الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ، وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ، مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ، بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ، إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ
وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ، وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ، فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ ، هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} (1)
قَالَ الْبُخَارِيُّ ج6ص130: قَالَ مُجَاهِدٌ: {يَصِدُّونَ} : يَضِجُّونَ.
{مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} : يَخْلُفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
(1)[الزخرف: 57 - 61]
(طح)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: آيَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ عز وجل لَا يَسْأَلُنِي النَّاسُ عَنْهَا ، وَلَا أَدْرِي ، أَعَرَفُوهَا فلَا يَسْأَلُونِي عَنْهَا؟ ، أَمْ جَهِلُوهَا فلَا يَسْأَلُونِي عَنْهَا؟ ، قِيلَ: وَمَا هِيَ؟ ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ، أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ، لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا ، وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ، لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ} شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ ، وَقَالُوا: شَتَمَ مُحَمَّدٌ آلِهَتَنَا فَقَامَ ابْنُ الزِّبَعْرَيِّ ، فَقَالَ: مَا شَأنُكُمْ؟ ، قَالُوا: شَتَمَ مُحَمَّدٌ آلِهَتَنَا، قَالَ: وَمَا قَالَ؟ ، قَالُوا: قَالَ: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ، أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} ، قَالَ: ادْعُوهُ لِي، فَدُعِيَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ابْنُ الزِّبَعْرَيِّ: يَا مُحَمَّدُ ، هَذَا شَيْءٌ لِآلِهَتِنَا خَاصَّةً؟ ، أَمْ لِكُلِّ مَنْ عُبِدَ مِنْ دُونِ اللهِ؟ ، قَالَ:" بَلْ لِكُلِّ مَنْ عُبِدَ مِنْ دُونِ اللهِ عز وجل "، فَقَالَ: خَصَمْنَاهُ وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ، يَا مُحَمَّدُ ، أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عِيسَى عَبْدٌ صَالِحٌ ، وَعُزَيْرًا عَبْدٌ صَالِحٌ، وَالْمَلَائِكَةَ عِبَادٌ صَالِحُونَ؟، قَالَ:" بَلَى "، قَالَ: فَهَذِهِ النَّصَارَى يَعْبُدُونَ عِيسَى ، وَهَذِهِ الْيَهُودُ تَعْبُدُ عُزَيْرًا ، وَهَذِهِ بَنُو مَلِيحٍ تَعْبُدُ الْمَلَائِكَةَ، قَالَ: فَضَجَّ أَهْلُ مَكَّةَ ، فَنَزَلَتْ:{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ، لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ} (1) أَيْ: عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، وَعُزَيْرًا ، وَمَنْ عَبَدُوا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ ، الَّذِينَ مَضَوْا عَلَى طَاعَةِ اللهِ، فَاتَّخَذَهُمْ مَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ أَهْلِ الضَّلالَةِ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ، قَالَ: وَنَزَلَتْ: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ، وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ؟ ، مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ، بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (2)} (3). (4)
(1)[الأنبياء101 - 102]
(2)
[الزخرف/57، 58]
(3)
قال الألباني في صحيح السيرة ص198: وهذا الجدل الذي سلكوه باطل ، وهم يعلمون ذلك ، لأنهم قومٌ عرب ، ومن لغتهم أن (ما) لِمَا لَا يَعقِل ، فقوله:{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ، أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} ، إنما أراد بذلك ما كانوا يعبدونه من الأحجار التي كانت صُوَر أصنام ، ولَا يتناول ذلك الملائكة ، الذين زعموا أنهم يعبدونهم في هذه الصور ، ولَا المسيح ، ولَا عُزيرا ، ولَا أحدا من الصالحين ، لأن الْآية لَا تتناولهم ، لَا لفظا ولَا معنى ، فهم يعلمون أن ما ضربوه بعيسى ابن مريم من المثل جدلٌ باطلٌ كما قال الله تعالى:{مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ، بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} ثم قال: {إنْ هُوَ} أي: عيسى {إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ} أي: بِنُبُوَّتِنا {وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} أي: دليلا على تمام قدرتنا على ما نشاء ، حيث خلقناه من أنثى بلا ذكر ، وقد خلقنا حواء من ذكر بلا أنثى ، وخلقنا آدم ، لَا من هذا ولَا من هذا ، وخلقنا سائر بني آدم من ذكر وأنثى ، كما قال في الْآية الأخرى:{وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ} [مريم: 21] أي: أمارة ودليلا على قدرتنا الباهرة {وَرَحْمَةً مِنَّا} نرحم بها من نشاء. أ. هـ
(4)
(طح) 986، انظر صحيح السيرة ص198
(حم)، وَعَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى ابْنِ عُقَيْلٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: (" قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِقُرَيْشٍ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ فِيهِ خَيْرٌ " - وَقَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ النَّصَارَى تَعْبُدُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، وَمَا تَقُولُ فِي مُحَمَّدٍ - فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عِيسَى كَانَ نَبِيًّا وَعَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللهِ صَالِحًا؟، فَلَئِنْ كُنْتَ صَادِقًا، فَإِنَّ آلِهَتَهُمْ لَكَمَا يَقُولُونَ ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} قُلْتُ: مَا يَصِدُّونَ؟ ، قَالَ: يَضِجُّونَ (1){وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} (2) قَالَ: هُوَ [نُزُولُ](3) عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ (4). (5)
(1) يضِجُّون: قال السندي: يصيحون.
(2)
[الزخرف/61]
(3)
(حب) 6817، انظر الصَّحِيحَة: 3208
(4)
قال الألباني في الصحيحة: واعلم أن الحديث صريحُ الدلالةِ على أن الضمير في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} يعود إلى عيسى صلى الله عليه وسلم وليس إلى القرآن كما رُوي عن بعضهم، ولذلك قال الحافظ ابن كثير: (بل الصحيح أنه عائد على عيسى صلى الله عليه وسلم فإن السِّياق في ذِكره، ثم المراد بذلك: نزوله قبل يوم القيامة ، كما قال تعالى:{وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} أي: قبل موت عيسى صلى الله عليه وسلم. أ. هـ
(5)
(حم) 2921 ، (حب) 6817، انظر الصَّحِيحَة: 3208
(ت)، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ ، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الْآيَة {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ، بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} (1) "(2)
(1)[الزخرف/58]
(2)
(ت) 3253 ، (جة) 48 ، (حم) 22258، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 141