الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب
قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلَا لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا
فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} "114" الآية.
قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم معبَّد لغير الله؛ كعبد عمر، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب.
وعن ابن عباس رضي الله عنه في الآية قال: لما تغشاها آدم حملت، فأتاهما إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني أو لأجعلن له قرني أيل، فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلن ولأفعلن ـ يخوفهما ـ سِّمياه عبد الحارث، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتاً، ثم حملت، فأتاهما، فقال مثل قوله، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتاً، ثم حملت، فأتاهما، فذكر لهما فأدركهما حب الولد، فسمياه عبد الحارث فذلك قوله تعالى:{جَعَلَا لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا} "115" رواه ابن أبي حاتم.
وله بسند صحيح عن قتادة قال: شركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته. وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله:{لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً} "116" قال: أشفقا ألا يكون إنساناً، وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما.
فيه مسائل:
الأولى: تحريم كل اسم معبّد لغير الله.
الثانية: تفسير الآية.
الثالثة: أن هذا الشرك في مجرد تسمية لم تقصد حقيقتها.
الرابعة: أن هبة الله للرجل البنت السوية من النعم.
الخامسة: ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة، والشرك في العبادة
فيه مسائل:
الأولى"تحريم كل اسم معبد لغير الله" أي لما فيه من الإشراك مع الله في الربوبية.
الثانية"تفسير الآية" أي قوله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً} أي سالما سويا {جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} حيث عبداه لغير الله.
الثالثة"أن هذا الشرك في مجرد تسمية لم تقصد حقيقتها" أي أن التسمية بعبد الحارث إنما هو شرك بمجرد التسمية فقط ولم يقصد حقيقة ما أراده الشيطان من التعبيد له.
الرابعة"أن هبة الله للرجل البنت السوية من النعم" أي لما أنهما حلفا أن يشكرا الله إذا آتاهما صالحا أي سويا لا عيب فيه ولم يفرقا بين كونه ذكرا أو أنثى دل ذلك على أن هبة الله للإنسان البنت السوية من النعم خلافا لما اشتهر عند العرب من كراهة البنات.
الخامسة"ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة والشرك في العبادة" أي أن ما جرى بين الأبوين إن صح عنهما مجرد موافقة في التسمية فقط وهذا من شرك الطاعة وهو لا يصل إلى الشرك الأكبر ولم يقصدا حقيقة التعبيد للشيطان الذي هو
الشرك الأكبر وهذا من إظهار العذر للأبوين.