الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ، وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ، هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ، وَصَدُّوكُمْ عَنِ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ ، وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ ، أَنْ تَطَئُوهُمْ ، فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ (1) بِغَيْرِ عِلْمٍ ، لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ، لَوْ تَزَيَّلُوا (2) لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ، إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} (3)
قَالَ الْبُخَارِيُّ ج2ص147: {مَعْكُوفًا} : مَحْبُوسًا.
(1) المَعرَّة: الأمرُ القبيح المكروهُ ، والأذَى. النهاية في غريب الأثر (ج3ص434)
(2)
قوله تعالى: {فزَيَّلْنا بينهم} هي من: زِلْتُ الشيءَ ، فأَنا أَزِيلُه ، إِذا فَرَّقْتَ ذا من ذا ، وأَبَنْتَ ذا من ذا ، وقال تعالى:{لو تَزَيَّلوا لعَذَّبنا الذين كفروا} يقول: لو تَمَيَّزوا. لسان العرب - (ج 11 / ص 316)
(3)
[الفتح/24 - 26]
(خ د حم ش حب)، عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رضي الله عنهما قَالَ:(" خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ)(1)(يُرِيدُ زِيَارَةَ الْبَيْتِ ، لَا يُرِيدُ قِتَالًا ، وَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ (2) سَبْعِينَ بَدَنَةً) (3)(فَلَمَّا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ ، قَلَّدَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ (4) وَأَحْرَمَ مِنْهَا بِعُمْرَةٍ ، وَبَعَثَ عَيْنًا لَهُ (5) مِنْ خُزَاعَةَ) (6)(بَيْنَ يَدَيْهِ)(7)(يُخْبِرُهُ عَنْ قُرَيْشٍ ، وَسَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِغَدِيرِ الْأَشْطَاطِ - قَرِيبٌ مِنْ عُسْفَانَ - " أَتَاهُ عَيْنُهُ الْخُزَاعِيُّ)(8)(فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ سَمِعَتْ بِمَسِيرِكَ ، فَخَرَجَتْ مَعَهَا الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ ، قَدْ لَبِسُوا جُلُودَ النُّمُورِ)(9)(وَجَمَعُوا لَكَ الْأَحَابِيشَ)(10)(يُعَاهِدُونَ اللهَ أَنْ لَا تَدْخُلَهَا عَلَيْهِمْ عَنْوَةً أَبَدًا ، وَهَذَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فِي خَيْلِهِمْ ، قَدِمُوا إِلَى كُرَاعِ الْغَمِيمِ)(11)(وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ ، وَصَادُّوكَ عَنْ الْبَيْتِ ، وَمَانِعُوكَ)(12)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا وَيْحَ قُرَيْشٍ ، لَقَدْ أَكَلَتْهُمْ الْحَرْبُ ، مَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ خَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَ سَائِرِ النَّاسِ؟ ، فَإِنْ أَصَابُونِي كَانَ الَّذِي أَرَادُوا ، وَإِنْ أَظْهَرَنِي اللهُ عَلَيْهِمْ ، دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ وَهُمْ وَافِرُونَ ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا ، قَاتَلُوا وَبِهِمْ قُوَّةٌ ، فَمَاذَا تَظُنُّ قُرَيْشٌ؟ ، وَاللهِ إِنِّي لَا أَزَالُ أُجَاهِدُهُمْ عَلَى الَّذِي بَعَثَنِي اللهُ لَهُ ، حَتَّى يُظْهِرَهُ اللهُ ، أَوْ تَنْفَرِدَ هَذِهِ السَّالِفَةُ (13)) (14)(ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَشِيرُوا عَلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ ، أَتَرَوْنَ أَنْ أَمِيلَ إِلَى)(15)(ذَرَارِيِّ (16) هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَعَانُوهُمْ) (17)(أَنْ يَصُدُّونَا عَنْ الْبَيْتِ)(18)(فَنُصِيبَهُمْ؟ ، فَإِنْ قَعَدُوا ، قَعَدُوا مَوْتُورِينَ (19) مَحْرُوبِينَ (20)) (21)(وَإِنْ يَحْنُونَ ، تَكُنْ عُنُقًا قَطَعَهَا اللهُ ، أَوْ تَرَوْنَ أَنْ نَؤُمَّ الْبَيْتَ (22) فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ؟ ") (23) (فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ ، خَرَجْتَ عَامِدًا لِهَذَا الْبَيْتِ ، لَا تُرِيدُ قَتْلَ أَحَدٍ ، وَلَا حَرْبَ أَحَدٍ ، فَتَوَجَّهْ لَهُ ، فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " امْضُوا عَلَى اسْمِ اللهِ) (24)(حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ بِالْغَمِيمِ فِي خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةً (25) فَخُذُوا ذَاتَ الْيَمِينِ ") (26) (فَسَلَكُوا ذَاتَ الْيَمِينِ ، بَيْنَ ظَهْرَيْ الْحَمْضِ ، عَلَى طَرِيقٍ تُخْرِجُهُ عَلَى ثَنِيَّةِ الْمِرَارِ وَالْحُدَيْبِيَةِ ، مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ) (27) (فَوَاللهِ مَا شَعَرَ بِهِمْ خَالِدٌ) (28) (فَلَمَّا رَأَتْ خَيْلُ قُرَيْشٍ قَتَرَةَ الْجَيْشِ (29) قَدْ خَالَفُوا عَنْ طَرِيقِهِمْ ، نَكَصُوا رَاجِعِينَ إِلَى قُرَيْشٍ) (30) (نَذِيرًا لِقُرَيْشٍ ، " وَسَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كَانَ بِالثَّنِيَّةِ الَّتِي يَهْبِطُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا ، بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: حَلْ حَلْ (31)" ، فَأَلَحَّتْ) (32) (فَقَالَ النَّاسُ: خَلَأَتْ) (33) (الْقَصْوَاءُ (34) خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ ، وَمَا ذَلِكَ لَهَا بِخُلُقٍ ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا (35) حَابِسُ الْفِيلِ) (36)(عَنْ مَكَّةَ ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَا تَدْعُونِي قُرَيْشٌ الْيَوْمَ إِلَى خُطَّةٍ (37)) (38)(يُعَظِّمُونَ بِهَا حُرُمَاتِ اللهِ (39) إِلَّا أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا ، ثُمَّ زَجَرَهَا فَوَثَبَتْ (40) فَعَدَلَ عَنْهُمْ ، حَتَّى نَزَلَ بِأَقْصَى الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَمَدٍ (41) قَلِيلِ الْمَاءِ " يَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضًا ، فَلَمْ يَلْبَثْهُ النَّاسُ أَنْ نَزَحُوهُ ، فَشُكِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَطَشُ ، " فَانْتَزَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ (42) ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهُ فِيهِ) (43)(فَأَعْطَاهُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ " ، فَنَزَلَ فِي قَلِيبٍ (44) مِنْ تِلْكَ الْقُلُبِ فَغَرَزَهُ فِيهِ ، فَجَاشَ الْمَاءُ بِالرَّوَاءِ ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ عَنْهُ بِعَطَنٍ) (45)(فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ ، إِذْ جَاءَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خُزَاعَةَ - وَكَانُوا عَيْبَةَ نُصْحٍ (46) لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ تِهَامَةَ - فَقَالَ: إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ ، وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيٍّ (47) نَزَلُوا أَعْدَادَ (48) مِيَاهِ الْحُدَيْبِيَةِ ، مَعَهُمْ الْعُوذُ الْمَطَافِيلُ (49) وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنْ الْبَيْتِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمْ (50) الْحَرْبُ فَأَضَرَّتْ بِهِمْ ، فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ (51) مُدَّةً ، وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ (52) فَإِنْ أَظْهَرُ ، فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا ، وَإِلَّا فَقَدْ جَمُّوْا (53) وَإِنْ هُمْ أَبَوْا ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي ، وَلَيُنْفِذَنَّ اللهُ أَمْرَهُ (54) "، فَقَالَ بُدَيْلٌ: سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ) (55)(فَرَجَعُوا إِلَى قُرَيْشٍ ، فَقَالُوا: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، إِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَإِنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يَأتِ لِقِتَالٍ ، إِنَّمَا جَاءَ زَائِرًا لِهَذَا الْبَيْتِ ، مُعَظِّمًا لَحَقِّهِ ، فَاتَّهَمُوهُمْ - وَكَانَتْ خُزَاعَةُ فِي عَيْبَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُسْلِمُهَا وَمُشْرِكُهَا ، لَا يُخْفُونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا كَانَ بِمَكَّةَ - قَالُوا: وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا جَاءَ لِذَلِكَ ، فلَا وَاللهِ لَا يَدْخُلُهَا أَبَدًا عَلَيْنَا عَنْوَةً ، وَلَا تَتَحَدَّثُ بِذَلِكَ الْعَرَبُ ، ثُمَّ بَعَثُوا إِلَيْهِ مِكْرَزَ بْنَ حَفْصِ بْنِ الْأَخْيَفِ ، أَحَدَ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، " فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: هَذَا رَجُلٌ غَادِرٌ " ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم " كَلَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنَحْوٍ مِمَّا كَلَّمَ بِهِ أَصْحَابَهُ " ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثُوا إِلَيْهِ الْحِلْسَ بْنَ عَلْقَمَةَ الْكِنَانِيَّ - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ الْأَحَابِيشِ - " فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: هَذَا مِنْ قَوْمٍ)(56)(يُعَظِّمُونَ الْهَدْيَ)(57)(فَابْعَثُوا الْهَدْيَ فِي وَجْهِهِ " ، فَبَعَثُوا الْهَدْيَ ، فَلَمَّا رَأَى الْهَدْيَ يَسِيلُ عَلَيْهِ مِنْ عَرْضِ الْوَادِي فِي قَلَائِدِهِ ، قَدْ أَكَلَ أَوْتَارَهُ مِنْ طُولِ الْحَبْسِ عَنْ مَحِلِّهِ)(58)(وَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ يُلَبُّونَ ، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ ، مَا يَنْبَغِي لِهَؤُلَاءِ أَنْ يُصَدُّوا عَنْ الْبَيْتِ)(59)(فَرَجَعَ وَلَمْ يَصِلْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِعْظَامًا لِمَا رَأَى ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، قَدْ رَأَيْتُ مَا لَا يَحِلُّ صَدُّهُ الْهَدْيَ فِي قَلَائِدِهِ ، قَدْ أَكَلَ أَوْتَارَهُ مِنْ طُولِ الْحَبْسِ عَنْ مَحِلِّهِ ، فَقَالُوا: اجْلِسْ: إِنَّمَا أَنْتَ أَعْرَابِيٌّ لَا عِلْمَ لَكَ ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَا يَلْقَى مِنْكُمْ مَنْ تَبْعَثُونَ إِلَى مُحَمَّدٍ إِذَا جَاءَكُمْ مِنْ التَّعْنِيفِ وَسُوءِ اللَّفْظِ ، وَقَدْ عَرَفْتُمْ أَنَّكُمْ وَالِدٌ وَأَنِّي وَلَدٌ (60) وَقَدْ سَمِعْتُ بِالَّذِي نَابَكُمْ ، فَجَمَعْتُ مَنْ أَطَاعَنِي مِنْ قَوْمِي ، ثُمَّ جِئْتُ حَتَّى آسَيْتُكُمْ بِنَفْسِي ، قَالُوا: صَدَقْتَ) (61)(قَالَ: فَهَلْ تَتَّهِمُونِي؟ ، قَالُوا: لَا ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا ، وَدَعُونِي آتِهِ ، قَالُوا: ائْتِهِ)(62)(فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ)(63)(فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم " فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوًا مِنْ قَوْلِهِ لِبُدَيْلٍ (64)" ، فَقَالَ عُرْوَةُ عِنْدَ ذَلِكَ: أَيْ مُحَمَّدُ ، أَرَأَيْتَ إِنْ اسْتَأصَلْتَ قَوْمَكَ؟ ، هَلْ سَمِعْتَ بِأَحَدٍ مِنْ الْعَرَبِ اجْتَاحَ أَهْلَهُ (65) قَبْلَكَ؟ ، وَإِنْ تَكُنْ الْأُخْرَى (66) فَوَاللهِ إِنِّي لَأَرَى وُجُوهًا ، وَأَرَى أَوْبَاشًا (67) مِنْ النَّاسِ) (68) (لَكَأَنِّي بِهِمْ قَدْ انْكَشَفُوا عَنْكَ غَدًا - قَالَ: وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ - فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: امْصُصْ بَظْرَ اللَّاتِ (69) أَنَحْنُ) (70) (نَفِرُّ عَنْهُ وَنَدَعُهُ؟) (71) (فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟ ، قَالَ: " هَذَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ " ، قَالَ: وَاللهِ لَوْلَا يَدٌ (72) كَانَتْ لَكَ عِنْدِي) (73) (لَمْ أَجْزِكَ بِهَا لَأَجَبْتُكَ (74)) (75) (وَلَكِنَّ هَذِهِ بِهَا ، ثُمَّ تَنَاوَلَ لِحْيَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) (76) (- وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَائِمٌ عَلَى رَأسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ السَّيْفُ (77) وَعَلَيْهِ الْمِغْفَرُ -) (78) (فَضَرَبَ يَدَهُ بِنَصْلِ السَّيْفِ ، وَقَالَ: أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لِحْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) (79) (قَبْلَ وَاللهِ) (80) (أَنْ لَا تَرْجِعَ إِلَيْكَ) (81) (فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأسَهُ ، فَقَالَ:) (82) (وَيْحَكَ مَا أَفَظَّكَ وَأَغْلَظَكَ ، " فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟ ، قَالَ: هَذَا ابْنُ أَخِيكَ ، الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، فَقَالَ: أَيْ غُدَرُ (83) هَلْ غَسَلْتُ سَوْأَتَكَ إِلَّا بِالْأَمْسِ؟) (84) (- وَكَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَتَلَهُمْ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ ، ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَمَّا الْإِسْلَامُ فَقَدْ قَبِلْنَا ، وَأَمَّا الْمَالُ ، فَإِنَّهُ مَالُ غَدْرٍ ، لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ (85) " -) (86) (قَالَ:" فَكَلَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ مَا كَلَّمَ بِهِ أَصْحَابَهُ ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَأتِ يُرِيدُ حَرْبًا " ، فَقَامَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ رَأَى مَا يَصْنَعُ بِهِ أَصْحَابُهُ) (87)(" إِذَا تَوَضَّأَ " كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ)(88)(" وَلَا يَبْصُقُ بُصَاقَةً ")(89)(إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ)(90)(" وَلَا يَسْقُطُ مِنْ شَعَرِهِ شَيْءٌ " إِلَّا أَخَذُوهُ)(91)(" وَإِذَا أَمَرَهُمْ " ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ ، وَإِذَا تَكَلَّمُوا ، خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ (92) تَعْظِيمًا لَهُ) (93)(فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ)(94)(وَاللهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ ، وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى ، وَالنَّجَاشِيِّ ، وَاللهِ مَا رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم " وَاللهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً " إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ ، " وَإِذَا أَمَرَهُمْ " ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ ، " وَإِذَا تَوَضَّأَ " كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ ، وَإِذَا تَكَلَّمُوا ، خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ)(95)(فَلَقَدْ رَأَيْتُ قَوْمًا لَا يُسْلِمُونَهُ لِشَيْءٍ أَبَدًا)(96)(وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا)(97)(قَالَ: " وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ ذَلِكَ بَعَثَ خِرَاشَ بْنَ أُمَيَّةَ الْخُزَاعِيَّ إِلَى مَكَّةَ ، وَحَمَلَهُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ: الثَّعْلَبُ " ، فَلَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ ، عَقَرَتْ بِهِ قُرَيْشٌ وَأَرَادُوا قَتْلَ خِرَاشٍ ، فَمَنَعَهُمْ الْأَحَابِيشُ ، حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، " فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُمَرَ لِيَبْعَثَهُ إِلَى مَكَّةَ " ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَخَافُ قُرَيْشًا عَلَى نَفْسِي ، وَلَيْسَ بِهَا مِنْ بَنِي عَدِيٍّ أَحَدٌ يَمْنَعُنِي ، وَقَدْ عَرَفَتْ قُرَيْشٌ عَدَاوَتِي إِيَّاهَا ، وَغِلْظَتِي عَلَيْهَا ، وَلَكِنْ أَدُلُّكَ عَلَى رَجُلٍ هُوَ أَعَزُّ مِنِّي ، عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه ، " فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَهُ إِلَى قُرَيْشٍ يُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ لَمْ يَأتِ لِحَرْبٍ ، وَأَنَّهُ جَاءَ زَائِرًا لِهَذَا الْبَيْتِ ، مُعَظِّمًا لِحُرْمَتِهِ " ، فَخَرَجَ عُثْمَانُ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ ، فَلَقِيَهُ أَبَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ ، وَحَمَلَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَرَدِفَ خَلْفَهُ ، وَأَجَارَهُ حَتَّى بَلَّغَ رِسَالَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَانْطَلَقَ عُثْمَانُ حَتَّى أَتَى أَبَا سُفْيَانَ وَعُظَمَاءَ قُرَيْشٍ ، فَبَلَّغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَرْسَلَهُ بِهِ ، فَقَالُوا لِعُثْمَانَ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تَطُوفَ بِالْبَيْتِ فَطُفْ بِهِ ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ " حَتَّى يَطُوفَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " ، قَالَ: فَاحْتَبَسَتْهُ قُرَيْشٌ عِنْدَهَا ، " فَبَلَغَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمِينَ أَنَّ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ " ، ثُمَّ إنَّ قُرَيْشًا بَعَثُوا سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو- أَحَدَ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ - فَقَالُوا: ائْتِ مُحَمَّدًا فَصَالِحْهُ ، وَلَا يَكُونُ فِي صُلْحِهِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ عَنَّا عَامَهُ هَذَا ، فَوَاللهِ لَا تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّهُ دَخَلَهَا عَلَيْنَا عَنْوَةً أَبَدًا ، فَأَتَاهُ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو ، " فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(98)(قَالَ: لَقَدْ سَهُلَ مِنْ أَمْرِكُمْ)(99) وفي رواية: (سَهَّلَ اللهُ أَمْرَكُمْ)(100)(قَدْ أَرَادَ الْقَوْمُ الصُّلْحَ حِينَ بَعَثُوا هَذَا الرَّجُلَ " ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَكَلَّمَا وَأَطَالَا الْكَلَامَ ، وَتَرَاجَعَا ، حَتَّى جَرَى بَيْنَهُمَا الصُّلْحُ ، فَلَمَّا الْتَأَمَ الْأَمْرُ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْكِتَابُ ، وَثَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَوَلَيْسَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ، أَوَلَسْنَا بِالْمُسْلِمِينَ؟ ، أَوَلَيْسُوا بِالْمُشْرِكِينَ؟ قَالَ: بَلَى ، قَالَ: فَعَلَامَ نُعْطِي الذِّلَّةَ فِي دِينِنَا؟ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا عُمَرُ الْزَمْ غَرْزَهُ (101) حَيْثُ كَانَ ، فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ ، فَقَالَ عُمَرُ: وَأَنَا أَشْهَدُ ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَوَلَسْنَا بِالْمُسْلِمِينَ؟ أَوَلَيْسُوا بِالْمُشْرِكِينَ؟ ، قَالَ:" بَلَى "، قَالَ: فَعَلَامَ نُعْطِي الذِّلَّةَ فِي دِينِنَا؟ ، فَقَالَ:" أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ، لَنْ أُخَالِفَ أَمْرَهُ) (102) (وَهُوَ نَاصِرِي "، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَوَلَسْتَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ؟ ، قَالَ:" بَلَى ، أَفَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأتِيهِ الْعَامَ؟ "، قَالَ: لَا ، قَالَ:" فَإِنَّكَ آتِيهِ ، وَمُتَطَوِّفٌ بِهِ) (103) (ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اكْتُبْ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ") (104)(فَقَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو: أَمَّا " الرَّحْمَنُ " ، فَوَاللهِ مَا أَدْرِي مَا هُوَ ، وَلَكِنْ اكْتُبْ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ ، كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: وَاللهِ لَا نَكْتُبُهَا إِلَّا " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ)(105)(هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو ")(106)(فَقَالَ سُهَيْلٌ: وَاللهِ لَوْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، مَا صَدَدْنَاكَ عَنْ الْبَيْتِ ، وَلَا قَاتَلْنَاكَ ، وَلَكِنْ اكْتُبْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَاللهِ إِنِّي لَرَسُولُ اللهِ وَإِنْ كَذَّبْتُمُونِي ، اكْتُبْ:)(107)(هَذَا مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى وَضْعِ الْحَرْبِ عَشْرَ سِنِينَ ، يَأمَنُ فِيهَا النَّاسُ ، وَيَكُفُّ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ)(108)(وَعَلَى أَنَّ بَيْنَنَا عَيْبَةً مَكْفُوفَةً (109) وَأَنَّهُ لَا إِسْلَالَ وَلَا إِغْلَالَ (110)) (111)(وعَلَى أَنَّهُ مَنْ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَصْحَابِهِ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهِ ، رَدَّهُ عَلَيْهِمْ ، وَمَنْ أَتَى قُرَيْشًا مِمَّنْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَرُدُّوهُ عَلَيْهِ ، وَكَانَ فِي شَرْطِهِمْ حِينَ كَتَبُوا الْكِتَابَ ، أَنَّهُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ مُحَمَّدٍ وَعَهْدِهِ دَخَلَ فِيهِ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ دَخَلَ فِيهِ - فَتَوَاثَبَتْ خُزَاعَةُ فَقَالُوا: نَحْنُ مَعَ عَقْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَهْدِهِ ، وَتَوَاثَبَتْ بَنُو بَكْرٍ فَقَالُوا: نَحْنُ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ -)(112)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " عَلَى أَنْ تُخَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَنَطُوفَ بِهِ " ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: وَاللهِ لَا تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً ، وَلَكِنْ)(113)(تَرْجِعُ عَنَّا عَامَنَا هَذَا ، فلَا تَدْخُلْ عَلَيْنَا مَكَّةَ ، وَأَنَّهُ إِذَا كَانَ عَامُ قَابِلٍ خَرَجْنَا عَنْكَ ، فَتَدْخُلُهَا بِأَصْحَابِكَ ، وَأَقَمْتَ فِيهِمْ ثَلَاثًا ، مَعَكَ سِلَاحُ الرَّاكِبِ ، لَا تَدْخُلْهَا بِغَيْرِ السُّيُوفِ فِي الْقُرُبِ (114) فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَكْتُبُ الْكِتَابَ) (115)(إِذْ دَخَلَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ فِي قُيُودِهِ (116) - وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ ، حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ) (117)(وَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجُوا وَهُمْ لَا يَشُكُّونَ فِي الْفَتْحِ ، لِرُؤْيَا " رَآهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " ، فَلَمَّا رَأَوْا مَا رَأَوْا مِنْ الصُّلْحِ وَالرُّجُوعِ ، " وَمَا تَحَمَّلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَفْسِهِ " ، دَخَلَ النَّاسَ مِنْ ذَلِكَ أَمْرٌ عَظِيمٌ ، حَتَّى كَادُوا أَنْ يَهْلِكُوا - فَلَمَّا رَأَى سُهَيْلٌ أَبَا جَنْدَلٍ ، قَامَ إِلَيْهِ فَضَرَبَ وَجْهَهُ ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، قَدْ لُجَّتْ الْقَضِيَّةُ (118) بَيْنِي وَبَيْنَكَ قَبْلَ أَنْ يَأتِيَكَ هَذَا ، قَالَ:" صَدَقْتَ ") (119) وفي رواية: (فَقَالَ سُهَيْلٌ: هَذَا يَا مُحَمَّدُ أَوَّلُ مَا أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ أَنْ تَرُدَّهُ إِلَيَّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ " ، قَالَ: فَوَاللهِ إِذًا لَمْ أُصَالِحْكَ عَلَى شَيْءٍ أَبَدًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَأَجِزْهُ لِي " ، قَالَ: مَا أَنَا بِمُجِيزِهِ لَكَ ، قَالَ: " بَلَى فَافْعَلْ " ، قَالَ: مَا أَنَا بِفَاعِلٍ)(120)(فَقَامَ إِلَيْهِ فَأَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ (121) فَصَرَخَ أَبُو جَنْدَلٍ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ ، أَتَرُدُّونَنِي إِلَى أَهْلِ الشِّرْكِ فَيَفْتِنُونِي فِي دِينِي) (122)(وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا؟ ، أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ؟ - وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِي اللهِ -)(123)(فَزَادَ النَّاسُ شَرًّا إِلَى مَا بِهِمْ)(124)(وَقَالُوا: سُبْحَانَ اللهِ ، كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا؟)(125)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أَبَا جَنْدَلٍ ، اصْبِرْ وَاحْتَسِبْ ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل جَاعِلٌ لَكَ وَلِمَنْ مَعَكَ مِنْ الْمُسْتَضْعَفِينَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا ، إِنَّا قَدْ عَقَدْنَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ صُلْحًا ، فَأَعْطَيْنَاهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، وَأَعْطَوْنَا عَلَيْهِ عَهْدًا ، وَإِنَّا لَنْ نَغْدِرَ بِهِمْ " ، فَوَثَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي جَنْدَلٍ ، فَجَعَلَ يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَقُولُ: اصْبِرْ أَبَا جَنْدَلٍ ، فَإِنَّمَا هُمْ الْمُشْرِكُونَ ، وَإِنَّمَا دَمُ أَحَدِهِمْ دَمُ كَلْبٍ ، قَالَ: وَيُدْنِي قَائِمَ السَّيْفِ مِنْهُ ،قَالَ عُمَرُ: رَجَوْتُ أَنْ يَأخُذَ السَّيْفَ فَيَضْرِبَ بِهِ أَبَاهُ ، فَضَنَّ الرَّجُلُ بِأَبِيهِ ، وَنَفَذَتْ الْقَضِيَّةُ)(126)(" فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا " ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ)(127)(" ثُمَّ عَادَ بِمِثْلِهَا " ، فَمَا قَامَ رَجُلٌ ، " ثُمَّ عَادَ بِمِثْلِهَا " ، فَمَا قَامَ رَجُلٌ)(128)(" حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ)(129)(فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها فَقَالَ: يَا أُمَّ سَلَمَةَ ، مَا شَأنُ النَّاسِ؟ " ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ دَخَلَهُمْ مَا قَدْ رَأَيْتَ ، فلَا تُكَلِّمَنَّ مِنْهُمْ إِنْسَانًا ، وَاعْمِدْ إِلَى هَدْيِكَ حَيْثُ كَانَ ، فَانْحَرْهُ وَاحْلِقْ ، فَلَوْ قَدْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَعَلَ النَّاسُ ذَلِكَ ، " فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُكَلِّمُ أَحَدًا ، حَتَّى أَتَى هَدْيَهُ فَنَحَرَهُ)(130)(بِالْحُدَيْبِيَةِ قَبْلَ أَنْ يَحْلِقَ)(131)(ثُمَّ دَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَ " فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ ، قَامُوا فَنَحَرُوا ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا ، حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا)(132)(" حَتَّى إِذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فِي وَسَطِ الطَّرِيقِ ، نَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ (133)) (134)(ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ " ، فَجَاءَهُ نِسْوَةٌ مُؤْمِنَاتٌ)(135)(مُهَاجِرَاتٌ - وَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ مِمَّنْ خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ وَهِيَ عَاتِقٌ (136) - فَجَاءَ أَهْلُهَا يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَرْجِعَهَا إِلَيْهِمْ ، " فَلَمْ يَرْجِعْهَا إِلَيْهِمْ ، لِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِنَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ، اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ، فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ، لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ ، وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ، وَآَتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا ، وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ، وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} (137)) (138) (فَطَلَّقَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ امْرَأَتَيْنِ كَانَتَا لَهُ فِي الشِّرْكِ ، فَتَزَوَّجَ إِحْدَاهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَالْأُخْرَى صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ) (139) ({وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ ، وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا} (140) فَنَهَاهُمْ اللهُ أَنْ يَرُدُّوهُنَّ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَرُدُّوا الصَّدَاقَ) (141) (فَلَمَّا أَبَى الْكُفَّارُ أَنْ يُقِرُّوا بِأَدَاءِ مَا أَنْفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ ، أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ} (142) وَالْعَقْبُ: مَا يُؤَدِّي الْمُسْلِمُونَ إِلَى مَنْ هَاجَرَتْ امْرَأَتُهُ مِنْ الْكُفَّارِ {فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا} (143) فَأَمَرَ اللهُ أَنْ يُعْطَى مَنْ ذَهَبَ لَهُ زَوْجٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، مَا أَنْفَقَ مِنْ صَدَاقِ نِسَاءِ الْكُفَّارِ اللَّائِي هَاجَرْنَ) (144) (قَالَ: ثُمَّ جَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ - رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ - وَهُوَ مُسْلِمٌ ، فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ ، فَقَالُوا: الْعَهْدَ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا " فَدَفَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الرَّجُلَيْنِ " ، فَخَرَجَا بِهِ ، حَتَّى بَلَغَا ذَا الْحُلَيْفَةِ ، نَزَلُوا يَأكُلُونَ مِنْ تَمْرٍ لَهُمْ ، فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ لِأَحَدِ الرَّجُلَيْنِ: وَاللهِ إِنِّي لَأَرَى سَيْفَكَ هَذَا يَا فُلَانُ جَيِّدًا ، فَاسْتَلَّهُ الْآخَرُ فَقَالَ: أَجَلْ قَدْ جَرَّبْتُ بِهِ ثُمَّ جَرَّبْتُ ، فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ: أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْهِ؟ ، فَأَمْكَنَهُ مِنْهُ ، فَضَرَبَهُ حَتَّى بَرَدَ (145) وَفَرَّ الْآخَرُ حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ ، فَدَخَلَ الْمَسجِدَ يَعْدُو ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُ: " لَقَدْ رَأَى هَذَا ذُعْرًا " ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُتِلَ وَاللهِ صَاحِبِي ، وَإِنِّي لَمَقْتُولٌ ، فَجَاءَ أَبُو بَصِيرٍ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ ، قَدْ وَاللهِ أَوْفَى اللهُ ذِمَّتَكَ ، قَدْ رَدَدْتَنِي إِلَيْهِمْ ، ثُمَّ أَنْجَانِي اللهُ مِنْهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " وَيْلَ أُمِّهِ ، مِسْعَرَ حَرْبٍ (146) لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ (147)" ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ ، عَرَفَ أَنَّهُ سَيَرُدُّهُ إِلَيْهِمْ) (148) (- وَلَمْ يَأتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ مِنْ الرِّجَالِ ، إِلَّا رَدَّهُ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ ، وَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا -) (149) (فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى سَيْفَ الْبَحْرِ (150) وَانْفَلَتَ مِنْهُمْ أَبُو جَنْدَلٍ بْنُ سُهَيْلٍ فَلَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ ، فَجَعَلَ لَا يَخْرُجُ مِنْ قُرَيْشٍ رَجُلٌ قَدْ أَسْلَمَ ، إِلَّا لَحِقَ بِأَبِي بَصِيرٍ ، حَتَّى اجْتَمَعَتْ مِنْهُمْ عِصَابَةٌ ، فَوَاللهِ مَا يَسْمَعُونَ بِعِيرٍ (151) خَرَجَتْ لِقُرَيْشٍ إِلَى الشَّامِ ، إِلَّا اعْتَرَضُوا لَهَا ، فَقَتَلُوهُمْ وَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ) (152) (فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ ، رَكِبَ نَفَرٌ مِنْهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: إِنَّهَا لَا تُغْنِي مُدَّتُكَ شَيْئًا وَنَحْنُ نُقْتَلُ وَتُنْهَبُ أَمْوَالُنَا ، وَإِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تُدْخِلَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا مِنَّا فِي صُلْحِكَ ، وَتَمْنَعَهُمْ وَتَحْجِزَ عَنَّا قِتَالَهُمْ) (153) (" فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ، هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ، وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ ، وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ ، أَنْ تَطَئُوهُمْ ، فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ (154) بِغَيْرِ عِلْمٍ ، لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ، لَوْ تَزَيَّلُوا (155) لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ، إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} (156) وَكَانَتْ حَمِيَّتُهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُقِرُّوا أَنَّهُ نَبِيُّ اللهِ ، وَلَمْ يُقِرُّوا بِـ " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " ، وَحَالُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْبَيْتِ (157)) (158).
(1)(خ) 3926 ، (س) 2771 ، (د) 1754
(2)
الهدي: ما يُهدى إلى الحرم من النَّعَم والذبائح.
(3)
(حم) 18930 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(4)
الإشعار: شَقُّ أحَد جَنْبَي البَدَنة ، حتى يَسِيل دمُها ، وجَعل ذلك لها عَلامة تُعْرف بها أنها هَدْيٌ.
(5)
أَيْ: جاسوسا.
(6)
(خ) 3944 ، (س) 2771 ، (د) 1754
(7)
(حم) 18929 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(8)
(حم) 18948 ، (خ) 3944
(9)
(حم) 18930 ، (خ) 2581
(10)
(خ) 3944
(11)
(حم) 18930
(12)
(خ) 3944
(13)
السالِفَة: صَفْحة العُنُق ، وهما سالِفَتان من جانِبَيه ، أراد: حتى يُفَرَّق بين رأسي وجَسدي. النهاية (ج 2 / ص 981)
(14)
(حم) 18930
(15)
(خ) 3944
(16)
(ذَرَارِيّهمْ): أَيْ أَوْلَادهمْ الصِّغَار وَالنِّسَاء.
(17)
(حم) 18948
(18)
(خ) 3944
(19)
المَوْتُور: المقطوع ، أي: الذي قطع حقه ولم يدركه ، وقد تُطلق على صاحب الدم الذي لم يأخذ بثأره.
(20)
المحروب: المهزوم المهموم.
(21)
(حم) 18948
(22)
أَمَّ: قصد وتوجه.
(23)
(حم) 18948
(24)
(خ) 3944
(25)
الطَّلِيعَة: مقدمة الجيش ، أو الذي يَنْظُرُ للقوم ، لَئلَاّ يَدْهَمَهم عدوٌّ.
(26)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(27)
(حم) 18930
(28)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(29)
القَتَرة: الغبار أو شِبهُ الدخَان.
(30)
(حم) 18930 ، (خ) 2583
(31)
حل حل: صوت تُزجر به الدابة لتُحمل على السير.
(32)
(حم) 18948 ، (خ) 2583
(33)
(حم) 18930
(34)
خَلأَت: بركت من غير علة ، وَحَرَنَتْ ، والقصواء: الناقة المقطوعة الأذن، وكان ذلك لقبًا لناقة النبي صلى الله عليه وسلم ولم تكن مقطوعة الأذن.
(35)
الحبس: المنع.
