتله بطارقة هرقل لإِعلانه الإِسلام

- ‌هل أسلم الملك هرقل

- ‌قلق الملك هرقل

- ‌التناقضات المتصارعة بنفس هرقل

- ‌هرقل يدعو قومه مرة أخرى وأخيرة إلى الإِسلام أو إعطاء الجزية

- ‌هرقل يودع سوريا الوداع الأخير

- ‌تحقيق المقام حول موقف هرقل من الإِسلام

- ‌إسلام الملك المنذر بن ساوى:

- ‌جواب ملك الغساسنة التهديد بغزو الجزيرة

- ‌موقف المقوقس حاكم مصر

- ‌اعتراف المقوقس بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌كسرى يمزق كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم فيمزق الله ملكه

- ‌عامل كسرى على اليمن يعصى أمره ويسلم

- ‌استبشار المشركين وفرحهم بتهديد كسرى للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌النبي يخبر رسولى باذان بقتل شرويه لأبيه كسرى

- ‌شيرويه يأمر باذان بعدم التعرض للرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌ملك اليمامة يقرب من الإِسلام ولا يسلم:

- ‌إسلام ملكى عُمان

- ‌إسلام حمير في اليمن

- ‌النجاشي الذي لم يسلم

- ‌نص الخطاب النبوى إلى النجاشي

- ‌جواب الملك النجاشي على كتاب النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌إسلام جبَلة بن الأيهم

- ‌مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم ملوك وأمراء الشرق الأوسط: بداية التحول في مجرى تاريخ المنطقة

- ‌سرية شجاع بن وهب إلى هوازن .. ربيع الأول سنة ثمان للهجرة

- ‌نجاح الحملة

- ‌لنبي يطلق سراح النساء

- ‌اعتقلوه تحفظًا. وهو مسلم

- ‌بعثة كعب بن عمير إلى ذات أطلاح. شهر ربيع الأول سنة ثمان للهجرة

- ‌الفصل الثالث

- ‌الكومنولث البيزنطى

- ‌اغتيال رسول النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك بصرى والجولان

- ‌اغتيال 15 من الصحابة على يد المرتزقة العرب في الشام

- ‌القرار الخطير

- ‌تعيين قادة الجيش

- ‌معارضة جعفر تقديم زيد عليه في القيادة

- ‌تحرك الجيش يوم الجمعة .. وفضل الجهاد

- ‌تاريخ تحرك الجيش إلى مؤتة وعدد قواته

- ‌عبد الله بن رواحة يستوصى من الرسول صلى الله عليه وسلم ويتمنى الشهادة

- ‌القائد عبد الله بن رواحة يبكى خوف النار

- ‌مقالة أحد أحبار اليهود في تعيين القادة

- ‌خالد بن الوليد يغزو لأول مرة مع المسلمين

- ‌النبي يخطب في الجيش ويضع أعدل وأشرف قانون حرب في التاريخ

- ‌وقفة عند دستور الحرب الرائع

- ‌تصرف المسلم حجة للإِسلام أو عليه

- ‌المسلمون يودعون الجيش

- ‌جواسيس الرومان في المدينة يبلغونهم نبأ الغزو

- ‌استخبارات الرومان في شمال الجزيرة

- ‌مقتل أخي قائد الأعداء

- ‌عدد الجيش الروماني

- ‌هل الملك هرقل هو الذي قاتل المسلمين في مؤتة

- ‌توقف المسلمين في معان للتشاور

- ‌المجلس العسكري في معان

- ‌اختلاف قادة الجيش في معان

- ‌اتفاق أركان الجيش على مصادمة الرومان

- ‌كلمة ابن رواحة في اجتماع هيئة الأركان

- ‌وصف أئمة التاريخ ما حدث في معان من اختلاف وجهات النظر

- ‌تحصن المسلمين في مؤتة

- ‌التعبئة للقتال

- ‌حراجة موقف المسلمين بمؤتة

- ‌أكبر مغامرة حربية في التاريخ

- ‌نشوب المعركة الطاحنة

- ‌كانت النتيجة مضمونة وهي النصر للرومان ولكن

- ‌مصرع قادة الجيش الإسلامي الثلاثة

- ‌معركة مؤتة تستمر سبعة أيام

- ‌متى وكيف استشهد القادة الثلاثة

- ‌مصرع زيد بن حارثة

- ‌مصرع جعفر بن أبي طالب

- ‌جعفر يعقر فرسه

- ‌الشهيد الشاب

- ‌عودة إلى المنطلق

- ‌مصرع عبد الله بن رواحة القائد الثالث

- ‌تمنى الشهادة فأعطيها

- ‌كيف استبسل ابن رواحة بعد التردد

- ‌مصرع قائد العرب المتنصرة

- ‌خالد بن الوليد يتولى قيادة الجيش في مؤتة

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم يصف المعركة قبل عودة الجيش بعد أن كشف الله له ما بين المدينة والشام

