الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- صلى الله عليه وسلم سينتصر في ملحمة خيبر. كما أخبر اليهود أنفسهم بذلك الحارث بن عوف (1).
أما عداء بني مرة للنبي صلى الله عليه وسلم ورغبتهم في الإطاحة به وبدينه. فقد ظلتا على ما هما عليه لم تتغير.
فقد ظلوا للنبي صلى الله عليه وسلم أعداء محاربين. ولذلك فقد كانوا في رأس قائمة القبائل الوثنية التي قرر النبي صلى الله عليه وسلم بعد انتصاره على اليهود في خيبر- أن يشن عليهم الغارات التأديبية لإرهابهم. وإقناعهم عمليًّا بأنه ليس بإمكانهم أن يعودوا إلى موقف المهاجم في نزاعهم مع الإِسلام والمسلمين.
ففي شهر شعبان (أي بعد خمسة أشهر من فتح خيبر). انتخب النبي صلى الله عليه وسلم دورية حربية قوامها ثلاثون رجلًا. وأسند قيادة هذه الدورية إلى بشير بن سعد الأنصاري وكلفه أن يطأ بدوريته الحربية ديار قبيلة بني مرة في فدك الواقعة على أميال قليلة من خيبر .. ليصيب منهم في الأرواح والأموال ما أمكنه ذلك.
وخرج بشير بن سعد من المدينة بدوريته وما زال يسير بها حتى وصل فدك التي لا تبعد عن المدينة أكثر من ستين ميلًا.
وعندما وصل القائد بشير إلى منازل بني مرة (بفدك) لم يجد أحدًا من المحاربين. وإنما وجد رعاة في الشاء والإِبل.
ولدى استجوابه الرعاة، اتضح له أن المحاربين من بني مرة في بواديهم خارج فدك، فاكتفى باستياق الشاء والإِبل كأَموال لعدو محارب. ثم اتجه بها نحو المدينة راجعًا.
بنو مرة يبيدون الدورية
وقد حدث أن أحد الرعاة تمكن من الإِفلات من أيدى رجال الدورية. فانطلق بأقصى سرعة وأخبر المحاربين باستيلاء دورية بشير بن سعد على مواشيهم وجوسهم خلال الديار في فدك.
(1) الحارث بن عوف المرى هذا لم أجد (فيما بين يدي من مصادر) أنه أسلم.
وكان بنو مرة (كما قلنا) من أقوى وأشرس القبائل النجدية. وكانوا أهل نجدة وشجاعة.
فعندما تلقوا نبأ الإِغارة على ديارهم واستياق مواشيهم. تسابق رجالهم ليلحقوا بدورية بشير بن سعد. وفعلًا تمكنوا من ذلك.
فقد أدركت طلائع فرسان بني مرة بشير بن سعد ودوريته على مسافة أميال قليلة من (فدك).
وكان بشير بن سعد قد تبلغ من عيونه (استخباراته) نبأ مطاردة بني مرة لدوريته. فتحصن برجاله.
ووصلت طلائع فرسان بني مرة فبادروا بالهجوم. فقابلهم المسلمون بالسهام من تحصيناتهم. فظل الفريقان يترامون بالنبل حتى حجز الليل بينهم.
وكان بشير ورجال دوريته يعتمدون في الدرجة الأولى على السهام في صد الهجوم. ولكن نبال الدورية لكثرة الترامى نفدت. وأصبح القائد بشير ودوريته في وضع حرج للغاية.
فقد توافد محاربو بني مرة أثناء الليل على مكان المعركة. حتى بلغوا عدة أضعاف رجال الدورية الذين لا يزيدون على ثلاثين رجلًا.
فعندما أصبحوا. وجد بشير بن سعد دوريته محاطة بأعداد هائلة من بني مرة الذين شنوا على الدورية هجومًا من جميع الجهات.
فصار هم رجال الدورية الدفاع عن أنفسهم. فاشتبكوا مع المشركين في قتال مرير ضار. ولكن الكثرة تغلب الشجاعة (كما يقولون).
فقد تمكن نبو مرة من التغلب على رجال الدورية، فأبادوهم جميعًا. ولم ينج منهم سوى رجل واحد هو علبة بن زيد الحارثي.
أما قائد الدورية (بشير بن سعد). فقد قاتل قتالًا مريرًا حتى أثخنته الجراح فسقط بين القتلى لكثرة ما أصابه من النزيف الشديد.
فظنه المريون قد قتل. بعد أن فحصوه فلم يجدوا به حراكًا.
واسترجع المرِّيون كل الشاة والإِبل التي استاقتها دورية بشير بن سعد.