المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من الأخلاق الحميدة الزهد - الجامع الصحيح للسنن والمسانيد - جـ ١٠

[صهيب عبد الجبار]

فهرس الكتاب

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْحَيَاء

- ‌أَقْسَامُ الْحَيَاء

- ‌الْحَيَاءُ مِنْ اللَّه

- ‌الْحَيَاءُ مِنْ النَّاس

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ التَّوَاضُع

- ‌فَضْلُ التَّوَاضُع

- ‌تَوَاضُعُ الْحَاكِم

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْحِلْم

- ‌فَوَائِدُ الْحِلْم

- ‌مِنْ فَوَائِدِ الْحِلْم حِفْظُ اللهِ وَمَحَبَّتُه وَرَحْمَتُه

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الصَّبْر

- ‌فَضْلُ الصَّبْر

- ‌صَبْرُ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُل

- ‌صَبْرُ الصَّحَابَة

- ‌الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الشُّكْر

- ‌فَضْلُ الشُّكْر

- ‌شُكْرُ اللهِ

- ‌تَحَقُّقُ شُكْرِ اللهِ تَعَالَى بِالْخُضُوعِ وَالِانْقِيَاد لِأَوَامِرِه

- ‌تَحَقُّقُ الشُّكْرِ بِذِكْرِ اللهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْه

- ‌تَحَقُّقُ الشُّكْرِ بِإظْهَارِ النِّعْمَة

- ‌شُكْرُ النَّاس

- ‌تَحَقُّقُ شُكْرِ النَّاسِ بِالدُّعَاءِ وَالثَّنَاء

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الرِّضَى

- ‌الرِّضَى بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِه

- ‌اِكْتِسَابُ رِضَى النَّاسِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ

- ‌مِنْ الْأَخْلَاق الْحَمِيدَة اليقين التَّوَكُّل

- ‌فَضْلُ التَّوَكُّل

- ‌تَوَكُّلُ اَلْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُل

- ‌تَوَكُّلُ الصَّحَابَة

- ‌حَقِيقَةُ التَّوَكُّل

- ‌الِاعْتِمَادُ عَلَى الْأَسْبَاب

- ‌عَدَمُ مُنَافَاةِ التَّدَاوِي لِلتَّوَكُّلِ

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْإِخْلَاص

- ‌الْإِخْلَاصُ فِي الْعِبَادَة

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ التَّوْبَة

- ‌فَضْلُ التَّوْبَة

- ‌مِنْ شُرُوط التَّوْبَة الإِقْلاع عَنْ الذَّنْب

- ‌مِنْ شُرُوط التَّوْبَة النَّدَم عَلَى مَا فَعَل

- ‌مِنْ شُرُوط التَّوْبَة الْعَزْم عَلَى عَدَم الْعَوْد

- ‌مِنْ شُرُوطِ صِحَّةِ التَّوْبَةِ رَدُّ الْمَظَالِمِ لِأَرْبَابِهَا

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الِاسْتِغْفَار

- ‌فَضْلُ الِاسْتِغْفَار

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ التَّفَكُّر

- ‌التَّفَكُّرُ فِي ذَاتِ اللهِ

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْإِحْسَان

- ‌الْإِحْسَانُ أَعْلَى مَرَاتِبِ الدِّين

- ‌الْإِحْسَانُ لِلْجَار

- ‌الْإِحْسَانُ إِلَى الْيَتِيم

- ‌الْإِحْسَانُ إِلَى الْأَرْمَلَة

- ‌الْإِحْسَانُ لِلْحَيَوَان

- ‌الْإِحْسَانُ بِتَقْدِيمِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ لِلْحَيَوَانِ وَالْعِنَايَةِ بِه

- ‌الْإِحْسَانُ فِي ذَبْحِ الْحَيَوَانِ أَوْ قَتْلِه

- ‌قَتْلُ الْحَيَّات

- ‌قَتْل الْوَزَغ

- ‌قَتْلُ الْكَلْب

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْعَدْل

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْأَمَانَة

- ‌أَمَانَةُ السِّرّ

- ‌الْأَمَانَةُ فِي الْمَشُورَة

- ‌أَمَانَةُ الْمَتَاعِ وَالنُّقُود

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ التَّقْوَى

- ‌حَقِيقَةُ التَّقْوَى

- ‌فَضْلُ التَّقْوَى

- ‌مَحَلُّ التَّقْوَى فِي الْقَلْب

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْخَوْفُ مِنَ اللهِ

- ‌سَبَبُ الْخَوْفِ مَعْرِفَةُ اللهِ تَعَالَى وَصِفَاته

- ‌فَضْلُ الْخَوْف

- ‌أَثَرُ الْخَوْفِ فِي الْجَوَارِح

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الِاسْتِقَامَة

- ‌فَضْلُ الِاسْتِقَامَة

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الرَّحْمَة

- ‌فَضْلُ الرَّحْمَة

- ‌الرَّحْمَةُ بِالْأَيْتَام

- ‌الرَّحْمَةُ بِالْحَيَوَان

- ‌الرَّحْمَةُ بِالْحَيَوَانِ بِإِطْعَامِهِ وَسِقَايَته

- ‌الرَّحْمَةُ بِالْحَيَوَانِ بِالنَّهْيِ عَنْ التَّحْرِيشِ بَيْنَ الْبَهَائِم

- ‌لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيّ

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الرِّفْق

- ‌الرِّفْقُ بِالْحَيَوَانِ

- ‌الرِّفْقُ بِالْحَيَوَانِ بِتَقْدِيمِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ لَه

- ‌الرِّفْقُ بِالْحَيَوَانِ بِاسْتِخْدَامِهِ لِمَا خُلِقَ لَهُ

- ‌عَدَمُ اِتِّخَاذِ الْحَيَوَانِ غَرَضًا لِلرَّمْي وَاللَّعِب

- ‌صَيْدُ الْحَيَوَانَات لِلْعَبَثِ وَاللَّعِب

- ‌الرِّفْقُ عِنْد ذَبْحِ الْحَيَوَانِ أَوْ قَتْلِه

- ‌وَسْمُ وَضَرْبُ وَجْهِ الْحَيَوَان

- ‌خَصْيُ الْحَيَوَان

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْعَفْوُ وَالتَّسَامُح

- ‌الْعَفْوُ وَالتَّسَامُحُ فِي غَيْرِ الْحُدُود

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الزُّهْد

- ‌فَضْلُ الزُّهْد

- ‌أَنْوَاعُ الزُّهْد

- ‌مَا جَاءَ فِي زُهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَا جَاء فِي زُهْد الصَّحَابَة رضي الله عنهم

