الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سُورَةُ الْفَتْح
تَفْسِيرُ السُّورَة
{بسم الله الرحمن الرحيم ، إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ، لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ ، وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ، وَيَنْصُرَكَ
اللهُ نَصْرًا عَزِيزًا} (1)
(خ د حم ش حب)، عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنهما قَالَ:(" خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ)(2)(يُرِيدُ زِيَارَةَ الْبَيْتِ ، لَا يُرِيدُ قِتَالًا ، وَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ (3) سَبْعِينَ بَدَنَةً) (4)(فَلَمَّا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ ، قَلَّدَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ (5) وَأَحْرَمَ مِنْهَا بِعُمْرَةٍ ، وَبَعَثَ عَيْنًا لَهُ (6) مِنْ خُزَاعَةَ) (7)(بَيْنَ يَدَيْهِ)(8)(يُخْبِرُهُ عَنْ قُرَيْشٍ ، وَسَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِغَدِيرِ الْأَشْطَاطِ - قَرِيبٌ مِنْ عُسْفَانَ - " أَتَاهُ عَيْنُهُ الْخُزَاعِيُّ)(9)(فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ سَمِعَتْ بِمَسِيرِكَ ، فَخَرَجَتْ مَعَهَا الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ ، قَدْ لَبِسُوا جُلُودَ النُّمُورِ)(10)(وَجَمَعُوا لَكَ الْأَحَابِيشَ)(11)(يُعَاهِدُونَ اللهَ أَنْ لَا تَدْخُلَهَا عَلَيْهِمْ عَنْوَةً أَبَدًا ، وَهَذَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلِهِمْ ، قَدِمُوا إِلَى كُرَاعِ الْغَمِيمِ)(12)(وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ ، وَصَادُّوكَ عَنْ الْبَيْتِ ، وَمَانِعُوكَ)(13)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا وَيْحَ قُرَيْشٍ ، لَقَدْ أَكَلَتْهُمْ الْحَرْبُ ، مَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ خَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَ سَائِرِ النَّاسِ؟ ، فَإِنْ أَصَابُونِي كَانَ الَّذِي أَرَادُوا ، وَإِنْ أَظْهَرَنِي اللهُ عَلَيْهِمْ ، دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ وَهُمْ وَافِرُونَ ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا ، قَاتَلُوا وَبِهِمْ قُوَّةٌ ، فَمَاذَا تَظُنُّ قُرَيْشٌ؟ ، وَاللهِ إِنِّي لَا أَزَالُ أُجَاهِدُهُمْ عَلَى الَّذِي بَعَثَنِي اللهُ لَهُ ، حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ ، أَوْ تَنْفَرِدَ هَذِهِ السَّالِفَةُ (14)) (15)(ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَشِيرُوا عَلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ ، أَتَرَوْنَ أَنْ أَمِيلَ إِلَى)(16)(ذَرَارِيِّ (17) هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَعَانُوهُمْ) (18)(أَنْ يَصُدُّونَا عَنْ الْبَيْتِ)(19)(فَنُصِيبَهُمْ؟ ، فَإِنْ قَعَدُوا ، قَعَدُوا مَوْتُورِينَ (20) مَحْرُوبِينَ (21)) (22)(وَإِنْ يَحْنُونَ ، تَكُنْ عُنُقًا قَطَعَهَا اللهُ ، أَوْ تَرَوْنَ أَنْ نَؤُمَّ الْبَيْتَ (23) فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ؟ ") (24) (فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ ، خَرَجْتَ عَامِدًا لِهَذَا الْبَيْتِ ، لَا تُرِيدُ قَتْلَ أَحَدٍ ، وَلَا حَرْبَ أَحَدٍ ، فَتَوَجَّهْ لَهُ ، فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " امْضُوا عَلَى اسْمِ اللهِ) (25)(حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْغَمِيمِ فِي خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةً (26) فَخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ ") (27) (فَسَلَكُوا ذَاتَ الْيَمِينِ ، بَيْنَ ظَهْرَيْ الْحَمْضِ ، عَلَى طَرِيقٍ تُخْرِجُهُ عَلَى ثَنِيَّةِ الْمِرَارِ وَالْحُدَيْبِيَةِ ، مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ) (28) (فَوَاللهِ مَا شَعَرَ بِهِمْ خَالِدٌ) (29) (فَلَمَّا رَأَتْ خَيْلُ قُرَيْشٍ قَتَرَةَ الْجَيْشِ (30) قَدْ خَالَفُوا عَنْ طَرِيقِهِمْ ، نَكَصُوا رَاجِعِينَ إِلَى قُرَيْشٍ) (31) (نَذِيرًا لِقُرَيْشٍ ، " وَسَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يَهْبِطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا ، بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: حَلْ حَلْ (32)" ، فَأَلَحَّتْ) (33) (فَقَالَ النَّاسُ: خَلَأَتْ) (34) (الْقَصْوَاءُ (35) خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ ، وَمَا ذَلِكَ لَهَا بِخُلُقٍ ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا (36) حَابِسُ الْفِيلِ) (37)(عَنْ مَكَّةَ ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَا تَدْعُونِي قُرَيْشٌ الْيَوْمَ إِلَى خُطَّةٍ (38)) (39)(يُعَظِّمُونَ بِهَا حُرُمَاتِ اللهِ (40) إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا ، ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ (41) فَعَدَلَ عَنْهُمْ ، حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَمَدٍ (42) قَلِيلِ الْمَاءِ " يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا ، فَلَمْ يَلْبَثْهُ النَّاسُ أَنْ نَزَحُوهُ ، فَشُكِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَطَشُ ، " فَانْتَزَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ (43) ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ) (44)(فَأَعْطَاهُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ " ، فَنَزَلَ فِي قَلِيبٍ (45) مِنْ تِلْكَ الْقُلُبِ فَغَرَزَهُ فِيهِ ، فَجَاشَ الْمَاءُ بِالرَّوَاءِ ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ عَنْهُ بِعَطَنٍ) (46)(فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ ، إِذْ جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خُزَاعَةَ - وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحٍ (47) لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ - فَقَالَ: إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ ، وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيٍّ (48) نَزَلُوا أَعْدَادَ (49) مِيَاهِ الْحُدَيْبِيَةِ ، مَعَهُمْ الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ (50) وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنْ الْبَيْتِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمْ (51) الْحَرْبُ فَأَضَرَّتْ بِهِمْ ، فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ (52) مُدَّةً ، وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ (53) فَإِنْ أَظْهَرُ ، فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا ، وَإِلَّا فَقَدْ جَمُّوْا (54) وَإِنْ هُمْ أَبَوْا ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي ، وَلَيُنْفِذَنَّ اللهُ أَمْرَهُ (55) "، فَقَالَ بُدَيْلٌ: سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ) (56)(فَرَجَعُوا إِلَى قُرَيْشٍ ، فَقَالُوا: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، إِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَإِنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يَأتِ لِقِتَالٍ ، إِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لِهَذَا الْبَيْتِ ، مُعَظِّمًا لَحَقِّهِ ، فَاتَّهَمُوهُمْ - وَكَانَتْ خُزَاعَةُ فِي عَيْبَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُسْلِمُهَا وَمُشْرِكُهَا ، لَا يُخْفُونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا كَانَ بِمَكَّةَ - قَالُوا: وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا جَاءَ لِذَلِكَ ، فلَا وَاللهِ لَا يَدْخُلُهَا أَبَدًا عَلَيْنَا عَنْوَةً ، وَلَا تَتَحَدَّثُ بِذَلِكَ الْعَرَبُ ، ثُمَّ بَعَثُوا إِلَيْهِ مِكْرَزَ بْنَ حَفْصِ بْنِ الْأَخْيَفِ ، أَحَدَ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، " فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: هَذَا رَجُلٌ غَادِرٌ " ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم " كَلَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوٍ مِمَّا كَلَّمَ بِهِ أَصْحَابَهُ " ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثُوا إِلَيْهِ الْحِلْسَ بْنَ عَلْقَمَةَ الْكِنَانِيَّ - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ الْأَحَابِيشِ - " فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: هَذَا مِنْ قَوْمٍ)(57)(يُعَظِّمُونَ الْهَدْيَ)(58)(فَابْعَثُوا الْهَدْيَ فِي وَجْهِهِ " ، فَبَعَثُوا الْهَدْيَ ، فَلَمَّا رَأَى الْهَدْيَ يَسِيلُ عَلَيْهِ مِنْ عَرْضِ الْوَادِي فِي قَلَائِدِهِ ، قَدْ أَكَلَ أَوْتَارَهُ مِنْ طُولِ الْحَبْسِ عَنْ مَحِلِّهِ)(59)(وَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ يُلَبُّونَ ، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ ، مَا يَنْبَغِي لِهَؤُلَاءِ أَنْ يُصَدُّوا عَنْ الْبَيْتِ)(60)(فَرَجَعَ وَلَمْ يَصِلْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِعْظَامًا لِمَا رَأَى ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، قَدْ رَأَيْتُ مَا لَا يَحِلُّ صَدُّهُ الْهَدْيَ فِي قَلَائِدِهِ ، قَدْ أَكَلَ أَوْتَارَهُ مِنْ طُولِ الْحَبْسِ عَنْ مَحِلِّهِ ، فَقَالُوا: اجْلِسْ: إِنَّمَا أَنْتَ أَعْرَابِيٌّ لَا عِلْمَ لَكَ ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَا يَلْقَى مِنْكُمْ مَنْ تَبْعَثُونَ إِلَى مُحَمَّدٍ إِذَا جَاءَكُمْ مِنْ التَّعْنِيفِ وَسُوءِ اللَّفْظِ ، وَقَدْ عَرَفْتُمْ أَنَّكُمْ وَالِدٌ وَأَنِّي وَلَدٌ (61) وَقَدْ سَمِعْتُ بِالَّذِي نَابَكُمْ ، فَجَمَعْتُ مَنْ أَطَاعَنِي مِنْ قَوْمِي ، ثُمَّ جِئْتُ حَتَّى آسَيْتُكُمْ بِنَفْسِي ، قَالُوا: صَدَقْتَ) (62)(قَالَ: فَهَلْ تَتَّهِمُونِي؟ ، قَالُوا: لَا ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا ، وَدَعُونِي آتِهِ ، قَالُوا: ائْتِهِ)(63)(فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ)(64)(فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم " فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِ لِبُدَيْلٍ (65)" ، فَقَالَ عُرْوَةُ عِنْدَ ذَلِكَ: أَيْ مُحَمَّدُ ، أَرَأَيْتَ إِنْ اسْتَأصَلْتَ قَوْمَكَ؟ ، هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِنْ الْعَرَبِ اجْتَاحَ أَهْلَهُ (66) قَبْلَكَ؟ ، وَإِنْ تَكُنْ الْأُخْرَى (67) فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَى وُجُوهًا ، وَأَرَى أَوْبَاشًا (68) مِنْ النَّاسِ) (69) (لَكَأَنِّي بِهِمْ قَدْ انْكَشَفُوا عَنْكَ غَدًا - قَالَ: وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ - فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: امْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ (70) أَنَحْنُ) (71) (نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ؟) (72) (فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟ ، قَالَ: " هَذَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ " ، قَالَ: وَاللهِ لَوْلَا يَدٌ (73) كَانَتْ لَكَ عِنْدِي) (74) (لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لَأَجَبْتُكَ (75)) (76) (وَلَكِنَّ هَذِهِ بِهَا ، ثُمَّ تَنَاوَلَ لِحْيَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) (77) (- وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَائِمٌ عَلَى رَأسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ السَّيْفُ (78) وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ -) (79) (فَضَرَبَ يَدَهُ بِنَصْلِ السَّيْفِ ، وَقَالَ: أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) (80) (قَبْلَ وَاللهِ) (81) (أَنْ لَا تَرْجِعَ إِلَيْكَ) (82) (فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأسَهُ ، فَقَالَ:) (83) (وَيْحَكَ مَا أَفَظَّكَ وَأَغْلَظَكَ ، " فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟ ، قَالَ: هَذَا ابْنُ أَخِيكَ ، الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، فَقَالَ: أَيْ غُدَرُ (84) هَلْ غَسَلْتُ سَوْأَتَكَ إِلَّا بِالْأَمْسِ؟) (85) (- وَكَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَتَلَهُمْ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ ، ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَّا الْإِسْلَامُ فَقَدْ قَبِلْنَا ، وَأَمَّا الْمَالُ ، فَإِنَّهُ مَالُ غَدْرٍ ، لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ (86) " -) (87) (قَالَ:" فَكَلَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ مَا كَلَّمَ بِهِ أَصْحَابَهُ ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَأتِ يُرِيدُ حَرْبًا " ، فَقَامَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ رَأَى مَا يَصْنَعُ بِهِ أَصْحَابُهُ) (88)(" إِذَا تَوَضَّأَ " كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ)(89)(" وَلَا يَبْصُقُ بُصَاقَةً ")(90)(إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ)(91)(" وَلَا يَسْقُطُ مِنْ شَعَرِهِ شَيْءٌ " إِلَّا أَخَذُوهُ)(92)(" وَإِذَا أَمَرَهُمْ " ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ ، وَإِذَا تَكَلَّمُوا ، خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ (93) تَعْظِيمًا لَهُ) (94)(فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ)(95)(وَاللهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى ، وَالنَّجَاشِيِّ ، وَاللهِ مَا رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم " وَاللهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً " إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ ، " وَإِذَا أَمَرَهُمْ " ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ ، " وَإِذَا تَوَضَّأَ " كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ ، وَإِذَا تَكَلَّمُوا ، خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ)(96)(فَلَقَدْ رَأَيْتُ قَوْمًا لَا يُسْلِمُونَهُ لِشَيْءٍ أَبَدًا)(97)(وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا)(98)(قَالَ: " وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ ذَلِكَ بَعَثَ خِرَاشَ بْنَ أُمَيَّةَ الْخُزَاعِيَّ إِلَى مَكَّةَ ، وَحَمَلَهُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: الثَّعْلَبُ " ، فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ ، عَقَرَتْ بِهِ قُرَيْشٌ وَأَرَادُوا قَتْلَ خِرَاشٍ ، فَمَنَعَهُمْ الْأَحَابِيشُ ، حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، " فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُمَرَ لِيَبْعَثَهُ إِلَى مَكَّةَ " ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَخَافُ قُرَيْشًا عَلَى نَفْسِي ، وَلَيْسَ بِهَا مِنْ بَنِي عَدِيٍّ أَحَدٌ يَمْنَعُنِي ، وَقَدْ عَرَفَتْ قُرَيْشٌ عَدَاوَتِي إِيَّاهَا ، وَغِلْظَتِي عَلَيْهَا ، وَلَكِنْ أَدُلُّكَ عَلَى رَجُلٍ هُوَ أَعَزُّ مِنِّي ، عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه ، " فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَهُ إِلَى قُرَيْشٍ يُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ لَمْ يَأتِ لِحَرْبٍ ، وَأَنَّهُ جَاءَ زَائِرًا لِهَذَا الْبَيْتِ ، مُعَظِّمًا لِحُرْمَتِهِ " ، فَخَرَجَ عُثْمَانُ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ ، فَلَقِيَهُ أَبَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ ، وَحَمَلَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَرَدِفَ خَلْفَهُ ، وَأَجَارَهُ حَتَّى بَلَّغَ رِسَالَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقَ عُثْمَانُ حَتَّى أَتَى أَبَا سُفْيَانَ وَعُظَمَاءَ قُرَيْشٍ ، فَبَلَّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَرْسَلَهُ بِهِ ، فَقَالُوا لِعُثْمَانَ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تَطُوفَ بِالْبَيْتِ فَطُفْ بِهِ ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ " حَتَّى يَطُوفَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " ، قَالَ: فَاحْتَبَسَتْهُ قُرَيْشٌ عِنْدَهَا ، " فَبَلَغَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمِينَ أَنَّ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ " ، ثُمَّ إنَّ قُرَيْشًا بَعَثُوا سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو- أَحَدَ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ - فَقَالُوا: ائْتِ مُحَمَّدًا فَصَالِحْهُ ، وَلَا يَكُونُ فِي صُلْحِهِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ عَنَّا عَامَهُ هَذَا ، فَوَاللهِ لَا تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّهُ دَخَلَهَا عَلَيْنَا عَنْوَةً أَبَدًا ، فَأَتَاهُ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ، " فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(99)(قَالَ: لَقَدْ سَهُلَ مِنْ أَمْرِكُمْ)(100) وفي رواية: (سَهَّلَ اللهُ أَمْرَكُمْ)(101)(قَدْ أَرَادَ الْقَوْمُ الصُّلْحَ حِينَ بَعَثُوا هَذَا الرَّجُلَ " ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَكَلَّمَا وَأَطَالَا الْكَلَامَ ، وَتَرَاجَعَا ، حَتَّى جَرَى بَيْنَهُمَا الصُّلْحُ ، فَلَمَّا الْتَأَمَ الْأَمْرُ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْكِتَابُ ، وَثَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَوَلَيْسَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ، أَوَلَسْنَا بِالْمُسْلِمِينَ؟ ، أَوَلَيْسُوا بِالْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: بَلَى ، قَالَ: فَعَلَامَ نُعْطِي الذِّلَّةَ فِي دِينِنَا؟ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا عُمَرُ الْزَمْ غَرْزَهُ (102) حَيْثُ كَانَ ، فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ ، فَقَالَ عُمَرُ: وَأَنَا أَشْهَدُ ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَوَلَسْنَا بِالْمُسْلِمِينَ؟ أَوَلَيْسُوا بِالْمُشْرِكِينَ؟ ، قَالَ:" بَلَى "، قَالَ: فَعَلَامَ نُعْطِي الذِّلَّةَ فِي دِينِنَا؟ ، فَقَالَ:" أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ، لَنْ أُخَالِفَ أَمْرَهُ) (103) (وَهُوَ نَاصِرِي "، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَوَلَسْتَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ؟ ، قَالَ:" بَلَى ، أَفَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأتِيهِ الْعَامَ؟ "، قَالَ: لَا ، قَالَ:" فَإِنَّكَ آتِيهِ ، وَمُتَطَوِّفٌ بِهِ) (104) (ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اكْتُبْ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ") (105)(فَقَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو: أَمَّا " الرَّحْمَنُ " ، فَوَاللهِ مَا أَدْرِي مَا هُوَ ، وَلَكِنْ اكْتُبْ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ ، كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: وَاللهِ لَا نَكْتُبُهَا إِلَّا " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ)(106)(هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو ")(107)(فَقَالَ سُهَيْلٌ: وَاللهِ لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، مَا صَدَدْنَاكَ عَنْ الْبَيْتِ ، وَلَا قَاتَلْنَاكَ ، وَلَكِنْ اكْتُبْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَاللهِ إِنِّي لَرَسُولُ اللهِ وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي ، اكْتُبْ:)(108)(هَذَا مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى وَضْعِ الْحَرْبِ عَشْرَ سِنِينَ ، يَأمَنُ فِيهَا النَّاسُ ، وَيَكُفُّ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ)(109)(وَعَلَى أَنَّ بَيْنَنَا عَيْبَةً مَكْفُوفَةً (110) وَأَنَّهُ لَا إِسْلَالَ وَلَا إِغْلَالَ (111)) (112)(وعَلَى أَنَّهُ مَنْ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَصْحَابِهِ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهِ ، رَدَّهُ عَلَيْهِمْ ، وَمَنْ أَتَى قُرَيْشًا مِمَّنْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَرُدُّوهُ عَلَيْهِ ، وَكَانَ فِي شَرْطِهِمْ حِينَ كَتَبُوا الْكِتَابَ ، أَنَّهُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ مُحَمَّدٍ وَعَهْدِهِ دَخَلَ فِيهِ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ دَخَلَ فِيهِ - فَتَوَاثَبَتْ خُزَاعَةُ فَقَالُوا: نَحْنُ مَعَ عَقْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَهْدِهِ ، وَتَوَاثَبَتْ بَنُو بَكْرٍ فَقَالُوا: نَحْنُ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ -)(113)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلَى أَنْ تُخَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَنَطُوفَ بِهِ " ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: وَاللهِ لَا تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً ، وَلَكِنْ)(114)(تَرْجِعُ عَنَّا عَامَنَا هَذَا ، فلَا تَدْخُلْ عَلَيْنَا مَكَّةَ ، وَأَنَّهُ إِذَا كَانَ عَامُ قَابِلٍ خَرَجْنَا عَنْكَ ، فَتَدْخُلُهَا بِأَصْحَابِكَ ، وَأَقَمْتَ فِيهِمْ ثَلَاثًا ، مَعَكَ سِلَاحُ الرَّاكِبِ ، لَا تَدْخُلْهَا بِغَيْرِ السُّيُوفِ فِي الْقُرُبِ (115) فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَكْتُبُ الْكِتَابَ) (116)(إِذْ دَخَلَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ فِي قُيُودِهِ (117) - وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ ، حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ) (118)(وَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجُوا وَهُمْ لَا يَشُكُّونَ فِي الْفَتْحِ ، لِرُؤْيَا " رَآهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " ، فَلَمَّا رَأَوْا مَا رَأَوْا مِنْ الصُّلْحِ وَالرُّجُوعِ ، " وَمَا تَحَمَّلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَفْسِهِ " ، دَخَلَ النَّاسَ مِنْ ذَلِكَ أَمْرٌ عَظِيمٌ ، حَتَّى كَادُوا أَنْ يَهْلِكُوا - فَلَمَّا رَأَى سُهَيْلٌ أَبَا جَنْدَلٍ ، قَامَ إِلَيْهِ فَضَرَبَ وَجْهَهُ ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، قَدْ لُجَّتْ الْقَضِيَّةُ (119) بَيْنِي وَبَيْنَكَ قَبْلَ أَنْ يَأتِيَكَ هَذَا ، قَالَ:" صَدَقْتَ ") (120) وفي رواية: (فَقَالَ سُهَيْلٌ: هَذَا يَا مُحَمَّدُ أَوَّلُ مَا أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ أَنْ تَرُدَّهُ إِلَيَّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ " ، قَالَ: فَوَاللهِ إِذًا لَمْ أُصَالِحْكَ عَلَى شَيْءٍ أَبَدًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَأَجِزْهُ لِي " ، قَالَ: مَا أَنَا بِمُجِيزِهِ لَكَ ، قَالَ: " بَلَى فَافْعَلْ " ، قَالَ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ)(121)(فَقَامَ إِلَيْهِ فَأَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ (122) فَصَرَخَ أَبُو جَنْدَلٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ ، أَتَرُدُّونَنِي إِلَى أَهْلِ الشِّرْكِ فَيَفْتِنُونِي فِي دِينِي) (123)(وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا؟ ، أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ؟ - وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِي اللهِ -)(124)(فَزَادَ النَّاسُ شَرًّا إِلَى مَا بِهِمْ)(125)(وَقَالُوا: سُبْحَانَ اللهِ ، كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا؟)(126)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا جَنْدَلٍ ، اصْبِرْ وَاحْتَسِبْ ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل جَاعِلٌ لَكَ وَلِمَنْ مَعَكَ مِنْ الْمُسْتَضْعَفِينَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا ، إِنَّا قَدْ عَقَدْنَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ صُلْحًا ، فَأَعْطَيْنَاهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، وَأَعْطَوْنَا عَلَيْهِ عَهْدًا ، وَإِنَّا لَنْ نَغْدِرَ بِهِمْ " ، فَوَثَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي جَنْدَلٍ ، فَجَعَلَ يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَقُولُ: اصْبِرْ أَبَا جَنْدَلٍ ، فَإِنَّمَا هُمْ الْمُشْرِكُونَ ، وَإِنَّمَا دَمُ أَحَدِهِمْ دَمُ كَلْبٍ ، قَالَ: وَيُدْنِي قَائِمَ السَّيْفِ مِنْهُ ،قَالَ عُمَرُ: رَجَوْتُ أَنْ يَأخُذَ السَّيْفَ فَيَضْرِبَ بِهِ أَبَاهُ ، فَضَنَّ الرَّجُلُ بِأَبِيهِ ، وَنَفَذَتْ الْقَضِيَّةُ)(127)(" فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا " ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ)(128)(" ثُمَّ عَادَ بِمِثْلِهَا " ، فَمَا قَامَ رَجُلٌ ، " ثُمَّ عَادَ بِمِثْلِهَا " ، فَمَا قَامَ رَجُلٌ)(129)(" حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ)(130)(فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها فَقَالَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ ، مَا شَأنُ النَّاسِ؟ " ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ دَخَلَهُمْ مَا قَدْ رَأَيْتَ ، فلَا تُكَلِّمَنَّ مِنْهُمْ إِنْسَانًا ، وَاعْمِدْ إِلَى هَدْيِكَ حَيْثُ كَانَ ، فَانْحَرْهُ وَاحْلِقْ ، فَلَوْ قَدْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَعَلَ النَّاسُ ذَلِكَ ، " فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُكَلِّمُ أَحَدًا ، حَتَّى أَتَى هَدْيَهُ فَنَحَرَهُ)(131)(بِالْحُدَيْبِيَةِ قَبْلَ أَنْ يَحْلِقَ)(132)(ثُمَّ دَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَ " فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ ، قَامُوا فَنَحَرُوا ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا ، حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا)(133)(" حَتَّى إِذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فِي وَسَطِ الطَّرِيقِ ، نَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ (134)) (135)
(1)[الفتح/1 - 3]
(2)
(خ) 3926 ، (س) 2771 ، (د) 1754
(3)
الهدي: ما يُهدى إلى الحرم من النَّعَم والذبائح.
(4)
(حم) 18930 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(5)
الإشعار: شَقُّ أحَد جَنْبَي البَدَنة ، حتى يَسِيل دمُها ، وجَعل ذلك لها عَلامة تُعْرف بها أنها هَدْيٌ.
(6)
أَيْ: جاسوسا.
(7)
(خ) 3944 ، (س) 2771 ، (د) 1754
(8)
(حم) 18929 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(9)
(حم) 18948 ، (خ) 3944
(10)
(حم) 18930 ، (خ) 2581
(11)
(خ) 3944
(12)
(حم) 18930
(13)
(خ) 3944
(14)
السالِفَة: صَفْحة العُنُق ، وهما سالِفَتان من جانِبَيه ، أراد: حتى يُفَرَّق بين رأسي وجَسدي. النهاية (ج 2 / ص 981)
(15)
(حم) 18930
(16)
(خ) 3944
(17)
(ذَرَارِيّهمْ): أَيْ أَوْلَادهمْ الصِّغَار وَالنِّسَاء.
(18)
(حم) 18948
(19)
(خ) 3944
(20)
المَوْتُور: المقطوع ، أي: الذي قطع حقه ولم يدركه ، وقد تُطلق على صاحب الدم الذي لم يأخذ بثأره.
(21)
المحروب: المهزوم المهموم.
(22)
(حم) 18948
(23)
أَمَّ: قصد وتوجه.
(24)
(حم) 18948
(25)
(خ) 3944
(26)
الطَّلِيعَة: مقدمة الجيش ، أو الذي يَنْظُرُ للقوم ، لَئلَاّ يَدْهَمَهم عدوٌّ.
(27)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(28)
(حم) 18930
(29)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(30)
القَتَرة: الغبار أو شِبهُ الدخَان.
(31)
(حم) 18930 ، (خ) 2583
(32)
حَلْ: صوتٌ تُزجر به الدابة لتُحمل على السير.
(33)
(حم) 18948 ، (خ) 2583
(34)
(حم) 18930
(35)
خَلأَت: بركت من غير علة ، وَحَرَنَتْ ، والقصواء: الناقة المقطوعة الأذن، وكان ذلك لقبًا لناقة النبي صلى الله عليه وسلم ولم تكن مقطوعة الأذن.
