الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَا جَاءَ فِي زُهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
-
(ت حم)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:(" نَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَصِيرٍ ، فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ " ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ، لَوْ اتَّخَذْنَا لَكَ)(1)(فِرَاشًا أَوْثَرَ (2) مِنْ هَذَا) (3)(فَقَالَ: " مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا ، مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ)(4)(سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ (5) فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ") (6)
(1)(ت) 2377 ، (جة) 4109
(2)
أَيْ: أنعم.
(3)
(حم) 2744 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(4)
(ت) 2377 ، (جة) 4109
(5)
أَيْ: يوم حارّ.
(6)
(حم) 2744 ، (ت) 2377 ، (جة) 4109 ، انظر الصَّحِيحَة: 439
(خ م)، عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ:(" اعتَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ شَهْرًا ")(1)(فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ)(2)(" فَأَدْنَى عَلَيْهِ إِزَارَهُ ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ)(3)(وَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ)(4)(مُتَّكِئٌ عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ " ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ)(5)(ثُمَّ رَفَعْتُ بَصَرِي)(6)(فِي خِزَانَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ نَحْوِ الصَّاعِ ، وَمِثْلِهَا قَرَظًا (7) فِي نَاحِيَةِ الْغُرْفَةِ وَإِذَا أَفِيقٌ (8) مُعَلَّقٌ) (9)(وَرَأَيْتُ أَثَرَ الْحَصِيرِ فِي جَنْبِهِ ، فَبَكَيْتُ)(10)(فَقَالَ: " مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ " ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ وَمَا لِي لَا أَبْكِي؟ ، وَهَذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِكَ ، وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لَا أَرَى فِيهَا إِلَّا مَا أَرَى ، وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى)(11)(- وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللهَ -)(12)(فِي الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ وَصَفْوَتُهُ ، وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ)(13)(" فَاسْتَوَى جَالِسًا ثُمَّ قَالَ: أَفِي شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ ، أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)(14)(أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمْ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ؟ ")(15)(فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَإِنَّهُ كَذَلِكَ ")(16)
(1)(م) 23 - (1084)
(2)
(خ) 2336
(3)
(م) 30 - (1479)
(4)
(خ) 2336
(5)
(خ) 4895
(6)
(خ) 2336
(7)
القَرَظ: ورق شجر السَّلَم ، يُدْبَغُ به.
(8)
الأَفيق: سِقاءُ من الجِلْد الذي لم يُدْبَغ، أو جِرابٌ من الجِلْد غيرِ المَدْبُوغ.
(9)
(م) 30 - (1479)
(10)
(خ) 4629
(11)
(م) 30 - (1479)
(12)
(خ) 2336
(13)
(م) 30 - (1479)
(14)
(م) 34 - (1479) ، (خ) 2336
(15)
(خ) 4629
(16)
(خد) 1163 ، (حم) 12440 ، (جة) 4153، صحيح الأدب المفرد: 890
(طس هب)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَرَأَتْ فِرَاشَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَبَاءَةً، فَقَالَتْ: مَا لَهُ فِرَاشٌ غَيْرَ هَذَا؟ ، قُلْتُ: لَا وَاللهِ، مَا لَهُ فِرَاشٌ غَيْرُهُ، فَعَمَدَتْ إِلَى سَبِيبَةٍ مِنَ السَّبَائِبِ، فَحَشَتْهَا صُوفًا، ثُمَّ أَتَتْنِي بِهَا، فَقَالَتْ: لِيَكُنْ هَذَا فِرَاشُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم " فَلَمَّا جَاءَ قَالَ:)(1)(مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ؟ " ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فُلَانَةُ الْأَنْصَارِيَّةُ ، دَخَلَتْ عَلَيَّ فَرَأَتْ فِرَاشَكَ، فَذَهَبَتْ فَبَعَثَتْ إِلَيَّ بِهَذَا ، فَقَالَ: " رُدِّيهِ ")(2)(قَالَتْ: فَلَمْ أَرُدَّهُ ، وَأَعْجَبَنِي أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِي، " فَجَاءَ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، أَلَمْ آمُرْكِ أَنْ تَرُدِّيهِ؟ " ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرُدَّهُ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِي، فَقَالَ: " يَا عَائِشَةُ رُدِّيهِ)(3)(فَوَاللهِ لَوْ شِئْتُ ، لأَجْرَى اللهُ مَعِي جِبَالَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ")(4)
(1)(طس) 6029
(2)
(هب) 1468
(3)
(طس) 6029
(4)
(هب) 1468 ، الصَّحِيحَة: 2484 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3287
(خ م)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(" إِنَّمَا كَانَ فِرَاشُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذِي يَنَامُ عَلَيْهِ)(1)(بِاللَّيْلِ)(2)(مِنْ أَدَمٍ (3) وَحَشْوُهُ مِنْ لِيفٍ ") (4)
(1)(م) 38 - (2082) ، (خ) 6091
(2)
(د) 4146
(3)
أَيْ: جلد مدبوغ.
(4)
(خ) 6091 ، (م) 37 - (2082) ، (ت) 1761 ، (د) 4146 ، (جة) 4151 ، (حم) 24255
(خ م)، وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا إِزَارًا غَلِيظًا مِمَّا يُصْنَعُ بِالْيَمَنِ وَكِسَاءً مِنْ الَّتِي يُسَمُّونَهَا الْمُلَبَّدَةَ (1) فَأَقْسَمَتْ بِاللهِ أَنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قُبِضَ فِي هَذَيْنِ الثَّوْبَيْنِ. (2)
(1) أَيْ: ثَخِنٌ وَسَطُهُ ، وَصَفِقٌ حَتَّى صَارَ يُشْبِهُ اللُّبَد.
وَيُقَالُ: الْمُرَاد هُنَا الْمُرَقَّع. فتح الباري (ج 9 / ص 364)
(2)
(م) 34 - (2080) ، (خ) 5480 ، (ت) 1733 ، (د) 4036 ، (جة) 3551 ، (حم) 24083
(هب)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:" تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّ نَمِرَةً (1) مِنْ صُوفٍ تُنْسَجُ لَهُ "(2)
(1) هِيَ: بُرْدَة مِنْ صُوف أَوْ غَيْرِه مُخَطَّطَة.
وَقَالَ الْفَرَّاء: هِيَ دُرَّاعَة ، فِيهَا لَوْنَانِ سَوَاد وَبَيَاض. فتح الباري (ج 4 / ص 416)
(2)
(هب) 6165 ، الصَّحِيحَة: 2687 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2076
(حم)، وَعَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: حَدَّثَنا أَعْرَابِيٌّ لَنَا قَالَ: " رَأَيْتُ نَعْلَ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم مَخْصُوفَةً "(1)
(1)(حم) 20070 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(جة)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:" حَجَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ (1) وَقَطِيفَةٍ (2) تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ حَجَّةٌ لَا رِيَاءَ فِيهَا وَلَا سُمْعَةَ "(3)
(1) أَيْ: قَدِيم.
(2)
القطيفة: كساء أو فِراش له أهداب.
