الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ، إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ، فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ
، رُدُّوهَا عَلَيَّ ، فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ ، وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ ، قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ، فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ، وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ، وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ، هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (1)
قَالَ الْبُخَارِيُّ ج4ص161: {أَوَّابٌ} : الرَّاجِعُ المُنِيبُ.
قَالَ مُجَاهِدٌ: {الصَّافِنَاتُ} : صَفَنَ الفَرَسُ: رَفَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ حَتَّى تَكُونَ عَلَى طَرَفِ الحَافِرِ.
{الجِيَادُ} : السِّرَاعُ.
{فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ} : يَمْسَحُ أَعْرَافَ الخَيْلِ وَعَرَاقِيبَهَا.
{جَسَدًا} : شَيْطَانًا.
{رُخَاءً} : طَيِّبَةً
{حَيْثُ أَصَابَ} : حَيْثُ شَاءَ.
{الأَصْفَادُ} : الوَثَاقُ.
{فَامْنُنْ} : أَعْطِ.
{بِغَيْرِ حِسَابٍ} : بِغَيْرِ حَرَجٍ.
(1)[ص: 30 - 39]
(خ م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ عِفْرِيتًا (1) مِنْ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ ، فَأَمْكَنَنِي اللهُ مِنْهُ) (2)(فَذَعَتُّهُ (3)) (4)(فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ: {رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} ، فَرَدَّهُ خَاسِئًا (5) ") (6)
(1) الْعِفْرِيت: الْعَاتِي الْمَارِد مِنْ الْجِنّ. شرح النووي (ج 2 / ص 303)
(2)
(خ) 449 ، (م) 541
(3)
أَيْ: خَنَقْتُهُ. شرح النووي على مسلم - (ج 2 / ص 303)
(4)
(خ) 1152 ، (م) 541
(5)
أَيْ: ذَلِيلًا صَاغِرًا مَطْرُودًا مُبْعَدًا. شرح النووي (ج 2 / ص 303)
(6)
(خ) 449 ، (م) 541
وقَالَ الْقَاضِي: رُؤْيَة الجِنِّ عَلَى خَلْقهمْ وَصُوَرهمْ الْأَصْلِيَّة مُمْتَنِعَة؛ لِظَاهِرِ قَوْل الله تَعَالَى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} إِلَّا لِلْأَنْبِيَاءِ صَلَوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَمَنْ خُرِقَتْ لَهُ الْعَادَة، وَإِنَّمَا يَرَاهُمْ بَنُو آدَمَ فِي صُوَرٍ غَيْر صُوَرهمْ كَمَا جَاءَ فِي الْآثَار.
وقَالَ الْمَازِرِيّ: الْجِنّ أَجْسَام لَطِيفَة رُوحَانِيَّة ، فَيَحْتَمِل أَنَّهُ تَصَوَّرَ بِصُورَةٍ يُمْكِن رَبْطُه مَعَهَا، ثُمَّ يَمْتَنِع مِنْ أَنْ يَعُود إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ ، حَتَّى يَتَأَتَّى اللَّعِب بِهِ. شرح النووي على مسلم - (ج 2 / ص 303)
(م س حم حب)، وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ:(" قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(1)(يُصَلِّي)(2)(فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ ثُمَّ قَالَ: أَلْعَنُكَ بِلَعْنَة اللهِ ، أَلْعَنُكَ بِلَعْنَة اللهِ ، أَلْعَنُكَ بِلَعْنَة اللهِ ، وَبَسَطَ يَدَهُ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ الصَلَاةِ " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ فِي الصَلَاةِ شَيْئًا لَمْ نَسْمَعْكَ تَقُولُهُ قَبْلَ ذَلِكَ ، وَرَأَيْنَاكَ بَسَطْتَ يَدَكَ ، قَالَ: " إِنَّ عَدُوَّ اللهِ إِبْلِيسَ جَاءَ بِشِهَابٍ مِنْ نَارٍ لِيَجْعَلَهُ فِي وَجْهِي ، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قُلْتُ: أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللهِ التَّامَّةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَلَمْ يَسْتَأخِرْ)(3) (فَأَخَذْتُ بِحَلْقِهِ
فَخَنَقْتُهُ) (4)(فَمَا زِلْتُ أَخْنُقُهُ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ لُعَابِهِ بَيْنَ إِصْبَعَيَّ هَاتَيْنِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا)(5)(ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ آخُذَهُ ، فَوَاللهِ لَوْلَا دَعْوَةُ أَخِينَا سُلَيْمَانَ عليه السلام (6) لَأَصْبَحَ) (7)(مَرْبُوطًا بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ)(8)(يَلْعَبُ بِهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ)(9)(فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لَا يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ أَحَدٌ فَلْيَفْعَلْ ")(10)
(1)(م) 40 - (542)
(2)
(س) 1215
(3)
(م) 40 - (542) ، (س) 1215
(4)
(حب) 2349 ، انظر صحيح موارد الظمآن: 434
(5)
(حم) 11797 ، انظر الصَّحِيحَة: 3251 ، وقال الأرنؤوط: إسناده حسن.
(6)
أَيْ: بِقَوْلِهِ: {رَبّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} ، ومَعْنَاهُ أَنَّهُ مُخْتَصٌّ بِهَذَا ، فَامْتَنَعَ نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم مِنْ رَبْطِه، إِمَّا أَنَّهُ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ لِذَلِكَ، وَإِمَّا لِكَوْنِهِ لَمَّا تَذَكَّرَ ذَلِكَ ، لَمْ يَتَعَاطَ ذَلِكَ تَوَاضُعًا وَتَأَدُّبًا. شرح النووي (ج 2 / ص 303)
(7)
(م) 40 - (542) ، (س) 1215
(8)
(حم) 11797
(9)
(م) 40 - (542) ، (س) 1215
(10)
(حم) 11797 ، (د) 699، انظر الصَّحِيحَة: 3251