الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1)
(خ م حم)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:(جَاءَ حَبْرٌ مِنْ الْيَهُودِ)(2)(إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ)(3)(أَبَلَغَكَ أَنَّ اللهَ عز وجل)(4)(إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ)(5)(وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ ، وَسَائِرَ الْخَلَائِقِ (6) عَلَى إِصْبَعٍ) (7)(ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ ، أَنَا الْمَلِكُ؟)(8)(" فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (9) تَصْدِيقًا لِقَوْلِ الْحَبْرِ ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:{وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ، وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ (10) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (11) ") (12)
(1)[الزمر/67]
(2)
(خ) 7075
(3)
(خ) 6979
(4)
(حم) 3590 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(5)
(خ) 7075 ، (م) 2786
(6)
أَيْ: مَنْ لَمْ يَتَقَدَّم لَهُ ذِكْر، قَالَ مُحَمَّد: عَدَّهَا عَلَيْنَا يَحْيَى بِإِصْبَعِهِ ، وَكَذَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد بْن حَنْبَل فِي " كِتَاب السُّنَّة " عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد ، وَقَالَ: وَجَعَلَ يَحْيَى يُشِير بِإِصْبَعِهِ ، يَضَع إِصْبَعًا عَلَى إِصْبَع ، حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرهَا، وَرَوَاهُ أَبُو بَكْر الْخَلَّال فِي " كِتَاب السُّنَّة " عَنْ أَبِي بَكْر الْمَرْوَزِيِّ عَنْ أَحْمَد، وَقَالَ: رَأَيْت أَبَا عَبْد الله يُشِير بِإِصْبَعٍ إِصْبَعٍ.
وَوَقَعَ فِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس عِنْد التِّرْمِذِيّ " مَرَّ يَهُودِيٌّ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا يَهُودِيّ حَدِّثْنَا ، فَقَالَ: كَيْف تَقُول يَا أَبَا الْقَاسِم إِذَا وَضَعَ الله السَّمَاوَات عَلَى ذِهِ ، وَالْأَرْضِينَ عَلَى ذِهِ ، وَالْمَاء عَلَى ذِهِ ، وَالْجِبَال عَلَى ذِهِ ، وَسَائِر الْخَلْق عَلَى ذِهِ " ، وَأَشَارَ أَبُو جَعْفَر - يَعْنِي أَحَد رُوَاته - بِخِنْصَرٍ أَوَّلًا ، ثُمَّ تَابَعَ حَتَّى بَلَغَ الْإِبْهَام. فتح الباري لابن حجر - (ج 20 / ص 490)
(7)
(خ) 4533 ، (م) 2786
(8)
(خ) 7075
(9)
النواجذ: أواخُر الأسنان ، وقيل: التي بعد الأنياب.
(10)
قَالَ اِبْن بَطَّال: وَحَاصِل الْخَبَر أَنَّهُ ذَكَرَ الْمَخْلُوقَات ، وَأَخْبَرَ عَنْ قُدْرَة الله عَلَى جَمِيعهَا ، فَضَحِكَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تَصْدِيقًا لَهُ وَتَعَجُّبًا مِنْ كَوْنه يَسْتَعْظِم ذَلِكَ فِي قُدْرَةِ الله تَعَالَى، وَأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ فِي جَنْبِ مَا يَقْدِر عَلَيْهِ بِعَظِيمٍ، وَلِذَلِكَ قَرَأَ قَوْله تَعَالَى {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الْآيَة أَيْ: لَيْسَ قَدْرُه فِي الْقُدْرَة عَلَى مَا يَخْلُق عَلَى الْحَدِّ الَّذِي يَنْتَهِي إِلَيْهِ الْوَهْم، وَيُحِيط بِهِ الْحَصْر؛ لِأَنَّهُ تَعَالَى يَقْدِرُ عَلَى إِمْسَاك مَخْلُوقَاته عَلَى غَيْر شَيْء ، كَمَا هِيَ الْيَوْم، قَالَ تَعَالَى:{إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَنْ تَزُولَا} وَقَالَ: {رَفَعَ السَّمَاوَات بِغَيْرِ عَمَد تَرَوْنَهَا} . وَقَدْ اِشْتَدَّ إِنْكَار اِبْن خُزَيْمَةَ عَلَى مَنْ اِدَّعَى أَنَّ الضَّحِك الْمَذْكُور كَانَ عَلَى سَبِيل الْإِنْكَار، فَقَالَ بَعْد أَنْ أَوْرَدَ هَذَا الْحَدِيث فِي " كِتَاب التَّوْحِيد " مِنْ صَحِيحه بِطَرِيقِهِ: قَدْ أَجَلَّ اللهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَنْ يُوصَف رَبُّه بِحَضْرَتِهِ بِمَا لَيْسَ هُوَ مِنْ صِفَاته ، فَيَجْعَل بَدَل الْإِنْكَار وَالْغَضَب عَلَى الْوَاصِف ضَحِكًا، بَلْ لَا يُوصِف النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا الْوَصْف مَنْ يُؤْمِن بِنُبُوَّتِهِ.
وَقَدْ وَقَعَ فِي الْحَدِيث فِي الرِّقَاق عَنْ أَبِي سَعِيد رَفَعَهُ: " تَكُون الْأَرْض يَوْم الْقِيَامَة خُبْزَة وَاحِدَة يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّار بِيَدِهِ كَمَا يَتَكَفَّؤُ أَحَدُكُمْ خُبْزَته " الْحَدِيث، وَفِيهِ أَنَّ يَهُودِيًّا دَخَلَ فَأَخْبَرَ بِمِثْلِ ذَلِكَ ،" فَنَظَرَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَصْحَابه ثُمَّ ضَحِكَ ". فتح الباري (ج20ص490)
(11)
[الزمر/67]
(12)
(خ) 4533 ، (م) 2786
(حم)، وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَتَدْرِي مَا سَعَةُ جَهَنَّمَ؟ ، قُلْتُ: لَا، قَالَ: أَجَلْ وَاللهِ مَا تَدْرِي ، إنَّ بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِمْ وَبَيْنَ عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِينَ خَرِيفًا ، تَجْرِي فِيهَا أَوْدِيَةُ الْقَيْحِ وَالدَّمِ ، قُلْتُ: أَنْهَارًا؟ ، قَالَ: لَا، بَلْ أَوْدِيَةً ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا سِعَةُ جَهَنَّمَ؟، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ رضي الله عنها أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ قَوْلِهِ عز وجل:{وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} (1) قَالَتْ: فَأَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟، فَقَالَ:
" هُمْ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ (2) "(3)
(1) سورة الزمر آية رقم: 67
(2)
الْمُرَاد بِهِ هُنَا: الصِّرَاط. شرح النووي على مسلم - (ج 2 / ص 14)
(3)
(حم) 24900 ، (م) 2791 ، (ت) 3121 ، انظر الصَّحِيحَة: 561