(36)
الحبس: المنع.
(37)
(خ) 2583 ، (د) 2765
(38)
أَيْ: خَصْلَة. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(39)
(حم) 18930
(40)
أَيْ: مِنْ تَرْك الْقِتَال فِي الْحَرَم. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(41)
أَيْ: قَامَتْ. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(42)
أَيْ: حُفَيْرَةٌ فِيهَا مَاءٌ قَلِيلٌ ، يُقَالُ: مَاءٌ مَثْمُودٌ: أَيْ قَلِيلٌ ، فَيَكُونُ لَفْظُ قَلِيلٍ بَعْدَ ذَلِكَ تَأكِيدًا ، لِدَفْعِ تَوَهُّمِ أَنْ يُرَادَ لُغَةُ مَنْ يَقُولُ: إنَّ الثَّمَدَ الْمَاءُ الْكَثِيرُ ،
وَقِيلَ: الثَّمَدُ: مَا يَظْهَرُ مِنْ الْمَاءِ فِي الشِّتَاءِ ، وَيَذْهَبُ فِي الصَّيْفِ.
(43)
الكِنانة: جُعبة صغيرة من جلد ، تُحمل فيها السهام.
(44)
(خ) 2583 ، (حم) 18948 ، (د) 2765
(45)
القَلِيب: البِئر التي لم تُطْوَ. النهاية في غريب الأثر (ج 4 / ص 151)
(46)
(حم) 18930
(47)
الْعَيْبَة: مَا تُوضَع فِيهِ الثِّيَاب لِحِفْظِهَا، أَيْ أَنَّهُمْ مَوْضِع النُّصْح لَهُ ، وَالْأَمَانَة عَلَى سِرّه، كَأَنَّهُ شَبَّهَ الصَّدْر الَّذِي هُوَ مُسْتَوْدَع السِّرّ ، بِالْعَيْبَةِ الَّتِي هِيَ مُسْتَوْدَع الثِّيَاب. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(48)
إِنَّمَا اِقْتَصَرَ عَلَى ذِكْر هَذَيْنِ ، لِكَوْنِ قُرَيْش الَّذِينَ كَانُوا بِمَكَّة أَجْمَع ، تَرْجِع أَنْسَابهمْ إِلَيْهِمَا. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(49)
الْأَعْدَاد: جَمْع عِدّ ، وَهُوَ الْمَاء الَّذِي لَا اِنْقِطَاع لَهُ، وَقَوْل بُدَيْل هَذَا يُشْعِر بِأَنَّهُ كَانَ بِالْحُدَيْبِيَةِ مِيَاه كَثِيرَة ، وَأَنَّ قُرَيْشًا سَبَقُوا إِلَى النُّزُول عَلَيْهَا ، فَلِهَذَا عَطِشَ الْمُسْلِمُونَ حَيْثُ نَزَلُوا عَلَى الثَّمَد الْمَذْكُور. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(50)
الْعُوذ: جَمْع عَائِذ ، وَهِيَ النَّاقَة ذَات اللَّبَن، وَالْمَطَافِيل: الْأُمَّهَات اللَّاتِي مَعَهَا أَطْفَالهَا، يُرِيد أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَهُمْ بِذَوَاتِ الْأَلْبَان مِنْ الْإِبِل ، لِيَتَزَوَّدُوا بِأَلْبَانِهَا ، وَلَا يَرْجِعُوا حَتَّى يَمْنَعُوهُ، أَوْ كَنَّى بِذَلِكَ عَنْ النِّسَاء مَعَهُنَّ الْأَطْفَال، وَالْمُرَاد أَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْهُمْ بِنِسَائِهِمْ وَأَوْلَادهمْ ، لِإِرَادَةِ طُول الْمَقَام ، وَلِيَكُونَ أَدْعَى إِلَى عَدَم الْفِرَار، وَيَحْتَمِل إِرَادَة الْمَعْنَى الْأَعَمّ، وَقَالَ السُّهَيْلِيّ: سُمِّيَتْ كُلّ أُنْثَى بِذَلِكَ وَإِنْ كَانَ الْوَلَد هُوَ الَّذِي يَعُوذ بِهَا ، لِأَنَّهَا تَعْطِف عَلَيْهِ بِالشَّفَقَةِ وَالْحُنُوّ، كَمَا قَالُوا: تِجَارَة رَابِحَة ، وَإِنْ كَانَتْ مَرْبُوحًا فِيهَا. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(51)
(نَهِكَتْهُمْ) بِكَسْر الْهَاء أَيْ: أَبْلَغَتْ فِيهِمْ حَتَّى أَضْعَفَتْهُمْ، إِمَّا أَضْعَفَتْ قُوَّتهمْ وَإِمَّا أَضْعَفَتْ أَمْوَالهمْ. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(52)
أَيْ: جَعَلْت بَيْنِي وَبَيْنهمْ مُدَّة يُتْرَك الْحَرْب بَيْننَا وَبَيْنهمْ فِيهَا. فتح (ج8ص283)
(53)
أَيْ: مِنْ كُفَّار الْعَرَب وَغَيْرهمْ. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(54)
أَيْ: إِنْ أَظْهَر أَنَا عَلَى غَيْرهمْ ، فَإِنْ شَاءُوا أَطَاعُونِي ، وَإِلَّا فَلَا تَنْقَضِي مُدَّة الصُّلْح إِلَّا وَقَدْ جَمُّوا، أَيْ: اِسْتَرَاحُوا وقَوُوا. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(55)
أَيْ: فِي نَصْر دِينه. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(56)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(57)
(حم) 18930
(58)
(ش) 36855 ، (خ) 2583
(59)
(حم) 18930
(60)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(61)
قال الزُّهْرِيِّ: إنَّ أُمّ عُرْوَة هِيَ سُبَيْعَة بِنْت عَبْد شَمْس بْن عَبْد مَنَافٍ، فَأَرَادَ بِقَوْلِهِ:" أَلَسْتُمْ بِالْوَالِدِ ": أَنَّكُمْ حَيّ قَدْ وَلَدُونِي فِي الْجُمْلَة ، لِكَوْنِ أُمِّي مِنْكُمْ. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(62)
(حم) 18930
(63)
(حم) 18948 ، (خ) 2583
