الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[تقديم]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، وأشهد ألاإله إلا الله واحده لا شريك له، الذي رفع قدر العلماء، فاستشهداهم على أعظم مشهود وهو التوحيد.
وأشهد أن سيّدنا محمدا عبده ورسوله، إمام العلماء، وسيد الأولياء، صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه.
أما بعد
فإن أعظم ميراث ورّثه الأنبياء هو ميراث العلم، ولقد هيأ الله لهذا الميراث من يقوم به ويبلغه للناس رغبة في الأجر، ورفعة في القدر، ومغفرة للوزر.
ومن المعلوم أن الحاجة إلى العلم أشد من الحاجة إلى الطعام والشراب، لأن الحاجة إلى الطعام والشراب محدودة، والحاجة إلى العلم غير محدودة. وممن نحسبهم من طلاب العلم الذين واصلوا على التعلم والتعليم الأخ الفاضل/ خميس السعيد محمد، الذي كتب كتابه الموسوم ب (مواقف حلف فيها النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد قرأنا بعض فصوله، فوجدته من العلم المؤصّل الذي يستند على الدليل المقنع والذي تحتاجه الأمة اليوم، وقد بذل فيه جهده، وعمر به وقته، ليخرج للناس زادا يتزودون به في سيرهم إلى الله والدار الاخرة.
ولقد أحسن الشيخ خميس السعيد في كتابه هذا، والذي بيّن فيه مواقف عظيمة حلف فيها النبي صلى الله عليه وسلم وشدّد فيها بيمينه حرصا منه صلى الله عليه وسلم على هداية أتباعه، وترغيبا لهم في الخير، فتارة يقسم أنه ودّ أن يقتل ثم يحيا، ثم يقتل في سبيل الله ثم يحيا، وفي هذا ترغيبا لأصحابه على الجهاد في سبيل الله، وتارة يحلف أنه ما يخشى الفقر على أصحابه بل يخشى أن تفتح الدنيا على أتباعه، وفي هذا تحذير لهم من مزالق الدنيا وفتنتها، وهكذا
…
فهو صلى الله عليه وسلم يحلف لمن اتبعه فيرغّبهم في الخير، أو ليدفع عنهم الشر، أو ليفقههم في الدين، أو ليخبرهم بنبأ من سبقهم ليتعظوا وهكذا.. أسأل الله تعالى أن تكون هذه الرسالة علاجا لما استفحل من كثرة الحلف بلا داعية إلى ذلك، والتجرؤ على الأيمان جزافا بلا مصلحة ظاهرة، وأن يعين الله بها ما انتشر من أيمان كاذبة والعياذ بالله.
أسأل الله تعالى أن يجزي الشيخ خميس السعيد خيرا على كتابه هذا، وأن ينفع به، وأن يجعله من العمل الخالص الباقي له بعد الموت، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه إلى يوم الدين.
قاله وكتبه
سعد بن سعيد الحجري
الإثنين 7/ 5/ 1425 هـ