- ‌حديث البخاري عن معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌رواية البيهقي عن المعجزة

- ‌رواية ابن إسحاق

- ‌جناحان بدل اليدين لجعفر في الجنة

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم يشيد ببطولة خالد

- ‌صعوبة المهمة الملقاة على عاتق خالد في مؤتة

- ‌خالد وخطة الانسحاب الرائعة

- ‌نجاح خطة التضليل أنقذت المسلمين في مؤتة

- ‌خالد يهاجم الرومان ويلحق بهم أعظم الخسائر ثم ينسحب

- ‌تسعة أسياف تتكسر في يد خالد بمؤتة

- ‌تنفيذ خطة الانسحاب إلى المدينة

- ‌قيادة الرومان تأمر بعدم تعقب المسلمين في انسحابهم

- ‌المظاهرة في المدينة ضد الجيش

- ‌أثر مقتل جعفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌محبة النبي الشديدة لجعفر

- ‌بكاء الرسول لموت جعفر

- ‌أولاد جعفر الصغار

- ‌فضل أمراء معركة مؤتة الثلاثة

- ‌الاستخبارات النبوية تبلغ الرسول نبأ الغزو

- ‌إسراع النبي في غزوهم قبل أن يتحركوا

- ‌عمرو بن العاص القائد

- ‌عمرو بن العاص القائد لأول مرة

- ‌الجيش يتحرك من المدينة

- ‌ابن العاص يطلب النجدة من المدينة

- ‌النجدة تتحرك من المدينة لإِسناد عمرو بن العاص

- ‌رسول عمرو إلى النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌اختلاف أبي عبيدة وعمرو

- ‌وقفة اعتبار وتدبر

- ‌الغزوة تحقق أهدافها

- ‌عودة ابن العاص المنتصر إلى المدينة

- ‌البشر بالنصر إلى المدينة

- ‌ثناء الرسول صلى الله عليه وسلم على أبي عبيدة لسماحة خلقه

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم يقر كل تصرفات القائد ولم ينكر عليه

- ‌نصيحة لا بد من سماعها

- ‌قتلى الفريقين في معركة مؤتة

- ‌عدد قتلى الأعداء في مؤتة

- ‌استدراك وتعقيب

- ‌تعقيب ابن كثير على عدد قتلى المسلمين في المعركة

- ‌هل انتصر المسلمون في مؤتة أم انهزموا

- ‌ما حدث في مؤتة هو فتح للمسلمين بدون شك:

- ‌نصر بعد هزيمة

- ‌رأي ابن كثير في هزيمة المسلمين وانتصارهم

- ‌تحقيق المقام في أن ما قام به خالد في مؤتة نصر لا مثيل له

- ‌أعلى وسام في الدولة تمنحه بريطانيا للقائد الذي نجح في الانسحاب من أدنكرك

- ‌دروس من معركة مؤتة

- ‌نظرة وتحليل

- ‌كيف انتصرت العقيدة في مؤتة

- ‌خرافة التفوق التكنولوجى

- ‌لماذا انهزم العرب وانتصر اليهود في حزيران

الفصل: ‌من الذي بنى مدينة تدمر

وحلوان" وكذلك الجيش الرئيسى للمملكة يتكون من هؤلاء العرب هكذا صرح العلامة ابن خلدون في تاريخه (1).

والإِخباريون الإِسلاميون جميعهم. "تقريبًا" يقولون هذا القول الذي يقوله ابن خلدون.

وقد نسب ابن خلدون والمسعودى أسرة آل أذينة "حكام وملوك تدمر" إلى العمالقة، فقال كلاهما في نسب زينوبيا "الزباء" أعظم ملوك آل أذينة شأنًا. قالا. . هي الزباء بنت عمرو بن ظرب بن حسان بن أذينة بن السميدع بن هوثر العملاقى (2).

