المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فَضْلُ الصَّبْر قَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (1) وَقَالَ - الجامع الصحيح للسنن والمسانيد - جـ ١٠

[صهيب عبد الجبار]

فهرس الكتاب

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْحَيَاء

- ‌أَقْسَامُ الْحَيَاء

- ‌الْحَيَاءُ مِنْ اللَّه

- ‌الْحَيَاءُ مِنْ النَّاس

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ التَّوَاضُع

- ‌فَضْلُ التَّوَاضُع

- ‌تَوَاضُعُ الْحَاكِم

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْحِلْم

- ‌فَوَائِدُ الْحِلْم

- ‌مِنْ فَوَائِدِ الْحِلْم حِفْظُ اللهِ وَمَحَبَّتُه وَرَحْمَتُه

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الصَّبْر

- ‌فَضْلُ الصَّبْر

- ‌صَبْرُ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُل

- ‌صَبْرُ الصَّحَابَة

- ‌الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الشُّكْر

- ‌فَضْلُ الشُّكْر

- ‌شُكْرُ اللهِ

- ‌تَحَقُّقُ شُكْرِ اللهِ تَعَالَى بِالْخُضُوعِ وَالِانْقِيَاد لِأَوَامِرِه

- ‌تَحَقُّقُ الشُّكْرِ بِذِكْرِ اللهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْه

- ‌تَحَقُّقُ الشُّكْرِ بِإظْهَارِ النِّعْمَة

- ‌شُكْرُ النَّاس

- ‌تَحَقُّقُ شُكْرِ النَّاسِ بِالدُّعَاءِ وَالثَّنَاء

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الرِّضَى

- ‌الرِّضَى بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِه

- ‌اِكْتِسَابُ رِضَى النَّاسِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ

- ‌مِنْ الْأَخْلَاق الْحَمِيدَة اليقين التَّوَكُّل

- ‌فَضْلُ التَّوَكُّل

- ‌تَوَكُّلُ اَلْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُل

- ‌تَوَكُّلُ الصَّحَابَة

- ‌حَقِيقَةُ التَّوَكُّل

- ‌الِاعْتِمَادُ عَلَى الْأَسْبَاب

- ‌عَدَمُ مُنَافَاةِ التَّدَاوِي لِلتَّوَكُّلِ

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْإِخْلَاص

- ‌الْإِخْلَاصُ فِي الْعِبَادَة

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ التَّوْبَة

- ‌فَضْلُ التَّوْبَة

- ‌مِنْ شُرُوط التَّوْبَة الإِقْلاع عَنْ الذَّنْب

- ‌مِنْ شُرُوط التَّوْبَة النَّدَم عَلَى مَا فَعَل

- ‌مِنْ شُرُوط التَّوْبَة الْعَزْم عَلَى عَدَم الْعَوْد

- ‌مِنْ شُرُوطِ صِحَّةِ التَّوْبَةِ رَدُّ الْمَظَالِمِ لِأَرْبَابِهَا

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الِاسْتِغْفَار

- ‌فَضْلُ الِاسْتِغْفَار

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ التَّفَكُّر

- ‌التَّفَكُّرُ فِي ذَاتِ اللهِ

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْإِحْسَان

- ‌الْإِحْسَانُ أَعْلَى مَرَاتِبِ الدِّين

- ‌الْإِحْسَانُ لِلْجَار

- ‌الْإِحْسَانُ إِلَى الْيَتِيم

- ‌الْإِحْسَانُ إِلَى الْأَرْمَلَة

- ‌الْإِحْسَانُ لِلْحَيَوَان

- ‌الْإِحْسَانُ بِتَقْدِيمِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ لِلْحَيَوَانِ وَالْعِنَايَةِ بِه

