الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة
…
بسم الله الرحمن الرحيم
نبذة عن حياة العلامة المحدث الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الدويش
نسبه:
هو الشيخ الحافظ عبد الله بن محمد بن أحمد الدويش أحد علماء المملكة العربية السعودية وهو من أعلام منطقة نجد.
مولده ونشأته:
ولد الشيخ عبد الله في عام 1373 هـ بمدينة الزلفي، وقد تربى في كنف والده إذ توفيت والدته وهو رضيع ثم ترعرع ونشأ نشأة مباركة عرف من خلالها بالصفات الحميدة والأخلاق الطيبة من العفاف والطهارة وحسن الخلق. وقد كان رحمه الله ملازما لخدمة والده منذ الصغر إذ أثرت فيه هذه الملازمة مما جعله في نفس والده محبوبا إليه يعز عليه مفارقته. وقد كان رحمه الله آية في سرعة الحفظ والفهم مع الذكاء المتوقد، وقد كانت هذه الصفات الموجودة فيه مما دفعته إلى طلب المزيد من العلم والمعرفة وطلب العلم من مظانه.
بدايته لطلب العلم:
بدأ الشيخ بطلب العلم صغيرا حيث اتجهت أنظاره لطلبه بالجد والاجتهاد وعدم الإخلاد للكسل فأحب الرحلة لذلك، فقدم الشيخ مدينة بريدة عام 1391 وبدأ الدراسة فيها وجد واجتهد في سبيل تحصيل العلم على أيدي العلماء العاملين فنزل في المسجد في إحدى غرفه وذلك في مسجد الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله – فكان في كل طلبه للعلم على مشايخه بارزا ونابغا، فأدرك العلم في وقت قصير. وكان سعيه دائما في تحصيل العلم وإدراكه واقتناء المؤلفات النادرة في جميع مصادر العلوم الشرعية كالفقه والحديث ومصطلحه ورجاله والتفسير وأصوله وغير ذلك. وكان - رحمه الله تعالى - مكبا على كتب السلف الصالح - رحمهم الله تعالى - ككتب العقيدة والفقه والحديث ولذلك تجده رحمه الله – شديد التأثر بهم وبأحوالهم وذلك ظاهر في سلوكه وطريقته في حفظ الوقت ومعاملة الطلاب وغيرهم، وكان أشد تأثرا بشيخي الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وتلاميذهم من أئمة هذه الدعوة فكان في العقيدة يأخذ بأقوالهم وكذلك في المسائل الفقهية.
ولقد كان - رحمه الله تعالى- واسع الأفق شديد الفهم والحفظ لما يقرأ ويلقى عليه، وشاهد ذلك بروزه في وقت قصير. وكذلك كان أقرانه الكبار منهم والصغار يسألونه في ما أشكل عليهم من المسائل. فكان قدوة صالحة لزملائه في بذل النفس وكفها عن شهواتها في سبيل تحصيل العلم والعمل به، فاشتغل به وحصل.
حفظه:
كما مر بنا أنه كان سريع الحفظ والفهم فإنه يحفظ الأمهات الست وغيرها من كتب الحديث والمتون ولذلك كان يحرض طلابه على أخذ العلم من المتون ثم يشرع الطالب بدراسة غيرها كما قيل: "من حفظ المتون حاز الفنون". وكان عنده من كل فن علم لأنه كان مكبا على دراسة هذه الفنون فكان عالما بالعقيدة والتوحيد والفقه والتفسير والنحو، وإليه المرجع في تعلم الحديث.
شواهد على الحفظ:
اجتمع الشيخ عبد الله بالشيخ الألباني في المدينة المنورة وذلك عام 97 هـ تقريبا وحصل بينهما نقاش علمي فلما انتهى قال الشيخ الألباني: "أنت أحفظنا ونحن أجرأ منك" أو كما قال – وفقه الله -.
الشاهد الثاني: عندما كان في مكة المكرمة وذلك عام 1406 هـ في رمضان جلست معه واجترأت على سؤاله، وقلت له: يقولون إنك تحفظ الأمهات الست. وأجاب بتواضع وكأنه لا يود أن يشتهر عنه في حياته – كما هي عادة السلف – فقال: نعم، ولكن صحيح مسلم يحتاج إلى تربيط.
الشاهد الثالث: كان بعض الطلاب يقرأ عليه في صحيح البخاري في السفر فقال له: ائت بالحديث وأقرأ عليك الإسناد. ومعلوم كثرة اختلاف الأسانيد للحديث الواحد.
مشايخه:
1-
الشيخ صالح بن أحمد الخريص - وفقه الله تعالى -.
2-
الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد – رحمه الله تعالى -.
3-
الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي - رحمه الله تعالى -.
4-
الشيخ محمد بن صالح المطوع - رحمه الله تعالى -.
5-
الشيخ صال بن إبراهيم البلهي - رحمه الله تعالى -.
6-
الشيخ محمد بن سليمان العليط - وفقه الله تعالى -.
7-
الشيخ محمد بن صالح المنصور - وفقه الله تعالى -.
8-
الشيخ عبد الله بن عبد العزيز التويجري - وفقه الله تعالى -.
طريقة تدريسه:
تتميز طريقة الشيخ عبد الله بأنها على الطريقة التي أخذ بها الآباء والأجداد العلم عن مشايخهم فكان الطالب يقرأ عليه المتن فيقوم بإيضاح غوامضه وتحليل ألفاظه والاستدلال على ذلك من الكتاب أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم أو من كلام أهل العلم - رحمهم الله تعالى – وكل ذلك مع الأدب والخشية. أما إذا كان الطالب لا يقرأ في متن كأن يقرأ في كتب الشروح فهو يكتفي بكشف ما يلتبس أو يخفى على الطالب من الألفاظ.
ومع هذا كله كان كثيرا ما ينصح الطلاب بتقوى الله ويحثهم على الاستقامة ممتثلا بقوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} .
أوقات التدريس:
كان الشيخ – رحمه الله تعالى – محتسبا على نشر العلم وتعليمه، فكانت له عدة جلسات يومية فكان يجلس في المسجد المجاور لبيته من بعد صلاة الصبح حتى طلوع الشمس بوقت طويل ثم يخرج إلى بيته وقتا قصيرا يأكل مما يتيسر إن لم يكن صائما ثم يخرج إلى المدرسة العلمية
فيجلس للتدريس في مكتبة المدرسة حتى يحين وقت تدريسه في الفصول الدراسية وهذا إذا لم يكن يوم الخميس، فإذا كان يوم الخميس فإنه يجلس في بيته مستقبلا طلاب العلم من باحثين ومسترشدين وغير ذلك مستفيدين منه، وعرض ما يخفى عليهم من الأحاديث ثم إذا خرجوا منه جلس في بيته مطالعا وباحثا في مكتبته، ومع ذلك فإنه كان سريع الكتابة ثم ينام إلى قبل أذان الظهر بساعة ثم يخرج إلى المسجد قبل الأذان ويصلي الظهر ويجلس للتدريس حتى أذان العصر، ومع كثرة الطلاب يبقى ويصلي العصر فيه ثم يجلس من قبل أذان العشاء الآخر بنصف ساعة ويبقى حوالي مقدار ساعة ونصف ثم بعد ذلك انتهى عمله اليومي. وقد كان قبل وفاته بشيء قليل زاد وقت التدريس وذلك من قبل صلاة المغرب حتى تقام صلاة العشاء ومع هذا الجهد المتطاول فإنه لم يمنعه من التأليف والعبادة وأوراده اليومية من صلاة وصيام.
