المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من متعلقات الإيمان: الإيمان بالكتب السماوية، والإيمان بالرسل - الحديث الموضوعي - جامعة المدينة

[جامعة المدينة العالمية]

فهرس الكتاب

- ‌الدرس: 1 الحديث الموضوعي - إخلاص النية لله تعالى في سائر الأعمال

- ‌تعريف الحديث الموضوعي، وبيان فوائده

- ‌إخلاص النية لله تعالى في سائر الأعمال

- ‌الدرس: 2 تابع: إخلاص النية لله تعالى في سائر الأعمال

- ‌تتمة الحديث عن إخلاص النية لله تعالى في سائر الأعمال

- ‌كيف يخلص العبد نيته لله تعالى

- ‌الدرس: 3 تعريف الإيمان، وبيان متعلقاته

- ‌تعريف الإيمان، وبيان أنه قول وعمل

- ‌متعلقات الإيمان "الإيمان بالله وملائكته

- ‌الدرس: 4 تابع: تعريف الإيمان، وبيان متعلقاته

- ‌تتمة الحديث عن الإيمان بالملائكة

- ‌من متعلقات الإيمان: الإيمان بالكتب السماوية، والإيمان بالرسل

- ‌الدرس: 5 أثر الإيمان في حياة الأمة

- ‌من آثار الإيمان: ترابط المسلمين وتآخيهم، وصيانة الأعراض، والحياء

- ‌من آثار الإيمان: ترك أذى المسلمين، وهجرة الذنوب

- ‌ما كتبه الشيخ سيد سابق رحمه الله تحت عنوان "ثمار الإيمان

- ‌الدرس: 6 علامات الساعة، وحكم الإيمان بها

- ‌علامات الساعة في حديث جبريل عليه السلام

- ‌حكم الإيمان بعلامات الساعة

- ‌الدرس: 7 علامات الساعة الصغرى - علامات الساعة الكبرى

- ‌من علامات الساعة الصغرى

- ‌رفع العلم، وثبوت الجهل، وشرب الخمر، وظهور الزنا، وقلة الرجال وكثرة النساء

- ‌علامات الساعة الكبرى

- ‌الدرس: 8 تابع: علامات الساعة الكبرى

- ‌طلوع الشمس من المغرب، وخروج الدابة، وظهور المهدي

- ‌العلامات الكبرى

- ‌خروج المسيح الدجال، وما يتبعه من علامات

- ‌الدرس: 9 الفتن وتحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع فيها

- ‌الفتن: تعريفها، والمراد منها

- ‌تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الوقوع في الفتن

- ‌الدرس: 10 كيف يتقي المسلم الفتن

- ‌المراد بالتقوى في كيفية اتقاء المسلم للفتن

- ‌كيف يتقي المسلم الفتن

- ‌الدرس: 11 تابع: كيف يتقي المسلم الفتن

- ‌التورع عن الشبهات، وأكل الطيب من الحلال، والتحذير من أكل الحرام

- ‌فضل الورع والزهد، وما جاء في الشهرة، وباب الصمت وحفظ اللسان

- ‌الدرس: 12 الآداب والأخلاق الإسلامية

- ‌تعريف: الآداب، والأخلاق

- ‌دعوة الإسلام إلى الأخلاق الكريمة الفاضلة

- ‌الدرس: 13 الحياء من الإيمان

- ‌نماذج من الآداب والأخلاق الإسلامية

- ‌الحياء من الإيمان

- ‌الدرس: 14 الوفاء بالعهد، وحفظ السر

- ‌(الوفاء بالعهد

- ‌حفظ السر

- ‌الدرس: 15 الأمانة

- ‌الأمانة: تعريفها، والنصوص التي وردت فيها

- ‌المجالات التي تراعى فيها الأمانة

- ‌الدرس: 16 تابع: الأمانة - العدل

- ‌تتمة الحديث عن الأمانة

- ‌العدل، ونماذج من عدل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الدرس: 17 الدعوة إلى الصدق، والتحذير من الكذب