(36)
(خ) 2583 ، (د) 2765
(37)
أَيْ: خَصْلَة. فتح الباري - (ج 8 / ص 283)
(38)
(حم) 18930
(39)
أَيْ: مِنْ تَرْك الْقِتَال فِي الْحَرَم. فتح الباري - (ج 8 / ص 283)
(40)
أَيْ: قَامَتْ. فتح الباري - (ج 8 / ص 283)
(41)
أَيْ: حُفَيْرَةٌ فِيهَا مَاءٌ قَلِيلٌ ، يُقَالُ: مَاءٌ مَثْمُودٌ: أَيْ قَلِيلٌ ، فَيَكُونُ لَفْظُ قَلِيلٍ بَعْدَ ذَلِكَ تَأكِيدًا ، لِدَفْعِ تَوَهُّمِ أَنْ يُرَادَ لُغَةُ مَنْ يَقُولُ: إنَّ الثَّمَدَ الْمَاءُ الْكَثِيرُ ،
وَقِيلَ: الثَّمَدُ: مَا يَظْهَرُ مِنْ الْمَاءِ فِي الشِّتَاءِ ، وَيَذْهَبُ فِي الصَّيْفِ.
(42)
الكِنانة: جُعبة صغيرة من جلد ، تُحمل فيها السهام.
(43)
(خ) 2583 ، (حم) 18948 ، (د) 2765
(44)
القَلِيب: البِئر التي لم تُطْوَ. النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 151)
(45)
(حم) 18930
(46)
الْعَيْبَة: مَا تُوضَع فِيهِ الثِّيَاب لِحِفْظِهَا، أَيْ أَنَّهُمْ مَوْضِع النُّصْح لَهُ ، وَالْأَمَانَة عَلَى سِرّه، كَأَنَّهُ شَبَّهَ الصَّدْر الَّذِي هُوَ مُسْتَوْدَع السِّرّ ، بِالْعَيْبَةِ الَّتِي هِيَ مُسْتَوْدَع الثِّيَاب. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(47)
إِنَّمَا اِقْتَصَرَ عَلَى ذِكْر هَذَيْنِ ، لِكَوْنِ قُرَيْش الَّذِينَ كَانُوا بِمَكَّة أَجْمَع ، تَرْجِع أَنْسَابهمْ إِلَيْهِمَا. فتح الباري
(48)
الْأَعْدَاد: جَمْع عِدّ ، وَهُوَ الْمَاء الَّذِي لَا اِنْقِطَاع لَهُ، وَقَوْل بُدَيْل هَذَا يُشْعِر بِأَنَّهُ كَانَ بِالْحُدَيْبِيَةِ مِيَاه كَثِيرَة ، وَأَنَّ قُرَيْشًا سَبَقُوا إِلَى النُّزُول عَلَيْهَا ، فَلِهَذَا عَطِشَ الْمُسْلِمُونَ حَيْثُ نَزَلُوا عَلَى الثَّمَد الْمَذْكُور. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(49)
الْعُوذ: جَمْع عَائِذ ، وَهِيَ النَّاقَة ذَات اللَّبَن، وَالْمَطَافِيل: الْأُمَّهَات اللَّاتِي مَعَهَا أَطْفَالهَا، يُرِيد أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَهُمْ بِذَوَاتِ الْأَلْبَان مِنْ الْإِبِل ، لِيَتَزَوَّدُوا بِأَلْبَانِهَا ، وَلَا يَرْجِعُوا حَتَّى يَمْنَعُوهُ، أَوْ كَنَّى بِذَلِكَ عَنْ النِّسَاء مَعَهُنَّ الْأَطْفَال، وَالْمُرَاد أَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنْهُمْ بِنِسَائِهِمْ وَأَوْلَادهمْ ، لِإِرَادَةِ طُول الْمَقَام ، وَلِيَكُونَ أَدْعَى إِلَى عَدَم الْفِرَار، وَيَحْتَمِل إِرَادَة الْمَعْنَى الْأَعَمّ، وَقَالَ السُّهَيْلِيّ: سُمِّيَتْ كُلّ أُنْثَى بِذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ الْوَلَد هُوَ الَّذِي يَعُوذ بِهَا ، لِأَنَّهَا تَعْطِف عَلَيْهِ بِالشَّفَقَةِ وَالْحُنُوّ، كَمَا قَالُوا تِجَارَة رَابِحَة ، وَإِنْ كَانَتْ مَرْبُوحًا فِيهَا. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(50)
(نَهِكَتْهُمْ) بِكَسْر الْهَاء أَيْ: أَبْلَغَتْ فِيهِمْ حَتَّى أَضْعَفَتْهُمْ، إِمَّا أَضْعَفَتْ قُوَّتهمْ وَإِمَّا أَضْعَفَتْ أَمْوَالهمْ. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(51)
أَيْ: جَعَلْت بَيْنِي وَبَيْنهمْ مُدَّة يُتْرَك الْحَرْب بَيْننَا وَبَيْنهمْ فِيهَا. فتح (ج8ص283)
(52)
أَيْ: مِنْ كُفَّار الْعَرَب وَغَيْرهمْ. فتح الباري - (ج 8 / ص 283)
(53)
أَيْ: إِنْ أَظْهَر أَنَا عَلَى غَيْرهمْ ، فَإِنْ شَاءُوا أَطَاعُونِي ، وَإِلَّا فَلَا تَنْقَضِي مُدَّة الصُّلْح إِلَّا وَقَدْ جَمُّوا، أَيْ: اِسْتَرَاحُوا وقَوُوا. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(54)
أَيْ: فِي نَصْر دِينه. فتح الباري - (ج 8 / ص 283)
(55)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(56)
(حم) 18930
(57)
(ش) 36855 ، (خ) 2583
(58)
(حم) 18930
(59)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(60)
قال الزُّهْرِيِّ: إنَّ أُمّ عُرْوَة هِيَ سُبَيْعَة بِنْت عَبْد شَمْس بْن عَبْد مَنَافٍ، فَأَرَادَ بِقَوْلِهِ:" أَلَسْتُمْ بِالْوَالِدِ " أَنَّكُمْ حَيّ قَدْ وَلَدُونِي فِي الْجُمْلَة ، لِكَوْنِ أُمِّي مِنْكُمْ. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(61)
(حم) 18930
(62)
(حم) 18948 ، (خ) 2583
(63)
(حم) 18930
(64)
أَيْ: أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَأتِ يُرِيد حَرْبًا. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(65)
أَيْ: أَهْلَكَ أَهْلَهُ بِالْكُلِّيَّةِ. فتح الباري - (ج 8 / ص 283)
(66)
قَال: " وَإِنْ تَكُنْ الْأُخْرَى " تَأَدُّبًا مَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَالْمَعْنَى: وَإِنْ تَكُنْ الْغَلَبَة لِقُرَيْشٍ ، لَا آمَنهُمْ عَلَيْك. فتح الباري - (ج 8 / ص 283)
(67)
الْأَوْبَاش: الْأَخْلَاط مِنْ السَّفَلَة. فتح الباري - (ج 8 / ص 283)
(68)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(69)
الْبَظْر: قِطْعَة تَبْقَى بَعْد الْخِتَان فِي فَرْج الْمَرْأَة، وَاللَّاتُ: اِسْم أَحَد الْأَصْنَام الَّتِي كَانَتْ قُرَيْش وَثَقِيف يَعْبُدُونَهَا، وَكَانَتْ عَادَة الْعَرَب الشَّتْم بِذَلِكَ ، لَكِنْ بِلَفْظِ الْأُمّ ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْر الْمُبَالَغَة فِي سَبّ عُرْوَة ، بِإِقَامَةِ مَنْ كَانَ يَعْبُد مَقَام أُمّه ،وَحَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ مَا أَغْضَبَهُ بِهِ مِنْ نِسْبَةِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْفِرَار. فتح الباري (ج8ص283)