صفاته:
كان – رحمه الله – هينا لينا في غير ضعف، مهابا سمحا كريما حليما محبوبا، متقربا للطالبين والفقراء والمساكين، صبورا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يُخاف ولا يخاف في الله فعل فاعل أو كلام قائل. فيه نخوة وشهامة وهيبة منها العجب، ومع هذا كله كان بالمعروف معروفا وبالإحسان مذكورا، كثير العبادة مشهورا بكثرة الصلاة والصيام، باذلا جهده بالقيام، معرضا عن القيل والقال، سالكا أهدى سبيل، دائم الصمت إلا فيما ينفع، قليل الكلام حسن السمت دائم البشر مبتسما.
زهده:
كان – رحمه الله تعالى – طيلة حياته لم يزاول التجارة بنفسه بل يوكل من يبيع له ويشتري مع بذل أجره لمن يقوم بأعماله إلا إذا كان من أقاربه وأحبابه، وكان لا يبذل في تحصيلها ولا إدراكها بل يأخذ منها ما يحتاج إليه ولا تذكر في مجالسه وهو لا يذكرها ولا تدور في فكره وكان مع هذا عفيفا نزها، صالحا ناسكا خاشعا، حسن الأخلاق شديد الخشية والإشفاق، عظيم التواضع والإحسان، لا يسلك في مطعمه وملبسه ومركبه سبيل أبناء زمانه واستمر على ذلك إلى أن لحق بالسابقين من العلماء الأعلام.
تلاميذه:
تعرف أن الشيخ – رحمه الله تعالى – جلس للتدريس من عام 1395 هـ أي حينما كان عمره ثلاثة وعشرون عاما فكان مدة جلوسه حوالي أربعة عشر عاما فبهذه المدة التف حوله طلاب كثيرون من طلبة العلم وجلس عليه من الكبار والصغار العدد الغير قليل فكان يجلس عليه للقراءة في اليوم والليلة أكثر من مائة وعشرين طالبا سوى المستمعين والمسترشدين فلقد مر بنا أنه كان يجلس في اليوم والليلة أكثر من ثلاث جلسات وكلهم ولله الحمد فيهم بركة ويؤمل أن يحملوا راية العلم والعمل من البلاد التي قدموا منها.
مؤلفاته:
1-
التوضيح المفيد لشرح مسائل كتاب التوحيد.
2-
الزوائد على مسائل الجاهلية.
3-
الألفاظ الموضحات لأخطاء دلائل الخيرات.
4-
دفاع أهل السنة والإيمان عن حديث خلق آدم على صورة الرحمن.
5-
المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال.
6-
التنبيهات النقيات على ما جاء في أمانة مؤتمر الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
7-
تنبيه القاري على تقوية ما ضعفه الألباني.
8-
الكلمات المفيدة على تاريخ المدينة.
9-
إرسال الريح القاصف على من أجاز فوائد المصارف.
10-
مختصر بدائع الفوائد.
11-
التعليق على فتح الباري.
مراثيه:
قد رثي – رحمه الله تعالى – في عدة مراثي تعكس صورة الشاعر في عظيم مصابه به، ومن ذلك مرثية عبد الرحمن الدوسري – وفقه الله -.
أبناؤه:
خلف الشيخ – رحمه الله تعالى – ثلاثة أبناء جعل الله فيهم البركة وجعلهم خير خلف لخير سلف، أكبرهم محمد ثم عبد الرحمن وأما أحمد فقد ولد بعد وفاة الشيخ بشهر تقريبا.