- ‌تعريف الصدق، والدعوة إليه

- ‌تعريف الكذب، والتحذير منه

- ‌الدرس: 18 أدب الحديث في الإسلام، ولين الكلام واختيار الألفاظ

- ‌(أدب الحديث في الإسلام

- ‌لين الكلام واختيار الألفاظ

- ‌الدرس: 19 الدعوة إلى التواضع، والتحذير من الكبر

- ‌(الدعوة إلى التواضع

- ‌التحذير من الكبر

- ‌الدرس: 20 بر الوالدين، وصلة الرحم

- ‌(بر الوالدين

- ‌صلة الرحم

- ‌الدرس: 21 حق المسلم على المسلم، وجزاء من قام بهذه الحقوق

- ‌(حق المسلم على المسلم

- ‌جزاء من قام بهذه الحقوق

الفصل: ‌من متعلقات الإيمان: الإيمان بالكتب السماوية، والإيمان بالرسل

يدركه الغافلون قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} (البقرة: 285).

إن هذا العالم الغيبي لا يدرك بالحس، ولا بالعقل، بل إن الشياطين لا يمكنهم الوصول إليه:{لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإٍ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ} (الصافات: 8) وسبيل معرفة هذا العالم هو الوحي لأنه غيب من الغيوب {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَاّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ * قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ * مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلإٍ الأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ * إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَاّ أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ} (ص: 65: 70).

وكل ما يجب الاهتمام به أن نؤمن بهم، ونرعى حق صحبتهم، ونوثق صلتنا بهم، كما أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله:((إن معكم من لا يفارقكم إلا عند الخلاء وعند الجماع، فاستحيوهم وأكرموهم)).

‌من متعلقات الإيمان: الإيمان بالكتب السماوية، والإيمان بالرسل

ومن متعلقات الإيمان: الإيمان بالكتب السماوية، أي: على كل مؤمن أن يؤمن بأن لله تعالى كتبًا أنزلها على رسله وأمرهم أن يبلغوها لخلقه من هذه الكتب التوراة والإنجيل والزبور، وصحف إبراهيم وموسى، والقرآن الكريم الذي أنزل على سيدنا محمد نؤمن إيمانًا يقينيًا بأنه مهيمن على هذه الكتب السابقة، ومصدق لها. قال تعالى:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (البقرة: 285).

وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا

ص: 72

عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ * وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ * وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ * وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ * وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (المائدة: 44: 50).

يقول الشيخ سيد سابق: إن لله سبحانه تعاليم ووصايا أوحاها إلى رسله وأنبيائه منها ما دون في كتب ومنها ما لا علم لنا به فلكل نبي رسالة بلغها قومه قال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} (البقرة: 213) وقال تعالى: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} (آل عمران: 184).

والكتب المدونة: هي التوراة التي نزلت على موسى، قال تعالى:{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ} (المائدة: 44).

ص: 73

وقال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا} (الأنعام: 91).

ومن الكتب المبينة أيضًا الإنجيل الذي نزل الله على عيسى قال تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} (المائدة: 46) ومن الكتب المنزلة أيضًا الزبور الذي نزله الله على داود عليه السلام قال تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} (النساء: 163) ومنها صحف إبراهيم وموسى قال تعالى: {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَاّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَاّ مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} (النجم: 36: 42).

وقال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى *صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} (الأعلى: 15: 19).

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: ((قلت: يا رسول الله 31:16ما كانت صحف ما كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالًا كلها، أيها الملك المصلى المبتلى المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم؛ فإني لا أردها وإن كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبًا على عقله، أن يكون له ساعات، فساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعةٌ يتفكر فيها في صنع الله عز وجل وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب، وعلى العاقل ألا يكون ظاعنًا، أي: مقرًّا- إلا لثلاث، تزود لمعاد أو لمعاش، أو لذة في غير مُحَرَّم، وعلى العاقل أن يكون بصيرًا بزمانه، مقبلًا على شأنه، حافظًا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قَلَّ كلامه إلا فيما يعنيه، قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى عليه السلام؟ قال: كانت عبرًا كلها، عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو

ص: 74

يفرح، عجبت لمن هو أيقن بالنار ثم هو يضحك، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، عجبتُ لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها، ثم اطمأن إليها عجبت لمن أيقن بالحساب غدًا، ثم لا يعمل، قلت: يا رسول الله، أوصني قال أوصيك بتقوى الله؛ فإنها رأس الأمر كله، قلت: يا رسول الله زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله عز وجل فإنه نور لك في الأرض، وزخر لك في السماء، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: إياك وكثرة الضحك؛ فإنه يميت القلب، ويذهب بنورِ الوجه، قلت: يا رسول الله زدني، قال: عليك بالجهاد؛ فإنه رهبانيةُ أمتي، قلت: يا رسول اللهِ زدني، قال: أحب المساكين وجالسهُم، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: انظر إلى من هو تحتك، ولا تنظر إلى من هو فوقك؛ فإنه أجدر ألا تزدري نعمةَ الله عليك قلت: يا رسول الله، زدني، قال: قُل الحق، وإن كان مُرًّا، قال: قلت: يا رسول الله، زدني، قال ليردك عن الناس ما تعلمه من نفسك، ولا تجد عليهم فيما تأتي، وكفى بك عيبًا أن تعرف من الناس ما تجهله من نفسك، وتجد عليهم فيما تأتي، ثم ضرب بيده على صدره، فقال: يا أبا ذر لاعقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق)) الحديث رواه ابن حبان في صحيحه واللفظ له، ورواه الحاكم أيضًا في (مستدركه)، وقال: صحيح الإسناد.

ثم القرآن الكريم: وهو آخر الكتب السماوية نزولًا قال تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} (آل عمران: 2: 4).

مزايا القرآن: وللقرآن الكريم مزايا تميز بها عن الكتب السماوية التي تقدمته. من هذه المزايا: أنه تضمن خلاصة التعليم الإلهية التي تضمنتها التوراة، والإنجيل، وسائر ما أنزل الله من وصايا، وأنه مؤيدٌ للحق الذي جاء بها من عبادة الله

ص: 75

وحده، والإيمان برسله، والتصديق بالجزاء، ووجوب إقامة الحق، والتخلق بمكارم الأخلاق. قال تعالى:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (المائدة: 48).

أي: أن الله أنزل القرآن الكريم على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مقترنًا بالحق في كل ما جاء به، ومصدقًا لما تقدمه من الكتب الإلهية التي أنزلها الله على الأنبياء السابقين، ورقيبًا عليها يقر ما فيها من حق، ويبين ما دخل فيها من تحريف وتصحيف، ثم يأمر الله نبيه أن يحكم بين الناس مسلمين وكتابيين بما أنزل الله في القرآن، متجنبًا أهواءهم، وأنه سبحانه جعلَ لكل أمةٍ شريعة وطريقةً في الأحكام العملية تناسب استعدادها، أما أصول العقائد والعبادات والآداب والحلال والحرام وما لا يختلف باختلاف الزمان والمكان فإنها واحدة في الأديان كلها. قال تعالى:{شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} (الشورى: 13).

ثم نسخت الأحكام العملية السابقة بالشريعة الإسلامية والأحكام النهائية الخالدة الصالحة لكل زمانٍ ومكانٍ هي شريعة الإسلام، وأصبحت العقيدة واحدة والشريعة واحدة للناس جميعًا.

2 -

الأمر الثاني: من خصوصيات القرآن الكريم: وما تميز به عن كل الكتب السابقة: أن تعاليم القرآن، هي كلمة الله الأخيرة لهداية البشر أراد الله لها أن تبقى على الدهر، وتخلد على الزمن فصانها من أن تمتد إليها يد التحريف، أو التصحيف، أو التغيير، أو التبديل، قال تعالى:{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت: 41: 42).

ص: 76

وقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر: 9) والغاية من ذلك: أن تبقى حجة الله على الناس قائمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

أيضًا من مميزات القرآن الكريم: أن هذا القرآن الذي أراد الله له الخلود لا يتصور أن يأتي يوم يصل فيه العلم إلى حقيقة تتعارض مع حقائقه، فالقرآن كلام الله، والكون عمل الله، وكلام الله، وعمله لا يتناقضان أبدًا، بل يصدق أحدهما الآخر؛ ومن ثم فقد جاءت الحقائق العملية مصدقة لما سبق به الكتاب تحقيقًا لقوله سبحانه:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت: 53).

أيضًا الله يريد لكلمته أن تذاع، وتصل إلى العقول والأسماع، وتتحول إلى واقع عملي، ولا يتم ذلك إلا إذا كانت ميسرة للذكر والحفظ والفهم؛ ولهذا جاء القرآن سهلًا، ليس فيه ما يشق على الناس فهمُهُ، أو يصعب عليهم العمل به. قال تعالى:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (القمر: 17).

