الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سُورَةُ الْحَدِيد
تَفْسِيرُ السُّورَة
{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ، وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
(1)
قَال الْبُخَارِيُّ ج9ص116: قَالَ يَحْيَى (2): {الظَّاهِرُ} : عَلَى كُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا.
{وَالبَاطِنُ} : عَلَى كُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا.
(1)[الحديد: 3]
(2)
(يحيى) هو: ابن زياد الفراء ، المشهور بعِلم النحو.
(د)، وَعَنْ أَبِي زُمَيْلٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَقُلْتُ: مَا شَيْءٌ أَجِدُهُ فِي صَدْرِي؟ ، قَالَ: مَا هُوَ؟ ، قُلْتُ: وَاللهِ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ ، فَقَالَ لِي: أَشَيْءٌ مِنْ شَكٍّ (1)؟ ، فَضَحِكَ (2) وَقَالَ: مَا نَجَا مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ ، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ (3) مِنْ قَبْلِكَ} (4) فَقَالَ لِي: إِذَا وَجَدْتَ فِي نَفْسِكَ شَيْئًا فَقُلْ {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (5). (6)
(1) أَيْ: مَا تَجِدهُ فِي صَدْرك أَهُوَ شَيْء مِنْ شَكٍّ. عون المعبود (ج 11 / ص 148)
(2)
أَيْ: اِبْن عَبَّاس كَمَا هُوَ الظَّاهِر. عون المعبود - (ج 11 / ص 148)
(3)
أَيْ: التَّوْرَاة ، فَإِنَّهُ ثَابِت عِنْدهمْ يُخْبِرُونَك بِصِدْقِهِ ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:" لَا أَشُكّ وَلَا أَسْأَل " كَذَا فِي تَفْسِير الْجَلَالَيْنِ.
وَفِي مَعَالِم التَّنْزِيل: قَوْله تَعَالَى {فَإِنْ كُنْت فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْك} يَعْنِي الْقُرْآن ، فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَاب مِنْ قَبْلك ، فَيُخْبِرُونَك أَنَّك مَكْتُوب عِنْدهمْ فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل.
قِيلَ: هَذَا خِطَاب لِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُرَاد بِهِ غَيْرُه عَلَى عَادَةِ الْعَرَب ، فَإِنَّهُمْ يُخَاطِبُونَ الرَّجُل ، وَيُرِيدُونَ بِهِ غَيْرَه ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى {يَا أَيّهَا النَّبِيّ اِتَّقِ الله} خَاطَبَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَأَرَادَ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ.
وَقِيلَ: كَانَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَيْن مُصَدِّقٍ ، وَمُكَذِّبٍ ، وَشَاكٍّ ، فَهَذَا الْخِطَاب مَعَ أَهْل الشَّكِّ ، وَمَعْنَاهُ إِنْ كُنْتَ يَا أَيّهَا الْإِنْسَانُ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ مِنْ الْهُدَى عَلَى لِسَانِ رَسُولنَا مُحَمَّدٍ ، فَاسْأَلْ الَّذِينَ .. إِلَخْ.
وقَالَ الشَّيْخ اِبْن الْقَيِّم رَحِمَهُ الله تَعَالَى: وفِي الصَّحِيحَيْنِ " إِنَّ الله تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ ".عون المعبود (11/ 148)
(4)
[يونس/94]
(5)
[الحديد/3]
(6)
(د) 5110
(م جة)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:(أَتَتْ فَاطِمَةُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَقَالَ لَهَا: " مَا عِنْدِي مَا أُعْطِيكِ "، فَرَجَعَتْ، " فَأَتَاهَا بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: الَّذِي سَأَلْتِ أَحَبُّ إِلَيْكِ؟ ، أَوْ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ؟ "، فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ: قُولِي، لَا، بَلْ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، فَقَالَتْ، فَقَالَ: " قُولِي: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ)(1)(وَرَبَّ الْأَرْضِ ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ)(2)(وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَغْنِنِي مِنْ الْفَقْرِ ")(3)
(1)(جة) 3831
(2)
(م) 61 - (2713) ، (جة) 3831
(3)
(جة) 3873 ، (م) 61 - (2713) ، (ت) 3481