الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثاني:
بيان مصطلحات متعلقة بالسحر
.
إن المصنفات التي تناولت أمر السحر - بيانًا وتحذيرًا - قد حفَلت بكمٍّ لا بأس به من ألفاظٍ نُثرت في ثناياها، قد ذكرها المصنفون عَرَضًا عند تعريفهم بالسحر، أو عند التنفير من تعلمه أو تعاطيه، لكن هذه المصطلحات بقيت مرتبطة بالسحر دون أن يُكشف اللِّثامُ عن وجه معانيها، فقد يقع المرء في تعلمها أو يُلبّس ساحر ماكر بأمثالها على كثير من الناس دون أن يُتفطّن إليها؛ لذا فقد أردت بيانها بما يناسب المقام؛ ليعلم القارئ وجهَ تعلُّقِها بالسحر ونسبتِها إليه فيحذرها كما يحذّر منها، وهي عشرة مصطلحات:
1- الطَّلِسْم
، أو الطِّلَّسْم، والشائع في نطقه طَلْسَم، بوزن جعفر، والمقصود به:[الخطوط المجهولة المعاني، وكذلك كل كلام أعجمي جُهِل معناه](1) .
[ويزعم السحرة أن بهذه الطلسمات تقتدر النفوس البشرية على التأثيرات في عالم العناصر، بشرط استعانة تلك النفوس بالأمور السماوية](2) ، [فهذه الطلسمات مُحدِثة - عندهم - لأمر خارق يكون مبدؤه القوى السماوية الفعّالة، فإذا مُزجت بالقوى الأرضية المنفعلة، حدثت عندئذٍ أمور غريبة وآثار مخصوصة](3)، والحاصل أن الطلسمات هي: ما يكتبه الساحر بإيحاء من شيطانه، ويكون محتويًا - غالبًا - على حروف وأعداد يستعين عند كتابتها بما يدعيه من تأثير روحانية الكواكب على ما يقابلها من أسرار الحروف وخفايا ترتيب الأعداد، مع مناسبة ذلك لخواص العناصر والموجودات، بما يُحدِث
(1) انظر: أحكام العزائم والرقى للعلاّمة عبد الرحمن الأهدل ص61.
(2)
انظر: مقدمة ابن خلدون ص 496، وتعريفه نصًا:[علوم بكيفية استعداداتٍ تقتدر بها النفوس البشرية على التأثيرات في عالم العناصر إما بغير معين أو بمعين من الأمور السماوية، والأول هو السحر، والثاني هو الطلسمات] .
(3)
انظر: موسوعة الكشّاف للعلاّمة التهانوي. (2/1138)(الطلسم) .
تأثيرًا عجيبًا بها؛ من تآلف وتنافر، وغضب ورضى، وتيسير أمر أو توقيف حال، ونحوه. وهو أمر يتكلف الساحر لعمله الجهد الجهيد، ويبذل في إتقانه العمر المديد، حيث إن نفسه لم تبلغ أن تؤثر بهمتها فقط في الموجودات، لذا فهو مضطر للجوء إلى حِمى الكواكب السبع السيارة، ليستنزل روحانيتها، ويستعلم أمزجتها، لتقوم هي بدورها بالتأثير في قوى أرضية، وذلك عند قيام المُطلسِم بكتابة أعداد وحروف تناسب أمزجة تلك الكواكب!! فاعجب - أخي القارئ - لتلك الاستعانة الظاهرة بتلك الأجرام السماوية، وذلك التزلّف لجنابها المعظّم، لذا [فإن الشريعة لم تفرّق بين السحر والطلسمات، وجعلته كلَّه بابًا واحدًا محظورًا](1) .
وهاك مصوّرًا (2) لنماذج من طلاسم وجدت في أحجبة يعلّقها أهلُها، ولا علم لهم بما حوته من طلسمات شركية وأعمال سحرية!! فالحذر كل الحذر من التسهّل في تعليق الأحجبة.
(1) انظر: مقدمة ابن خلدون ص502.
(2)
صورة