ومن تيسيره: أن حفظه الرجالُ والنساء، والصغار والكبار، والأغنياء والفقراء ويرددونه في البيوت، وفي المساجد، ولا تزال أصوات القراء تدوي به في كل ناحية، ولا نعلم أن كتابًا من الكتب غير القرآن نال من هذه الميزة بعدما اختص به القرآن الكريم، والقرآن بهذا لا يساميه، أو لا يقاربه كتاب آخر في تأثيره، وهدايته، ولا في موضوعه، وسمو أغراضه؛ ومن ثم كان خير الكتب وأفضلها على الإطلاق.

أما التوراة فحرفت، إننا نؤمن بأن التوراة نزلت على موسى، وأن ذلك ركن من أركان الإيمان عندنا، وقد أخبر الله أن فيها هدى ونور، وأثنى عليها بقوله:{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ} (الأنبياء: 48) إلا أن

ص: 77

هذه التوراة التي نزلت على موسى عليه السلام غير موجودة بالمرة الآن، كما هو مسلم به عند الجميع. أما التوراة المتداولة الآن: فقد قام بكتابتها أكثر من كاتب، وفي أزمان مختلفة، وقد دخلها التحريف.

يقول المرحوم الأستاذ الكبير محمد فريد وجدي: ومن أدلة التحريف الحسية أن التوراة المتداولة لدى النصارى تخالف التوراة المتداولة عند اليهود انتهى، وقد أثبت القرآن هذا التحريف، ونهى على اليهود التغيير والتبديل الذي أدخلوه على توراتهم قال تعالى:{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (البقرة: 75).

فهم تجرأوا على كتاب الله فحرفوه، ليخفوا ما فيه من الحق، ونسوا قدرًا مما ذكرهم الله به في التوراة؛ فالذي عندهم من التوراة الصحيحة هو بعضها فقط قال تعالى:{مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} (النساء: 46) وهو دليل على صحة نقض القرآن للتوراة المتداولة، وأنها ليست كلها هي توراة موسى التي جعلها الله نورًا وهدى، ما جاء في التوارة من وصف الله بما لا يليق بجلاله وكماله؛ ففي سفر التكوين 3: 22 وقال الرب الإله هو ذا الإنسان قد سار كواحد منا عارفًا بالخير والشر، وفيه ستة ستة أيضًا فحزن الرب أنه عمل الإنسان، وتأسف في قلبه، فهل يعقل أن هذا من كلام الله؟ وهل يصح أن ينسب إليه الحزن والأسف على شيء عمله؟!.

وكذلك ما جاء فيها مما يمس شرف الأنبياء، ويتنافى مع ما لهم من عصمة ومكانة رفيعة، وخلق متين، فقالوا عن إبراهيم عليه السلام: إنه كذاب وأن لوطًا زنا بابنته، وهارون دعا الإسرائيليين إلى عبادة العجل، وداود زنى بزوجة أوريا، وسليمان عبد الأصنام إرضاءً لزوجته، فهل ثمة دليل على التحريف أقوى من هذا؟ لقد

ص: 78

اضطر النقاد من مصلحي اليهود أنفسهم إلى الاعتراف بهذه الحقيقة، وأن التوراة قد حرفت، وقد أورد مذهبهم حاخام باريس وجوليان ويل في كتابه (اليهودية).

تحريف الإنجيل والإنجيل الذي نزل الله على عيسى عليه السلام هو مثل التوراة التي نزلت على موسى عليه السلام كلاهما كلام الله، وفي الإنجيل أيضًا هدى ونور، إلا أن الإنجيل أيضًا قد لحقه ما لحق التوراة من التحريف والتبديل والتغيير قال تعالى:{وَمِنْ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمْ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (المائدة: 14، 15).