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الْخُلْطَة وَاَلْعُزْلَة

- ‌الْخُلْطَةُ بِالنَّاس

- ‌مَشْرُوعِيَّةُ الْخُلْطَة

- ‌مُسْتَحَبَّاتُ الْخُلْطَة

- ‌عُزْلَةُ النَّاس

- ‌مَشْرُوعِيَّةُ الْعُزْلَة

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ الشُّورَى

- ‌حُكْمُ الشُّورَى

- ‌فَضْلُ الشُّورَى

- ‌مِنْ الْأَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ السَّخَاء

الفصل: ‌من الأخلاق الحميدة الزهد

(خ م حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" الشَّيْخُ يَكْبَرُ وَيَضْعُفُ جِسْمُهُ، وَقَلْبُهُ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَيْنِ:)(1)(حُبِّ الْعَيْشِ)(2)(وَحُبِّ الْمَالِ ")(3)

(1)(حم) 8403 ، (خ) 6057 ، انظر الصحيحة: 1906

(2)

(م) 113 - (1046) ، (خ) 6057

(3)

(م) 114 - (1046) ، (خ) 6057 ، (ت) 2331 ، (جة) 4233 ، (حم) 8196

ص: 321

(خ م ت حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ ، وَيَشِبُّ مِنْهُ اثْنَانِ: الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ، وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمُرِ ")(1)

وفي رواية (2): " يَكْبَرُ ابْنُ آدَمَ ، وَيَكْبَرُ مَعَهُ اثْنَانِ: حُبُّ الْمَالِ ، وَطُولُ الْعُمُرِ "

وفي رواية (3): " يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ ، وَتَبْقَى مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ وَالْأَمَلُ "

(1)(ت) 2455 ، (م) 114 - (1047) ، (جة) 4234 ، (حم) 13021

(2)

(خ) 6058

(3)

(حم) 12163 ، صحيح الجامع: 8173 ، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح

ص: 322

(م)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ رضي الله عنه قَالَ:(" أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْرَأُ: {أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ ، حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ} فَقَالَ: يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي ، وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ؟ ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ؟ ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ؟)(1)(وَمَا سِوَى ذَلِكَ ، فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ ")(2)

(1)(م) 3 - (2958) ، (ت) 2342 ، (س) 3613 ، (حم) 16348

(2)

(م) 4 - (2959) ، (حم) 8799

ص: 323

(خ م ت حم)، وَعَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نَأتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم " إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ ، فَيُحَدِّثُنَا ، فَقَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ: إِنَّ اللهَ عز وجل قَالَ: إِنَّا أَنْزَلْنَا الْمَالَ لِإِقَامِ الصَلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَلَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ) (1) (مِنْ ذَهَبٍ ، لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ) (2) (وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيَانِ ، لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ) (3) (لَهُ) (4) (ثَالِثٌ ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ (5) ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ (6) ") (7)

(1)(حم) 21399 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 1781 ، والصحيحة: 1639

(2)

(خ) 6075

(3)

(حم) 21399 ، (خ) 6075

(4)

(ت) 2337

(5)

قَالَ الْكَرْمَانِيُّ: لَيْسَ الْمُرَادُ الْحَقِيقَةَ فِي عُضْوٍ بِعَيْنِهِ ، بِقَرِينَةِ عَدَمِ الِانْحِصَاِر فِي التُّرَابِ ، إِذْ غَيْرُه يَمْلَؤُهُ أَيْضًا، بَلْ هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ الْمَوْتِ ، لِأَنَّهُ مُسْتَلْزِمٌ لِلِامْتِلَاءِ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: لَا يَشْبَعُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَمُوت. فتح الباري (ج 18 / ص 250)

(6)

أَيْ: أَنَّ اللهَ يَقْبَل التَّوْبَة مِنْ الْحَرِيص كَمَا يَقْبَلهَا مِنْ غَيْره. فتح (18/ 251)

(7)

(حم) 21399 ، (خ) 6075 ، (م) 116 - (1048) ، (ت) 2337 ، (جة) 4235

ص: 324

(حم)، وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مَطْعَمَ ابْنِ آدَمَ جُعِلَ مَثَلًا لِلدُّنْيَا، وَإِنْ قَزَّحَهُ (1) وَمَلَّحَهُ، فَانْظُرُوا إِلَى مَا يَصِيرُ (2) "(3)

(1) أي: وضع فيه القزح وهو التابل.

(2)

قَالَ الْحَسَنُ: وَقَدْ رَأَيْتُهُمْ يُطَيِّبُونَهُ بِالْأفَاوِيهِ وَالطِّيبِ، ثُمَّ يَرْمُونَ بِهِ حَيْثُ رَأَيْتُمْ.

(3)

(حم) 21277 ، (حب) 702 ، صَحِيح الْجَامِع: 1778، الصَّحِيحَة: 382

ص: 325

(حم)، وَعَنْ الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْكِلَابِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا ضَحَّاكُ ، مَا طَعَامُكَ؟ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، اللَّحْمُ وَاللَّبَنُ ، قَالَ:" ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى مَاذَا؟ ، قُلْتُ: إِلَى مَا قَدْ عَلِمْتَ، قَالَ: " فَإِنَّ اللهَ تبارك وتعالى ضَرَبَ مَا يَخْرُجُ مِنْ ابْنِ آدَمَ مَثَلًا لِلدُّنْيَا " (1)

(1) ، (حم) 15785 ، (طب) ج8ص299ح8138 ، انظر الصَّحِيحَة: 382

ص: 326

(طب)، وَعَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُمْ: " أَلَكُمْ طَعَامٌ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ:" فَلَكُمْ شَرَابٌ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ:" فَتُصَفُّونَهُ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ:" وَتُبَرِّدُونَهُ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ:" فَإِنَّ مَعَادَهُمَا كَمَعَادِ الدُّنْيَا، يَقُومُ أَحَدُكُمْ إِلَى خَلْفِ بَيْتِهِ فَيُمْسِكُ عَلَى أَنْفِهِ مِنْ نَتْنِهِ "(1)

(1)(طب) ج6/ص248ح6119 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3241

ص: 327

(ك)، وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الدُّنْيَا كُلَّهَا قَلِيلًا، وَمَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا الْقَلِيلُ مِنَ الْقَلِيلِ، وَمَثَلُ مَا بَقِيَ مِنْهَا كَالثَّغْبِ (1) شُرِبَ صَفْوُهُ (2) وَبَقِيَ كَدَرُهُ (3) "(4)

(1) الثَّغَب: الموضع المطمئن في أعلى الجبل ، يَسْتَنْقِع فيه ماء المطر.

وقيل: هو غَدِير في غِلَظٍ من الأرض ، أو على صخرة ، ويكون قليلا. النهاية في غريب الأثر - (ج 1 / ص 613)

(2)

الصَّفْوُ: الخالص النقي من كل شيء.