وفاته:
توفي الشيخ رحمه الله – في مساء يوم السبت الموافق 28/10/1409 هـ وقد كان وقع المصاب به فادحا على مشايخه وعلى أهله وذويه وأصدقائه وتلاميذه. وقد كان سبب وفاته على أثر مرض لزمه حوالي خمسة عشر يوما، وقد كان عمره حين وفاته ما يقارب أربعة وثلاثين عاما قضاها في العلم والتعليم وعبادة ربه. وقد خلف الشيخ مكتبة علمية عامرة بالكتب النفيسة. فرحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بقلم/ عبد العزيز بن أحمد المشيقح
مقدمة المصحح
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد، فإن كتاب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – "كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد" كتاب نفيس يحمل في طياته الدرر والجواهر ولا يستنقذ منه الطالب ما فيه من الفوائد إلا بمساعد. وقد قيض الله له من يستخرج هذه الفوائد، فشرح عدة شروح كبار ومن أنفسها شرحه "تيسير العزيز الحميد" الذي ألفه حفيده الشيخ سليمان بن عبد الله – رحمهما الله تعالى – فكان هذا الشرح من غرائب الزمان الذي أفلت شمسه فصار هذا الكتاب مرجعا هاما لرواد هذا العلم ومنبرا عظيما لمؤمنين وشاهدا كبير على الكافرين، ثم أتى من بعده علامة زمانه ووحيد دهره المجدد الثاني لهذه الدعوة الشيخ عبد الرحمن بن حسن – رحمهما الله تعالى – في كتابه "فتح المجيد" فإنه سفر عظيم انتفع به الجم الغفير ومن شرح الله صدره للنور الواضح المبين ثم درج العلماء من بعدهم ما بيم مختصر وموضح ما خفي على الطالب من الأبواب فجزى الله الجميع خير الجزاء على ما بذلوه في خدمة دينهم ونصرة شريعته. وقد أتى من بعد هؤلاء من تلذذ بمحاكاتهم ودرس مناهجهم وسلك
طريقتهم وشرب مشاربهم، ذلكم الشيخ العلامة "عبد الله بن أحمد الدويش" – رحمه الله تعالى – في كتابه "التوضيح المفيد لمسائل كتاب التوحيد" فإنه قد ألقى الأنوار على هذا السفر بطريقة جديدة وأسلوب سهل جديد مع الاختصار المفيد حيث اقتصر – رحمه الله – على الاكتفاء بشرح المسائل ولم يسبقه لها سابق لأن جميع من شرح هذا الكتاب لم يتعرض لشرحها، وقد وعد بذلك الشيخ سليمان بن حمدان – رحمه الله تعالى – بشرحها في كتابه الدر النضيد ص "5" فلم نره بعد فتناولها الشيخ عبد الله – رحمه الله – بالشرح لأنها كثيرا ما تخفى على الطالب فجزاه الله خير الجزاء على ما بذل في خدمة هذا الكتاب وجعله في موازين حسناته وغفر الله لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين وصلى الله على نبينا محمد.
تنبيه/ المؤلف – رحمه الله تعالى – لم يذكر المتن، وقد رأيت إتماما للفائدة وضع المتن بأعلى الصفحة ثم يليه شرح المسائل، وقد اعتمدت على طباعة المتن على طبعة مجموعة مؤلفات الشيخ محمد – رحمه الله تعالى -.
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جل عن الأنداد وتنزه عن الصاحبة والأولاد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القاهر فوق العباد وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخيرته من خلقه الهادي إلى سبيل الرشاد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فإن كتاب التوحيد الذي ألفه الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب أجزل الله له الأجر والثواب قد جاء بديعا في معناه من بيان التوحيد وما ينافيه من الشرك والتنديد وقد شرحه بعض أحفاده وغيرهم رحمهم الله ووضعوا عليه حواشي إلا أنهم لم يتعرضوا لشرح مسائله إلا نادرا ثم جاء بعدهم الشيخ سليمان بن حمدان رحمه الله فتعرض لها في كتابه الدر النضيد فجعل كل مسألة في الموضع اللائق بها من الآيات والأحاديث فحصل بذلك فوائد كثيرة إلا أنه لم يشرح المسائل فرأيت من تمام الفائدة أن أشرح كل مسألة بكلام موجز مفيد لعل الله أن يحشرنا في زمرة الداعين إليه على بصيرة إنه جواد كريم وسميته التوضيح المفيد لمسائل كتاب التوحيد وإذا قلت ذكره في الشرح فمرادي بذلك شرح كتاب التوحيد فتح المجيد وأسأل الله الوهاب أن يجعله خالصا لوجهه الكريم موجبا للزلفى لديه في جنات النعيم وصلى الله محمد النبي الصادق الأمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.