(70)
(حم) 18930
(71)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(72)
أَيْ: نِعْمَة. فتح الباري - (ج 8 / ص 283)
(73)
(حم) 18930
(74)
أَيْ: جَازَاهُ بِعَدَمِ إِجَابَته عَنْ شَتْمه ، بِيَدِهِ الَّتِي كَانَ أَحْسَنَ إِلَيْهِ بِهَا، وَبَيَّنَ الزُّهْرِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّ الْيَد الْمَذْكُورَة ، أَنَّ عُرْوَة كَانَ تَحَمَّلَ بِدِيَةٍ ، فَأَعَانَهُ أَبُو بَكْر فِيهَا بِعَوْنٍ حَسَن. فتح الباري - (ج 8 / ص 283)
(75)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(76)
(حم) 18930
(77)
فِيهِ جَوَاز الْقِيَام عَلَى رَأس الْأَمِير بِالسَّيْفِ بِقَصْدِ الْحِرَاسَة وَنَحْوهَا مِنْ تَرْهِيب الْعَدُوّ، وَلَا يُعَارِضهُ النَّهْي عَنْ الْقِيَام عَلَى رَأس الْجَالِس ، لِأَنَّ مَحَلّه مَا إِذَا كَانَ عَلَى وَجْه الْعَظَمَة وَالْكِبْر. فتح الباري - (ج 8 / ص 283)
(78)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(79)
(حم) 18948 ، (د) 2765
(80)
(حم) 18930
(81)
(حب) 4583 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(82)
(خ) 2583 ، (د) 2765
(83)
(غُدَرُ) مُبَالَغَة فِي وَصْفه بِالْغَدْرِ. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(84)
(حم) 18930
(85)
يُسْتَفَاد مِنْهُ أَنَّهُ لَا يَحِلّ أَخْذ أَمْوَال الْكُفَّار فِي حَال الْأَمْن غَدْرًا ، لِأَنَّ الرُّفْقَة يُصْطَحَبُونَ عَلَى الْأَمَانَة ، وَالْأَمَانَة تُؤَدَّى إِلَى أَهْلهَا ، مُسْلِمًا كَانَ أَوْ كَافِرًا، وَأَنَّ أَمْوَال الْكُفَّار إِنَّمَا تَحِلّ بِالْمُحَارَبَةِ وَالْمُغَالَبَة، وَلَعَلَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ الْمَال فِي يَده لِإِمْكَانِ أَنْ يُسْلِم قَوْمه ، فَيَرُدّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالهمْ، وَيُسْتَفَاد مِنْ الْقِصَّة أَنَّ الْحَرْبِيّ إِذَا أَتْلَفَ مَال الْحَرْبِيّ ، لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ضَمَان، وَهَذَا أَحَد الْوَجْهَيْنِ لِلشَّافِعِيَّةِ. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(86)
(د) 2765 ، (خ) 2583 ، (حم) 18948
(87)
(حم) 18930
(88)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(89)
(حم) 18930
(90)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(91)
(حم) 18930
(92)
أحَدَّ البصرَ: نظر بإمعان وتدقيق.
(93)
(حم) 18948 ، (خ) 2583
(94)
(حم) 18930
(95)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(96)
(حم) 18930
(97)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(98)
(حم) 18930
(99)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(100)
(خد) 915 ، انظر صحيح الأدب المفرد: 707
(101)
الغَرْز: ركاب الجمل ، من الجلد أو الخشب.
(102)
(حم) 18930
(103)
(حم) 18948 ، (حب) 4872
(104)
(حم) 18930
(105)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(106)
(حم) 18930
(107)
(خ) 2583 ، (حم) 18948 ، (حب) 4872
(108)
(حم) 18930
(109)
أَيْ: أَمْرًا مَطْوِيًّا فِي صُدُور سَلِيمَة، وَهُوَ إِشَارَة إِلَى تَرْك الْمُؤَاخَذَة بِمَا تَقَدَّمَ بَيْنهمْ مِنْ أَسْبَاب الْحَرْب وَغَيْرهَا، وَالْمُحَافَظَة عَلَى الْعَهْد الَّذِي وَقَعَ بَيْنهمْ. فتح الباري - (ج 8 / ص 283)
(110)
أَيْ: لَا سَرِقَة ، وَلَا خِيَانَة، فَالْإِسْلَال مِنْ السَّلَّة ، وَهِيَ: السَّرِقَة،
وَالْإِغْلَال: الْخِيَانَة ، تَقُول: أَغَلَّ الرَّجُل ، أَيْ: خَانَ، أَمَّا فِي الْغَنِيمَة ، فَيُقَال: غَلَّ ، بِغَيْرِ أَلِف. وَالْمُرَاد: أَنْ يَأمَن بَعْضهمْ مِنْ بَعْض فِي نُفُوسهمْ وَأَمْوَالهمْ ، سِرًّا وَجَهْرًا. فتح الباري - (ج 8 / ص 283)
(111)
(د) 2766 ، (حم) 18930
(112)
(حم) 18930
(113)
(خ) 2583
(114)
جمع قِراب ، وهو غِمد السيف.
(115)
(حم) 18930
(116)
أَيْ: يَمْشِي مَشْيًا بَطِيئًا بِسَبَبِ الْقَيْد. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(117)
(خ) 2583
(118)
أَيْ: وَجَبت. النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 440)
(119)
(حم) 18930
(120)
(خ) 2583 ، (حم) 18447
(121)
أَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ ، وتلابيبه: إذا جمعْتَ ثيابه عند صدره ونَحْره ، ثم جَررْتَه. وكذلك إذا جعلت في عنُقه حبْلا أو ثوبا ثم أمسكْته به ، واللَّبَّة: موضع الذبح ، والتاء في التَّلْبيب زائدة. النهاية (ج 1 / ص 524)
(122)
(حم) 18930
(123)
(خ) 2583
(124)
(حم) 18930
(125)
(خ) 2583
(126)
(حم) 18930
(127)
(خ) 2583 ، 1716
(128)
(حم) 18930
(129)
(خ) 2583
(130)
(حم) 18930 ، (خ) 2583
(131)
(حم) 18940 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(132)
(خ) 2583
(133)
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَمَا فُتِحَ فِي الْإِسْلَام فَتْح قَبْله كَانَ أَعْظَم مِنْ فَتْح الْحُدَيْبِيَة، إِنَّمَا كَانَ الْقِتَال حَيْثُ الْتَقَى النَّاس، وَلَمَّا كَانَتْ الْهُدْنَة ، وَوَضَعَتْ الْحَرْب ، وَأَمِنَ النَّاس ، كَلَّمَ بَعْضهمْ بَعْضًا ، وَالْتَقَوْا ، وَتَفَاوَضُوا فِي الْحَدِيث وَالْمُنَازَعَة ، وَلَمْ يُكَلَّم أَحَد بِالْإِسْلَامِ يَعْقِل شَيْئًا فِي تِلْكَ الْمُدَّة إِلَّا دَخَلَ فِيهِ، وَلَقَدْ دَخَلَ فِي تَيْنِك السَّنَتَيْنِ مِثْل مَنْ كَانَ فِي الْإِسْلَام قَبْل ذَلِكَ ، أَوْ أَكْثَر.