(64)
(حم) 18930
(65)
أَيْ: أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَأتِ يُرِيد حَرْبًا. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(66)
أَيْ: أَهْلَكَ أَهْلَهُ بِالْكُلِّيَّةِ. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(67)
قَال: " وَإِنْ تَكُنْ الْأُخْرَى " تَأَدُّبًا مَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَالْمَعْنَى: وَإِنْ تَكُنْ الْغَلَبَة لِقُرَيْشٍ لَا آمَنهُمْ عَلَيْك. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(68)
الْأَوْبَاش: الْأَخْلَاط مِنْ السَّفَلَة. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(69)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(70)
الْبَظْر: قِطْعَة تَبْقَى بَعْد الْخِتَان فِي فَرْج الْمَرْأَة، وَاللَّاتُ: اِسْم أَحَد الْأَصْنَام الَّتِي كَانَتْ قُرَيْش وَثَقِيف يَعْبُدُونَهَا، وَكَانَتْ عَادَة الْعَرَب الشَّتْم بِذَلِكَ ، لَكِنْ بِلَفْظِ الْأُمّ ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْر الْمُبَالَغَة فِي سَبّ عُرْوَة ، بِإِقَامَةِ مَنْ كَانَ يَعْبُد مَقَام أُمّه ،وَحَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ مَا أَغْضَبَهُ بِهِ مِنْ نِسْبَةِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْفِرَار. فتح الباري (ج8ص283)
(71)
(حم) 18930
(72)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(73)
أَيْ: نِعْمَة. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(74)
(حم) 18930
(75)
أَيْ: جَازَاهُ بِعَدَمِ إِجَابَته عَنْ شَتْمه ، بِيَدِهِ الَّتِي كَانَ أَحْسَنَ إِلَيْهِ بِهَا، وَبَيَّنَ الزُّهْرِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّ الْيَد الْمَذْكُورَة ، أَنَّ عُرْوَة كَانَ تَحَمَّلَ بِدِيَةٍ ، فَأَعَانَهُ أَبُو بَكْر فِيهَا بِعَوْنٍ حَسَن. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(76)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(77)
(حم) 18930
(78)
فِيهِ جَوَاز الْقِيَام عَلَى رَأس الْأَمِير بِالسَّيْفِ بِقَصْدِ الْحِرَاسَة وَنَحْوهَا مِنْ تَرْهِيب الْعَدُوّ، وَلَا يُعَارِضهُ النَّهْي عَنْ الْقِيَام عَلَى رَأس الْجَالِس ، لِأَنَّ مَحَلّه مَا إِذَا كَانَ عَلَى وَجْه الْعَظَمَة وَالْكِبْر. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(79)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(80)
(حم) 18948 ، (د) 2765
(81)
(حم) 18930
(82)
(حب) 4583 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(83)
(خ) 2583 ، (د) 2765
(84)
(غُدَرُ) مُبَالَغَة فِي وَصْفه بِالْغَدْرِ. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(85)
(حم) 18930
(86)
يُسْتَفَاد مِنْهُ أَنَّهُ لَا يَحِلّ أَخْذ أَمْوَال الْكُفَّار فِي حَال الْأَمْن غَدْرًا ، لِأَنَّ الرُّفْقَة يُصْطَحَبُونَ عَلَى الْأَمَانَة ، وَالْأَمَانَة تُؤَدَّى إِلَى أَهْلهَا ، مُسْلِمًا كَانَ أَوْ كَافِرًا، وَأَنَّ أَمْوَال الْكُفَّار إِنَّمَا تَحِلّ بِالْمُحَارَبَةِ وَالْمُغَالَبَة، وَلَعَلَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ الْمَال فِي يَده لِإِمْكَانِ أَنْ يُسْلِم قَوْمه ، فَيَرُدّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالهمْ، وَيُسْتَفَاد مِنْ الْقِصَّة أَنَّ الْحَرْبِيّ إِذَا أَتْلَفَ مَال الْحَرْبِيّ ، لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ضَمَان، وَهَذَا أَحَد الْوَجْهَيْنِ لِلشَّافِعِيَّةِ. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(87)
(د) 2765 ، (خ) 2583 ، (حم) 18948
(88)
(حم) 18930
(89)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(90)
(حم) 18930
(91)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(92)
(حم) 18930
(93)
أحَدَّ البصرَ: نظر بإمعان وتدقيق.
(94)
(حم) 18948 ، (خ) 2583
(95)
(حم) 18930
(96)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(97)
(حم) 18930
(98)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(99)
(حم) 18930
(100)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(101)
(خد) 915 ، انظر صحيح الأدب المفرد: 707
(102)
الغَرْز: ركاب الجمل ، من الجلد أو الخشب.