(3)
(جة) 2890 ، (خ) 1445 ، صحيح الجامع: 1302 ، الصَّحِيحَة: 2617
(حم)، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ قَالَ: صَدَرْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه (1) يَوْمَ الصَّدَرِ (2) فَمَرَّتْ بِنَا رُفْقَةٌ (3) يَمَانِيَةٌ (4) وَرِحَالُهُمْ الْأُدُمُ (5) وَخُطُمُ إِبِلِهِمْ (6) الْخَزَمُ (7) فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَشْبَهِ رُفْقَةٍ وَرَدَتْ الْحَجَّ الْعَامَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ إِذْ قَدِمُوا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذِهِ الرُّفْقَةِ. (8)
(1) أي: رجعت معه من الحج.
(2)
أي: يوم الرجوع منه.
(3)
أي: جماعة من الرُّفَقاء.
(4)
نسبة إلى اليمن ، وقياسه: يمنية.
(5)
(الْأَدَمُ) بفتحتين: الجلد.
(6)
(وَخُطُمُ إِبِلِهِمْ): جمع خِطام، وهو نحو الزِّمام.
(7)
الخَزَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: شَجَرٌ لَهُ ليفٌ ، تُتَّخذ مِنْ لِحَائِهِ الْحِبَالُ. لسان العرب (12/ 176)
(8)
(حم) 6016 ، (د) 4144 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: صحيح.
(د حم)، وَعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُنَيْنًا ، فَسِرْنَا فِي يَوْمٍ قَائِظٍ شَدِيدِ الْحَرِّ ، فَنَزَلْنَا تَحْتَ [ظِلَالِ الشَّجَرِ](1) فَلَمَّا زَالَتْ الشَّمْسُ لَبِسْتُ لَأمَتِي (2) وَرَكِبْتُ فَرَسِي ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي فُسْطَاطِهِ (3) فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، قَدْ حَانَ الرَّوَاحُ؟ ، فَقَالَ:" أَجَلْ ، ثُمَّ قَالَ: يَا بِلَالُ قُمْ "، فَثَارَ مِنْ تَحْتِ سَمُرَةٍ كَأَنَّ ظِلَّهُ ظِلُّ طَائِرٍ (4) فَقَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَأَنَا فِدَاؤُكَ ، فَقَالَ:" أَسْرِجْ لِي الْفَرَسَ " ، فَأَخْرَجَ سَرْجًا دَفَّتَاهُ (5) مِنْ لِيفٍ ، لَيْسَ فِيهِ أَشَرٌ وَلَا بَطَرٌ ، فَرَكِبَ وَرَكِبْنَا. (6)
(1)(حم) 22520
(2)
اللَّأمَة: الدِّرْعُ. عون المعبود - (ج 11 / ص 271)
(3)
الْفُسْطَاط هُوَ الْبَيْت مِنْ الشَّعْر، وَقَدْ يُطْلَق عَلَى غَيْر الشَّعْر.
(4)
الْمَقْصُود أَنَّ ظِلَّ السَّمُرَة كَانَ قَلِيلًا غَايَةَ الْقِلَّةِ ، فَكَأَنَّهُ بِسَبَبِ الْقِلَّةِ ظِلُّ طَائِرٍ. عون المعبود - (ج 11 / ص 271)
(5)
أَيْ: جَانِبَاهُ.
(6)
(د) 5233 ، (حم) 22520
(س)، وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ:" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْنَعُ أَهْلَهُ الْحِلْيَةَ وَالْحَرِيرَ ، وَيَقُولُ: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ حِلْيَةَ الْجَنَّةِ وَحَرِيرَهَا ، فلَا تَلْبَسُوهَا فِي الدُّنْيَا "(1)
(1)(س) 5136 ، (حم) 17348 ، (حب) 5486 ، (ك) 7403 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 772 ، 2063 ، الصَّحِيحَة: 338
وقال الألباني: قال السندي في حاشيته على النسائي: قَوْله (أَهْلَه الْحِلْيَة) الظَّاهِرُ أَنَّهُ يَمْنَع أَزْوَاجَه الْحِلْيَة مُطْلَقًا ، سَوَاء كَانَ مِنْ ذَهَب أَوْ فِضَّة ، وَلَعَلَّ ذَلِكَ مَخْصُوصٌ بِهِمْ لِيُؤْثِرُوا الْآخِرَة عَلَى الدُّنْيَا ، وَكَذَا الْحَرِير.
وَيُحْتَمَل أَنَّ الْمُرَادَ بِالْأَهْلِ: الرِّجَالُ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ ، فَالْأَمْر وَاضِح.
قلت: هذا الاحتمال بعيد غير مُتبادَر ، فالاعتماد على ما ذكره أولا والله أعلم.
وأقول: فهذا الحديث يدل على مثل ما دل عليه الحديث المشهور الذي سبق آنفا من إباحة الحرير لسائر النساء، إِلَّا أنه قد يُقال: إن الأولى بهنَّ الرغبةُ عنه وعن الحلية مطلقا ، تشبُّها بنسائه صلى الله عليه وسلم لا سيما وقد ثبت عنه أنه قال:" ويل للنساء من الأحمرين: الذهب والمعصفر ". أ. هـ
(خ م ت)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(كَانَ لَنَا سِتْرٌ)(1)(عَلَى بَابِي)(2)(فِيهِ تِمْثَالُ طَائِرٍ وفي رواية: (الْخَيْلُ ذَوَاتُ الْأَجْنِحَةِ)(3) وَكَانَ الدَّاخِلُ إِذَا دَخَلَ اسْتَقْبَلَهُ، فَقَالَ لِي رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم:" حَوِّلِي هَذَا، فَإِنِّي كُلَّمَا دَخَلْتُ فَرَأَيْتُهُ ذَكَرْتُ الدُّنْيَا ") (4)
(1)(م) 88 - (2107) ، (خ) 5611
(2)
(ت) 2468
(3)
(م) 90 - (2107) ، (س) 5352
(4)
(م) 88 - (2107) ، (خ) 5611 ، (ت) 2468 ، (س) 5353 ، (حم) 24264
(خ د)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:(" أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فَاطِمَةَ رضي الله عنها)(1)(فَوَجَدَ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا ، فَلَمْ يَدْخُلْ - قَالَ: وَقَلَّمَا كَانَ يَدْخُلُ إِلَّا بَدَأَ بِهَا - فَجَاءَ عَلِيٌّ رضي الله عنه فَرَآهَا مُهْتَمَّةً، فَقَالَ: مَا لَكِ؟ ، قَالَتْ: " جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ فَلَمْ يَدْخُلْ " ، فَأَتَاهُ عَلِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ فَاطِمَةَ اشْتَدَّ عَلَيْهَا أَنَّكَ جِئْتَهَا فَلَمْ تَدْخُلْ عَلَيْهَا)(2)(فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا مَوْشِيًّا (3) فَقَالَ: " مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟) (4) (وَمَا أَنَا وَالرَّقْمَ؟) (5) وفي رواية: (إِنَّهُ لَيْسَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتًا مُزَوَّقًا) (6) (فَذَهَبَ إِلَى فَاطِمَةَ فَأَخْبَرَهَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: قُلْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا يَأمُرُنِي بِهِ؟، قَالَ: " قُلْ لَهَا فَلْتُرْسِلْ بِهِ إِلَى بَنِي فُلَانٍ ") (7)(- أَهْلِ بَيْتٍ بِهِمْ حَاجَةٌ -)(8).