- ‌الْإِحْسَانُ فِي ذَبْحِ الْحَيَوَانِ أَوْ قَتْلِه

- ‌قَتْلُ الْحَيَّات

- ‌قَتْل الْوَزَغ

- ‌قَتْلُ الْكَلْب

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْعَدْل

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْأَمَانَة

- ‌أَمَانَةُ السِّرّ

- ‌الْأَمَانَةُ فِي الْمَشُورَة

- ‌أَمَانَةُ الْمَتَاعِ وَالنُّقُود

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ التَّقْوَى

- ‌حَقِيقَةُ التَّقْوَى

- ‌فَضْلُ التَّقْوَى

- ‌مَحَلُّ التَّقْوَى فِي الْقَلْب

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْخَوْفُ مِنَ اللهِ

- ‌سَبَبُ الْخَوْفِ مَعْرِفَةُ اللهِ تَعَالَى وَصِفَاته

- ‌فَضْلُ الْخَوْف

- ‌أَثَرُ الْخَوْفِ فِي الْجَوَارِح

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الِاسْتِقَامَة

- ‌فَضْلُ الِاسْتِقَامَة

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الرَّحْمَة

- ‌فَضْلُ الرَّحْمَة

- ‌الرَّحْمَةُ بِالْأَيْتَام

- ‌الرَّحْمَةُ بِالْحَيَوَان

- ‌الرَّحْمَةُ بِالْحَيَوَانِ بِإِطْعَامِهِ وَسِقَايَته

- ‌الرَّحْمَةُ بِالْحَيَوَانِ بِالنَّهْيِ عَنْ التَّحْرِيشِ بَيْنَ الْبَهَائِم

- ‌لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيّ

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الرِّفْق

- ‌الرِّفْقُ بِالْحَيَوَانِ

- ‌الرِّفْقُ بِالْحَيَوَانِ بِتَقْدِيمِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ لَه

- ‌الرِّفْقُ بِالْحَيَوَانِ بِاسْتِخْدَامِهِ لِمَا خُلِقَ لَهُ

- ‌عَدَمُ اِتِّخَاذِ الْحَيَوَانِ غَرَضًا لِلرَّمْي وَاللَّعِب

- ‌صَيْدُ الْحَيَوَانَات لِلْعَبَثِ وَاللَّعِب

- ‌الرِّفْقُ عِنْد ذَبْحِ الْحَيَوَانِ أَوْ قَتْلِه

- ‌وَسْمُ وَضَرْبُ وَجْهِ الْحَيَوَان

- ‌خَصْيُ الْحَيَوَان

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْعَفْوُ وَالتَّسَامُح

- ‌الْعَفْوُ وَالتَّسَامُحُ فِي غَيْرِ الْحُدُود

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الزُّهْد

- ‌فَضْلُ الزُّهْد

- ‌أَنْوَاعُ الزُّهْد

- ‌مَا جَاءَ فِي زُهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا جَاء فِي زُهْد الصَّحَابَة رضي الله عنهم

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْخُلْطَة وَاَلْعُزْلَة

- ‌الْخُلْطَةُ بِالنَّاس

- ‌مَشْرُوعِيَّةُ الْخُلْطَة

- ‌مُسْتَحَبَّاتُ الْخُلْطَة

- ‌عُزْلَةُ النَّاس

- ‌مَشْرُوعِيَّةُ الْعُزْلَة

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الشُّورَى

- ‌حُكْمُ الشُّورَى

- ‌فَضْلُ الشُّورَى

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ السَّخَاء

الفصل: ‌ ‌فَضْلُ الصَّبْر قَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (1) وَقَالَ

‌فَضْلُ الصَّبْر

قَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (1)

وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (2)

وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ، وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (3)

وَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (4)

وَقَالَ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (5)

وَقَالَ تَعَالَى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} (6)

وَقَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ ، وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ، وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ، أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ، جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ، وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ، سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} (7)

(1)[الزمر/10]

(2)

[البقرة: 153]

(3)

[البقرة: 155 - 157]

(4)

[يوسف: 90]

(5)

[السجدة: 24]

(6)

[الإنسان: 12]

(7)

[الرعد: 22 - 24]

ص: 76

(هب)، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَفْضَلُ الْإِيمَانِ: الصَّبْرُ ، وَالسَّمَاحَةُ "(1)

(1)(هب) 10344 ، (حم) 19454 ، (يع) 1854 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 1097 ، الصَّحِيحَة: 1495

ص: 77

(هب)، وَعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: الصَّبْرُ نِصْفُ الْإِيمَانِ ، وَالْيَقِينُ ، الْإِيمَانُ كُلُّهُ (1). (2)

(1) قال الحافظ في الفتح (1/ 48): تَعَلَّقَ بِهَذَا الْأَثَر مَنْ يَقُول: إِنَّ الْإِيمَان هُوَ مُجَرَّد التَّصْدِيق. وَأُجِيبَ بِأَنَّ مُرَاد اِبْن مَسْعُود أَنَّ الْيَقِين هُوَ أَصْل الْإِيمَان، فَإِذَا أَيْقَنَ الْقَلْب اِنْبَعَثَتْ الْجَوَارِح كُلّهَا لِلِقَاءِ الله بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَة، حَتَّى قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ: لَوْ أَنَّ الْيَقِين وَقَعَ فِي الْقَلْب كَمَا يَنْبَغِي لَطَارَ اِشْتِيَاقًا إِلَى الْجَنَّة وَهَرَبًا مِنْ النَّار.

