الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطارئ فقضوا على سلطان الأنباط وذلك لعام 106 م (1).
رغم قضاء الرومان على مملكة الأنباط العرب ورغم الاستقرار النسبى الذي نعم به الرومان في الشام في فترة ما بين أوائل القرن الثاني حتى أواخر القرن الثالث للميلاد، فإنهم ظلوا عرضة للمتاعب التي كان البدو من عرب الشام يسببونها لهم حيث كانوا يشنون الغارات الخاطفة على طرق قوافلهم والأطراف النائية عن عواصم أقاليم الشام ثمَّ يوغلون في الصحارى وشغاف الجبال فلا يقدر عليهم الرومان.
ولعل أعظم المتاعب بل أعظم النكبات التي أنزلها جيل من العرب بالرومان في الشام قبل دوران الغساسنة في فلك هؤلاء الرومان، هو ما أصابهم على أيدى بقايا العمالقة من أسرة آل أذينة المنحدرين من أصلاب السميدع العمليقى. وخاصة في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن الثالث للميلاد حيث أزالت الملكة الزباء الوجود الروماني بكل أشكاله من الشام وعبرت بجيوشها البوسفور مصممة على احتلال روما نفسها. لولا أن القدر أنقذ الرومان بأن تولى أمرهم إمبراطور حازم عنيد هو (أورليانوس) فاستعاد سلطان الرومان المفقود في الشام وقضى على مملكة آل أذينة إلى الأبد (2).
الرومان يقرون الغساسنة على ما في أيديهم:
والمرجح أن الغساسنة جاءوا إلى الشام وانتزعوا الأمر من أيدى أبناء عمهم القضاعيين في الجنوب، في الوقت الذي كانت فيه الإِمبراطورية الرومانية تصارع ملوك آل أذينة في سوريا من أجل استرجاع سلطان روما على الشام. وذلك حوالي عام 248 للميلاد في عهد أذينة الأكبر.
ومنذ ذلك العهد صار الغساسنة حكامًا على مناطق محدودة من الشام تتم توليتهم من قبل أباطرة الروم، غير أنهم كانوا شبه مستقلين بمشيخاتهم التي أطلق عليها الإِخباريون (تجاوزا) اسم ممالك.
(1) انظر مزيدًا من التفاصيل عن مملكة العرب الأنباط في كتابنا (العرب في الشام قبل الإِسلام).
(2)
انظر أوسع التفاصيل عن حروب ملوك تدمر مع الإمبراطورية الرومانية في كتابنا (العرب في الشام قبل الإِسلام).