(3)

الكَدَر: غير الصافي.

(4)

(ك) 7904 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 2617 ، الصَّحِيحَة: 1625

ص: 328

(خ)، وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:(" كَانَتْ نَاقَةٌ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ (1) وَكَانَتْ لَا تُسْبَقُ ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ (2) لَهُ فَسَبَقَهَا) (3) (فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ " حَتَّى عَرَفَهُ (4) فَقَالَ: حَقٌّ عَلَى اللهِ (5) أَنْ لَا يَرْتَفِعَ شَيْءٌ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ (6) ") (7)

الشرح (8)

(1) الْعَضْبَاءُ: اَلْمَقْطُوعَةُ اَلْأُذُن أَوْ اَلْمَشْقُوقَةُ. فتح الباري (ج 9 / ص 10)

(2)

القَعُود: مَا اسْتَحَقَّ اَلرُّكُوبَ مِنْ الْإِبِلِ ، قَالَ اَلْجَوْهَرِيّ: هُوَ الْبَكْر حَتَّى يُرْكَبَ وَأَقَلّ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ اِبْنَ سَنَتَيْنِ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ اَلسَّادِسَة ، فَيُسَمَّى جَمَلًا.

وَقَالَ اَلْأَزْهَرِيّ: لَا يُقَالُ إِلَّا لِلذَّكَرِ ، وَلَا يُقَالُ لِلْأُنْثَى قَعُودَةٌ ، وَإِنَّمَا يُقَالُ لَهَا: قَلُوصٌ. فتح الباري (ج9ص10)

(3)

(خ) 6136

(4)

أَيْ: عَرَفَ أَثَرَ اَلْمَشَقَّةِ ، وَفِي رِوَايَةِ اَلْمُصَنِّفِ فِي الرِّقَاقِ " فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وُجُوهِهِمْ ، وَقَالُوا سُبِقَتْ اَلْعَضْبَاءُ ".فتح الباري (ج 9 / ص 10)

(5)

أَيْ: جَرَتْ عَادَته غَالِبًا. عون المعبود - (ج 10 / ص 324)

(6)

أَيْ: حَطَّهُ وَطَرَحَهُ.

(7)

(خ) 2717 ، (س) 3588 ، (د) 4802 ، (حم) 12029

(8)

فِي الحديثِ التَّزْهِيدُ فِي الدُّنْيَا ، لِلْإِرْشَادِ إِلَى أَنَّ كُلّ شَيْء مِنْهَا لَا يَرْتَفِعُ إِلَّا اِتَّضَعَ ، فَنَبَّهَ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ أُمَّتَهُ عَلَى تَرْكِ الْمُبَاهَاةِ وَالْفَخْرِ بِمَتَاعِ الدُّنْيَا ، وَإِنَّ كَانَ مَا عِنْدَ اللهِ فِي مَنْزِلَةِ الضَّعْفِ ، فَحَقٌّ عَلَى ذِي دِينٍ وَعَقْلٍ الزُّهْدُ فِيهِ ، وَتَرْكُ التَّرَفُّعِ بِنَيْلِهِ ، لِأَنَّ الْمَتَاعَ بِهِ قَلِيلٌ ، وَالْحِسَابُ عَلَيْهِ طَوِيلٌ. عون المعبود (10/ 324)

ص: 329

(ت)، وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ ، مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ (1) "(2)

(1) أَيْ: لا يُمَتِّعُ الْكَافِرَ مِنْهَا أَدْنَى تَمَتُّعٍ، فَإِنَّ الْكَافِرَ عَدُوُّ اللهِ ، وَالْعَدُوُّ لَا يُعْطَى شَيْئًا مِمَّا لَهُ قَدْرٌ عِنْدَ الْمُعَطِّي، فَمِنْ حَقَارَتِهَا عِنْدَهُ ، لَا يُعْطِيهَا لِأَوْلِيَائِهِ ، كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ حَدِيثُ:" إِنَّ اللهَ يَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ عَنْ الدُّنْيَا كَمَا يَحْمِي أَحَدُكُمْ الْمَرِيضَ عَنْ الْمَاءِ ". تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 105)

(2)

(ت) 2320 ، (جة) 4110 ، صَحِيح الْجَامِع: 5292 ، الصَّحِيحَة: 686

ص: 330

(م)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ:(" مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ (1) وَالنَّاسُ كَنَفَتَيْهِ (2) فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ (3) مَيِّتٍ ، فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ؟ " فَقَالُوا: مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ ، وَمَا نَصْنَعُ بِهِ؟ ، قَالَ: " أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ؟ " ، قَالُوا: وَاللهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ) (4) (هَذَا السَّكَكُ بِهِ عَيْبًا) (5) (فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ؟ ، قَالَ: " فَوَاللهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ ") (6)

(1) أَيْ: كَانَ دُخُولُهُ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ إِلَى السُّوقِ، وَالْعَالِيَةُ وَالْعَوَالِي: أَمَاكِن بِأَعْلَى أَرَاضِي الْمَدِينَة، وَأَدْنَاهَا عَلَى أَرْبَعَة أَمْيَال ، وَأَبْعَدُهَا مِنْ جِهَةِ نَجْدٍ ثَمَانِيَةُ أَمْيَالٍ ، قَالَهُ اِبْن الْأَثِير. عون المعبود - (ج 1 / ص 208)

(2)

أَيْ: على جانبيه.

(3)

قَالَ الْقَاضِي عِيَاض فِي الْمَشَارِق: " الأَسَكّ " يُطْلَق عَلَى مُلْتَصِق الْأُذُنَيْنِ ، وَعَلَى فَاقِدهمَا ، وَعَلَى مَقْطُوعهمَا ، وَعَلَى الْأَصَمّ الَّذِي لَا يَسْمَع، وَالْمُرَاد هَاهُنَا الْأَوَّل.

وَقَالَ اِبْن الْأَثِير: الْمُرَادُ الثَّالِث.

وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي شَرْح مُسْلِم وَالْقُرْطُبِيّ: الْمُرَادُ: صَغِيرُ الْأُذُنَيْنِ. عون (1/ 208)

(4)

(م) 2 - (2957)

(5)

(م) 2 - م - (2957)

(6)

(م) 2 - (2957) ، (د) 186 ، (حم) 14972

ص: 331

(ت جة)، وَعَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ رضي الله عنه قَالَ:(كُنْتُ مَعَ الرَّكْبِ الَّذِينَ وَقَفُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّخْلَةِ الْمَيِّتَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا حِينَ أَلْقَوْهَا؟ " ، قَالُوا: مِنْ هَوَانِهَا أَلْقَوْهَا يَا رَسُولَ اللهِ)(1)(قَالَ: " فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ عز وجل مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا ")(2)

(1)(ت) 2321

(2)

(جة) 4111 ، (ت) 2321 ، (حم) 18049 ،صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3239

ص: 332

(ت)، وَعَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا ، مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ ، فَلْيَنْظُرْ بِمَاذَا يَرْجِعُ "(1)

(1)(ت) 2323 ، (م) 55 - (2858) ، (جة) 4108 ، (حم) 18038

ص: 333

(م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ "(1)

(1)(م) 1 - (2956) ، (ت) 2324 ، (جة) 4113 ، (حم) 8272

ص: 334

(حم)، وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ، أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ ، أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ، فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى "(1)

(1)(حم) 19713 ، (حب) 709 ، (ك) 7897 ، انظر الصَّحِيحَة: 3287 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3247

ص: 335

(الزهد للإمام أحمد)، وَعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَوْ أَتَى بَابَ أَحَدِكُمْ فَسَأَلَهُ دِينَارًا ، لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ، وَلَوْ سَأَلَهُ دِرْهَمًا ، لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ، وَلَوْ سَأَلَهُ فَلْسًا ، لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ، وَلَوْ سَأَلَ اللهَ الْجَنَّةَ ، لأَعْطَاهَا إِيَّاهُ، وَلَوْ سَأَلَهُ الدُّنْيَا لَمْ يُعْطِهَا إِيَّاهُ، وَمَا يَمْنَعُهَا إِيَّاهُ لِهَوَانِهِ عَلَيْهِ، ذُو طِمْرَيْنِ ، لَا يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ يُقْسِمُ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ (1) "(2)

(1) أبرَّ اللهُ قَسَمَه: صدَّقَه وأجابَه وأمْضَاه.

(2)

(الزهد لأحمد بن حنبل) 67 ، (هناد في الزهد) 587 ، الصَّحِيحَة: 2643

ص: 336

(حم)، وَعَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ عز وجل لَيَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُ ، كَمَا تَحْمُونَ مَرِيضَكُمْ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ ، تَخَافُونَ عَلَيْهِ "(1)

(1)(حم) 23671 ، (هب) 10450 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 1814 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3179

ص: 337

(ت)، وَعَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا حَمَاهُ الدُّنْيَا ، كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ "(1)

(1)(ت) 2036 ، (ش) 35705 ، (حب) 669 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3180

ص: 338

(الزهد لابن المبارك)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:" مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرٍ دُفِنَ حَدِيثًا، فَقَالَ: رَكْعَتَانِ خَفِيفَتَانِ مِمَّا تَحْقِرُونَ وَتَنْفِلُونَ، يَزِيدُهُمَا هَذَا فِي عَمَلِهِ، أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ "(1)

(1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (1/ 10، رقم 31)، صَحِيح الْجَامِع: 3518 ، الصَّحِيحَة: 1388

ص: 339

(خ م)، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:(" جَلَسَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ " وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ)(1)(فَقَالَ: " إِنَّ أَكْثَرَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ)(2)(مِنْ بَعْدِي ، مَا)(3)(يُخْرِجُ اللهُ لَكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ " ، قِيلَ: وَمَا بَرَكَاتُ الْأَرْضِ؟)(4)(قَالَ: " مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا " ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَوَيَأتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ (5)؟) (6)(" فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " ، فَقُلْنَا: يُوحَى إِلَيْهِ ، وَسَكَتَ النَّاسُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمْ الطَّيْرَ ، " ثُمَّ إِنَّهُ مَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ الرُّحَضَاءَ (7) فَقَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ آنِفًا) (8)(- وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ -؟)(9)(فَقَالَ: أَوَخَيْرٌ هُوَ (10)؟ - ثَلَاثًا - إِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأتِي إِلَّا بِالْخَيْرِ (11)) (12) وفي رواية: (إِنَّهُ لَا يَأتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ)(13)(وَإِنَّ كُلَّ مَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ (14) يَقْتُلُ حَبَطًا (15) أَوْ يُلِمُّ (16)) (17)(إِلَّا آكِلَةَ الْخَضْرَاءَ (18)) (19)(فَإِنَّهَا تَأكُلُ ، حَتَّى إِذَا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا (20)) (21)(اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ (22)) (23)(فَاجْتَرَّتْ (24) وَثَلَطَتْ (25) وَبَالَتْ ، ثُمَّ عَادَتْ فَأَكَلَتْ (26)) (27)(وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرٌ حُلْوٌ (28) وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ هُوَ) (29)(لِمَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ)(30)(وَوَضَعَهُ فِي حَقِّهِ)(31)(فَجَعَلَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَالْيَتَامَى ، وَالْمَسَاكِينِ ، وَابْنِ السَّبِيلِ)(32)(فَمَنْ يَأخُذْ مَالًا بِحَقِّهِ ، يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ ، وَمَنْ يَأخُذْ مَالًا بِغَيْرِ حَقِّهِ ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الَّذِي يَأكُلُ وَلَا يَشْبَعُ)(33)(وَيَكُونُ شَهِيدًا عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (34) ") (35)

(1)(خ) 879

(2)

(خ) 6063

(3)

(خ) 1396

(4)

(خ) 6063

(5)

أَيْ: الْمَال لِقَوْلِهِ تَعَالَى {إِنْ تَرَك خَيْرًا} فَكَيْف يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ الشَّرُّ حَتَّى يَخَافَ مِنْهُ. شرح النسائي (ج4 / ص 65)

(6)

(خ) 1396 ، (م) 121 - (1052)

(7)

الرُّحَضَاء: عَرَقٌ يَغْسِلُ الْجِلْدَ لِكَثْرَتِهِ، شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 65)

وَأَكْثَر مَا يُسَمَّى بِهِ عَرَقُ الْحُمَّى. شرح النووي على مسلم (ج 4 / ص 5)

(8)

(خ) 2687 ، (م) 121 - (1052)

(9)

(خ) 1396

(10)

مَعْنَاهُ: أَنَّ هَذَا الَّذِي يَحْصُلُ لَكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا لَيْسَ بِخَيْرٍ، وَإِنَّمَا هُوَ فِتْنَةٌ، فلَيْسَتْ هَذِهِ الزَّهْرَةُ بِخَيْرٍ ، لِمَا تُؤَدِّي إِلَيْهِ مِنْ الْفِتْنَةِ ، وَالْمُنَافَسَةِ ، وَالِاشْتِغَالِ بِهَا عَنْ كَمَالِ الْإِقْبَالِ عَلَى الْآخِرَة. شرح النووي على مسلم - (ج 4 / ص 4)

(11)

مَعْنَاهُ: أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم حَذَّرَهُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا ، وَخَافَ عَلَيْهِمْ مِنْهَا، فَقَالَ هَذَا الرَّجُل: إِنَّمَا يَحْصُل ذَلِكَ لَنَا مِنْ جِهَة مُبَاحَةٍ كَغَنِيمَةٍ وَغَيْرهَا، وَذَلِكَ خَيْرٌ، وَهَلْ يَأتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ؟ ، وَهُوَ اِسْتِفْهَام إِنْكَار وَاسْتِبْعَاد، أَيْ: يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ الشَّيْءُ خَيْرًا ثُمَّ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ شَرٌّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: أَمَّا الْخَيْرُ الْحَقِيقِيُّ فَلَا يَأتِي إِلَّا بِخَيْرٍ، أَيْ: لَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرٌ ، ثُمَّ ضَرَبَ لِذَلِكَ مَثَلًا. شرح النووي (ج 4 / ص 4)

(12)

(خ) 2687 ، (م) 121 - (1052)

(13)

(خ) 1396

(14)

(الرَّبِيعُ) قِيلَ: هُوَ الْفَصْلُ الْمَشْهُورُ بِالْإِنْبَاتِ.

وَقِيلَ: هُوَ النَّهَرُ الصَّغِيرُ الْمُنْفَجِرُ عَنْ النَّهَر الْكَبِير. شرح النسائي (ج 4 / ص 65)

(15)

(الْحَبَط): التُّخَمَة. شرح النووي على مسلم - (ج 4 / ص 4)

(16)

أَيْ: يَقْرُبُ مِنْ الْقَتْل. شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 65)

(17)

(م) 121 - (1052)

(18)

أي: المواشي التي تأكل الخَضِر ، وهو مَثَلٌ يُضْرَبُ للرجل المقتصد.

(19)

(خ) 1396

(20)

أَيْ: شَبِعَتْ. شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 65)

(21)

(م) 122 - (1052) ، (خ) 1396

(22)

تَسْتَمْرِئ بِذَلِكَ. شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 65)

(23)

(خ) 1396

(24)

أَيْ: مَضَغَتْ جِرَّتَهَا. قَالَ أَهْل اللُّغَة (الْجِرَّة) بِكَسْرِ الْجِيم: مَا يُخْرِجُهُ الْبَعِير مِنْ بَطْنِهِ لِيَمْضَغَهُ ، ثُمَّ يَبْلَعَهُ. شرح النووي على مسلم - (ج 4 / ص 4)

(25)

أَيْ: أَلْقَتْ رَجِيعَهَا سَهْلًا رَقِيقًا. شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 65)

(26)

مَعْنَاهُ: أَنَّ نَبَات الرَّبِيعِ وَخَضِرَهُ يَقْتُلُ حَبَطًا بِالتُّخَمَةِ لِكَثْرَةِ الْأَكْل، أَوْ يُقَارِبُ الْقَتْل ، إِلَّا إِذَا اُقْتُصِرَ مِنْهُ عَلَى الْيَسِيرِ الَّذِي تَدْعُو إِلَيْهِ الْحَاجَةُ ، وَتَحْصُلُ بِهِ الْكِفَايَةُ الْمُقْتَصَدَةُ ، فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ، وَهَكَذَا الْمَالُ ، هُوَ كَنَبَاتِ الرَّبِيعِ مُسْتَحْسَنٌ تَطْلُبهُ النُّفُوس وَتَمِيل إِلَيْهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَكْثِرُ مِنْهُ ، وَيَسْتَغْرِق فِيهِ ، غَيْرَ صَارِفٍ لَهُ فِي وُجُوهِهِ، فَهَذَا يُهْلِكُهُ ، أَوْ يُقَارِبُ إِهْلَاكَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْتَصِدُ فِيهِ ، فَلَا يَأخُذُ إِلَّا يَسِيرًا، وَإِنْ أَخَذَ كَثِيرًا فَرَّقَهُ فِي وُجُوهِهِ ، كَمَا تَثْلِطُهُ الدَّابَّة ، فَهَذَا لَا يَضُرّهُ. شرح النووي على مسلم - (ج 4 / ص 4)

(27)

(خ) 6063 ، (م) 121 - (1052)

(28)

أَيْ: كَبَقْلَةِ خَضِرَةٍ فِي الْمَنْظَرِ ، حُلْوَةِ فِي الذَّوْقِ ، فَلِكَثْرَةِ مَيْلِ الطَّبْعِ ، يَأخُُذ الْإِنْسَانُ بِكُلِّ وَجْهٍ ، فَيُؤَدِّيهِ ذَلِكَ إِلَى الْوَجْهِ الَّذِي لَا يَنْبَغِي ، فَيَهْلَك. شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 65)

(29)

(م) 123 - (1052) ، (خ) 1396

(30)

(خ) 2687 ، (م) 122 - (1052)

(31)

(خ) 6063 ، (م) 122 - (1052)

(32)

(خ) 2687 ، (م) 123 - (1052)

(33)

(م) 121 - (1052) ، (خ) 1396

(34)

يَحْتَمِلُ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْهِ حَقِيقَةً ، بِأَنْ يُنْطِقَهُ اللهُ تَعَالَى، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَجَازًا، وَالْمُرَاد: شَهَادَةُ الْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ. فتح الباري (ج 18 / ص 238)

(35)

(خ) 2687 ، (م) 123 - (1052) ، (س) 2581 ، (جة) 3995 ، (حم) 11049

ص: 340

(جة حم)، وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ:(خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَذْكُرُ الْفَقْرَ وَنَتَخَوَّفُهُ ، فَقَالَ: " أَلْفَقْرَ تَخَافُونَ؟)(1)(أَوَتُهِمُّكُمْ الدُّنْيَا؟ ، فَإِنَّ اللهَ فَاتِحٌ لَكُمْ أَرْضَ فَارِسَ وَالرُّومِ)(2)(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَتُصَبَّنَّ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا صَبًّا)(3)(حَتَّى لَا يُزِيغُكُمْ (4) بَعْدِي إِنْ أَزَاغَكُمْ إِلَّا هِيَ) (5)(وَايْمُ اللهِ (6) لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ (7) لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ " ، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " صَدَقَ وَاللهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَنَا عَلَى مِثْلِ الْبَيْضَاءِ ، لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ ") (8)

(1)(جة) 5

(2)

(حم) 24028 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3257 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: حسن لغيره.

(3)

(جة) 5

(4)

أَيْ: يُميلكم عن الحق.

(5)

(حم) 24028

(6)

أي: وَاللهِ.