وَمِمَّا ظَهَرَ مِنْ مَصْلَحَة الصُّلْح الْمَذْكُور غَيْر مَا ذَكَرَهُ الزُّهْرِيُّ ، أَنَّهُ كَانَ مُقَدِّمَة الْفَتْح الْأَعْظَم الَّذِي دَخَلَ النَّاس عَقِبَه فِي دِين الله أَفْوَاجًا، وَكَانَتْ الْهُدْنَة مِفْتَاحًا لِذَلِكَ ، وَلَمَّا كَانَتْ قِصَّة الْحُدَيْبِيَة مُقَدِّمَة لِلْفَتْحِ ، سُمِّيَتْ فَتْحًا ، فَإِنَّ الْفَتْح فِي اللُّغَة: فَتْح الْمُغْلَق، وَالصُّلْح كَانَ مُغْلَقًا حَتَّى فَتَحَهُ الله، وَكَانَ مِنْ أَسْبَاب فَتْحِه صَدُّ الْمُسْلِمِينَ عَنْ الْبَيْت، وَكَانَ فِي الصُّورَة الظَّاهِرَة ضَيْمًا لِلْمُسْلِمِينَ ، وَفِي الصُّورَة الْبَاطِنَة ، عِزًّا لَهُمْ، فَإِنَّ النَّاس لِأَجْلِ الْأَمْن الَّذِي وَقَعَ بَيْنهمْ ، اِخْتَلَطَ بَعْضهمْ بِبَعْضٍ مِنْ غَيْر نَكِير، وَأَسْمَعَ الْمُسْلِمُونَ الْمُشْرِكِينَ الْقُرْآن، وَنَاظَرُوهُمْ عَلَى الْإِسْلَام جَهْرَة آمَنِينَ، وَكَانُوا قَبْل ذَلِكَ لَا يَتَكَلَّمُونَ عِنْدهمْ بِذَلِكَ إِلَّا خُفْيَة، وَظَهَرَ مَنْ كَانَ يُخْفِي إِسْلَامه ، فَذَلَّ الْمُشْرِكُونَ مِنْ حَيْثُ أَرَادُوا الْعِزَّة ، وَأُقْهِرُوا مِنْ حَيْثُ أَرَادُوا الْغَلَبَة. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
قال ابن هشام (سيرة 3/ 322): " والدليل على قول الزهري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الحديبية في ألف وأربعمائة ،ثم خرج في عام الفتح بعد ذلك بسنتين في عشرة آلاف ".
(134)
(حم) 18930
(135)
(خ) 2583
(136)
العاتِقُ: الشًّابَّة أوّل ما تُدْرِكُ ، وقيل: هي التَّي لم تَبِنْ مِنْ وَالِدَيها ، ولم تُزَوَّج وقد أدْركَت وشَبَّت ، وتُجْمَع على عَواتِق. النهاية في غريب الأثر (ج3ص 389)
(137)
[الممتحنة/10]
(138)
(خ) 2564 ، 3945
(139)
(خ) 2583
(140)
[الممتحنة/10]
(141)
(د) 2765
(142)
[الممتحنة/11]
(143)
[الممتحنة/11]
(144)
(خ) 2583
(145)
أَيْ: مات.
(146)
أَيْ: يُسْعِرهَا ، وَالمِسْعَر: هُوَ الْعُود الَّذِي يُحَرَّك بِهِ النَّار ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: كَأَنَّهُ يَصِفهُ بِالْإِقْدَامِ فِي الْحَرْب ، وَالتَّسْعِير لِنَارِهَا. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(147)
أَيْ: يَنْصُرهُ وَيُعَاضِدهُ وَيُنَاصِرهُ. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(148)
(خ) 2583 ، (د) 2765
(149)
(خ) 3945
(150)
أَيْ: سَاحِلَه، وَعَيَّنَ اِبْن إِسْحَاق الْمَكَان ، فَقَالَ " حَتَّى نَزَلَ الْعِيص " بِكَسْرِ الْعين ، قَالَ: وَكَانَ طَرِيق أَهْل مَكَّة إِذَا قَصَدُوا الشَّام ، قُلْت: وَهُوَ يُحَاذِي الْمَدِينَة إِلَى جِهَة السَّاحِل. فتح الباري - (ج 8 / ص 283)
(151)
أَيْ: قَافِلَة. فتح الباري - (ج 8 / ص 283)
(152)
(خ) 2583 ، (د) 2765
(153)
(حم) 18949 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(154)
المَعرَّة: الأمرُ القبيح المكروهُ ، والأذَى. النهاية في غريب الأثر (ج3ص434)
(155)
قوله تعالى: {فزَيَّلْنا بينهم} هي من زِلْتُ الشيءَ ، فأَنا أَزِيلُه ، إِذا فَرَّقْتَ ذا من ذا ، وأَبَنْتَ ذا من ذا ، وقال تعالى:{لو تَزَيَّلوا لعَذَّبنا الذين كفروا} يقول: لو تَمَيَّزوا. لسان العرب - (ج 11 / ص 316)
(156)
[الفتح/24 - 26]
(157)
كَذَا هُنَا، ظَاهِره أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي شَأن أَبِي بَصِير، وَفِيهِ نَظَر، وَالْمَشْهُور فِي سَبَب نُزُولهَا مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث سَلَمَة بْن الْأَكْوَع ، وَمِنْ حَدِيث أَنَس بْن مَالِك أَيْضًا، وَأَخْرَجَهُ أَحْمَد وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيث عَبْد الله بْن مُغَفَّل بِإِسْنَادٍ صَحِيح أَنَّهَا نَزَلَتْ بِسَبَبِ الْقَوْم مِنْ قُرَيْش الَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَأخُذُوا مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِرَّة ، فَظَفِرُوا بِهِمْ، فَعَفَا عَنْهُمْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَتْ الْآيَة. فتح الباري (ج 8 / ص 283)
(158)
(خ) 2583 ، (حم) 18948
(م ت د حم)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ:(هَبَطَ ثَمَانُونَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ)(1)(يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ)(2)(مِنْ جَبَلِ التَّنْعِيمِ مُتَسَلِّحِينَ)(3)(عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ)(4)(يُرِيدُونَ غِرَّةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ)(5)(لِيَقْتُلُوهُمْ)(6)(" فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ اللهُ عز وجل بِأَبْصَارِهِمْ " ، فَقَدِمْنَا إِلَيْهِمْ فَأَخَذْنَاهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَلْ جِئْتُمْ فِي عَهْدِ أَحَدٍ ، أَوْ هَلْ جَعَلَ لَكُمْ أَحَدٌ أَمَانًا؟ " ، قَالُوا: لَا ، " فَخَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبِيلَهُمْ "، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ، وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا})(7).
(1)(ت) 3264 ، (م) 133 - (1808)
(2)
(حم) 12249 ، 16846 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(3)
(م) 133 - (1808)
(4)
(د) 2688 ، (ت) 3264 ، (حم) 14122
(5)
(م) 133 - (1808)
(6)
(د) 2688
(7)
(حم) 16846 ، 12249 ، (م) 133 - (1808) ، (ت) 3264 ، (د) 2688
(8)
[الفتح/26]
(ت)، وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "(1)
(1)(ت) 3265 ، (حم) 21291 ، (ك) 3717 ، (خم) ج8ص138 عن مجاهد مقطوعا.