الشرح (9)
(1)(خ) 2471
(2)
(د) 4149 ، انظر الصَّحِيحَة: 3140
(3)
اَلْوَشْيُ: خَلْطُ لَوْنٍ بِلَوْنٍ ، وَمِنْهُ: وَشَى الثَّوْبَ: إِذَا رَقَّمَهُ وَنَقَشَهُ.
وَقَالَ ابْن اَلْجَوْزِيِّ: اَلْمُوشَى اَلْمُخَطَّط بِأَلْوَانٍ شَتَّى. فتح الباري (8/ 108)
(4)
(خ) 2471
(5)
(د) 4149
(6)
(د) 3755 ، (جة) 3360 ، (حم) 21419 ، صحيح الجامع: 2411
(7)
(د) 4149 ، (خ) 2471 ، (حم) 4727
(8)
(خ) 2471
(9)
فِي الْحَدِيثِ كَرَاهَةُ دُخُولِ اَلْبَيْتِ اَلَّذِي فِيهِ مَا يُكْرَهُ.
قَالَ اَلْمُهَلَّب وَغَيْره: كَرِهَ اَلنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لِابْنَتِهِ مَا كَرِهَ لِنَفْسِهِ مِنْ تَعْجِيلِ اَلطَّيِّبَاتِ فِي الدُّنْيَا ، لَا أَنَّ سَتْرَ اَلْبَاب حَرَامٌ ، وَهُوَ نَظِيرُ قَوْلِهِ لَهَا لَمَّا سَأَلَتْهُ خَادِمًا:" أَلَا أَدُلُّك عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ " ، فَعَلَّمَهَا الذِّكْرَ عِنْدَ النَّوْمِ. فتح الباري (ج 8 / ص 108)
(أبو الشيخ)، عَنْ الشَّعْبِيّ قَالَ: سَمِعْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ رضي الله عنها تَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِطَوْقٍ فِيهِ سَبْعُونَ مِثْقَالا مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، خُذْ مِنْهُ الْفَرِيضَةَ الَّتِي جَعَلَ اللهُ فِيهِ ، قَالَتْ:" فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِثْقَالا وَثَلَاثةَ أَرْبَاعِ مِثْقَالٍ ، فَوَجَّهَهُ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، خُذْ مِنْهُ الَّذِي جَعَلَ اللهُ فِيهِ ، قَالَتْ:" فَقَسَمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى هَذِهِ الأَصْنَافِ السِّتَّةِ ، وَعَلَى غَيْرِهِمْ "، فَقَالَ:" يَا فَاطِمَةُ إِنَّ الْحَقَّ لَمْ يُبْقِ لَكِ شَيْئًا "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَضِيتُ لِنَفْسِي مَا رَضِيَ اللهُ عز وجل بِهِ وَرَسُولُهُ. (1)
(1) أخرجه أبو الشيخ في جزئه " انتقاء ابن مردويه "(83/ 30 - طبع الرشد) ، (قط) ج2/ص106 ح2 ، انظر الصَّحِيحَة: 2978
وقال الألباني: قلت: وفي الحديث دلالة صريحة على أنه كان معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وجوب الزكاة على حُلي النساء، وذلك بعد أن أمر صلى الله عليه وسلم بها في غير ما حديث صحيح كنتُ ذكرتُ بعضَها في " آداب الزفاف "، ولذلك جاءت فاطمة بنت قيس رضي الله عنها بِطَوْقها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذ زكاتها منه، فلْيُضَم هذا الحديث إلى تلك، لعل في ذلك ما يُقنع الذين لَا يزالون يُفتون بعدم وجوب الزكاة على الحُلي، فيَحرمون بذلك الفقراء من بعض حقهم في أموال زكاة الأغنياء!
وقد يحتج به بعضُهم على جواز الذهب المُحَلَّق للنساء، والجواب هو الجواب المذكور في الأحاديث المشار إليها آنفا، فراجعه إن شئت في " الآداب ".
على أن هذا ليس فيه أنها تطوق به، بخلاف بعض تلك الأحاديث، فيحتمل أن فاطمة رضي الله عنها كان قد بلغها الحُكْمان: النهي عن طوق الذهب فانتهت منه، ووجوب الزكاة، فبادرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذ منه الزكاة، وهذا هو اللائق بها وبدينها رضي الله عنها. أ. هـ
(د)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:" خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَأَى قُبَّةً مُشْرِفَةً ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ "، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: هَذِهِ لِفُلَانٍ - رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ - " فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَحَمَلَهَا فِي نَفْسِهِ " ، حَتَّى إِذَا جَاءَ صَاحِبُهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عَلَيْهِ فِي النَّاسِ " أَعْرَضَ عَنْهُ - صَنَعَ ذَلِكَ مِرَارًا - " حَتَّى عَرَفَ الرَّجُلُ الْغَضَبَ فِيهِ ، وَالْإِعْرَاضَ عَنْهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَأُنْكِرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالُوا: " خَرَجَ فَرَأَى قُبَّتَكَ "، فَرَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى قُبَّتِهِ فَهَدَمَهَا حَتَّى سَوَّاهَا بِالْأَرْضِ، " فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ يَرَهَا، فَقَالَ: مَا فَعَلَتِ الْقُبَّةُ؟ "، قَالُوا: شَكَا إِلَيْنَا صَاحِبُهَا إِعْرَاضَكَ عَنْهُ ، فَأَخْبَرْنَاهُ فَهَدَمَهَا، فَقَالَ:" أَمَا إِنَّ كُلَّ بِنَاءٍ وَبَالٌ (1) عَلَى صَاحِبِهِ، إِلَّا مَا لَا ، إِلَّا مَا لَا - يَعْنِي مَا لَا بُدَّ مِنْهُ - "(2)
(1) الوَبَال في الأصْل: الثِّقَلُ والمكْرُوه ، ويُريد به في الحَديث العَذابَ في الآخِرة. النهاية في غريب الأثر (ج5ص316)
(2)
(د) 5237 ، (يع) 4347 ، انظر الصَّحِيحَة: 2830 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب:1874 ، والحديث ضعيف عند (د)، وصححه الألباني بمجموع طرقه في الصحيحة بعد أن كان ضعَّفه في الضعيفة: 2608
(دلائل النبوة للبيهقي)، وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ:(" لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ أَعَانَهُ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ ، وَهُوَ مَعَهُمْ يَتَنَاوَلُ اللَّبِنَ (1) حَتَّى اغْبَرَّ صَدْرُهُ (2)") (3) (فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ بَنَيْنَا مَسْجِدَنَا هَذَا عَلَى بِنَاءِ مَسْجِدِ الشَّامِ ، " فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْجَرِيدَةَ (4) أَوْ الْقَصَبَةَ فَرَمَى بِهَا) (5)(وَقَالَ: ابْنُوهُ عَرِيشًا كَعَرِيشِ مُوسَى (6)) (7)(ثُمَامٌ (8) وَخُشَيْبَاتٌ، وَالْأَمْرُ أَعْجَلُ مِنْ ذَلِكَ ") (9) (فَقِيلَ لِلْحَسَنِ: مَا عَرِيشُ مُوسَى؟ ، قَالَ: إِذَا رَفَعَ يَدَهُ بَلَغَ الْعَرِيشَ- يَعْنِي السَّقْفَ -) (10).