(7)

(البيضاء) وفي رواية (المَحَجَّة البيضاء) هي جادة الطريق ، مَفْعَلَةٌ من الحج وهو القصد ، والميم زائدة. فيض القدير - (ج 4 / ص 663)

وقال السندي: أَيْ: الْمِلَّة ، وَالْحُجَّة الْوَاضِحَة الَّتِي لَا تَقْبَلُ الشُّبَهَ أَصْلًا ، فَصَارَ حَالُ إِيرَادِ الشُّبَهِ عَلَيْهَا كَحَالِ كَشْفِ الشُّبَهِ عَنْهَا وَدَفْعِهَا ، وَإِلَيْهِ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ " لَيْلهَا كَنَهَارِهَا ". حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 36)

(8)

(جة) 5

ص: 341

(حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ الْفَقْرَ ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ التَّكَاثُرَ ، وَمَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ الْخَطَأَ ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ الْعَمْدَ "(1)

(1)(حم) 8060 ، (حب) 3222 ، صَحِيح الْجَامِع: 5523 ، الصَّحِيحَة: 2216

ص: 342

(خ م)، وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ:(" خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى)(1)(قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِي سِنِينَ)(2)(صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ)(3)(ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ)(4)(فَقَالَ: إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ ، وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ ، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمْ الْحَوْضُ)(5)(وَإِنِّي وَاللهِ)(6)(لَأَنْظُرُ إِلَيْهِ)(7)(الْآنَ)(8)(مِنْ مَقَامِي هَذَا)(9)(وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ)(10)(وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ)(11)(أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي)(12)(وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا)(13)(أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا وَتَقْتَتِلُوا ، فَتَهْلِكُوا كَمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ")(14)(قَالَ عُقْبَةُ: فَكَانَتْ آخِرَ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (15)(عَلَى الْمِنْبَرِ)(16).

(1)(خ) 3401 ، (م) 30 - (2296)

(2)

(خ) 3816

(3)

(خ) 3401 ، (م) 30 - (2296)

(4)

(م) 31 - (2296)

(5)

(خ) 3816 ، (م) 30 - (2296)

(6)

(خ) 3401

(7)

(خ) 3816

(8)

(خ) 3401

(9)

(خ) 3816 ، (م) 30 - (2296)

(10)

(خ) 6062 ، (م) 30 - (2296)

(11)

(خ) 3816

(12)

(خ) 3401 ، (م) 30 - (2296)

(13)

(خ) 3816 ، (م) 31 - (2296)

(14)

(م) 31 - (2296) ، (خ) 3401 ، (حم) 17382

(15)

(خ) 3816 ، (م) 31 - (2296)

(16)

(م) 31 - (2296)

ص: 343

(حب طب)، وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ:(قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا ذَرٍّ، أَتَرَى كَثْرَةَ الْمَالِ هُوَ الْغِنَى؟ " ، قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " وَتَرَى قِلَّةَ الْمَالِ هُوَ الْفَقْرُ؟ " ، قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: " إنَّمَا الْغِنَى غِنَى الْقَلْبِ، وَالْفَقْرُ فَقْرُ الْقَلْبِ)(1)(مَنْ كَانَ الْغِنَى فِي قَلْبِهِ ، فلَا يَضُرُّهُ مَا لَقِيَ فِي الدُّنْيَا، وَمَنْ كَانَ الْفَقْرُ فِي قَلْبِهِ ، فلَا يُغْنِيهِ مَا كَثُرَ لَهُ فِي الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا يَضُرُّ نَفْسَهُ شُحُّهَا ")(2)

(1)(حب) 685 ، (ك) 7929 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 827 ، 3203

(2)

(طب) ج2ص154ح1643 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 7816

ص: 344

(خ م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ "(1)

(1)(خ) 6081 ، (م) 120 - (1051) ، (ت) 2369 ، (جة) 4137 (حم) 7314

ص: 345

(ت د جة)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ:(" مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نُعَالِجُ (1) خُصًّا (2) لَنَا) (3)(فَقَالَ: مَا هَذَا يَا عَبْدَ اللهِ؟ ")(4)(فَقُلْتُ: خُصٌّ لَنَا)(5)(قَدْ وَهَى (6) فَنَحْنُ نُصْلِحُهُ قَالَ: " مَا أَرَى الْأَمْرَ إِلَّا أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ ") (7)

(1) أَيْ: نُصْلِح. عون المعبود - (ج 11 / ص 273)

(2)

الْخُصّ: الْبَيْتُ مِنْ الْقَصَب ، أَوْ الْبَيْتُ يُسْقَفُ بِخَشَبَةٍ كَالْأَزَجِ. عون (11/ 273)

(3)

(ت) 2335

(4)

(د) 5235

(5)

(جة) 4160

(6)

أَيْ: تَخَرَّقَ وَانْشَقَّ ، وَاسْتَرْخَى رِبَاطُهُ. عون المعبود - (ج 11 / ص 273)

(7)

(ت) 2335 ، (د) 5236 ، (جة) 4160 ، (حم) 6502 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3343، صحيح الأدب المفرد: 354

ص: 346

(حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:" أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ حَصَيَاتٍ ، فَوَضَعَ وَاحِدَةً ، ثُمَّ وَضَعَ أُخْرَى بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَرَمَى بِالثَّالِثَةِ ، فَقَالَ: هَذَا ابْنُ آدَمَ ، وَهَذَا أَجَلُهُ ، وَذَاكَ أَمَلُهُ - الَّتِي رَمَى بِهَا - "(1)

(1)(حم) 13821 ، (خ) 6055 ، (ت) 2334 ، (جة) 4232

ص: 347

(خ)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:" خَطَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَطًّا مُرَبَّعًا (1) وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ ، وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ ، مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ ، وَقَالَ: هَذَا الْإِنْسَانُ (2) وَهَذَا أَجَلُهُ قَدْ أَحَاطَ بِهِ (3) وَهَذَا الْخَطُّ الْخَارِجُ أَمَلُهُ ، وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ (4) فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ (5) هَذَا ، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا ، نَهَشَهُ هَذَا "(6)

الشرح (7)

/

(1) الْمُرَبَّع: الْمُسْتَوِي الزَّوَايَا. فتح الباري (ج 18 / ص 226)

(2)

الْإِشَارَة بِقَوْلِهِ " هَذَا الْإِنْسَان " إِلَى النُّقْطَة الدَّاخِلَة. فتح الباري (18/ 226)

(3)

والْإِشَارَة بِقَوْلِهِ " وَهَذَا أَجَله مُحِيط بِهِ " إِلَى الْمُرَبَّع. فتح الباري (18/ 226)

(4)

(الْأَعْرَاض): جَمْع عَرَض - بِفَتْحَتَيْنِ - والْمُرَاد بِالْأَعْرَاضِ الْآفَات الْعَارِضَة لَهُ. فتح الباري (ج 18ص226)

(5)

أَيْ: أَصَابَهُ ، وَعَبَّرَ بِالنَّهْشِ وَهُوَ لَدْغ ذَات السُّمّ مُبَالَغَة فِي الْإِصَابَة وَالْإِهْلَاك. فتح الباري (ج 18ص226)

(6)

(خ) 6054 ، (ت) 2454

(7)

أَيْ: إِنْ سَلِمَ مِنْ هَذَا ، لَمْ يَسْلَم مِنْ هَذَا ، وَإِنْ سَلِمَ مِنْ الْجَمِيع ، وَلَمْ تُصِبْهُ آفَة مِنْ مَرَضٍ ، أَوْ فَقْدِ مَالٍ ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ، بَغَتَهُ الْأَجَلُ ، وَالْحَاصِلُ أَنَّ مَنْ لَمْ يَمُتْ بِالسَّيْفِ مَاتَ بِالْأَجَلِ.