أما المؤرخون اليونان والرومان. فلا خلاف بينهم في أن شعب تدمر "حكامًا ومحكومين" هم من العرب. وقد استنتجوا هذه الحقيقة وأثبتوها بطريقة لا تقبل الشك. من الكتابات والنقوش التي وجدوها على آثار تدمر القائمة حتى اليوم والتي حل خبراؤهم رموزها وترجموا أحرفها، فوجدوها مسجلة أسماءًا عربية لشخصيات بارزة من الملوك والقادة والأمراء والمعبودات لديهم.

وقد أكد البحاثة الكبير المختص ببحث تاريخ العرب قبل الإِسلام الدكتور جواد على في كتابه "تاريخ العرب قبل الإِسلام" وكذلك الأستاذ جورجى زيدان في كتابه "العرب قبل الإِسلام" كلاهما أكدا، أن مملكة تدمر مملكة عربية رغم الطابع الروماني اليونانى والآرامى الغالب على كثير من حالاتها الثقافية والعمرانية (3).

‌من الذي بنى مدينة تدمر

؟

لقد اختلف الإِخباريون الإِسلاميون في من الذي بني مدينة "تدمر" كما اختلفوا في تحديد الوقت الذي بنيت فيه هذه المدينة الموغلة في القدم، واسم الذي كان أول من بناها.

(1) تاريخ ابن خلدون ج 2 ص 544 نشر دار الكتاب اللبنانى للطباعة والنشر.

(2)

مروج الذهب ج 2 ص 93 وتاريخ ابن خلدون ج 2 ص 544.

(3)

انظر أوسع التفاصيل عن مملكة (تدمر) في كتابنا (العرب في الشام قبل الإِسلام).

ص: 32

وتلك عادة المؤرخين والإِخباريين فيما يختص بتاريخ الشعوب والمدن التي كانت قبل الإِسلام بعهود طويلة، وخاصة إذا كانت خارج محيط جزيرة العرب.

فقد ذكر ياقوت في معجمه أن البعض يزعم أن تدمر مما بنته الجن لنبي الله سليمان بن داود (عليه السلام)، ويعقب ياقوت على هذا الزعم فيقول: . ولكن الناس إذا رأوا بناء عجيبًا جهلوا بانيه أضافوه إلى سليمان وإلى الجن ومن ناحية أخرى يزعم أهل تدمر أن بناء مدينتهم كان قبل نبي الله سليمان بأكثر مما بيننا وبين سليمان وقيل سميت "تدمر" باسم امرأة اسمها "تدمر بنت حسان بن أذينة بن السميدع بن نزيد بن عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح" ثمَّ يقول ياقوت وهي من عجائب الأبنية، موضوعة على العمد الرخام (1).

وهناك أقاويل كثيرة يذكرها الإِخباريون حول من الذي شيد هذه المدينة العظيمة "تدمر".

والذي لا خلاف فيه هو أن آثار تدمر العظيمة الباقية حتى اليوم تدل على قوة وعظمة الأمة التي قامت ببناء هذه المدينة.

ويدل فحص الخبراء المختصين لآثار تدمر على أن هذه المدينة قد بنيت وأسست قبل الميلاد بقرون طويلة، ويرجح أنها كانت منذ القرن السادس "قبل الميلاد" محطة للقوافل التجارية بين الشرق والغرب. وبين مناطق الشرق نفسها - جزيرة العرب والعراق وإيران ومصر والهند وآسيا الصغرى والحبشة أيضًا - إلا أنها لم تبلغ أوج مجدها السياسي والتجارى إلا في أوائل القرن الثالث للميلاد وحتى أواخر هذا القرن حيث قضى الإِمبراطور "أورليانوس" على مملكة تدمر التي بلغت عن العظمة والقوة إلى أن زحفت ملكتها الداهية الشجاعة زينوبيا (الزباء) بجيوشها فعبرت البوسفور وحاصرت القسطنطينية قاصدة احتلال روما نفسها فصمد لها الإِمبراطور المذكور، فأخرجها عن التراب الأوروبى، وما زال أمرها في تأخر. حتى تحصنت في عاصمتها "تدمر" ثمَّ استسلمت للرومان بعد حصار دام ثلاث سنوات، وبعد ضروب من الشجاعة والبسالة والثبات أذلت مجلس الشيوخ في روما. وجعلت

(1) معجم البلدان ج 2 ص 17.

ص: 33