(2)

(هب) 48 ، (ك) 3666 ، (طب) ج9ص104ح8544 ، وصححه الحافظ في الفتح (1/ 48)، والألباني في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3397

ص: 78

(خ م س د حم)، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:(سَرَّحَتْنِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (1)(أَسْأَلُهُ طَعَامًا)(2)(فَأَتَيْتُهُ وَقَعَدْتُ)(3)(فَجَاءَ نَاسٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَسَأَلُوهُ ، " فَأَعْطَاهُمْ ")(4)(ثُمَّ سَأَلُوهُ ، " فَأَعْطَاهُمْ " ، ثُمَّ سَأَلُوهُ ، " فَأَعْطَاهُمْ ، حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ)(5)(فَقَالَ لَهُمْ حِينَ أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ بِيَدِهِ:)(6)(مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ)(7)(فَمَنْ سَأَلَنَا شَيْئًا فَوَجَدْنَاهُ ، أَعْطَيْنَاهُ إِيَّاهُ)(8)(وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ ، يُعِفَّهُ اللهُ ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ ، يُغْنِهِ اللهُ ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ ، يُصَبِّرْهُ اللهُ ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ ")(9)

(1)(حم) 11075 ، (س) 2595

(2)

(حم) 11453 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.

(3)

(س) 2595 ، (حم) 11075

(4)

(حم) 11908 ، (خ) 1400

(5)

(خ) 1400 ، (م) 124 - (1053)

(6)

(حم) 11908 ، (خ) 6105

(7)

(خ) 1400 ، (م) 124 - (1053)

(8)

(حم) 11418 ، 11002 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

(9)

(خ) 1400 ، (م) 124 - (1053) ، (ت) 2024 ، (س) 2588 ، (د) 1644

ص: 79

(م ت س)، وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ (1)) (2) وفي رواية: (الْوُضُوءُ شَطْرُ الْإِيمَانِ)(3) وفي رواية: (إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ شَطْرُ الْإِيمَانِ)(4)(وَالْحَمْدُ للهِ ، تَمْلَأُ الْمِيزَانَ ، وَسُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ للهِ ، تَمْلَآَنِ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ)(5) وفي رواية: (وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ ، يَمْلَأُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ)(6)(وَالصَلَاةُ نُورٌ (7) وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ (8) وَالزَّكَاةُ بُرْهَانٌ (9) وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ (10) وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ (11) كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو (12) فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا ، أَوْ مُوبِقُهَا (13) ") (14)

(1) قَالَ النَّوَوِيُّ: اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي مَعْنَاهُ ، فَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ الْأَجْرَ فِيهِ يَنْتَهِي تَضْعِيفُهُ إِلَى نِصْفِ أَجْرِ الْإِيمَانِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ الْإِيمَانَ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ مِنْ الْخَطَايَا ، وَكَذَلِكَ الْوُضُوءُ ، إِلَّا أَنَّ الْوُضُوءَ لَا يَصِحُّ إِلَّا مَعَ الْإِيمَانِ ، فَصَارَ لِتَوَقُّفِهِ عَلَى الْإِيمَانِ فِي مَعْنَى الشَّطْرِ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالْإِيمَانِ هُنَا الصَّلَاةُ ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى:{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} ، وَالطَّهَارَةُ شَرْطٌ فِي صِحَّةِ الصَّلَاةِ ، فَصَارَتْ كَالشَّطْرِ ، وَلَيْسَ يَلْزَمُ فِي الشَّطْرِ أَنْ يَكُونَ نِصْفًا حَقِيقِيًّا ، وَهَذَا الْقَوْلُ أَقْرَبُ الْأَقْوَالِ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ أَنَّ الْإِيمَانَ تَصْدِيقٌ بِالْقَلْبِ وَانْقِيَادٌ بِالظَّاهِرِ ، وَهُمَا شَطْرَانِ لِلْإِيمَانِ ، وَالطَّهَارَةُ مُتَضَمِّنَةٌ الصَّلَاةَ فَهِيَ اِنْقِيَادٌ فِي الظَّاهِرِ اِنْتَهَى. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 414)