(103)
(حم) 18930
(104)
(حم) 18948 ، (حب) 4872
(105)
(حم) 18930
(106)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(107)
(حم) 18930
(108)
(خ) 2583 ، (حم) 18948 ، (حب) 4872
(109)
(حم) 18930
(110)
أَيْ: أَمْرًا مَطْوِيًّا فِي صُدُور سَلِيمَة، وَهُوَ إِشَارَة إِلَى تَرْك الْمُؤَاخَذَة بِمَا تَقَدَّمَ بَيْنهمْ مِنْ أَسْبَاب الْحَرْب وَغَيْرهَا، وَالْمُحَافَظَة عَلَى الْعَهْد الَّذِي وَقَعَ بَيْنهمْ. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(111)
أَيْ: لَا سَرِقَة ، وَلَا خِيَانَة، فَالْإِسْلَال مِنْ السَّلَّة ، وَهِيَ: السَّرِقَة،
وَالْإِغْلَال: الْخِيَانَة ، تَقُول: أَغَلَّ الرَّجُل ، أَيْ: خَانَ، أَمَّا فِي الْغَنِيمَة ، فَيُقَال: غَلَّ ، بِغَيْرِ أَلِف.
وَالْمُرَاد: أَنْ يَأمَن بَعْضهمْ مِنْ بَعْض فِي نُفُوسهمْ وَأَمْوَالهمْ ، سِرًّا وَجَهْرًا. فتح الباري (8/ 283)
(112)
(د) 2766 ، (حم) 18930
(113)
(حم) 18930
(114)
(خ) 2583
(115)
جمع قِراب ، وهو غِمد السيف.
(116)
(حم) 18930
(117)
أَيْ: يَمْشِي مَشْيًا بَطِيئًا بِسَبَبِ الْقَيْد. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(118)
(خ) 2583
(119)
أَيْ: وَجَبت. النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 440)
(120)
(حم) 18930
(121)
(خ) 2583 ، (حم) 18447
(122)
أَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ ، وتلابيبه: إذا جمعْتَ ثيابه عند صدره ونَحْره ، ثم جَررْتَه. وكذلك إذا جعلت في عنُقه حبْلا أو ثوبا ثم أمسكْته به ، واللَّبَّة: موضع الذبح ، والتاء في التَّلْبيب زائدة. النهاية (1/ 524)
(123)
(حم) 18930
(124)
(خ) 2583
(125)
(حم) 18930
(126)
(خ) 2583
(127)
(حم) 18930
(128)
(خ) 2583 ، 1716
(129)
(حم) 18930
(130)
(خ) 2583
(131)
(حم) 18930 ، (خ) 2583
(132)
(حم) 18940 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(133)
(خ) 2583
(134)
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَمَا فُتِحَ فِي الْإِسْلَام فَتْح قَبْله كَانَ أَعْظَم مِنْ فَتْح الْحُدَيْبِيَة، إِنَّمَا كَانَ الْقِتَال حَيْثُ الْتَقَى النَّاس، وَلَمَّا كَانَتْ الْهُدْنَة ، وَوَضَعَتْ الْحَرْب ، وَأَمِنَ النَّاس ، كَلَّمَ بَعْضهمْ بَعْضًا ، وَالْتَقَوْا ، وَتَفَاوَضُوا فِي الْحَدِيث وَالْمُنَازَعَة ، وَلَمْ يُكَلَّم أَحَد بِالْإِسْلَامِ يَعْقِل شَيْئًا فِي تِلْكَ الْمُدَّة إِلَّا دَخَلَ فِيهِ، وَلَقَدْ دَخَلَ فِي تَيْنِك السَّنَتَيْنِ مِثْل مَنْ كَانَ فِي الْإِسْلَام قَبْل ذَلِكَ ، أَوْ أَكْثَر.
وَمِمَّا ظَهَرَ مِنْ مَصْلَحَة الصُّلْح الْمَذْكُور غَيْر مَا ذَكَرَهُ الزُّهْرِيُّ ، أَنَّهُ كَانَ مُقَدِّمَة الْفَتْح الْأَعْظَم الَّذِي دَخَلَ النَّاس عَقِبَه فِي دِين الله أَفْوَاجًا، وَكَانَتْ الْهُدْنَة مِفْتَاحًا لِذَلِكَ ، وَلَمَّا كَانَتْ قِصَّة الْحُدَيْبِيَة مُقَدِّمَة لِلْفَتْحِ ، سُمِّيَتْ فَتْحًا ، فَإِنَّ الْفَتْح فِي اللُّغَة: فَتْح الْمُغْلَق، وَالصُّلْح كَانَ مُغْلَقًا حَتَّى فَتَحَهُ الله، وَكَانَ مِنْ أَسْبَاب فَتْحِه صَدُّ الْمُسْلِمِينَ عَنْ الْبَيْت، وَكَانَ فِي الصُّورَة الظَّاهِرَة ضَيْمًا لِلْمُسْلِمِينَ ، وَفِي الصُّورَة الْبَاطِنَة ، عِزًّا لَهُمْ، فَإِنَّ النَّاس لِأَجْلِ الْأَمْن الَّذِي وَقَعَ بَيْنهمْ ، اِخْتَلَطَ بَعْضهمْ بِبَعْضٍ مِنْ غَيْر نَكِير، وَأَسْمَعَ الْمُسْلِمُونَ الْمُشْرِكِينَ الْقُرْآن، وَنَاظَرُوهُمْ عَلَى الْإِسْلَام جَهْرَة آمَنِينَ، وَكَانُوا قَبْل ذَلِكَ لَا يَتَكَلَّمُونَ عِنْدهمْ بِذَلِكَ إِلَّا خُفْيَة، وَظَهَرَ مَنْ كَانَ يُخْفِي إِسْلَامه ، فَذَلَّ الْمُشْرِكُونَ مِنْ حَيْثُ أَرَادُوا الْعِزَّة ، وَأُقْهِرُوا مِنْ حَيْثُ أَرَادُوا الْغَلَبَة. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
قال ابن هشام (سيرة 3/ 322): " والدليل على قول الزهري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الحديبية في ألف وأربعمائة ، ثم خرج في عام الفتح بعد ذلك بسنتين في عشرة آلاف ".
(135)
(حم) 18930