(1) اللَّبِن: ما يعمل من الطين يعني الطوب والآجر.
(2)
أَيْ: أصابه الغبار، وهو ما صَغُر من التراب والرماد.
(3)
دلائل النبوة للبيهقي (794)، انظر الصَّحِيحَة: 616 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1876
(4)
الْجَرِيدَةُ: سَعَفَةُ النَّخْلِ ، سُمِّيَتْ بِهَا لِكَوْنِهَا مُجَرَّدَةً عَنْ الْخُوصِ ، وَهُوَ وَرَقُ النَّخْلِ. تحفة الأحوذي
(5)
المفضل الجندي في " كتاب فضل المدينة "(رقم 47 - منسوخة الألباني)
(6)
العريش: كل ما يُستظل به.
(7)
دلائل النبوة للبيهقي (794)
(8)
الثُّمام: نبات ضعيف له خوص أَو شبيه بالخُوص ، وربما حُشِي به وسُدَّ به خَصاصُ البيوت. لسان العرب
(9)
(كنز العمال) ح41503 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 4007
(10)
دلائل النبوة للبيهقي (794)
(خ م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا (1) "(2)
(1) قال الألباني في الصحيحة 130: في الحديث دليلٌ على فضل الكفاف، وأخْذ البُلغة من الدنيا ، والزهد فيما فوق ذلك، رغبةً في توفُّر نعيم الآخرة، وإيثارًا لما يبقى على ما يفنى، فينبغي للأمة أن تقتدي به صلى الله عليه وسلم في ذلك.
وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ: مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّهُ طَلَبَ الْكَفَافَ ، فَإِنَّ الْقُوتَ: مَا يَقُوتُ الْبَدَنَ وَيَكُفُّ عَنِ الْحَاجَةِ ، وَفِي هَذِهِ الْحَالَةِ سَلَامَةٌ مِنْ آفَاتِ الْغِنَى وَالْفَقْرِ جَمِيعًا.
كذا في " فتح الباري "(11/ 293).
قلت: ومما لا ريب فيه أن الكفافَ يختلفُ باختلافِ الأشخاصِ والأزمانِ والأحوال، فينبغي للعاقلِ أن يحرصَ على تحقيقِ الوضعِ الوسَط المناسبِ له، بحيث لا تُرْهِقه الفاقة، ولا يسعى وراء الفُضول الذي يوصله إلى التَّبَسُّط والتَّرَفُّه فإنه في هذه الحال قلَّما يَسْلَم من عواقب جَمْع المال، لاسيما في هذا الزمان الذي كثُرت مفاتِنُه، وتيسَّرت على الأغنياء سُبُله. أعاذنا الله تعالى من ذلك، ورزقنا الكفاف من العيش. أ. هـ
(2)
(م) 126 - (1055) ، (خ) 6095 ، (ت) 2358 ، (جة) 4139 ، (حم) 7173
(طب)، وَعَنْ عائشة رضي الله عنها قَالَ:" مَا شَبِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ شَبْعَتَيْنِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا "(1)
(1)(طب) ج6/ص160ح5848 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3268
(م)، وَعَنْ عائشة رضي الله عنها قَالَ:" لَقَدْ مَاتَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا شَبِعَ مِنْ خُبْزٍ وَزَيْتٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ "(1)
(1)(م) 29 - (2974)
(خ)، وَعَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: مَرَّ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه بِقَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ ، فَدَعَوْهُ ، فَأَبَى أَنْ يَأكُلَ وَقَالَ:" خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الدُّنْيَا وَلَمْ يَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ "(1)
(1)(خ) 5098
(ت)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:" مَا شَبِعَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَ "(1)
(1)(ت) 2357 ، (م) 22 - (2970) ، (جة) 3346 ، (حم) 24709
(خ م)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:" مَا أَكَلَ آلُ مُحَمَّدٍ أَكْلَتَيْنِ فِي يَوْمٍ ، إِلَّا إِحْدَاهُمَا تَمْرٌ "(1)
(1)(خ) 6090 ، (م) 25 - (2971)
(خ م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ ، " مَا شَبِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا مِنْ خُبْزِ حِنْطَةٍ (1) حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا "(2)
(1) أَيْ: خبز قمح.
(2)
(م) 33 - (2976) ، (خ) 5100 ، (ت) 2354 ، (جة) 3343 ، (حم) 9609
(س حم) ، وَعَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(لَقَدْ رَأَيْتُنَا نُخَبِّئُ الْكُرَاعَ (1) مِنْ أَضَاحِيِّنَا) (2)(لِرَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا، ثُمَّ يَأكُلُهُ ")(3) وفي رواية: (قَدْ كُنَّا نَرْفَعُ الْكُرَاعَ ، فَنَأكُلُهَا بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ ، قُلْتُ: فَمَا اضْطَرَّكُمْ إِلَى ذَلِكَ؟ ، قَالَ: فَضَحِكَتْ وَقَالَتْ: "مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ خُبْزٍ مَأدُومٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللهِ عز وجل ")(4)
(1) الكُراع: ما دون الرُّكْبة من الساق.
(2)
(حم) 24751 ، (س) 4433 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: صحيح.
(3)
(س) 4433 ، (حم) 25091
(4)
(حم) 25006 ، (خ) 5107 ، (س) 4432 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(حم)، وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ:(سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رضي الله عنه يَقُولُ لِلنَّاسِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: مَا أَبْعَدَ هَدْيَكُمْ مِنْ هَدْيِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم (1)(لَقَدْ أَصْبَحْتُمْ وَأَمْسَيْتُمْ تَرْغَبُونَ فِيمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزْهَدُ فِيهِ، أَصْبَحْتُمْ تَرْغَبُونَ فِي الدُّنْيَا ، " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (2)(أَزْهَدُ النَّاسِ فِيهَا)(3)(وَاللهِ مَا أَتَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةٌ مِنْ دَهْرِهِ ، إِلَّا كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِمَّا لَهُ " ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قَدْ رَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَسْلِفُ ")(4)
(1)(حم) 17848 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(2)
(حم) 17850 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(3)
(حم) 17808 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(4)
(حم) 17850 ، (ك) 7881 ، (حب) 6379 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3294 ، صحيح موارد الظمآن: 1795
(خ م ت جة حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(مَشَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ (1)) (2)(قَالَ: " وَلَقَدْ رَهَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دِرْعًا لَهُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ يَهُودِيٍّ)(3)(إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ)(4)(فَاشْتَرَى)(5)(ثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ)(6)(لَأَهْلِهِ)(7)(فَمَا وَجَدَ لَهَا مَا يَفْتَكُّهَا (8) بِهِ) (9)(وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ يَقُولُ (10):) (11)(وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، مَا أَصْبَحَ عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَاعُ حَبٍّ وَلَا صَاعُ تَمْرٍ ، وَإِنَّ لَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعَ نِسْوَةٍ ")(12)
(1) الْإِهَالَة: مَا أُذِيبَ مِنْ الشَّحْمِ وَالْإِلْيَة.