(2)

(م) 1 - (223) ، (ت) 3517 ، (جة) 280 ، (حم) 22959

(3)

(ت) 3517

(4)

(س) 2437 ، (جة) 280

(5)

(م) 1 - (223) ، (ت) 3517 ، (جة) 280 ، (حم) 22959

(6)

(س) 2437 ، (جة) 280

(7)

أَيْ: أَنَّهَا تَمْنَعُ مِنْ الْمَعَاصِي ، وَتَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ، وَتَهْدِي إِلَى الصَّوَابِ ، كَمَا أَنَّ النُّورَ يُسْتَضَاءُ بِهِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ يَكُونُ أَجْرُهَا نُورًا لِصَاحِبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَقِيلَ: لِأَنَّهَا سَبَبٌ لِإِشْرَاقِ أَنْوَارِ الْمَعَارِفِ وَانْشِرَاحِ الْقَلْبِ وَمُكَاشَفَاتِ الْحَقَائِقِ ، لِفَرَاغِ الْقَلْبِ فِيهَا وَإِقْبَالِهِ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ، وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّهَا تَكُونُ نُورًا ظَاهِرًا عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَيَكُونُ فِي الدُّنْيَا أَيْضًا عَلَى وَجْهِهِ الْبَهَاءُ ، بِخِلَافِ مَنْ لَمْ يُصَلِّ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 414)

(8)

أَيْ: الصَّدَقَةُ دَلِيلٌ عَلَى إِيمَانِ فَاعِلِهَا ، فَإِنَّ الْمُنَافِقَ يَمْتَنِعُ مِنْهَا ، لِكَوْنِهِ لَا يَعْتَقِدُهَا ، فَمَنْ تَصَدَّقَ اسْتُدِلَّ بِصَدَقَتِهِ عَلَى صِدْقِ إِيمَانِهِ. تحفة (ج8 / ص 414)

(9)

(س) 2437 ، (جة) 280

(10)

قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْخَوَّاصُ: الصَّبْرُ هُوَ الثَّبَاتُ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، والْمُرَادُ أَنَّ الصَّبْرَ الْمَحْمُودَ لَا يَزَالُ صَاحِبُهُ مُسْتَضِيئًا مُهْتَدِيًا مُسْتَمِرًّا عَلَى الصَّوَابِ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 414)

(11)

أَيْ: تَنْتَفِعُ بِهِ إِنْ تَلَوْتَهُ وَعَمِلْتَ بِهِ ، وَإِلَّا فَهُوَ حُجَّةٌ عَلَيْك. تحفة الأحوذي

(12)

الغدو: السير والذهاب أول النهار.

(13)

أَيْ: كُلُّ إِنْسَانٍ يَسْعَى بِنَفْسِهِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَبِيعُهَا للهِ تَعَالَى بِطَاعَتِهِ فَيُعْتِقُهَا مِنْ الْعَذَابِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبِيعُهَا لِلشَّيْطَانِ وَالْهَوَى بِاتِّبَاعِهِمَا فَيُوبِقُهَا ، أَيْ: يُهْلِكُهَا. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 414)

(14)

(م) 1 - (223) ، (ت) 3517 ، (جة) 280 ، (حم) 22959

ص: 80

(ت)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ ، مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْط "(1)

(1)(ت) 2396 ، (جة) 4031 ، (حم) 23672 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 285 الصَّحِيحَة: 146

ص: 81

(د حم)، وَعَنْ اللَّجْلَاجِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ، ابْتَلَاهُ اللهُ فِي جَسَدِهِ ، أَوْ فِي مَالِهِ ، أَوْ فِي وَلَدِهِ ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ ، حَتَّى يُبَلِّغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ)(1)(مِنْهُ ")(2)

(1)(د) 3090 ، (حم) 22392

(2)

(حم) 22392 ، (د) 3090 ، صَحِيح الْجَامِع: 1625 ، الصَّحِيحَة: 1599

ص: 82

(د)، وَعَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ ، وَلِمَنْ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهًا (1) "(2)

(1) أَيْ: مَا أَحْسَنَ وَمَا أَطْيَبَ صَبْرَ مَنْ صَبَرَ عَلَيْهَا. عون المعبود (9/ 301)

(2)

(د) 4263 ، (طب) ج20/ص252 ح598 ، انظر صحيح الجامع: 1637 والصحيحة: 975

ص: 83

(ت حم ك)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:(كُنْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ: " يَا غُلَامُ)(1)(إِنِّي مُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ)(2)(احْفَظْ اللهَ (3) يَحْفَظْكَ (4) احْفَظْ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ (5)) (6)(تَعَرَّفْ إلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ)(7)(إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللهَ (8) وَإِذَا اسْتَعَنْتَ (9) فَاسْتَعِنْ بِاللهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ ، وَجَفَّتْ الصُّحُفُ (10)) (11)(وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يَسِّرَا ")(12)

(1)(ت) 2516 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 7957 ، والمشكاة: 5302

(2)

(حم) 2669 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده قوي.

