الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خاتمة الكتاب: بماذا يعرف مقصود الشارع
ختم الشاطبي كتاب المقاصد بـ "فصل" قال فيه: "ولكن لا بد من خاتمة تكر على كتاب المقاصد بالبيان، وتعرف بتمام المقصود فيه بحول الله.
فإن للقائل أن يقول: إن ما تقدم من المسائل في هذا الكتاب مبني على المعرفة بمقصود الشارع، فبماذا يعرف ما هو مقصود للشارع مما ليس بمقصود؟ ".
وقبل أن يذكر وبين "الجهات الأربع" التي يعرف منها مقصود الشارع، قسم الناس -في موقفهم من المقاصد وكيفية تعرفها- إلى ثلاثة أصناف1.
1-
صنف يرى أن لا سبيل إلى معرفة مقاصد الشارع إلا من خلال التنصيص عليها صراحة، من الشارع نفسه. وهذا مذهب الظاهرية.
2-
صنف على النقيض من هذا، وهو على ضربين:
أ- من لا يعتدون -نهائيا- بظواهر النصوص، بل يعتبرون أن مقاصد النصوص، هي -دائمًا- شيء آخر، وهو الباطن، "وهذا رأي كل قاصد لإبطال الشريعة، وهم الباطنية".
ب- المبالغون في القياس، المقدمون له على النصوص. ولم يسم من هؤلاء أحد ولا مذهبا.
3-
صنف يرى الجمع بين اعتبار النصوص وظواهرها، وبين النظر إلى
1 إذا تأملت وجدت أنهم أربعة لا ثلاثة.
معانيها وعللها، "وهو الذي أمَّه أكثر العلماء الراسخين، فعليه الاعتماد في الضابط الذي به يعرف مقصد الشارع".
وبناء على هذا المبدأ العام، حدد الجهات التي يعرف منها مقصود الشارع في أربع هي:
1-
مجرد الأمر والنهي، الابتدائي التصريحي.
2-
اعتبار علل الأمر والنهي.
3-
اعتبار المقاصد التابعة "الخادمة للمقاصد الأصلية".
4-
سكوت الشارع مع توفر داعي البيان والتشريع.
ونظرا لما لهذا الموضوع من أهمية قصوى، باعتباره مفتاح علم المقاصد وميزانه.
ونظرًا لحاجة الموضوع إلى عرض يكون أكثر بيانًا وتوضيحًا مما سرت عليه في هذه الخلاصة، وحاجته -أيضًا- إلى جمع ما نثره الشاطبي من متفرقات لا تقل أهمية عن هذا الفصل الختامي، وذلك في أجزاء الموافقات والاعتصام.
ونظرًا لما يتطلبه من مناقشة وتتميم، فإني أرجئ هذا كله إلى فصل قادم، خاص بهذا الموضوع:"بماذا تعرف مقاصد الشارع" وهو الفصل الثالث من الباب الثالث.