وَقِيلَ: هُوَ كُلُّ دَسَمٍ جَامِدٍ، وَقِيلَ: مَا يُؤْتَدَمُ بِهِ مِنْ الْأَدْهَان.
وَقَوْلُهُ: " سَنِخَة " وَيُقَالُ فِيهَا بِالزَّاي أَيْضًا أَيْ: مُتَغَيِّرَةِ الرِّيح. فتح (7/ 460)
(2)
(خ) 2373 ، (ت) 1215 ، (س) 4610 ، (حم) 12383
(3)
(خ) 1963
(4)
(خ) 2134
(5)
(خ) 2378 ، (م) 124 - (1603)
(6)
(خ) 2759
(7)
(خ) 1963 ، (ت) 1215 ، (س) 4610
(8)
يفتكُّها: يُخَلِّصها ، ويستعيدها.
(9)
(حم) 13522 ، (حب) 5937 ، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(10)
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ: هُوَ كَلَامُ أَنَسٍ ، وَالضَّمِيرُ فِي " سَمِعْته " لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَيْ: قَالَ ذَلِكَ لَمَّا رَهَنَ الدِّرْعَ عِنْدَ الْيَهُودِيِّ ، مُظْهِرًا لِلسَّبَبِ فِي شِرَائِهِ إِلَى أَجَلٍ، وَذَهِلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ كَلَامُ قَتَادَةَ ، وَجَعَلَ الضَّمِيرَ فِي سَمِعْته لِأَنَسٍ ، لِأَنَّهُ إِخْرَاجٌ لِلسِّيَاقِ عَنْ ظَاهِرِهِ بِغَيْرِ دَلِيلٍ. تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 309)
(11)
(ت) 1215 ، (خ) 2373
(12)
(جة) 4147 ، (خ) 1963 ، (ت) 1215 (حم) 12383 ، الصَّحِيحَة: 2404
(طس)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:" مَا رُفِعَتْ مَائِدَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْنِ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهَا فَضْلَةٌ مِنْ طَعَامٍ قَطُّ "(1)
(1)(طس) 891 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3269
(حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:" لَمْ يَجْتَمِعْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاءٌ وَلَا عَشَاءٌ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ ، إِلَّا عَلَى ضَفَفٍ (1) "(2)
(1) الضَّفَف: الضِّيق والشِّدَّة: أي لم يَشْبَع منهما إلَاّ عن ضِيق وقلَّة.
وقيل: أي: لم يأكل خُبْزَاً ولحما وَحْدَه ، ولكنْ يأكل مع النَّاس.
وقيل: الضَّفَف: أن تكونَ الأكَلَةُ أكثر من مِقْدار الطَّعامِ. النهاية (3/ 202)
(2)
(حم) 13886 ، (حب) 6359 ، انظر صحيح موارد الظمآن: 2149، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(معجم ابن الأعرابي)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْبِطُ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِهِ مِنَ الْجُوعِ "(1)
(1) أخرجه ابن الأعرابي في " معجمه "(3/ 1)، انظر الصَّحِيحَة: 1615
(م)، وَعَنْ النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: ذَكَرَ عُمَرُ رضي الله عنه مَا أَصَابَ النَّاسُ مِنْ الدُّنْيَا، فَقَالَ:" لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي [مِنْ الْجُوعِ] (1) مَا يَجِدُ دَقَلًا (2) يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ "(3)
(1)(جة) 4146 ، انظر الصحيحة: 2106
(2)
الدَّقَل: رَدِيء التَّمر ويابِسُه ، فَتراه ليُبْسه ورَدَاءته لا يجْتَمِع ، ويكون مَنْثُورا. النهاية في غريب الأثر (ج2 ص299)
(3)
(م) 36 - (2978) ، (ت) 2372 ، (حم) 353 ، (جة) 4146
(م حم)، وَعَنْ سِمَاكٍ بْنِ حَرْبٍ قَالَ:(سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنه يَقُولُ: أَلَسْتُمْ فِي طَعَامٍ وَشَرَابٍ مَا شِئْتُمْ؟ ، " لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم (1)(يَظَلُّ الشَّهْرَ يَتَلَوَّى)(2)(مَا يَجِدُ مِنْ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ ")(3)
(1)(م) 34 - (2977)
(2)
(حم) 18383 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(3)
(م) 34 - (2977)
(ت)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبِيتُ اللَّيَالِي الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًا (1) وَأَهْلُهُ لَا يَجِدُونَ عَشَاءً ، وَكَانَ أَكْثَرُ خُبْزِهِمْ خُبْزَ الشَّعِيرِ "(2)
(1) أَيْ: خَالِي الْبَطْنِ جَائِعٌ لَمْ يَأكُلْ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 147)
(2)
(ت) 2360 ، (جة) 3347 ، (حم) 2303 ، صحيح الجامع: 4895 ، والصحيحة: 2119
(خ م جة حم)، وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ:(قَالَتْ لِي عَائِشَةُ رضي الله عنها: وَاللهِ يَا ابْنَ أُخْتِي ، إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ، ثُمَّ الْهِلَالِ، ثُمَّ الْهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَارٌ)(1)(فَقُلْتُ: يَا خَالَةُ ، فَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ؟، قَالَتْ: عَلَى الْأَسْوَدَيْنِ (2): التَّمْرِ وَالْمَاءِ) (3)(إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَكَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ ، وفي رواية: (وَكَانَتْ لَهُمْ رَبَائِبُ)(4) فَكَانُوا يُرْسِلُونَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَلْبَانِهَا ، " فَيَسْقِينَاهُ ") (5)
(1)(م) 28 - (2972) ، (خ) 2428
(2)
هُوَ عَلَى التَّغْلِيب ، وَإِلَّا فَالْمَاء لَا لَوْن لَهُ؛ وَلِذَلِكَ قَالُوا: الْأَبْيَضَانِ ، اللَّبَن وَالْمَاء. فتح الباري (ج 8 / ص 44)
(3)
(حم) 24465 ، (خ) 2428
(4)
(جة) 4145 ، (حم) 25530
الربَائِبُ: هُوَ الْغَنَم الَّتِي تَكُون فِي الْبَيْت ، وَلَيْسَتْ بِسَائِمَةٍ ، وَاحِدهَا رَبِيبَة. حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 8 / ص 2)
(5)
(م) 28 - (2972) ، (خ) 2428
(طس)، وَعَنْ هِصَّانَ بْنِ كَاهِنٍ قَالَ: أَخْبَرْتِنِي عَائِشَةُ رضي الله عنها قَالَتْ: أُهْدِيَ لَنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ رِجْلُ شَاةٍ مِنْ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ:" وَاللهِ إِنِّي لأُمْسِكُهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَجُزُّهَا، أَوْ أَمْسَكَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَجُزُّهَا "، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، عَلَى مِصْبَاحٍ ذَاكَ؟، قَالَتْ:" لَوْ كَانَ عِنْدَنَا دُهْنُ مِصْبَاحٍ لأَكْلَنْاهُ، " إِنْ كَانَ لَيَأتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الشَّهْرُ مَا يَخْتَبِزُونَ فِيهِ خُبْزًا ، وَلَا يَطْبُخُونَ فِيهِ " (1)
(1)(طس) 8872 ، (حم) 25867 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3276
