الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره وما هي الاستغاثة
؟
…
باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره
وقوله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ * وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَاّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} "39" الآية. وقوله: {إِِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} "40" الآية. وقوله: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} "41" الآيتان. وقوله: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} "43) .
وروي الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله عز وجل".
فيه مسائل:
الأولى: أن عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص.
الثانية: تفسير قوله: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ} "44)
الثالثة: أن هذا هو الشرك الأكبر.
الرابعة: أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين.
الخامسة: تفسير الآية التي بعدها.
السادسة: كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفراً.
السابعة: تفسير الآية الثالثة.
الثامنة: أن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله، كما أن الجنة لا تطلب إلا منه.
التاسعة: تفسير الآية الرابعة.
العاشرة: أنه لا أضل ممن دعا غير الله.
الحادية عشرة: أنه غافل عن دعاء الداعي لا يدري عنه.
الثانية عشرة: أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له.
الثالثة عشرة: تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو.
الرابعة عشرة: كفر المدعو بتلك العبادة.
الخامسة عشرة: أن هذه الأمور سبب كونه أضل الناس.
السادسة عشرة: تفسير الآية الخامسة.
السابعة عشرة: الأمر العجيب وهو إقرار عبدة الأوثان أنه لا يجيب المضطر إلا الله، ولأجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين.
الثامنة عشرة: حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله عز وجل.
فيه مسائل:
الأولى "أن عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص" أي لأن الدعاء عام والاستغاثة دعاء المكروب فهو دعاء مخصوص.
الثانية "تفسير قوله: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ} " أي لا ينفعك إن دعوته ولا يضرك إن تركت دعاءه.
الثالثة "أن هذا هو الشرك الأكبر" أي لقوله: {فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين} أي المشركين والظلم هنا هو الشرك لقوله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} .
الرابعة "أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين" أي لقوله: {فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين} .
الخامسة "تفسير الآية التي بعدها" أي قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ} أي لا يقدر على ذلك إلا الله.
السادسة "كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفرا" أي دعاء غير الله لا ينفع وهو كفر كما قال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} إلى قوله: {إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} .
السابعة "تفسير الآية الثالثة" أي قوله تعالى: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ} .
الثامنة "أن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله كما أن الجنة لا تطلب إلا منه" أي لقوله: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} فتقديم المعمول يفيد الاختصاص أي اطلبوه من عند الله لا من عند غيره.
التاسعة "تفسير الآية الرابعة" أي قوله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ
اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ} الآيتين.
العاشرة "أنه لا أضل ممن دعا غير الله" أي لقوله: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ} .
الحادية عشرة "أنه غافل من دعاء الداعي لا يدري عنه" أي لقوله: {وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} .
الثانية عشرة "أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له" أي لقوله: {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً} .
الثالثة عشرة "تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو" أي لقوله: {وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ} .
الرابعة عشرة "كفر المدعو بتلك العبادة" أي لقوله: {وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} والمعنى أنهم يتبرؤون من ذلك ويجحدونه.
الخامسة عشرة "هي سبب كونه أضل الناس" أي لقوله: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} .
السادسة عشرة "تفسير الآية الخامسة" أي قوله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} .
السابعة عشرة "الأمر العجيب وهو إقرار عبدة الأوثان أنه لا يجيب المضطر إلا الله ولأجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين" أي أنهم إذا سئلوا عن ذلك أقروا أنه لا يقدر على ذلك إلا الله وقوله: "يدعونه في الشدائد" كما قال تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} الآية، فيلزمهم إفراده بالعبادة دائما لكونه هو القادر على ذلك لا ما عبدوه معه.
الثامنة عشرة "حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله" أي لقوله: "إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله" مع كونه مما يقدر عليه ولكنه نهاهم حماية لجناب التوحيد فكيف إذا طلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل.