الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَثَرُ الْخَوْفِ فِي الْجَوَارِح
قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (1)
وَقَالَ تَعَالَى: {اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ، تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ، ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ} (2)
وَقَالَ تَعَالَى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ، لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ، وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (3)
(1)[الأنعام: 15]
(2)
[الزمر/23]
(3)
[الحشر/21]
(4)
[الإسراء: 107 - 109]
(ك)، وَعَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما فِي الْحِجْرِ، فَقَالَ: ابْكُوا ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا بُكَاءً فَتَبَاكَوْا، لَوْ تَعْلَمُونَ الْعِلْمَ ، لَصَلَّى أَحَدُكُمْ حَتَّى يَنْكَسِرَ ظَهْرُهُ ، وَلَبَكَى حَتَّى يَنْقَطِعَ صَوْتُهُ. (1)
(1)(ك) 8723 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3328
(ت)، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ: كَانَ زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى قَاضِيَ الْبَصْرَةِ ، وَكَانَ يَؤُمُّ فِي بَنِي قُشَيْرٍ ، فَقَرَأَ يَوْمًا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بِالْمُدَّثِّر ، فَلَمَّا بَلَغَ:{فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ، فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ} خَرَّ مَيِّتًا ، فَكُنْتُ فِيمَنْ احْتَمَلَهُ إِلَى دَارِهِ. (1)
(1)(ت) 445، (ك) 3871، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3378
(طب)، وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: مَرَّ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما بِرَاعِي غَنَمٍ فَقَالَ: يَا رَاعِيَ الْغَنَمِ، هَلْ مِنْ جَزْرَةٍ (1)؟ فَقَالَ الرَّاعِي: لَيْسَ هَاهُنَا رَبُّهَا ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: تَقُولُ لَهُ: أَكَلَهَا الذِّئْبُ (2) فَرَفَعُ الرَّاعِي رَأسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: فَأَيْنَ اللهُ؟ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَنَا وَاللهِ أَحَقُّ أَنْ أَقُولَ: فَأَيْنَ اللهُ، فَاشْتَرَى ابْنُ عُمَرَ الرَّاعِي وَاشْتَرَى الْغَنَمَ ، فَأَعْتَقَهُ وَأَعْطَاهُ الْغَنَمَ. (3)
(1) أَيْ: هل لديك شاة تنفع للذبح؟.
(2)
أراد ابن عمر أن يختبر وَرَعَه. ع
(3)
(طب) ج12ص263ح13054 ، وحسنه الألباني في مختصر العلو ص75، وفي الصَّحِيحَة تحت حديث: 3161
(خ م)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" خَرَجَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ)(1)(مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ)(2)(يَمْشُونَ ، فَأَصَابَهُمْ الْمَطَرُ ، فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ)(3)(فَانْحَطَّتْ عَلَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ ، فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ)(4)(فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ)(5)(فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: وَاللهِ يَا هَؤُلَاءِ ، لَا يُنْجِيكُمْ إِلَّا الصِّدْقُ، فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ)(6)(لَعَلَّ اللهَ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ (7)) (8)(فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ كُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهِمْ، فَإِذَا رُحْتُ عَلَيْهِمْ ، حَلَبْتُ فَبَدَأتُ بِوَالِدَيَّ أَسْقِيهِمَا قَبْلَ بَنِيَّ، وَإِنِّي اسْتَأخَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ ، فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ)(9)(فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ)(10)(فَقُمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا ، أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا)(11)(وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا)(12)(وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ (13) عِنْدَ قَدَمَيَّ) (14)(مِنْ الْجُوعِ، وَكُنْتُ لَا أَسْقِيهِمْ حَتَّى يَشْرَبَ أَبَوَايَ)(15)(فَلَبِثْتُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ)(16)(فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا (17) اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ) (18)(فَفَرَجَ اللهُ مِنْهَا فُرْجَةً ، فَرَأَوْا مِنْهَا السَّمَاءَ)(19)(وَقَالَ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ)(20)(وَأَنِّي رَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا (21)) (22)(فَامْتَنَعَتْ مِنِّي، حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنْ السِّنِينَ (23) فَجَاءَتْنِي، فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا ، فَفَعَلَتْ) (24) (فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا (25)) (26) (قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللهِ، اتَّقِ اللهَ وَلَا تَفْتَحْ الْخَاتَمَ (27) إِلَّا بِحَقِّهِ (28) فَقُمْتُ) (29)(فَتَحَرَّجْتُ مِنْ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا ، فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهِيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا)(30)(اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ)(31)(فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا)(32)(وَقَالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ (33) فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قَالَ: أَعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ، فَرَغِبَ عَنْهُ (34)) (35) (فَتَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ) (36) (فَعَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ) (37) (فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الْأَمْوَالُ (38) فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ ، أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي فَقُلْتُ لَهُ: كُلُّ مَا تَرَى مِنْ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ مِنْ أَجْرِكَ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ لَا تَسْتَهْزِئْ بِي، فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ، فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ، فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ ") (39)
(1)(خ) 2102
(2)
(خ) 2152
(3)
(خ) 2102
(4)
(خ) 2208
(5)
(خ) 2152
(6)
(خ) 3278
(7)
اِسْتَدَلَّ أَصْحَابُنَا بِهَذَا عَلَى أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يَدْعُوَ فِي دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ ، وَفِي حَالِ كَرْبِهِ وَغَيْرِهِ بِصَالِحِ عَمَلِه، وَيَتَوَسَّلُ إلى اللهِ تَعَالَى بِهِ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ فَعَلُوهُ فَاسْتُجِيبَ لَهُمْ، وَذَكَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي مَعْرِضِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ وَجَمِيلِ فَضَائِلِهمْ. (النووي - ج 9 / ص 106)
(8)
(م) 2743
(9)
(خ) 2208
(10)
(خ) 2152
(11)
(خ) 2208
(12)
(خ) 2152
(13)
أَيْ: يرفعون أصواتهم بالصراخ والعويل.
(14)
(خ) 2208
(15)
(خ) 3278
(16)
(خ) 2102
(17)
الغَبُوق: شُرْبُ اللبن آخِرَ النهار.
(18)
(خ) 2152
(19)
(م) 2743
(20)
(خ) 2152
(21)
كناية عن الزنا.
(22)
(خ) 3278
(23)
أَيْ: وَقَعَتْ فِي سَنَة قَحْط. (النووي - ج 9 / ص 106)
(24)
(خ) 2152
(25)
أَيْ: جَلَسْتُ مَجْلِسَ الرَّجُلِ لِلْوِقَاعِ. (النووي - ج 9 / ص 106)
(26)
(خ) 2102
(27)
الْخَاتَم: كِنَايَةٌ عَنْ بَكَارَتهَا.
(28)
أَيْ: بِنِكَاحٍ لَا بِزِنًا.
(29)
(خ) 2208
(30)
(خ) 2152
(31)
(خ) 3278
(32)
(خ) 2152
(33)
الْفَرَق: إِنَاءٌ يَسَعُ ثَلَاثَةَ آصُع ، والصاع أربعة أمداد ، والمُدّ مِلء الكفين.
(34)
أَيْ: كَرِهَهُ وَسَخِطَهُ وَتَرَكَهُ.
(35)
(خ) 2208
(36)
(خ) 2152
(37)
(خ) 2102
(38)
احْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْحَابُ أَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ يُجِيزُ بَيْعَ الْإِنْسَانِ مَالَ غَيْرِهِ ، وَالتَّصَرُّفِ فِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِ مَالِكِهِ ، إِذَا أَجَازَهُ الْمَالِكُ بَعْدَ ذَلِكَ. وَالله أَعْلَم. (النووي - ج 9 / ص 106)
(39)
(خ) 2152