(خ حم)، وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ:(كُنَّا نَأتِي أنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ)(1)(فَقَالَ يَوْمًا: كُلُوا ، " فَوَاللهِ مَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا، وَلَا شَاةً سَمِيطًا (2)) (3)(بِعَيْنِهِ قَطُّ)(4)(حَتَّى لَحِقَ بِرَبِّهِ عز وجل ")(5)
(1)(خ) 5105
(2)
أَيْ: مَشْوِيَّة. حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 6 / ص 306)
(3)
(حم) 13635 ، (خ) 5105 ، (جة) 3309
(4)
(خ) 5105 ، (جة) 3339
(5)
(حم) 13635 ، (خ) 5070 ، (جة) 3309
(خ)، وَعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:" أَوْلَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ بِمُدَّيْنِ مِنْ شَعِيرٍ "(1)
(1)(خ) 5172 ، (حم) 24865
(خ)، وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ رضي الله عنه فَقُلْتُ: هَلْ أَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ (1)؟ ، فَقَالَ سَهْلٌ:" مَا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّقِيَّ مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ اللهُ حَتَّى قَبَضَهُ "، فَقُلْتُ: هَلْ كَانَتْ لَكُمْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنَاخِلُ؟ ، فَقَالَ:" مَا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنْخُلًا مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ اللهُ حَتَّى قَبَضَهُ "، فَقُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَأكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ؟ ، قَالَ: كُنَّا نَطْحَنُهُ وَنَنْفُخُهُ ، فَيَطِيرُ مِنْهُ مَا طَارَ ، وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ (2) فَأَكَلْنَاهُ (3). (4)
(1) النَّقيِّ: خُبْز الدَّقِيق الْحُوَّارَى ، وَهُوَ النَّظِيف الْأَبْيَض. فتح الباري (15/ 298)
(2)
أَيْ: بَلَلْنَاهُ بِالْمَاءِ. فتح الباري (ج 15 / ص 302)
(3)
قَوْله (فَأَكَلْنَاهُ) يَحْتَمِل أَنَّهُ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى عَجْنِه بَعْدَ الْبَلِّ وَخَبْزِهِ ، ثُمَّ أَكْلِهِ. فقد روى (ت) 2364: " كُنَّا نَنْفُخُهُ ، فَيَطِيرُ مِنْهُ مَا طَارَ ، ثُمَّ نُثَرِّيهِ فَنَعْجِنُهُ. فتح الباري (ج 15 / ص 302)
(4)
(خ) 5097 ، (جة) 3335 ، (ت) 2364 ، (حم) 22865
(خ) ، وَعَنْ يُونُسَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(" مَا أَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى خِوَانٍ (1) وَلَا فِي سُكْرُجَةٍ (2) وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ) (3)(قِيلَ لِقَتَادَةَ: فَعَلَامَ كَانُوا يَأكُلُونَ (4)؟، قَالَ: عَلَى السُّفَرِ) (5).
الشرح (6)
(1) قَالَ الْعَيْنِيُّ: هُوَ طَبَقٌ كَبِيرٌ مِنْ نُحَاسٍ تَحْتَهُ كُرْسِيٌّ مِنْ نُحَاسٍ مَلْزُوقٍ بِهِ طُولُهُ قَدْرُ ذِرَاعٍ ، يُرَصُّ فِيهِ الزَّبَادُ ، وَيُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْ كَثِيرٍ مِنْ الْمُتْرَفِينَ ، وَلَا يَحْمِلُهُ إِلَّا اِثْنَانِ فَمَا فَوْقَهُمَا. تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 487)
(2)
هو: إِناءٌ صغير يؤْكل فيه الشيء القليل من الأُدْمِ وهي فارسية وأَكثر ما يوضع فيها الكَوامِخُ (هي ما يؤتدم به).لسان العرب - (ج 2 / ص 299)
قال الحافظ في الفتح: قَالَ شَيْخنَا فِي " شَرْح التِّرْمِذِيّ ": تَرْكه الْأَكْل فِي السُّكُرُّجَة إِمَّا لِكَوْنِهَا لَمْ تَكُنْ تُصْنَع عِنْدهمْ إِذْ ذَاكَ أَوْ اِسْتِصْغَارًا لَهَا ، لِأَنَّ عَادَتهمْ الِاجْتِمَاع عَلَى الْأَكْل ، أَوْ لِأَنَّهَا كَانَتْ تُعَدّ لِوَضْعِ الْأَشْيَاء الَّتِي تُعِين عَلَى الْهَضْم ، وَلَمْ يَكُونُوا غَالِبًا يَشْبَعُونَ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ حَاجَة بِالْهَضْمِ. فتح الباري (ج 15 / ص 263)
(3)
(خ) 5099
(4)
عَدَلَ عَنْ الْوَاحِد إِلَى الْجَمْع إِشَارَة إِلَى أَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ مُخْتَصًّا بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَحْده ، بَلْ كَانَ أَصْحَابُه يَقْتَفُونَ أَثَرَهُ ، وَيَقْتَدُونَ بِفِعْلِهِ. فتح الباري (15/ 263)
(5)
(خ) 5071 ، (ت) 1788 ، 2363 ، (جة) 3292 ، (حم) 12347
(6)
السُّفْرَةُ: الطَّعَامُ يَتَّخِذُهُ الْمُسَافِرُ ، وَأَكْثَرُ مَا يُحْمَلُ فِي جِلْدٍ مُسْتَدِيرٍ ، فَنَقَلَ اِسْمَ الطَّعَامِ إِلَى الْجِلْدِ ، وَسُمِّيَ بِهِ ، كَمَا سُمِّيَتْ الْمَزَادَةُ رَاوِيَةً، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْمَنْقُولَةِ، ثُمَّ اُشْتُهِرَتْ لِمَا يُوضَعُ عَلَيْهِ الطَّعَامُ ، جِلْدًا كَانَ أَوْ غَيْرَهُ، مَا عَدَا الْمَائِدَةُ. تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 487)
قلت: كذا قال أنس ، وقد روى (م) 47 - (1948) " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَمَا هُوَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ ، وَعِنْدَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ ، وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَامْرَأَةٌ أُخْرَى ، إِذْ قُرِّبَ إِلَيْهِمْ خُوَانٌ عَلَيْهِ لَحْمٌ " وانظر أيضا (حم) 2354
(خ)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ قُلْنَا: الْآنَ نَشْبَعُ مِنْ التَّمْرِ. (1)
(1)(خ) 3999
(خ)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: مَا شَبِعْنَا حَتَّى فَتَحْنَا خَيْبَرَ. (1)
(1)(خ) 4000
(خ م)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:" تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ شَبِعَ النَّاسُ مِنْ الْأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ ، وَالْمَاءِ "(1)
(1)(م) 30 - (2975) ، (خ) 5068 ، (حم) 24496
(خ م ت حم)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(" تُوُفِّيَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم " وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأكُلُهُ ذُو كَبِدٍ، إِلَّا شَطْرُ (1) شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي) (2)(فَأَكَلْنَا مِنْهُ مَا شَاءَ اللهُ)(3)(حَتَّى طَالَ عَلَينَا لَا يَفْنَى)(4)(ثُمَّ قُلْتُ لِلْجَارِيَةِ: كِيلِيهِ ، فَكَالَتْهُ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ فَنِيَ، قَالَتْ: فَلَوْ كُنَّا تَرَكْنَاهُ ، لَأَكَلْنَا مِنْهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ)(5)(فَلَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ كِلْتُهُ)(6).
