الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب قول الله تعالى {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ} الاية
…
باب
قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} "81) . وقوله: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَاّ اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} "82" الآية. وقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} "83" الآية.
عن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعا: "إن من ضعف اليقين: أن ترضى الناس بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على مالم يؤتك الله، إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره".
وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس" رواه ابن حبان في صحيحه.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية آل عمران.
الثانية: تفسير آية براءة.
الثالثة: تفسير آية العنكبوت.
الرابعة: أن اليقين يضعف ويقوى.
الخامسة: علامة ضعفه، ومن ذلك هذه الثلاث.
السادسة: أن إخلاص الخوف لله من الفرائض.
السابعة: ذكر ثواب من فعله.
الثامنة: ذكر عقاب من تركه.
فيه مسائل:
الأولى "تفسير آية آل عمران) أي قوله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} والمعنى يخوفكم بأوليائه.
الثانية "تفسير آية براءة" أي قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} الآية. والشاهد قوله: {وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ} فأثنى على من أفرده بالخشية فدل على أنها عبادة.
الثالثة "تفسير آية العنكبوت" أي قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} ففيها ذم لمن ترك الواجب عليه خوفا من فتنة المخلوق.
الرابعة "أن اليقين يضعف ويقوى" أي لقوله: "إن من ضعف اليقين" إلخ فمنطوقه يدل على ضعفه ومفهومه يدل على قوته.
الخامسة "علامة ضعفه ومن ذلك هذه الثلاث" أي أن ترضي الناس بسخط الله وتحمدهم على رزق الله وتذمهم على ما لم يؤتك الله.
السادسة "أن إخلاص الخوف لله من الفرائض" أي لقوله: {وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فجعله شرطا في الإيمان فدل على انتفاء الإيمان عند انتفائه لأن المشروط ينتفي عند انتفاء شرطه.
السابعة "ذكر ثواب من فعله" أي هو حصول إيمان فاعله ولكونه سببا لرضى الله عن صاحبه.
الثامنة "ذكر عقاب من تركه" أي هو انتفاء الإيمان عنه وسخط الله عليه كما في حديث عائشة.