وَفِي الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ إِلَى الْحَضِّ عَلَى قِصَرِ الْأَمَلِ ، وَالِاسْتِعْدَادِ لِبَغْتَةِ الْأَجَلِ. فتح الباري (ج 18 / ص 226)

ص: 348

(حم)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ:" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ فَيُهَرِيقُ الْمَاءَ (1) فَيَتَمَسَّحُ بِالتُّرَابِ "، فَأَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْمَاءَ مِنْكَ قَرِيبٌ، فَيَقُولُ:" وَمَا يُدْرِينِي؟، لَعَلِّي لَا أَبْلُغُهُ "(2)

(1) أَيْ: يتبول.

(2)

(حم) 2614 ، (طب) ج12ص238ح12987 ، انظر الصَّحِيحَة: 2629

ص: 349

(حم)، وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ:" لَمَّا بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ قَالَ لِي: إِيَّاكَ وَالتَّنَعُّمَ، فَإِنَّ عِبَادَ اللهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ "(1)

(1)(حم) 22158 ، (هب) 6178 ، صَحِيح الْجَامِع: 2668 ، الصَّحِيحَة: 353

ص: 350

(بز)، وَعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنٍ رضي الله عنهما قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ شِرَارِ أُمَّتِي الَّذِينَ غُذُّوا بِالنَّعِيمِ ، وَنَبَتَتْ عَلَيْهِ أَجْسَامُهُمْ، الَّذِينَ يَأكُلُونَ أَلْوَانَ الطَّعَامِ، وَيَلْبَسُونَ أَلْوَانَ الثِّيَابِ، وَيَتَشَدَّقُونَ بِالْكَلامِ "(1)

(1) أخرجه البزار (ص 324 - زوائد ابن حجر) ، (هب) 5669 ، ابن أبي الدنيا في (الصمت) 150 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 3705 ، والصَّحِيحَة: 1891، وصَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2147

ص: 351

(ت ك)، وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ:(أَكَلْتُ لَحْمًا كَثِيرًا وَثَرِيدًا، ثُمَّ جِئْتُ فَقَعَدْتُ حِيَالَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلْتُ أَتَجَشَّأُ، فَقَالَ: أَقْصِرْ مِنْ جُشَائِكَ، فَإِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا)(1)(أَطْوَلُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ")(2)

(1)(ك) 7864 ، صَحِيح الْجَامِع: 1179 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2136

(2)

(ت) 2478 ، (ك) 7864 ، (جة) 3350 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 1199 ، الصحيحة: 343

ص: 352

(هب)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: لَقِيَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه وَقَدِ ابْتَعْتُ (1) لَحْمًا بِدِرْهَمٍ ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا جَابِرُ؟ ، قُلْتُ: قَرِمَ (2) أَهْلِي، فَابْتَعْتُ لَهُمْ لَحْمًا بِدِرْهَمٍ، فَجَعَلَ عُمَرُ يُرَدِّدُ: قَرِمَ الْأَهْلِ

حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الدِّرْهَمَ سَقَطَ مِنِّي وَلَمْ أَلْقَ عُمَرَ. (3)

(1) أَيْ: اشتريت.

(2)

القَرَمُ: شدّة الشهوة إِلى اللحم. لسان العرب - (ج 12 / ص 473)

(3)

(هب) 5673 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2144

ص: 353

(جة ك)، وَعَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ رضي الله عنه قَالَ:(جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رضي الله عنهما يَسْعَيَانِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " فَضَمَّهُمَا إِلَيْهِ)(1)(وَقَالَ: إِنَّ الْوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ ، مَجْهَلَةٌ مَحْزَنَةٌ ")(2)

(1)(جة) 3666 ، (حم) 17598 ، (المشكاة)(4691 - 4692 / التحقيق الثاني)

(2)

(ك) 5284 ، (جة) 3666 ، (حم) 17598 ، صَحِيح الْجَامِع: 1990

ص: 354

(م ت جة حم)، وَعَنْ أَبِي عَسِيبٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:(" خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ)(1)(فِي سَاعَةٍ لَا يَخْرُجُ فِيهَا ، وَلَا يَلْقَاهُ فِيهَا أَحَدٌ)(2)(فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟ " ، قَالَا: الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " وَأَنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا ، قُومَا " ، فَقَامَا مَعَهُ)(3)(فَانْطَلَقُوا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ الْأَنْصَارِيِّ " - وَكَانَ رَجُلًا كَثِيرَ النَّخْلِ وَالشَّاءِ -)(4)(فَإِذَا هُوَ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ قَالَتْ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَيْنَ فُلَانٌ؟ "، قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنْ الْمَاءِ)(5)(- وَلَمْ يَكُنْ لَهُ خَدَمٌ - فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ جَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ بِقِرْبَةٍ يَزْعَبُهَا (6) فَوَضَعَهَا ثُمَّ جَاءَ يَلْتَزِمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (7) وَيُفَدِّيهِ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى حَدِيقَتِهِ ، فَبَسَطَ لَهُمْ بِسَاطًا) (8) (فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَاحِبَيْهِ ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ للهِ ، مَا أَحَدٌ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي) (9)(ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى نَخْلَةٍ ، فَجَاءَ)(10)(بِعِذْقٍ (11) فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ (12)) (13)(فَوَضَعَهُ)(14)(فَقَالَ: كُلُوا مِنْ هَذِهِ)(15)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَفَلَا تَنَقَّيْتَ (16) لَنَا مِنْ رُطَبِهِ؟ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ تَخْتَارُوا مِنْ رُطَبِهِ وَبُسْرِهِ ، فَأَكَلُوا ، وَشَرِبُوا مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ، وَانْطَلَقَ أَبُو الْهَيْثَمِ لِيَصْنَعَ لَهُمْ طَعَامًا) (17) (وَأَخَذَ الشَّفْرَةَ (18) ثُمَّ جَالَ فِي الْغَنَمِ) (19) (فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ) (20)(لَا تَذْبَحَنَّ ذَاتَ دَرٍّ " ، فَذَبَحَ لَهُمْ عَنَاقًا أَوْ جَدْيًا ، فَأَتَاهُمْ بِهَا فَأَكَلُوا)(21)(فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ:)(22)(" هَذَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مِنْ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (23) ظِلٌّ بَارِدٌ ، وَرُطَبٌ طَيِّبٌ ، وَمَاءٌ بَارِدٌ) (24)(أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ الْجُوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ ")(25)(فَأَخَذَ عُمَرُ الْعِذْقَ فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ حَتَّى تَنَاثَرَ الْبُسْرُ قِبَلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَئِنَّا لَمَسْئُولُونَ عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ ، قَالَ: " نَعَمْ ، إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: خِرْقَةٍ كَفَّ بِهَا الرَّجُلُ عَوْرَتَهُ ، أَوْ كِسْرَةٍ (26) سَدَّ بِهَا جَوْعَتَهُ ، أَوْ جُحْرٍ يَتَدَخَّلُ فِيهِ مِنْ الْحَرِّ وَالْقُرِّ (27) ") (28)