(1) مَعْنَى قَوْلِهَا: شَطْرٌ ، تَعْنِي: شَيْئًا.
(2)
(خ) 2930 ، (م) 27 - (2973)
(3)
(ت) 2467 ، (م) 27 - (2973) ، (خ) 6086
(4)
(حم) 24812 ، (خ) 2930 ، (م) 27 - (2973)
(5)
(ت) 2467 ، (خ) 2930 ، (م) 27 - (2973) ، (جة) 3345
(6)
(حم) 24812 ، الصحيحة تحت حديث: 2625 ، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن
(حم)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:(" نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أُحُدٍ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أُحُدًا)(1)(يُحَوَّلُ لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا ، أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ)(2)(وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارَانِ)(3)(إِلَّا دِينَارَيْنِ أُعِدَّهُمَا لِدَيْنٍ ")(4)(قَالَ: " فَمَاتَ وَمَا تَرَكَ دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا عَبْدًا، وَلَا وَلِيدَةً (5) وَتَرَكَ دِرْعَهُ رَهْنًا عِنْدَ يَهُودِيٍّ عَلَى ثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ) (6)(أَخَذَهَا)(7)(طَعَامًا لِأَهْلِهِ ")(8)
(1)(حم) 2743 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(2)
(حم) 2724 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي.
(3)
(حم) 2743
(4)
(حم) 2724
(5)
أَيْ: أمة خادمة.
(6)
(حم) 2743
(7)
(حم) 2109 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(8)
(حم) 3409 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(خ م حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" لَوْ كَانَ لِي مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ)(1)(تَأتِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ ، إِلَّا دِينَارٌ أَرْصُدُهُ)(2)(فِي قَضَاءِ دَيْنٍ يَكُونُ عَلَيَّ ")(3)
(1)(م) 31 - (991) ، (خ) 6080
(2)
(م) 31 - (991) ، (خ) 2259 ، (جة) 4132 ، (حم) 7478
(3)
(حم) 9417 ، (م) 31 - (991) ، (خ) 2259 ، (جة) 4132
(ت)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَدَّخِرُ شَيْئاً لِغَدٍ "(1)
(1)(ت) 2362 ، (حب) 6356 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 4846، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 930
(خ م س)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(" مَا تَرَكَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ دِينَارًا ، وَلَا دِرْهَمًا ، وَلَا عَبْدًا ، وَلَا أَمَةً)(1)(وَلَا شَاةً وَلَا بَعِيرًا)(2)(وَلَا شَيْئًا إِلَّا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ)(3)(الَّتِي كَانَ يَرْكَبُهَا)(4)(وَسِلَاحَهُ ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً)(5)(وَلَا أَوْصَى بِشَيْءٍ ")(6)
(1)(خ) 2739 ، (م) 18 - (1635) ، (س) 3594
(2)
(م) 18 - (1635) ، (س) 3621
(3)
(خ) 2739
(4)
(س) 3594
(5)
(خ) 2739 ، (س) 3594 ، (حم) 18481
(6)
(م) 18 - (1635) ، (س) 3621 ، (د) 2863 ، (جة) 2695 ، (حم) 24222
(خ)، وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ رضي الله عنه قَالَ:(" صَلَّيْتُ وَرَاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ الْعَصْرَ ، فَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ مُسْرِعًا فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ)(1)(فَدَخَلَ)(2)(إِلَى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ " ، فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ)(3)(" ثُمَّ خَرَجَ وَرَأَى مَا فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ مِنْ تَعَجُّبِهِمْ لِسُرْعَتِهِ ، فَقَالَ: ذَكَرْتُ وَأَنَا فِي الصَّلَاةِ)(4)(شَيْئًا مِنْ تِبْرٍ (5) عِنْدَنَا فَكَرِهْتُ) (6)(أَنْ يُمْسِيَ أَوْ يَبِيتَ عِنْدَنَا ، فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ ")(7)
(1)(خ) 851
(2)
(خ) 1221
(3)
(خ) 851
(4)
(خ) 1221
(5)
التِّبْر: معدن الذهب والفضة الخام قبل أن يُشَكَّل ، فإذا شُكِّلَ يُسمى عَيْنا.
(6)
(خ) 1221
(7)
(خ) 1221 ، (س) 1365 ، (حم) 16196
(حم)، وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(" دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ سَاهِمُ (1) الْوَجْهِ " ، قَالَتْ: فَحَسِبْتُ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ وَجَعٍ ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا لَكَ سَاهِمُ الْوَجْهِ؟) (2) (أَفَمِنْ وَجَعٍ؟ ، قَالَ: " لَا ، وَلَكِنَّ الدَّنَانِيرَ السَّبْعَةَ الَّتِي أُتِينَا بِهَا أَمْسِ أَمْسَيْنَا وَلَمْ نُنْفِقْهَا ، نَسِيتُهَا فِي خُصْمِ (3) الْفِرَاشِ ") (4)
(1) ساهم: مُتَغيِّر.
(2)
(حم) 26557 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(3)
أَيْ: طرف.
(4)
(حم) 26714 ، (ش) 34372 ، (حب) 5160 ، انظر صحيح موارد الظمآن: 1792 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في (حم): إسناده صحيح.
(حم)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(" أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَتَصَدَّقَ بِذَهَبٍ كَانَتْ عِنْدَنَا فِي مَرَضِهِ)(1)(الَّذِي مَاتَ فِيهِ)(2)(قَالَتْ: فَأَفَاقَ)(3)(فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ ، مَا فَعَلْتِ الذَّهَبُ؟ ")(4)(فَقُلْتُ: هِيَ عِنْدِي)(5)(لَقَدْ شَغَلَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْكَ)(6)(قَالَ: " ائْتِينِي بِهَا " ، فَجِئْتُ بِهَا)(7)(إِلَيْهِ -سَبْعَةَ أَوْ تِسْعَةَ دَنَانِيرَ-)(8)(" فَوَضَعَهَا فِي يَدِهِ)(9)(فَجَعَلَ يُقَلِّبُهَا وَيَقُولُ: مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ لَوْ لَقِيَ اللهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ؟، وَمَا تُبْقِي هَذِهِ مِنْ مُحَمَّدٍ لَوْ لَقِيَ اللهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ؟)(10)(أَنْفِقِيهَا ")(11)
(1)(حم) 24604 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.