(3)

أَيْ: اِحْفَظْ اللهَ فِي أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ.

(4)

أَيْ: يَحْفَظْك فِي الدُّنْيَا مِنْ الْآفَاتِ وَالْمَكْرُوهَاتِ، وَفِي الْعُقْبَى مِنْ أَنْوَاعِ الْعِقَابِ وَالدَّرَكَاتِ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 308)

(5)

أَيْ: رَاعِ حَقَّ اللهِ ، وَتَحَرَّ رِضَاهُ ، تَجِدْهُ تُجَاهَك ، أَيْ: مُقَابِلَك وَحِذَاءَك ، أَيْ: اِحْفَظْ حَقَّ اللهِ تَعَالَى ، حَتَّى يَحْفَظَك اللهُ مِنْ مَكَارِهِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 308)

(6)

(ت) 2516

(7)

(حم) 2804 ، انظر صحيح الجامع: 2961 ، وظلال الجنة: 318

(8)

أَيْ: اسْأَلْ اللهَ وَحْدَهُ ، لِأَنَّ غَيْرَهُ غَيْرُ قَادِرٍ عَلَى الْإِعْطَاءِ وَالْمَنْعِ ، وَدَفْعِ الضَّرَرِ وَجَلْبِ النَّفْعِ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 308)

(9)

أَيْ: أَرَدْتَ الِاسْتِعَانَةَ فِي الطَّاعَةِ وَغَيْرِهَا مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. تحفة (6/ 308)

(10)

أَيْ: كُتِبَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مَا كُتِبَ مِنْ التَّقْدِيرَاتِ ، وَلَا يُكْتَبُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْهُ شَيْءٌ آخَرُ، فَعَبَّرَ عَنْ سَبْقِ الْقَضَاءِ وَالْقَدْرِ ، بِرَفْعِ الْقَلَمِ وَجَفَافِ الصَّحِيفَةِ ، تَشْبِيهًا بِفَرَاغِ الْكَاتِبِ فِي الشَّاهِدِ مِنْ كِتَابَتِهِ. تحفة الأحوذي (ج 6 / ص 308)

(11)

(ت) 2516

(12)

(ك) 6304 ، وصححه الألباني في ظلال الجنة: 315 ، وصَحِيح الْجَامِع: 6806 ، والصَّحِيحَة: 2382

ص: 84

(خ م حم)، وَعَنْ عَطَاءَ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ:(قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَلَا أُرِيَكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ ، قُلْتُ: بَلَى ، قَالَ: هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ (1) وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ (2) فَادْعُ اللهَ) (3)(أَنْ يَشْفِيَنِي، قَالَ: " إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يَشْفِيَكِ، وَإِنْ شِئْتِ فَاصْبِرِي ، وَلَا حِسَابَ عَلَيْكِ " ، قَالَتْ: بَلْ أَصْبِرُ ، وَلَا حِسَابَ عَلَيَّ)(4)(ثُمَّ قَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ ، فَادْعُ اللهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ ، " فَدَعَا لَهَا ")(5)

(1) الصَّرَع: عِلَّةٌ تَمْنَعُ الأعضاءَ النَّفيسَةَ من أفعالِها مَنْعًا غيرَ تامٍّ ، مع عدم القدرة على الحركة ، وفقدان الوعي.

(2)

الْمُرَاد أَنَّهَا خَشِيَتْ أَنْ تَظْهَر عَوْرَتهَا وَهِيَ لَا تَشْعُر. فتح الباري (16/ 144)

(3)

(خ) 5328 ، (م) 54 - (2576) ، (حم) 3240

(4)

(حم) 9687 ، (حب) 2909 ، انظر الصَّحِيحَة: 2502 ، وقال الشيخ الأرناؤوط في (حم): إسناده حسن.

(5)

(خ) 5328 ، (م) 54 - (2576) ، (حم) 3240

ص: 85