الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: جنان الدنيا أربع: غوطة دمشق، وصغد سمرقند، ونهر الأبلّة، وشعب بوّان، وهي قرى متصلة خلال الأشجار والبساتين، من سمرقند إلى قريب من بخارى، لا تبين القرية حتى تأتيها لالتحاف الأشجار بها، نسب إلى الصغد طائفة كثيرة من أهل العلم.
والمنسوب: أيوب بن سليمان بن داود الصغدي، حدّث
.
من شيوخه: أبو اليمان الحكم بن نافع الحمصي، والربيع بن روح، ويحيى بن يزيد الخوّاص، وغيرهم، وتوفي سنة (274)(1).
(1373) النسبة: الصليقي، نسبة إلى الصَّلِيق: مواضع كانت في بطيحة واسط، بينها وبين بغداد، كانت دار ملك مهذّب الدولة أبي نصر المستولي على تلك البلاد، وقبله لعمران بن شاهين، وكانت ملجأ لكلّ خائف ومأوى لكل مطرود، وهي دار ملك بني العباس، وآل بويه والسلجوقية، ومن لجأ إلى صاحبها فلا سبيل إليه بوجه ولا سبب، ولا يمكن استخلاصه بالغلبة أبدا. والمنسوب: أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله بن قاذويه البزّاز، الصليقي
.
يعرف بابن العجمي، قدم بغداد وأقام بها، وجد بخطّه مولدي سنة (431).
من شيوخه: أبو جعفر محمد بن أحمد بن مسلمة المعدل، وأبو الحسين أحمد بن محمد بن البقور، وغيرهما.
بالصّليق، مات بواسط في ثاني عشر صفر سنة (511) ودفن بتربة المصلّى بواسط (2).
(1374) النسبة: الصنعاني، نسبة إلى صَنْعَاء: موضعان أحدهما باليمن، وهي العظمى، وأخرى قرية بالغوطة من دمشق، نسب إلى كل منهما خلق
.
والمنسوب إلى اليمانية: أجلّهم قدرا في العلم عبد الرزاق بن همّام بن نافع أبو بكر الحميري، مولاهم الصنعاني، أحد الثقات المشهورين
.
قدم الشام تاجرا، وكان مولده سنة (126).
(1) معجم البلدان 3/ 409، 410.
(2)
معجم البلدان 3/ 422.
من شيوخه: الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وسعيد بن بشير، ومحمد بن راشد المكحولي، وإسماعيل بن عباس، وثور بن يزيد الكلاعي، سمع منهم بدمشق، وحدّث عنهم، ومعمّر بن راشد، وابن جريج، وعبد الله، وعبيد الله ابني عمرو بن مالك بن أنس، وداود بن قيس الفرّاء، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، وعبد الله بن زياد بن سمعان، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، وأبو معشر نجيح السندي، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ومعتمر بن سليمان التيمي، وأبو بكر بن عباس، وسفيان الثوري، وهشيم بن بشير الواسطي، وسفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن أبي زياد، حدث عنهم وغير هؤلاء.
من تلاميذه: سفيان بن عيينة، وهو من شيوخه، ومعتمر بن سليمان، وهو من شيوخه، وأبو أسامة حمّاد بن أسامة، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى الذّهلي، وعليّ بن المديني، وأحمد بن منصور الرّمادي، والشاذكوني، وجماعة وافرة آخرهم إسحاق بن إبراهيم الدبري، لزم معمّرا ثمانين سنة.
قال أحمد بن حنبل: أتينا عبد الرزاق قبل المائتين وهو صحيح البصر، ومن سمع منه بعد ما ذهب بصره فهو ضعيف الإسناد، وكان أحمد يقول: إذا اختلف أصحاب معمر فالحديث لعبد الرزاق.
قال أبو خيثمة زهير بن حرب: لما خرجت أنا وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين نريد عبد الرزاق فلمّا وصلنا مكّة كتب أهل الحديث إلى صنعاء إلى عبد الرزاق: قد أتاك حفّاظ الحديث فانظر كيف تكون: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، فلمّا قدمنا صنعاء أغلق الباب عبد الرزاق ولم يفتحه لأحد إلّا لأحمد بن حنبل لديانته، فدخل فحدّثه بخمسة وعشرين حديثا ويحيى بن معين بين الناس جالس، فلمّا خرج قال يحيى لأحمد: أرني ما حلّ لك، فنظر فيها فخطّأ الشيخ في ثمانية عشر حديثا، فلمّا سمع أحمد الخطأ رجع فأراه مواضع الخطأ، فأخرج عبد الرزاق الأصول فوجده كما قال يحيى ففتح الباب وقال: ادخلوا، وأخذ مفتاح بيته وسلّمه إلى أحمد بن حنبل وقال: هذا البيت ما دخلته يد غيري منذ ثمانين سنة، أسلّمه إليكم بأمانة الله على أنّكم لا تقولوا ما لم أقل، ولا تدخلوا عليّ
حديثا من حديث غيري، ثمّ أومأ إلى أحمد وقال: أنت أمين الدين عليك وعليهم، قال: فأقاموا عنده حولا.
قال أبو عبد الرحمن النسائي: عبد الرزاق بن همّام فيه نظر لمن كتب عنه بآخره، وفي رواية أخرى: عبد الرزاق بن همام لمن يكتب عنه من كتاب ففيه نظر، ومن كتب عنه بآخره حدث عنه بأحاديث مناكير.
حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي قلت عبد الرزاق كان يتشيّع ويفرط في التشيّع؟ فقال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا، ولكن كان رجلا تعجبه الأخبار.
قال مخلد الشعيري: كنّا عند عبد الرزاق فذكر رجل معاوية فقال: لا تقذّروا مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان! .
قال عليّ بن عبد الله بن المبارك الصنعاني: كان زيد بن المبارك لزم عبد الرزاق فأكثر عنه، ثمّ حرق كتبه، ولزم محمد بن ثور، فقيل له في ذلك فقال: كنّا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان الطويل، فلمّا قرأ قول عمر لعليّ والعباس: فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، قال: ألّا يقول الأنوك: رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ! قال زيد بن المبارك: فقمت فلم أعد إليه ولا أروي عنه حديثا أبدا (1).
(1) قلت: هذا غلو من الطرفين: الإمام عبد الرزاق رحمه الله، على جلالته يغلوا ويصف عمر رضي الله عنه المشهود له بالجنة بالحمق، واين هو من عمر رضي الله عنه فضلا ومكانة عند الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، والحق أن عمر لم يخطئ فيما قال: جاء علي رضي الله عنه يطلب ميراث امرأته من أبيها، ولعل عمر رضي الله عنه فطن لشيء لم يفطن له عبد الرزاق، ولم يقل: رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلمه بأن رسول الله لا يورث، حاله كحال الأنبياء من قبله، فاستخدم لفظة أبيها لظنهم أنهم يرثون والله أعلم، أما زيد بن المبارك رحمه الله فقد انتصر لعمر رضي الله عنه بغلو، إذ حرق ما سمع من عبد الرزاق، وترك حديثه ولم يعد إليه، ولم يرو عنه حديثا أبدا، ولو أنه أضرب عن رواية الحديث الذي أحدث فيه عبد الرزاق رحمه الله ذما لعمر رضي الله عنه، وأخذ عنه ما صح من حديثه لكان أولى رحمهم الله.