(2)
(حم) 25531 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.
(3)
(حم) 24604 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.
(4)
(حم) 24268 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(5)
(حم) 25531
(6)
(حم) 24604
(7)
(حم) 25531
(8)
(حم) 24604
(9)
(حم) 25531
(10)
(حم) 24604
(11)
(حم) 25531 ، (حب) 715 ، الصَّحِيحَة: 1014 ، 2653، صحيح موارد الظمآن: 1793، هداية الرواة: 1825
(د)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ الْهَوْزَنِيِّ قَالَ: لَقِيتُ بِلَالًا مُؤَذِّنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحَلَبَ ، فَقُلْتُ: يَا بِلَالُ ، حَدِّثْنِي كَيْفَ كَانَتْ نَفَقَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ، قَالَ:" مَا كَانَ لَهُ شَيْءٌ " ، كُنْتُ أَنَا الَّذِي أَلِي ذَلِكَ مِنْهُ مُنْذُ بَعَثَهُ اللهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ ، وَكَانَ إِذَا أَتَاهُ الْإِنْسَانُ مُسْلِمًا " فَرَآهُ عَارِيًا ، يَأمُرُنِي " فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَقْرِضُ ، فَأَشْتَرِي لَهُ الْبُرْدَةَ ، فَأَكْسُوهُ وَأُطْعِمُهُ ، حَتَّى اعْتَرَضَنِي رَجُلٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ، فَقَالَ: يَا بِلَالُ ، إِنَّ عِنْدِي سَعَةً ، فلَا تَسْتَقْرِضْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا مِنِّي ، فَفَعَلْتُ ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ تَوَضَّأتُ ثُمَّ قُمْتُ لِأُؤَذِّنَ بِالصَلَاةِ ، فَإِذَا الْمُشْرِكُ قَدْ أَقْبَلَ فِي عِصَابَةٍ مِنْ التُّجَّارِ فَلَمَّا أَنْ رَآنِي قَالَ: يَا حَبَشِيُّ؟ ، قُلْتُ: يَا لَبَّيْكَ ، فَتَجَهَّمَنِي وَقَالَ لِي قَوْلًا غَلِيظًا ، وَقَالَ لِي: أَتَدْرِي كَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الشَّهْرِ؟ ، فَقُلْتُ: قَرِيبٌ ، قَالَ: إِنَّمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ أَرْبَعٌ ، فَآخُذُكَ بِالَّذِي عَلَيْكَ ، فَأَرُدُّكَ تَرْعَى الْغَنَمَ كَمَا كُنْتَ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَأَخَذَ فِي نَفْسِي مَا يَأخُذُ فِي أَنْفُسِ النَّاسِ ، حَتَّى إِذَا صَلَّيْتُ الْعَتَمَةَ " رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِهِ "، فَاسْتَأذَنْتُ عَلَيْهِ " فَأَذِنَ لِي " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، إِنَّ الْمُشْرِكَ الَّذِي كُنْتُ أَتَدَيَّنُ مِنْهُ قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا ، وَلَيْسَ عِنْدَكَ مَا تَقْضِي عَنِّي، وَلَا عِنْدِي، وَهُوَ فَاضِحِي فَأذَنْ لِي أَنْ آبَقَ إِلَى بَعْضِ هَؤُلَاءِ الْأَحْيَاءِ الَّذِينَ قَدْ أَسْلَمُوا حَتَّى يَرْزُقَ اللهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم مَا يَقْضِي عَنِّي [" فَسَكَتَ عَنِّي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم "](1) فَخَرَجْتُ حَتَّى إِذَا أَتَيْتُ مَنْزِلِي ، فَجَعَلْتُ سَيْفِي وَجِرَابِي وَنَعْلِي وَمِجَنِّي عِنْدَ رَأسِي ، حَتَّى إِذَا انْشَقَّ عَمُودُ الصُّبْحِ الْأَوَّلِ ، أَرَدْتُ أَنْ أَنْطَلِقَ ، فَإِذَا إِنْسَانٌ يَسْعَى يَدْعُو: يَا بِلَالُ ، أَجِبْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ ، فَإِذَا أَرْبَعُ رَكَائِبَ مُنَاخَاتٌ عَلَيْهِنَّ أَحْمَالُهُنَّ ، فَاسْتَأذَنْتُ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَبْشِرْ ، فَقَدْ جَاءَكَ اللهُ بِقَضَائِكَ ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ تَرَ الرَّكَائِبَ الْمُنَاخَاتِ الْأَرْبَعَ؟ "، فَقُلْتُ: بَلَى ، فَقَالَ:" إِنَّ لَكَ رِقَابَهُنَّ وَمَا عَلَيْهِنَّ ، فَإِنَّ عَلَيْهِنَّ كِسْوَةً وَطَعَامًا ، أَهْدَاهُنَّ إِلَيَّ عَظِيمُ فَدَكَ ، فَاقْبِضْهُنَّ وَاقْضِ دَيْنَكَ " ، فَفَعَلْتُ ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، " فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ فِي الْمَسْجِدِ " ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ:" مَا فَعَلَ مَا قِبَلَكَ؟ " قُلْتُ: قَدْ قَضَى اللهُ كُلَّ شَيْءٍ كَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ ، قَالَ:" أَفَضَلَ شَيْءٍ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ ، قَالَ:" انْظُرْ أَنْ تُرِيحَنِي مِنْهُ ، فَإِنِّي لَسْتُ بِدَاخِلٍ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِي حَتَّى تُرِيحَنِي مِنْهُ ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَتَمَةَ دَعَانِي فَقَالَ: مَا فَعَلَ الَّذِي قِبَلَكَ؟ "، قُلْتُ: هُوَ مَعِي ، لَمْ يَأتِنَا أَحَدٌ ، " فَبَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ ، حَتَّى إِذَا صَلَّى الْعَتَمَةَ مِنْ الْغَدِ دَعَانِي ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ الَّذِي قِبَلَكَ؟ "، قُلْتُ: قَدْ أَرَاحَكَ اللهُ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللهِ ، " فَكَبَّرَ وَحَمِدَ اللهَ شَفَقًا مِنْ أَنْ يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ وَعِنْدَهُ ذَلِكَ " ، ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ ، " حَتَّى إِذَا جَاءَ أَزْوَاجَهُ ، فَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ امْرَأَةٍ ، حَتَّى أَتَى مَبِيتَهُ. (2)
(1)(د) 3056
(2)
(د) 3055 ، (حب) 6351 ، (هق) 11217 ، صحيح موارد الظمآن: 2152