الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النبي صلى الله عليه وسلم حديثه هنا على طريق المثل فقال: ليس لي تعلق بالدنيا، وليس للدنيا تعلق بي، وكيف أتعلق بالدنيا وتتعلق الدنيا بي؟!
وما مثلي ومثلها إلا كمسافر ركب مطيته وسار في يوم هجير شديد قيظه، فلما اشتد به التعب نزل، فقال تحت شجرة فترة وجيزة لا تتجاوز الساعة ريثما ابتلع أنفاسه، وعاد إليه نشاطه، ثم راح وترك الشجرة مستأنفا السير من جديد ليصل إلى نهاية رحلته. «1»
*
ما يستفاد من الحديث:
1-
زهد الحبيب صلى الله عليه وسلم فعلينا الاقتداء.
فها هو صلى الله عليه وسلم ينام على الحصير حتى أثّر في جنبه، ويرفض أن يجعل له أصحابه فراشا ليّنا بينه وبين الأرض حتى يحمي جنبه ويقول لهم مالي وللدنيا!
فصلى الله عليك أيها النبي، ماذا لو رأيت ما فتح علينا من الدنيا وخلودنا إليها، وحزننا على ما روي عنا منها؟ ماذا كنت تقول؟!!
2-
التركيز على الأمثال في الدعوة والتربية:
(1)(توجيهات نبوية الطريق/ 22)
لأنها تدفع عن الإنسان السأم والملل، وأيضا تبرز له المعنى المعقول في صورة المحسوس المرئي فيتمكن من النفس ولا ينسى أبدا.
قال تعالى: وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ [العنكبوت/ 43]
3-
الصبر على متاعب الحياة والامها حتى نلقى الله:
وقد ألمح النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الفائدة التربوية الدعوية، حين شبّه نفسه بمسافر فركب مطيته في يوم هجير شديد الحر، فلما اشتد به التعب نزل فاستراحت ساعة ثم استأنف المسير متحملا مشاق الرحلة ليعود إلى بيته وداره.
وكذلك المسلم في الدنيا يلاقي كثيرا من المشاق والمتاعب، بل كثيرا ما يتعرض للمحن والبلايا، وواجبه أن يصبر، وأن يستعين بالله، وكلما اشتد به التعب استراح قليلا ثم استأنف الطريق حتى يلقى ربه مؤمنا صابرا محتسبا.
4-
التزهيد في الدنيا:
والتحذير من الركون إليها، والاطمئنان بها مع الغافلة عن لقاء الله والدار الاخرة، لأن الدنيا ليست بدار قرار.