الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب ما جاء في السحر تفسير السحر
…
باب ما جاء في السحر
وقول الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ} "1" وقوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} "72) .
قال عمر: "الجبت) : السحر، "والطاغوت) : الشيطان. وقال جابر: الطواغيت: كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا: يا رسول الله: وما هن؟ قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات".
وعن جندب مرفوعاً: "حد الساحر ضربه بالسيف" رواه الترمذي، وقال: الصحيح أنه موقوف.
وفي "صحيح البخاري" عن بجالة بن عبدة قال: كتب عمر بن الخطاب: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، قال: فقتلنا ثلاث سواحر.
وصح عن حفصة رضي الله عنها: أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها، فقتلت، وكذلك صح عن جندب.
قال أحمد: عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية البقرة.
الثانية: تفسير آية النساء.
الثالثة: تفسير الجبت والطاغوت، والفرق بينهما.
الرابعة: أن الطاغوت قد يكون من الجن، وقد يكون من الإنس.
الخامسة: معرفة السبع الموبقات المخصوصات بالنهي.
السادسة: أن الساحر يكفر.
السابعة: أنه يقتل ولا يستتاب.
الثامنة: وجود هذا في المسلمين على عهد عمر، فكيف بعده؟
فيه مسائل:
الأولى "تفسير آية البقرة" أي قوله: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ} أي استبدل الكفر الذي منه السحر بالإيمان، ماله في الآخرة عند الله من خلاق أي حظ ولا نصيب.
الثانية "تفسير آية النساء" أي قوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} فذمهم على إيمانهم بالجبت الذي هو السحر كما قاله عمر.
الثالثة "تفسير الجبت والطاغوت والفرق بينهما" أي الجبت السحر والطاغوت الشيطان وقيل غير ذلك وأما الفرق بينهما فهو – والله أعلم – أن الجبت يتعلق بالعمل المذموم كالسحر، والطاغوت بالعامل أي الشيطان أو الكاهن أو الساحر وهذا على بعض التفاسير وأما على بعضها فيتداخلان.
الرابعة "أن الطاغوت قد يكون من الجن وقد يكون من الإنس" أي إذا قيل إنه الشيطان فهو من الجن وإذا قيل إنه الكاهن فهو من الإنس.
الخامسة "معرفة السبع الموبقات المخصوصات بالنهي" أي المهلكات المخصوصات بالنهي لقوله: "اجتنبوا السبع..إلخ".
السادسة "أن الساحر يكفر" أي لقوله تعالى: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ} .
السابعة "أنه يقتل ولا يستتاب" أي لأن الصحابة الذين روي عنهم قتله لم ينقل أنهم استتابوه.
الثامنة "وجود هذا في المسلمين على عهد عمر فكيف بعده" أي وجود السحر في عهد عمر فكيف بعده أي أنه أعظم لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم" رواه البخاري.