(1)(ت) 2367

(2)

(ت) 2367

(3)

(م) 140 - (2038)

(4)

(ت) 2367

(5)

(م) 140 - (2038)

(6)

زَعْبُ الْقِرْبَة: اِحْتِمَالُهَا مُمْتَلِئَةً. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 156)

(7)

أَيْ: يَضُمُّهُ إِلَى نَفْسِهِ وَيُعَانِقُهُ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 156)

(8)

(ت) 2367

(9)

(م) 140 - (2038)

(10)

(ت) 2367

(11)

الْعِذْقُ: هِيَ الْغَضُّ مِنْ النَّخْلِ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى اِسْتِحْبَابِ تَقْدِيمِ الْفَاكِهَةِ عَلَى الْخُبْزِ وَاللَّحْمِ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 156)

(12)

الْمَرْتَبَةُ لِثَمَرَةِ النَّخْلِ: أَوَّلُهَا طَلْعٌ ، ثُمَّ خِلَالٌ ، ثُمَّ بَلَحٌ ، ثُمَّ بُسْرٌ ، ثُمَّ رُطَبٌ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 156)

(13)

(م) 140 - (2038)

(14)

(ت) 2367

(15)

(م) 140 - (2038)

(16)

أَيْ: اخترت.

(17)

(ت) 2367

(18)

أَيْ: السِّكين.

(19)

(جة) 3181

(20)

(م) 140 - (2038) ، (جة) 3180

(21)

(ت) 2367

(22)

(م) 140 - (2038)

(23)

قَالَ النَّوَوِيُّ: أَمَّا السُّؤَالُ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ ، فَقَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: الْمُرَادُ السُّؤَالُ عَنْ الْقِيَامِ بِحَقِّ شُكْرِهِ ، وَاَلَّذِي نَعْتَقِدُهُ أَنَّ السُّؤَالَ هَاهُنَا سُؤَالُ تَعْدَادِ النِّعَمِ وَإِعْلَامٍ بِالِامْتِنَانِ بِهَا ، وَإِظْهَارِ الْكَرَامَةِ بِإِسْبَاغِهَا ، لَا سُؤَالُ تَوْبِيخٍ وَتَقْرِيعٍ وَمُحَاسَبَةٍ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 156)

(24)

(ت) 2367 ، (حم) 14678

(25)

(م) 140 - (2038)

(26)

أَيْ: قطعة من الخبز.

(27)

القُرّ: البرد الشديد.

(28)

(حم): 20787 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3221، وهداية الرواة: 4182

ص: 355

(ش) ، وَعَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: لَا يُصِيبُ أَحَدٌ مِنْ الدُّنْيَا ، إِلَّا نَقَصَ مِنْ دَرَجَاتِهِ عِنْدَ اللهِ ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ كَرِيمًا. (1)

(1)(ش) 34628 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3220

ص: 356

(خ م)، وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَكَانَ عَامَّةَ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ، وَأَصْحَابُ الْجَدِّ (1) مَحْبُوسُونَ ، غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ (2) وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ "(3)

(1) الْمُرَاد بِهِم أَصْحَابُ الْبَخْتِ وَالْحَظِّ فِي الدُّنْيَا، وَالْغِنَى وَالْوَجَاهَة بِهَا.

وَقِيلَ: الْمُرَاد: أَصْحَاب الْوِلَايَات، وَمَعْنَاهُ: مَحْبُوسُونَ لِلْحِسَابِ، وَيَسْبِقهُمْ الْفُقَرَاء بِخَمْسِمِائَةِ عَام كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث. شرح النووي (ج 9 / ص 103)

(2)

أَيْ: مَنْ اِسْتَحَقَّ مِنْ أَهْل الْغِنَى النَّار بِكُفْرِهِ أَوْ مَعَاصِيه ، فَقَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ. شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 103)

(3)

(خ) 4900 ، (م) 93 - (2736) ، (حم) 21874

ص: 357

(م)، وَعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَجَلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَلَسْنَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ؟ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: أَلَكَ امْرَأَةٌ تَأوِي إِلَيْهَا؟ ، قَالَ: نَعَمْ ، قَالَ: أَلَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُهُ؟ ، قَالَ: نَعَمْ ، قَالَ: فَأَنْتَ مِنْ الْأَغْنِيَاءِ ، قَالَ: فَإِنَّ لِي خَادِمًا ، قَالَ: فَأَنْتَ مِنْ الْمُلُوكِ. (1)

(1)(م) 37 - (2979)

ص: 358

(خد)، وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِي سِرْبِهِ (1) مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ طَعَامُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ (2) لَهُ الدُّنْيَا) (3)(بِحَذَافِيرِهَا ")(4)

(1) السِّرْبُ: الْجَمَاعَةُ، وَالْمَعْنَى فِي أَهْلِهِ وَعِيَالِهِ. تحفة الأحوذي (6/ 131)

(2)

حِيزَتْ: جُمِعَتْ.

(3)

(خد) 300 ، (ت) 2346 ، (جة) 4141 ، صحيح الأدب المفرد: 230

(4)

(الآحاد والمثاني) ح2126 ، صحيح الجامع: 6042 ، الصَّحِيحَة: 2318

ص: 359

(ك)، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَشْقَى الأَشْقِيَاءِ ، مَنِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ فَقْرُ الدُّنْيَا وَعَذَابُ الْآخِرَةِ "(1)

(1)(ك) 7911 ، (طس) 1887 ، هذا الحديث قال عنه الألباني في ضعيف الجامع رقم: 877 بأنه (موضوع)، وقال عنه في ضعيف الترغيب والترهيب 1856:(ضعيف)، وفي صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3193 قال: (حسن لغيره)

ص: 360