ويكفي لصحة التدليل على التحريف في الأناجيل المتداولة بأيدي النصارى الآن أنها أربعة، اختيرت من نحو سبعين إنجيلًا، وهذه الأناجيلُ تناولت الكتابة عن سيرة سيدنا عيسى عليه السلام ومؤلفوها معروفون وأسماؤهم مكتوبة عليها، وقد قَرَّرَ نقادُ المسيحيين أنفسهم أن عقائد الأناجيل هي رأي بولس دون سائر الحواريين، ودون أقرب الأقربين إلى عيسى عليه السلام وقد وجد في مكتبة أميرٍ من الأمراء في باريس نسخة من إنجيل برنابا، وقد طبعتُهُ مطبعة المنار بعد ترجمته إلى العربية وهو يخالف الأناجيل الأربعة مخالفةً كبيرة.

ثم قال الشيخ سيد سابق تحت عنوان: (معنى تصديق القرآن للكتب السابقة):وإذا كان التحريف في التوراة والإنجيل ثابتًا ثبوتًا حقيقيًّا لا ريب فيه بنص القرآن من جهة، وبالأدلة الحسية من جهة أخرى، فما معنى أن القرآن جاء مصدقًا لما تقدمه من الكتب الإلهية؟ أقول: معنى ذلك أن القرآن جاء مؤيدًا

ص: 79

للحق الذي ورد فيها، كما سبقت إليه الإشارة من عبادة الله وحده، والإيمان برسله والتصديق بالجزاء، ورعاية الحق والعدل، والتخلق بالأخلاق الصالحة، وهو في الوقت ذاته مهيمنًا عليها ومبينًا ما وقع فيها من أخطاء وأغلاط، وتحريف، وتصحيف، وتغيير، وتبديل.

وإذا انتفت هذه الأخطاء التي أدخلها رجال الدين على الكتب السماوية وزورها على الناس باسم الله ظهر الحق، واستبان، والتقى القرآن مع التوراة والإنجيل، قال تعالى:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} (المائدة: 68) وإقامتها لا تتحقق إلا بعد تطهيرها من الزيف، والزيغ، والتحريف، والتصحيف، والتبديل.

وتحت عنوان "الطريق إلى الحقيقة" قال: إن من يبتغي الحق، ويريد الوصول إلى التعاليم الإلهية الصحيحة لا يجد أمامه غير القرآن الكريم؛ فهو الكتاب الذي حُفِظَت أصولُه، وسلِمَت تعاليمه، وتلقته الأمة عن محمد صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل الأمر الذي لم يتوفر لكتاب مثله وأنه الجامع لأسمى المبادئ، وأقوم المناهج وخير النظم، وأنه الحافل بكل ما يحتاج إليه البشر من حيث العقائد والعبادات والآداب والمعاملات، والنظم، وإنه الكفيل بِخَلْقِ الفرد الكامل والأسرة الفاضلة، والمجتمع الصالح، والحكومة العادلة، والكيان القوي الذي يقيم الحق والعدل، ويرفع الظلم، ويدفع العدوان، وأنه الوسيلة الوحيدة لتحقيق الخلافة في الأرض، ووراثة الأرض.

قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (المائدة: 15: 16) هذا

ص: 80

فيما يتعلق بالإيمان بالله تعالى بأنه أنزل كتبًا على أنبيائه ورسله وآخر هذه الكتب هو القرآن الكريم الذي تكفل الله بحفظه ولم يكل حفظه لأحد من خلقه قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} .

ومن متعلقات الإيمان الإيمان بالرسل، وهو أن نؤمن بأن الله تعالى: اختار رسلًا من خَلْقِهِ يبلغوا رسالاته إلى عباده، وأن آخرهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هؤلاء الرسل لكل أمة رسول ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول للدنيا كلها وللخلق أجمعين. قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَاّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: 107).

وتجب العصمة لهؤلاء الرسل، ونؤمن بأن الله تعالى أيدهم بالمعجزات؛ دليلًا على صدقهم، وأن هؤلاء الرسل كلٌّ منهم له مقامٌ عند ربه، ومنهم خمسة يعرفون بأولي العزم من الرسل، وهم سيدنا نوح عليه السلام وسيدنا إبراهيم عليه السلام وسيدنا موسى عليه السلام وسيدنا عيسى عليه السلام ونبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى:{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا * وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا * رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلَاّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (النساء: 163: 165).

أما أولو العزم: فجاء في آخر آية من سورة الأحقاف الإشارة إليهم قال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَاّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَاّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} (الأحقاف: 35).

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ص: 81